أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شكري شيخاني - ثقافة الانتماء الوطني














المزيد.....

ثقافة الانتماء الوطني


شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7033 - 2021 / 9 / 29 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لإنتماء للوطن أساس للاصلاح السياسي, فلا يجوز التحدث عن السياسة أو عن الية إصلاحها أو الديمقراطية أو تثبيتها بدون أن ينتمي هذا المراد اعطاهء هذه الديمقراطية أو اعطاؤه جرعات في السياسة لذلك كان التحدي الأكبر أمام المواطن والمسؤول على السواء هو ضرورة الانتماء الكامل والغير منقوص لوطن أنا وأنت فيه وابنك وابنتك وأولادي ومن قبل كان الأباء والأجداد,لهذا تفرغ الكثير من الباحثين في علوم الاجتماع في ناحية هامة ألا وهي موضوع حب الوطن والسمو به الى أعالي الدرجات,
من منا في هذا المجتمع, بطوله وعرضه,من شماله الى جنوبه, مواطنا كان أم مسؤولا", كبيرا أو صغيرا" ,لم يسأل نفسه ذات يوم سؤالا هاما, كان ولا يزال يسببّ لنا الأرق والقلق , فبات يؤرقنا في أحلامنا قبل يقظتنا:وهو لماذا تصنّف بلادنا ضمن الدول أو المجتمعات اللاواعية ... او النايمة او النامية ..لافرق حتى أنه تم تلطيف هذه الكلمة الخشنة جدا وأصبح يقال لنا الدول النامية التي في طريقها الى التحضر, وحتى ضمن قائمة الدول النامية فأغلب الظن أننا لسنا في وضع متقدم على دول أخرى إذا ما أحببنا المقارنة بها.
وإذا ما أمعنا النظر في حياة الشعوب لدى الدول أخرى ,نجد أن غالبية هذه الدول تفتقر الموارد والثروات الطبيعية والبشرية,وأن شعوبها أقل وعيا وإدراكا لما يحصل عندهم , وحولهم في كثير من الأمور الحياتية, ولا تتمتع بلادهم بأهمية استراتيجية أو مناخية جيدة , وحتى أن الكثير من هذه الدول لا تصلح أراضيها للزراعة ومع هذا نجدها مجتمعات حية تتقدم, تنتج وتزرع ,تصنع وتصدر,تهتم بالسياحة والاقتصاد,تهتم بالصحة والمجتمع, وهذا الكلام يؤيده كل من وطأت قدماه دولا" أخرى , إما سائحا أو تاجرا أو مسؤولا في بعثة ,أو وفدا رسميا. والدليل أن كل هؤلاء العائدون بعد انتهاء مهماتهم او سياحتهم وتجارتهم نراهم وتراهم يتغّنون بما شاهدوه ولمسوه في تلك الدول التي ذهبوا إليها, فتراهم يتكلمون عن النظافة في هذه الدولة, وعن إتباع المواطن للنظام في تلك الجمهورية أو المملكة, وعن اهتمام الدولة والمواطن جنبا الى جنب ,وعن تقيد الشعوب في تلك البلاد بالحفاظ على كل شبر من أرضهم نظيفا, وعندما يعود هؤلاء الى بلدهم الأم سورية نجد أن السواد الأعظم منهم لا يتقيدون بأبسط قواعد النظافة هنا, مع العلم أنهم عاشوا فترة لا بأس بها في تلك الدول, حتى أنه في مجتمعنا يوجد الكثير والكثير من العائلات لم تحاول حتى التطرق الى موضوع زرع الوعي البيئي والحفاظ على الصحة من خلال التقيد والالتزام بأنفسهم أولا", ومن ثم إلزام أولادهم بأصول معالجة موضوع النظافة وهو أمر هام جدا وهو يدل على مدى الرقي والحضارة في تلك الدول.
وينسحب هذا القول ببساطة على كل ما تقع عليه أعيننا, وتشد له أسماعنا, وما تلمسه أيدينا في عديد الدول النامية أولا ومن ثم المتقدمة والتي لا سبيل الى مقارنة أنفسنا بها وبكل المقاييس شئنا ذلك أم أبينا, لسبب بسيط وقريب جدا إلينا إذا ما أردنا أن نعرفه ونعمل به ؟؟ انه بكل بساطة... حب الوطن... إنهم يحبون وطنهم, بل ويتفانون ويتسابقون لإبراز إخلاصهم لوطنهم وغيرتهم عليه, يعشقون النظام ويعملون به, يحافظون على نظافة مدنهم وقراهم وشوارعهم تماما كما يحافظون على بيوتهم وغرف جلوسهم ونومهم ؟؟