أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - عماد عبد اللطيف سالم - الأيادي البيضاء في ايطاليا، والأصابع السوداء في العراق














المزيد.....

الأيادي البيضاء في ايطاليا، والأصابع السوداء في العراق


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 7033 - 2021 / 9 / 29 - 20:11
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


في العام 1992، شهدت ايطاليا واحدة من أكثر حملات مكافحة الفساد شهرة في العالم ، والأكبر في تاريخ ايطاليا .. و سُميّت هذه الحملة بـ “الأيادي البيضاء” أو "الأيدي النظيفة" Mani pulite.
أدّتْ هذه الحملة إلى زوال ما يعرف بـ"الجمهورية الأولى" في ايطاليا ، واختفاء العديد من الأحزاب ، وانتحار بعض الزعماء السياسيين و قادة الصناعة ، بعد كشف جرائمهم أمام الإيطاليين . أما حالات الفساد التي لم تكشف في هذه التحقيقات فيشار إليها عادة باسم "تانجيتوبولي" أو "مدينة الرشى".
قاد هذه الحملة القاضي انطونيو دي بيترو، الذي خاض معركة شرسة مع الفاسدين أفضت الى اعتقال اكثر من 1300 شخص من السياسيين والحزبيين والنواب ورجال الاعمال، واخضاع اكثر من 1400 شخص من الصناعيين واصحاب الاموال وكبار موظفي الدولة(بالاضافة الى اكثر من 150 نائبا ، ورؤساء سابقين للحكومات) الى التحقيق.
وبالاجمال، تم خلال الحملة اعتقال ثلاثة الاف شخص، كما إنّ نصف "نواب الأمة" المُنتخبين قد تمّت ادانتهم..
بدأت الحملة بقيام القاضي انطونيو دي بيترو في 17 شباط 1992، باعتقال السياسي الاشتراكي ماركو شييزا.
تم اعتقال ماركو شييزا بسبب تلقيه سبعة ملايين ليرة (3700 دولار) كرشوة من شركة تنظيف صغيرة لصالح مشفى ميلانو، وهو ما شكل بداية لحملة “الايادي البيضاء” الواسعة النطاق، و التي تدحرجت ككرة الثلج ، وأماطت اللثام عن الجوانب المظلمة والخفيّة في عالم السياسة والاعمال في ايطاليا.
و عندما بدأت رؤوس صغار السياسيين بالتدحرج ، وبعد إن امتنعَ الزعماء الكبار عن حمايتهم، قرر المعتقلون"الصغار" البوح بما يملكونه من معلومات تطال قادتهم الذين تخلوا عنهم تجنبا للفضيحة الكبرى. وكنتيجة لذلك، انتحر العديد من السياسيين ورجال الاعمال البارزين بعدما وردت اسماؤهم في التحقيقات.
وكان من نتائج ذلك استقالة الحكومة في 21 نيسان 1993 ، والإطاحة بالحزب الإشتراكي ، كما تمت الإطاحة بالحزب الديمقراطي المسيحي(الذي حكمَ إيطاليا طيلة 45 عاماً دون انقطاع) ، وإجبار أبرز زعماء الأحزاب والسياسيين اما على الاستقالة أو على الهجرة الى المنفى، في حين خاضت احزاب اخرى عمليات تغيير داخلية بشكل جذري، وظهرت احزاب جديدة لتسيطر على الفراغ السياسي الذي تركهُ "الزعماء القدماء".
وقد تعرّض القاضي دي بيترو لحملات ترهيب وتشويه هائلة خصوصا عبر الاعلام ، وأثيرت شبهات حول تعاطيه المخدرات، في اطار محاولات محمومة وشرسة لتشويه سمعته.
أمّا الفاجعة الاقسى عليه، فقد تجسدّت في اغتيال رفيقه في درب مكافحة الفساد، القاضي جيوفاني فالكوني (حيث قامت المافيا الإيطالية بنسف الرجل مع زوجته وحراسه بعبوة مفخخة كبيرة في طريق عام في ايار 1992). كما اغتالت المافيا القاضي سيزار تيرانوفا، ورئيس الشرطة بوريس جوليانو.
وبدلاً عن حملة "وطنيّة" مشابهة لحملة إيطاليا في محاربة الفساد ، تهدُفُ إلى تقويض بُنيتهِ وتنظيماتهِ ومؤسساته و قيمهِ(التي باتت شبه راسخةٍ) في العراق .. فإنّ لدينا الآن حملة معكوسة ، ومحمومة ، و شرسة، لـ "تنظيف" الأيادي الملطّخة بأموال العراقيين المنهوبة(وبدمائهم أيضاً) .. تهدفُ إلى "تغسيل" الفاسدين ، و "تبييضهم" سياسياً ، من خلال إعادة توطينهم في "مدينة الرشى" العراقيّة – الديموقراطيّة - المترامية الأطراف .. وإعادة الكثير منهم إلى رحاب "الجمهورية الرابعة" دائمة "الخُضرة" ، و إلى برلمانها الجديد "المُنتخَب" من قبل الشعب العراقي "الغشيم" .. وتسليطهم من جديد على رقاب الشعب العراقي "العظيم".



