أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - خرافة العروبة وحقيقة الاستعراب














المزيد.....

خرافة العروبة وحقيقة الاستعراب


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7032 - 2021 / 9 / 28 - 13:45
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



بالقطع هناك فرق كبير بين العروبة والاستعراب، وبالتالي بين العربي والمستعرب. وفوقهم الدولة العربية، والدولة المستعربة. فالعربي هو ابن الجزيرة العربية في نجد والحجاز، الذي ينتمي للقبائل العربية الساكنة هناك، وهذا العربي، أو لنقل أجداده، هم من غزوا الدول والحضارات المجاورة واحتلوها ودمـّروها في القرن السابع الميلادي، وفرضوا اللغة والعادات والمعتقدات الوثنية والطقوس الغيبية والخرافية التي كانت سائدة هناك (ومنها مثلاً طقوس تقديس حجارة وأصنام مكة والسجود لها والطواف حولها والتبرك بها والتي-أي الأصنام- كانت كثيرة ومتعددة وكان هناك عشرات الكعبات كالكعبة التي حطمها وأبقى منها نبي الإسلام الحجر الأسود فقط) وحملوا سلوك وطباع الناس ونمط تفكيرهم وتقاليدهم الاجتماعية أي ما تعرف بـ"الثقافة العربية" والتي أعطوها مسمى "الإسلام"، وكان الغزو والاحتلال والعدوان والاستعمار العربي هذا بحجة نشر هذا "الإسلام"(ثقافة وتفكير العرب) بين الناس تحت مسمى دين "جديد" أنزله من يسمونه بـ"الله" على أحد البشر الذين اختارهم، ولمشيئته، سبحانه، بنفسه من سكان تلك الصحراء القاحلة الموحشة الجرداء المقفرة الغبراء.
وأما المستعرب قهو ابن تلك المستوطنات والمستعمرات و"الإمارات" التي خضعت للاستعمار العربي والإسلامي، وهو أحد سكان تلك البلدان المحتلة، من غير الأصول العربية وهو الذي تم تعريبه، وأسلمته بالقوة، والإرهاب و"سيف الله المسلول"، وأصبح بالوراثة، والتقادم، عربياً، وناطقاً باللغة العربية، رغم أنه يعيش بمدينة أو قرية، تحمل اسما آرامياً، أو سيريانياً، أو آشورياً، وكردياً، وقبطياً، وأمازيغياً، ونوبياً، ووو.إلخ، مع الاعتراف بوجود عرب أقحاح في هذه المستعمرات من أحفاد قبائل العرب بنجد والحجاز أتوا واستوطنوا مع مجيء المحتلين الغزاة.
ومن هنا، لا يوجد هناك، ولا يمكن الحديث عن عرق ودم عربي صاف، اليوم، وكامل وعام في مجمل المستعمرات، والمستوطنات المستعربة، التي يريد القوميون العرب "المستعربون" توحيدهم في كيان خرافي طوباوي واحد اسمه الوطن العربي، يعتقدون، ويفترضون، أن جميع سكانه، أو هكذا ينبغي، هم من العرق العربي، ومن أصول عربية فحة وخالصة، وهذه استحالة، لا تعادلها، إلا استحالة تطبيق قيام "وحدة عربية"، أو أن تسمح لهم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإنشاء وقيام كيان سياسي إمبراطوري، يقوض كيانات ويلغي سيادة وحدود وخرائط دول قائمة وذات سيادة ومعترف بها بالمجموعة الدولية، ناهيكم عن أن الطرح القومي، "العرقي"، عموماً، هو عادة طرح عنصري فاشي شوفيني قائم على فكرة تمجيد قوم، وعرق، وإثنية، بعينها، مقابل أعراق وإثنيات أخرى، وهو بدعة أوروبية، استجلبت الحروب والدمار في القارة العجوز، لكنها أعجبت "الرفاق" مؤسسو البعث، والقومية العربية، الذي كانوا بعمومهم من أبناء أقليات، (كردي، وعلوي، ومسيحي)، فاستوردوها للدول المستحدثة حديثاً، بعد سايكس-بيكو، في محاولة، لاستعادة "أمجاد" دول الخرافة المنهارة والمدحورة والساقطة.
