أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - ثُلاثِي بِيكَربُونَات الشِّعر














المزيد.....

ثُلاثِي بِيكَربُونَات الشِّعر


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 2 - 15:27
المحور: الادب والفن
    


قلم #راوند_دلعو

♥️ ♠️ عندما يبحثُ الشاعر عن المال أو الشّهرة يُجهض تجربته الشعريّة و يتبرأ منها ، يَقصِفُ عمرها ! يُقَصقِصُ أجنحتها ، يستلُّ رُوحها ، يَقبرها ، يُفرِّغها من محتواها ... يذبح السّياق الشاعريّ للتعبيريَّة ذبحاً ... يُصيبُ الاستغراقيّة بالفزع ... يُطفئ النورانيّة ... يقذف بالملائكيّة على شيطان الشعر فيهرب ... ينحر الحالة السّايكولوجية نحراً ... يقطع المشهد في منتصف القبلة السّاخنة بين البطل و البطلة ... !

ثم ماذا ؟

ثم يموت الشِّعر سريرياً ... !

كل ذلك يحدث في تلك اللحظة التي يكتب فيها الشاعر باحثاً عن المال أو الشهرة !! يا له من خائنٍ يجب قتله !

فالشاعر الحقيقي كائنٌ مُنوَّمٌ في تجربته الشِّعريَّة مغناطيسياً ... سجينٌ بالأبجدية ، صليبٌ على جدرانها ... سكران تائه في دخاليج حروفها ! ... إنه شَجَنٌ يرصف الحرف تلقائياً بالزَّخَم المشاعري العُلْوِي ... لا تُمهِلُه الموجةُ الشِّعرية وقتاً حتّى للتفكير باللغة التي يكتُبُ بها إن كانت عربية أم إنكليزية أم مسمارية أم سنسكريتيّة !! هو غائبٌ بغُول الشعر عن الوسط المحيط ، لا محل للمادة و ملحقاتها التافهة من الإعراب في عالمه الغارق بالشاعريّة ...

الشاعر كائن يكتُبُ بالجَمَال بالحب بالهيام بالعشق بالحرب بالحريّة بالتمرد بالثوريَّة بالوداع بالغربة بالوطن بالبلاد بالموت بالولادة بالذكريات بالدموع بالدماء ... يكتب بكل شيء ... بكل شيء عدا القلم !

الحق الحق أقول لكم ... الشاعر لا يكتب بالقلم !

🍄 ثم من قال أن الشاعر يكتب أصلاً ؟؟؟

لا و الله ... الشاعر لا يَكتُب ...

إي و ربي لا يكتُب ... !

بل يرتكبُ الشعر ارتكاباً ... يقترفه اقترافاً ... يجترحه اجتراحاً ... يمارسه ممارسة ... يُشِعُّ الشاعرية إشعاعاً ... يَضُجّ العاطفيَّةَ صَخَبَاً ... يتوهج موسيقيَّاً على هيئةٍ أبجديّة ... يسيل باللهفة حبراً على الورق .... يَبُثُّ الشُّجُون بثَّاً ... ليغدوا شعوراً منبثَّاً ... فأنَّى له التفكير بالتوثيق و النشر و الشهرة ؟

تمرُّ فتاة جميلة في الكُلِّية ، فيرمي أطنانَ العشقِ من حُجُرات قلبه الأربعة على جلدة كتاب الهندسة الميكانيكية ، ليتحول الكتاب إلى أحد أسفار الشعر الخالدة و لتتحول الهندسة بعنجهيتها إلى مجرد هوامش متقزمة على حواشي السِّفْر العظيم ... !

و إذا رمقَتْهُ الحبيبة بنظرة ، اندلق من عينيه شلال من الشِّعر الأزرق على مقعد الجامعة ... ثم إذا به يُلملم ما انهمر من ماءات أشعاره بقلم ناشف على ورقة من دفتر الخوارزميات و البرمجة الروبوتيّة !

يشتاق لحليب أمه و هو في السجن ، فيَتوهّج شُجُوناً ... ثم ينقش هذه الأشجان بالدمع على جدار زنزانته ... ليتحول الجدار إلى مُعلَّقةٍ خالدة ، و السِّجنُ إلى كعبة مُشرَّفة !

🌈 #الحق_الحق_أقول_لكم .... الشاعر كائن يحيى بالحالة ليموت بمُفارَقَتِها ... ينبثق من كينونة الحدث و صيرورة التجربة الشعرية ليتلاشى بتلاشيها ...

