أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد عبد الكريم يوسف - المجد الحقيقي مثل الحب الحقيقي يرضى بالقليل














المزيد.....

المجد الحقيقي مثل الحب الحقيقي يرضى بالقليل


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7030 - 2021 / 9 / 26 - 13:40
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


يهفو كل الناس من فجر الخليقة وحتى اليوم للوصول إلى المجد والخلود وقد دوّن التاريخ قصص أناس ارتبط اسمهم بالأسطورة في كثير من الأحيان أمثال جلجامش ومرورا بسيزيف وانتهاء بأصغر حالم للوصول إلى المجد في هذا القرن .
كثيرون يسعون ليل نهار لفرض أنفسهم على الخارطة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وينسون الحقيقة التي تقول أن تحقيق الحلم وتأكيد الذات يحتاج الاستدامة وليس فقط جهد الوصول . يحتاج المجد أن تستمر في المحبة والعطاء . صحيح أن التنافس بين الناس هو الدافع خلف نشاطهم اليومي ولكن التنافس الحقيقي هو التنافس الخلاق المبدع الذي لا يعرض كينونة الآخرين للأذى . وربما كان حلم المجد الذي يرفرف في خيالات الناس هو سبب الجمال والتنوع وزهو الألوان في هذه الحياة وربما كان هذا هو مظهر من مظاهر الاختلاف والتنوع . للمجد قيوده الكثيرة وآلامه المشتركة بين هؤلاء الثلة من الناس الذين حصلوا على المجد الحقيقي . كثيرون يتمنون أن يصبحوا فيدور دوستوفسكي ويطلق اسمهم على الساحات العامة ولكنهم أنفسهم " الحالمون " أيستطيعون أن يتحملوا المعاناة التي عاناها دوستوفسكي في الوصول إلى مجده ؟ أيستطيع الحالمون أن يعيشوا حياة مدام كوري في المختبر أو حياة فيكتور هوغو في شوارع باريس أو حياة كريستوف كولومبس في عباب المحيط ؟
لو خيبتنا الحياة لو أن كل شيء نقوم به يذهب هباء منثورا ، علينا أن لا نيأس وأن نأخذ مثالا من حياة أناس عانوا الكثير ورغم ذلك تغلبوا على الصعاب ونجحوا في عملهم وحافظوا على مجدهم الكبير إلى آخر لحظات العمر مثل السير اسحاق نيوتن ولويس باستور وغاليلو ومدام كوري والبرت اينشتاين وتشارلز داروين وأوتو هاهن ونيكولا تسلا وجيمس كلارك ماكسويل وميشيل فراداي والكسندر فليمنغ وديمتري ميندلييف وسقراط وأرسطو وغيرهم .
والمجد لا يعني بأي حال من الأحول الشهرة التي يحصل عليها القادة السياسيون أو الفنانون أو رجال الإعلام أو القادة . المجد نسيج يمتد بعيدا خلف الشهرة ليصل إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير . المجد ليس الزعيق والصراخ وبريق اللحظة الذي قد يدوم لفترات قصيرة ، فنابليون بونابرت عند كشف الستار عن مناقبه ليس أكثر من قاتل مارق والفاتحون كلهم على نفس الطريق يقفزون بسرعة إلى واجهات الصحف والأخبار وينطفئون مع اختفاء نجمة الصباح . المجد الحقيقي هو أن تستطيع أن تمنح الحياة شيئا ، أن تزيح الألم و أن تزيل الليل و أثاره . علينا أن نفكر في ذلك الرعيل من المجهولين الذي قدموا للإنسانية كل ما عندهم وأفنوا حياتهم في خير الإنسان بغض النظر عن لونه وعرقه ومذهبه . علينا أن نفكر بمن اخترع النسيج ومن ابتكر أول دولاب ومن اخترع المطاط والطائرة والكهرباء وأجهزة الضخ وبودرة الإطفاء واللقاحات والمضادات الحيوية والهندسة وفنون البناء والتشييد والتدوير البيئي . الذي يمنح من قلبه وفكره هو الغني ، ليس الغني من يمتلك الثروات ويدير المشاريع والتعهدات .
ليس المجد أن تعشق النجوم وتثب إليها أو ترتدي قبعة الجنرال غورو أو طاقية موسوليني أو قفازات الجنرال كليبر ، المجد هو أن تمتلك القدرة على العطاء أن تمنح من قلبك وفكرك أيا كان موقعك على خارطة الحياة : الفلاح في الحقل أم البناء أم الزبال أم المهندس أم المعلم أم الطبيب أم صاحب المختبر . يجتمع المجد قطرة قطرة ليشكل تيارا قويا يحفظ اسم صاحبه للأبد . والإنسانية في مسيرتها بحاجة للجميع، للعالم العارف وللزبال المسكين . المشكلة عبر التاريخ هي أن الناس ينتبهون لسطح الماء ويتجاهلون التيارات التحت مائية القوية .
عند طاغور قصيدة جميلة يقول فيها :
أنا أكتفي يا حبيبة عمري بهذه الزهرة التي سقطت من شعرك...
فتجيب الحبيبة :
وأنا أعلم أيها السائل أنك تطلب كل ما عندي ...
فيقول :
أنا أكتفي بالمنديل الذي يجاور قلبك ...
وتجيب:
وأنا أعلم أيها السائل أنك تطلب كل ما عندي ...
هي الحياة إذن....كل ما عندك وعندك قد يكون شيئا صغيرا بعين الآخرين لكنه معجزتنا أنا وأنت أفنينا حياتنا في الحصول عليها .
ألم أقل لكم أن المجد الحقيقي مثل الحب الحقيقي يرضى بالقليل ....؟



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية: تعني موتنا
- أخر لماذا
- الأمن الاقتصادي أثناء الحروب
- أليست سفرة الألف ميل تبدأ بخطوة ؟
- تدمر - النسخة الثانية، توماس لوف بياكوك
- تدمر - الطبعة الأولى - توماس لوف بياكوك
- هكذا تكلم بوذا
- أليس القرب بحجاب ؟
- كيف تصبح صديق أطفالك على مواقع التواصل الاجتماعي
- لهن مثل الذي عليهن بالمعروف
- لماذا أغلقت حسابي على فيسبوك ؟
- مبادئ إدارة المعرفة
- البحث العلمي ضرورة تنموية ودفاعية
- الوطن
- التحديات والحلول العابرة للحدود في مناخ الشرق الأوسط
- هذه هي الحياة
- ذكريات
- الدكتاتورية في سبعة أيام
- مبادئ الابتكار
- الزواج... تحرر من الحرية


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد عبد الكريم يوسف - المجد الحقيقي مثل الحب الحقيقي يرضى بالقليل