أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-الكنس والصّراع الديني














المزيد.....

بدون مؤاخذة-الكنس والصّراع الديني


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7030 - 2021 / 9 / 26 - 14:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


تخصيص الحكومة الإسرائيليّة عشرات ملايين الشّواقل لبناء "الكُنُس" في المستوطنات القائمة على الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة في الضّفة الغربيّة وجوهرتها القدس، ليست لوجه الله! بل لتكريس ما يسمّى"الحقّ الدّيني في أرض الميعاد"! وهذا ليس جديدا على مخطّطات التّوسّع الصّهيوني، فالحركة الصّهيونيّة منذ بداياتها، وفي مؤتمرها الأوّل عام 1899 في بازل في سويسرا، تستّرت خلف غيبيّات دينيّة، ورفعت شعار "العودة إلى أرض الميعاد" لاستغلال العاطفة الدّينيّة لليهود كي يعودوا "لأرض الميعاد التي وعدهم بها الرّبّ"! مع أنّ أيّا من قادة الحركة الصّهيونيّة لم يكن متديّنا، وعندما قامت اسرائيل لم يكن قادتها متديّنون، وهم يرفعون شعار "علمانيّة الدّولة"، وإن كانوا يضعون "الكيباه" على رؤوسهم، ويشاركون في صلوات دينيّة؛ ليواصلوا استغلالهم للعواطف الدّينيّة لدى عامّة اليهود. وأمعن نتنياهو في هذا الاتّجاه، عندما رفع شعار قوميّة الدّولة، وسنّ بتحالفه اليميني المتطرّف قانونا بذلك في البرلمان"الكنيست"، لينصّ على أنّ اسرائيل دولة اليهود، لتكون بذلك "اسرائيل الدّيموقراطيّة"!، الدّولة الوحيدة في العالم التي لا تعتبر كل مواطنيها رعايا لها.
والحركة الصّهيونيّة التي نجحت في تحويل اليهوديّة من ديانة إلى قوميّة، لا يزال قادتها يستغلّون الدّين في تنفيذ سياساتهم التّوسّعيّة، مع أنّهم لا يحترمون الدّيانات السّماويّة الأخرى"المسيحيّة والإسلام" ولا يعترفون بها، لذا فقد هدموا مئات المساجد في البلدات العربيّة التي هدموها ومسحوها عن الأرض بعد قتل وتشريد مواطنيها الفلسطينيّين، في النكبة الأولى عام 1948. وبعض المساجد التي لم تهدم حوّلوها لحظائر للخيول وللبقر ولغير ذلك.
وقرار بناء "كُنُس" في المستوطنات القائمة على الأراضي الفلسطينيّة في الضّفّة الغربية، ليس لوجه الله ولا للعبادة، وإنّما لتكريس الاحتلال، وفرض حقائق دينيّة على الأرض، عدا الواقع الإستيطاني وتكثيف الإستيطان وفرض وقائع ديموغرافيّة، يصعب تجاهلها، وقد سبق لنتنياهو أن وصف المطالبة بتفكيك المستوطنات وترحيل المستوطنين، بأنّه يندرج تحت "التّطهير العرقي"!
أمّا قتل وطرد وتشريد الفلسطينيّين فهو "حقّ ربّانيّ"، لأنّ فلسطين التّاريخيّة" هي "أرض اسرائيل التي وهبها الرّبّ لليهود"!
وإذا ما طالب أحد بتفكيك "الكُنس" في المستوطنات، فهذا كفر يغضب الرّد، عدا عن كونه "ضدّ السّاميّة"!
ومعروف أنّ اغتصاب الأراضي الفلسطينيّة بقوّة السّلاح، وإقامة المستوطنات عليها، يتمّ على مرأى ومسمع العالم جميعه بعربه وبعجمه، وبتمويل ودعم أمريكي، ومساهمات من كنوز أمريكا واسرائيل الإستراتيجيّة في العالم العربيّ، الذي تصهين بعض قادته وبعض الأنظمة الحاكمة فيه.
وليس بعيدا ذلك اليوم الذي ستطالب اسرائيل فيه بعودة يهود خيبر وبني قريظة إلى ديارهم في الحجاز، فالعرب ليسوا سوى "حطّابين وسقّائين" في المنظومة الصّهيونيّة التي تهيمن على العالم.
وفي الوقت نفسه الذي يجري فيه تسويق الرّواية الدّينيّة اليهوديّة، ويعاقب من يخالفها، فإنّ أيّ حركة دينيّة إسلاميّة تتناقض مع الرّواية الصّهيونيّة، تبدأ طاحونة الإعلام الصّهيونيّ الهائلة بشيطنتها وشيطنة الإسلام معها، ومحاربتها بعد التعامل معها كحركة إرهابيّة! ولتكريس ذلك وإقناع الرّأي العامّ العالمي به، تأسّست حركات إسلاميّة إرهابيّة مثل القاعدة وداعش وجبهة النّصرة وأخواتها، بتخطيط أمريكيّ غربيّ وتمويل من أنظمة خليجيّة نفطية متصهينة. ودعم من وكلاء أمريكا في المنطقة العربيّة. والحديث يطول.
26-09-2021



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-الجدّة جعبورة وفهم المقروء
- رسائل محمود شقير وحزامة حبايب والتميّز الإبداعي
- بدون مؤاخذة- بينيت لم يخرج عن سياسة نتنياهو
- بين السيرة الذاتية والرواية
- قصة لا تغضب يا كنغور وطاعة الأمّ
- عندما دخلت المدرسة للمرّة الأولى
- بدون مؤاخذة-تطبيق صفقة القرن عربيا
- بدون مؤاخذة- تمدين الريف
- بدون مؤاخذة-زمن العطعطة الأمريكية
- بدون مؤاخذة- زمن العطعطة
- حسن حميد في مدينة الله
- بدون مؤاخذة-رسبنا ونجح أبناؤنا
- بدون مؤاخذة-دفاعا عن القانون وليس عن د. بسيسو
- بدون مؤاخذة-بين حانا ومانا ضاعت قضيتنا وحقوقنا
- سامي عبد الكامل ومذكرات معلم
- بدون مؤاخذة-في زمن الهزائم
- دون مؤاخذة-مجنون رمى حجر في بير
- بدون مؤاخذة-احتلال القدس مرة أخرى
- بدون مؤاخذة-حكومة بينيت- لبيد وجه آخر لنتناهو
- بدون مؤاخذة-بين نتنياهو وترامب


المزيد.....




- ترامب يختار سناتور أوهايو جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في ال ...
- ترامب يحصل على أصوات كافية ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ...
- زفاف أمباني -الحدث الأكبر على الكوكب- ونهاية مؤثرة لمحاكمة ب ...
- كيف تفاعل السوريون مع رابع انتخابات برلمانية تشهدها البلاد م ...
- -جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض-: نحو 80 قتيلاً فلسطينياً ...
- بطولتان مثيرتان للطائرات الورقية وركوب الأمواج في ساليناس بج ...
- جاؤوا لحضور مباراة كأس أمم أوروبا فكان الموت بانتظارهم.. مقت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. هل بمقدور أمريكا تجنب العنف السياسي؟
- عقوبات أوروبية على -مستوطنين متطرفين- وكيانات إسرائيلية
- أرمينيا.. انطلاق مناورات -إيغل بارتنر 2024- بالشراكة مع الول ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-الكنس والصّراع الديني