و لتأخُذْها مِنِّي مُدوِّيَةً :

لا يمكن أن يُرتَكَبَ العملُ الشعري بغرض التوثيق و الطباعة و النشر و المهرجانات و الأمسيات و الأصبوحات و الأضواء و العدسات و التصافيق و البريستيجات ... فهذه إرهاصات الرقص الشرقي لا العمل الشعري ! ... أما العمل الشعري فيأخذُ الشَّاعرَ غدراً بطعنة في الظهر على حِين قُبلة ... ثم لا يسمح له بالتقاط أنفاسه ... فضلاً عن النشر و الطباعة و الأمسيات و الأضواء !!

هذا و قَد يُوَثَّقُ الشِّعر بالصُّدفة _ إن كُتِبَ له التوثيق _ و قد لا يُوثَّق ، فأعظَمُ الملاحم الشِّعريَّة في التاريخ ذهبت أدراج الغياب ، إذ لم تُسعِفها الظروف بالأرشفة و التوثيق ... فالشاعريّة طغت إذ تعملَقَت فكانت سيدة الموقف ... مما أدى إلى تقزُّم و تلاشي أدوات و سيناريوهات التوثيق !

و هنا نُدرك أن العمل الشعري ليس مادة كيميائية يتم تركيبها في المختبرات ثم تعليبها و بيعها لصناعة الماركات و جني الملايين !! فلا وجود لثلاثي بيكربونات الشِّعر ، ولا لرباعي أوكسيد القوافي و لا لسداسي كبريتات التصاوير المسجوعة ، اللهمَّ إلا عند هؤلاء الذين يكتبون الكلام الموزون بشكل تقليدي على البحر الكامل ... أولئك الذين يحضِّرون القلم و الورقة و فنجان ( النسكافيه) ثم يكتبون تحت المكيفات على أنغام الموسيقا الكلاسيكية التي شبعت نمطية من كثرة ما قتلَتْ نفسها تكراراً !

ترى واحدهم و قد كتب تفعيلات الخبب ثم راح يقصقص الكلمات على قدِّها ، كتلميذ الصف الرابع الذي يملأ الفراغات بالكلمات المناسبة ، ثم يمسح مخطته بطرف المقعد الدراسي !!

أَفْحِل به و أشْعِر !!

♠️♦️ الحق الحق أقول لكم ... عندما يبحث الشاعر عن الشعر يغتال مشهده الدرامي بعنجهية الأنا ... يقتل وعيه الحي بماديَّته الميتة ... يقبِضُ روح تجربته الشعرية عِزرائِيلِيَّاً ! فتغدو جثة هامدة .... ليتحول عندها إلى راصف للكلمات الموزونة المُقَفَّاة ... فالشاعر لا يبحث عن الشعر ، بل تضربه صاعقة الشعر فجأة ، فتقوم قيامته و لا تقعد بعدها ... ثم لا تقوم له قائمة عندها !!

و آخر دعوانا أَنْ طريقُ الشِّعر لا يُتَسَوَّل عَمْدِيَّةً بل يؤتى عفويةً ، كطائر الفينيق مهاجراً باللاشعور نحو الألق !



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيه اختلافاً كثيراً _ توظيفُ مؤلف القرآن للرب كإرهابي في الس ...
- فيه اختلافاً كثيراً _ الضعف التمثيلي و المشاكل اللغوية في صد ...
- (فيه اختلافاً كثيراً _ معالجة أفقية ثم عمودية للسجعيّات رقم ...
- مُعَدّل النزيف ....
- فيه اختلافاً كثيراً _ خطأ استراتيجي واضح في السجعية رقم 8 من ...
- الأديب الهارب من الله !
- قصة نجمتين
- العُنْصُطَائفية المحمدية
- الوهم الهرموني المريح
- الإبهام في الشعر الرمزي
- ضياع الارتقائية في المسابقات الأدبية
- لم يعد الإبداع الأدبي حِكراً على طبقة الأكاديميين
- على مذبح الترجمة _ الفرق بين الأدب و اللغة !
- فيه اختلافاً كثيراً _ الأخطاء القرآنية في ترتيلة المسد
- شذرات الذهب في نقد أهم معلقات العرب !!
- لماذا نجح صانعوا الديانة المحمدية في إيصالها إلينا و جعلها م ...
- الرصاصة الأخيرة في نعش الإله الأخير ...
- لماذا نرسل أبناءنا إلى المدرسة ؟
- أحاشيشٌ محمدية _ دعاء ركوب الدابة و المرأة !!
- التأجيج الطائفي وحش يبتلع إنسانية الإنسان تحت غطاء المُقدَّس ...


المزيد.....




- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟
- 77 دار نشر ونحو 600 ضيف في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - ثُلاثِي بِيكَربُونَات الشِّعر