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقلبّات أسعار خام برنت و تحوّلات الإقتصاد والسياسة في العراق
- عن ظاهرة القَشْمَرَة وبُنية التَقَشْمُر في العراق
- الدولة التقليدية والدولة المُوازية: ترتيبات وتنظيمات المرحلة ...
- التنمية والنمو والناتج بين زعماء المافيا وزعماء العصابات
- يعرفني في بغدادَ الليلُ فقط
- ليس لهذا تحدثُ الأشياءُ لي
- الفيسبوك و أبو جهل .. و حبلٌ من مسَد
- قبلَ مُنتصفِ الليلِ بدقيقة
- يافطات و برلمان و مونيكا
- ننتَخِبُ مَنْ ، وكيف ، ولماذا ؟
- لا ضوءَ في هذه الليلة
- النفطُ يُخفي العيوب
- الأكاذيب العظيمة .. في العراق العظيم
- قاموسُ الكلماتِ المُريبة
- عن التجنيد الإلزامي القديم في العراق الجديد (2)
- كائناتُ الوقتِ السابقِ، في آخرِ العُمْرِ هذا
- أنا و طالبان والولايات المتّحدة الأمريكيّة
- الحياةُ حياة .. ولا شيء آخر
- إشكاليّات تقديم الحلول للإقتصاد المأزوم في العراق المأزوم
- الإقتصاد العجيب والأسباب العجيبة في العراق العجيب


المزيد.....




- وزارة العدل الأمريكية تتهم 3 أشخاص في -مؤامرة- إيرانية لاغتي ...
- -بترتيبات معقدة-.. قناة السويس تكشف تفاصيل نجاح أكبر عملية ع ...
- جاريد كوشنر.. صهر ترامب لن يعود للبيت الأبيض
- بوتين يُهنِئ ترامب بالفوز ويبدي استعدادا للتعاون مع إدارته
- أمستردام.. مقاطع صادمة لاعتداءات على مشجعين إسرائيليين وهتاف ...
- ميرال الطحاوي في بلا قيود : مصطلح الكتابة النسوية لم يعد ذا ...
- نتنياهو: ما حدث في أمستردام خطير ومعاد للسامية
- -تصرفات لا تتماشى مع قيمنا-.. الجيش الإسرائيلي يتوعد بمعاقبة ...
- بعد فوز ترامب.. رئيس وزراء المجر يؤكد: لا يمكن لأوروبا تمويل ...
- إعصار -ينكسينغ- يدمر كاغايان في الفلبين ويتسبب في تعطيل حركة ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - عماد عبد اللطيف سالم - الأيادي البيضاء في ايطاليا، والأصابع السوداء في العراق