لا أدري لماذا كل هذا الحب مواطنين ومسئولين أحزابا وحكومات. هم مثلنا ومثل باقي الأمة العربية, تعرضوا لحروب حيث هدمت مدنهم وقراهم بالكامل أيام غزو النازية خلال الحرب العالمية الثانية وعانت بلادهم الكثير من ويلات الحرب ومع مطلع الخمسينات بدؤا بتحضير أنفسهم (الشعب والحكومة ) لصناعة المستقبل .ونحن أيضا بدأنا بنيل استقلالنا عن المستعمر الفرنسي قبل مطلع الخمسينات. واليوم وبعد مرور أكثر من نصف قرن على انتهاء الحرب العالمية الثانية وعلى طردنا للمستعمر الفرنسي من بلادنا.أين نحن اليوم منهم.
ليس من السهل على الإطلاق أن يكره المواطن وطنه, ويعامله بعداء, ويهجره لأول مشكلة تواجهه, وينكر عليه( على الوطن ) حق رد الجميل لكل ما قدم له من فيء هذا الوطن وهذا الجميل للوطن وليس لأحد مّنة فيه لأن البقاء للوطن مهما علا شأو المواطن فيه.
بالمقابل ليس من الصعوبة بمكان أن نحب وطننا, ونساعد على إبرازه وطنا جميلا, وهنا يكمن الفرق بين المواطن هنا...والمواطن في دول ثانية.مع أن أحد المستشرقين الفرنسيين قال في معرض جوابه ردا" عن سؤال حول أي ثاني بعدضلها لك كبلد ثاني بعد بلدك, فقال: يجب على كل فرد عندما يسأل عن وطنه فيقول هذا وطني ويقصد الذي يقطن به وعن سورية وطنه الثاني!!, تصوروا هذا الحب الكبير لوطننا سورية من قبل هذا المستشرق.
فما يحصل في بلدنا من أمور كثيرة, على صعيد الخدمات الاجتماعية والاقتصادية التي تهم المواطن بالدرجة الأولى يصعب فهمها,ويصعب فهم أسباب حصولها, ويصعب أيضا الى ما ستؤول نتائجها السلبية على الوطن والمواطن بشكل عام.
وليكن حديثنا عبر هذه الكلمات عن صعيد هام في حياتنا كأمة وهو أمر النظافة والبيئة والصحة العامة بشكل عام ورئيسي.
فالذي يحصل في هذه الأيام لا يسر الخاطر ولا يرضي الضمير, بل وينذر بقدوم كوارث اجتماعية بيئية تنعكس سلبا على صحة الأمة جسدا وعقلا!!.وقد أكون مخالفا لآراء كثيرين ممن سبق وكتبوا في هذا المجال, عن البيئة والنظافة والمجتمع. وقد حمّلوا الحكومة وزر هذا التقصير ولكنني هنا أجد بأن نسبة 90% من اللوم والذنب والإهمال إنما يكون على المواطن رجلا كان أم امرأة وبشكل عام على الأسرة التي هي نواة المجتمع بحلاوته ومرارته, فالأم التي لا تكلف نفسها عناء السؤال لأولادها عن نظافة البناء الذي به يسكنون والشارع والمدينة,والأب الذي لا يكلف نفسه عناء السؤال لزوجته عن سير تربية الأولاد وأين مكمن الصلاح أو الخطأ, ضمن هاتين النقطتين يتحدد مصير المجتمع, ومن خلال هاتين القناتين الأب والأم مواطنين عاديين كانوا أم موظفين, مسئولين صغارا أو قياديين يتحدد مصير الوطن.ومن خلال هذين المحورين الهامين يتبين لنا محبة الوطن من عدمها.
الموضوع منشور سنة 2005 في الحوار المتمدن



#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات كبيرة ...واطفال صغار
- باق .....ويتمدد
- سورية...اللاوفاق ولا اتفاق
- قالوا... ... يلي مايشوف من الغربال....أعمى
- سوريا ...ياوجعي
- الحل بدأ من مسد...فهل من مجيب
- نعم... انا سوري كوردي ...
- المرأة الكوردية...قائدة ورائدة
- جلد الذات....
- منبع.... مرور.... مصب
- الاسلام السياسي...و...11 ايلول
- سوريا ...ولادة قيصرية
- فهر نايت 11 ايلول
- حكومة دمشق ....تستيقظ....
- سوريا ...........وسداسية. الازمة .
- كلمات للذكرى اعداء انتصار الباغوز يتحركون؟؟؟
- انتفاضة شعب 2
- اتحاد الاعداء
- الداخل السوريوالترقيع الممنهج
- النظام السوري لايكذب فقط ولكنه يتجمل 2


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شكري شيخاني - ثقافة الانتماء الوطني