فالمستعرب، الناطق بالعربية، ذو الميول السلفية والرجعية والظلامية الدينية عموماً، وهو صنو والوجه الآخر للمتأسلم، والذي يكابد، عادة، من أزمة هوية وانتماء وضياع حادة، امتطى صهوة الفكرة القومية، لإثبات الوجود في عالم فقير متخلف منحط مفكك هش ضعيف عاجز، من جهة، مقابل عالم قوي ينمو بالعلم والتكنولوجيا وقيم العصر الباهرة، من جهة أخرى، لاكتساب شرعية هوياتية وتحقيق أطماع وأغراض سياسية، والاتجار والاستثمار، بفكرة العروبة ووهجها ورمزيتها المقدسة، ومن ورائها، الإسلام، باعتبارها "عقيدة" وإيمان الغالبية العظمى من السكان، بغض النظر عن انتمائهم العرقي، والإثني، مع اعتقاد المستعربين، والاستيهام بإمكانية أن تكون هذه العقيدة، هي الإطار والوعاء الجامع، لكل تلك الخلائط والمجاميع المتنافرة والمتناحرة والمكونات المتباينة عرقياً، وثقافياً تحت راية "العروبة" (الإسلام)، الذي قال عنها مؤسس البعث ميشيل (أحمد) عفلق: "العروبة جسد روحه الإسلام"، وحين ينطق، ويقول مؤسس البعث ويعترف بحقيقته، فلا حاجة لأحد أن يزيد، أو يزاود عليه، فالفكرة القومية العربية، (العروبة) هي حركة دعوية دينية خالصة، والدليل مناهج البعث والمقررات التعليمية في معظم الدول المستعربة ذات الطابع والمحتوى الديني السلفي الظلامي الدعوي التحريضي العنصري الفاشي.
ومن هنا فالدول "العربية" الحقيقية، في معقل العرب الأقحاح، ومنبتهم وأصولهم، هي غير الدول "المستعربة"، والكيانات التي احتـُلت من قبل العرب، وصارت عربية، أو ناطقة بالعربية، وهي من أصول عرقية وإثنية غير عربية، كسوريا، ومصر والعراق، وليبيا، ومصروالجزائر، والسودان وتونس والمغرب، ولبنان..إلخ والتي تخلت عن هوياتها الأصلية وخسرتها بفعل الغزو والاستيطان العربي وعمليات التطهير الثقافي، ولكنا لم تستطع بالوقت نفسه أن تكون عربية، ومن هنا وجدت هذه الفجوة الوجودية وأزمة الهوية والضياع والفراغ الثقافي والتذبذب الهوياتي.
ومن المفارقات الغريبة، فعلاً، أن تكون العروبة خرافة ووهم، بينما الاستعراب حقيقة، وألا يكون هناك أي وجود مادي وحقيقي ملموس للعروبة، فيما نلمس ونتلمس الاستعراب وضجيجه وزعيقه وفحيحه في كل مكان. قفي الوقت الذي تجد فيه المستعربين متحمسين ولاهثين وراء فكرة العروبة متباهين متفاخرين بها، والتعلق والتمسك بأهداب العرب الأقحاح والمناداة بالوحدة العربية "الاندماجية" معهم، ويؤسسون لها الأحزاب الهزلية الكاريكاتورية "العربية"، (كان مهرج وكراكوز الاستعراب الأكبر سيادة العقيد قذافي مهووس بعملية الاندماج الفوري وهي نزعة نفسية ذات جذور جنسية عند المحرومين عاطفياً بالصغر) ترى العرب الحقيقيين، لا يعطون أية أهمية للفكرة، ولا يأتون على ذكرها، أبداً، وغير متحمسين لها، ولا يوجد أي حزب "قومي عربي" في الجزيرة العربي، لإدراكهم ومعرفتهم، بخبث الطوايا، وحقيقة النوايا المدمرة لأصحابها، وحملتها، الطبالين الزمارين المتاجرين بها الرافعين للوائها.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة الله الواحد الأحد
- جوائز الترضية لملالي طهران
- غزوة البعث الكبرى
- ظاهرة بناء المساجد
- من خرافات الصحراء المتداولة
- الإلحاد يتقدم والأديان تخسر وتتراجع
- سجناء جلبوع: من ساواك لنفسه ما ظلمك
- دبلوماسية الناقلات: لن يصلح النفط ما أفسده ملالي طهران
- روسيا: أذن من طين وأذن من عجين
- لماذا التطبيع مع العرب حلال؟
- طالبان: عودة الابن الضال
- ليست انتصارات إلهية إنها الحرب الأهلية الأفغانية
- أعياد وطقوس المكونات والأقليات السورية؟
- ضربة المعلم لواشنطن
- لماذا استوطؤوا حيطان المستعربين؟
- افغانستان: سيناريو الرعب القادم
- أباطيل العروبة
- لتسقط العروبة وشعاراتها وتذهب للجحيم
- نعمة العقل ولعنة الإيمان: فضل العلمانيين والكفار والملحدين ع ...
- ما هي نظرية الخلق؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - خرافة العروبة وحقيقة الاستعراب