أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - حسن مدن - التقشّف ليس الإدخار














المزيد.....

التقشّف ليس الإدخار


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7036 - 2021 / 10 / 3 - 13:50
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


تبلغ ثروات أغنى 400 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر بما لا يقارن بثروات 150 مليون مواطن أمريكي، فيما لا يزيد دخل 46 مليون أمريكي، أو ما نسبته 15 في المئة من المواطنين لكل عائلة مكونة من 4 أفراد، على 22314 دولاراً أمريكياً في السنة.

هذه معطيات يقدمها الباحث الاقتصادي الكويتي المعروف جاسم السعدون، في تقديمه لكتاب مهم يحمل العنوان التالي: «التقشف - تاريخ فكرة خطرة». والكتاب صدر ضمن سلسلة «عالم المعرفة» في الكويت، غاية مؤلفه مارك بليث هي نزع القشرة «الأخلاقية» التي تغلف بها فكرة التقشف، لتبدو كما لو أنها قرينة العقلانية أو الرشد في الإنفاق.

ترشيد الإنفاق، أو الادخار، أكان على مستوى الأفراد، أو خاصة على مستوى الدول، كون الثروة المتاحة لبلد من البلدان أو مجتمع من المجتمعات ليس ملكاً لجيل بعينه، يبذرها كما يشاء حارماً الأجيال المقبلة من حصتها في هذه الثروة؛ فكرة سديدة و نبيلة. أما ما يطلق عليه التقشف فهو ليس سوى حيلة يلجأ إليها المهيمنون على الثروة، لتحميل الطبقات الفقيرة أعباء الأزمات الاقتصادية والضوائق المالية، الناجمة أساساً عن جشع الأغنياء وطريقة إدارتهم للاقتصاد.

في أوقات الوفرة واليسر يجري إنفاق الثروات كيفما اتفق، دون ضوابط أو روادع لصالح النخب المتحكمة بشؤون المال والاقتصاد، والممسكة بمفاصل السلطة، دون اكتراث يذكر بأن تعمم منافع هذه الثروة على قطاعات أوسع من المواطنين، المحرومين في الغالب من أن يكونوا شركاء في رسم السياسات. وحين تنشأ الأزمات الاقتصادية، يتذكر الأغنياء أن هناك آخرين سواهم في المجتمع يشكلون الغالبية الساحقة، وأن على هذه الأغلبية أن تكون شريكاً في تحمل تبعات الأزمات، وإلا فإن الاقتصاد سينهار.

الذريعة هنا موجودة، أو يجري افتعالها كي تصبح ذريعة، بالقول إن هناك مؤسسات اقتصادية يجب حمايتها من الانهيار كي لا ينهار الاقتصاد برمته، وهنا يتذكر الأثرياء دور الحماية الذي يجب على الدولة أن تؤديه باستخدام المال العام لإنقاذهم، فيما هم دائمو الإنكار لنفس دور الحماية، الذي يجب على الدولة أن تقدمه لمحدودي ومتوسطي الدخل، من خلال سياسات الخصخصة العشوائية للخدمات والمرافق الحيوية، بما في ذلك التي تشمل واجبات الدولة تجاه مواطنيها في حقول مثل التعليم والخدمات الطبية اللائقة.

بكلمات جاسم السعدون فإن «اقتطاع نسب متساوية أو متقاربة من كل الناس، يعني اقتطاع نسب كبيرة من مستوى دخل الفقراء، بينما اقتطاعها من الأغنياء لا يمثل نسبة تذكر من دخولهم».
صدور الترجمة العربية لهذا الكتاب أتي في وقته تماماً، لأنه يتصل بنقاشات تهمنا.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثّقافة كمضادٍ ل(السوبر ماركت)
- البلاهة تفكّر
- الحكّ بالخبز اليابس
- لا التاريخ انتهى ولا الجغرافيا
- تعطيل العقل العربيّ
- خانات فكريّة ثلاث
- حركيّو الجزائر
- الحياة لا الغرف المغلقة
- محنة الحريّة في تاريخنا
- عبوديّة الآلة
- محنة الحرية في تاريخنا
- تآكلت الفئات الوسطى فتراجعت ثقافة التنوير
- من وحي انتخابات المغرب
- المهمشون
- شقاء الوعي
- ميكيس ثيودراكيس
- رسائل انفجاري مطار كابول
- تسييس الدين
- عن الدولة الوطنيّة
- ثوابت المثقّف وتحوّلاته


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - حسن مدن - التقشّف ليس الإدخار