أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - الشباب الليبي الى اين؟














المزيد.....

الشباب الليبي الى اين؟


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 7029 - 2021 / 9 / 24 - 23:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبد السلام الزغيبي


الكل في ليبيا يلقي باللوم على تصرفات وسلوك الجيل الجديد..ويتهمه بالسوقية والطيش وقلة الذوق والجهل وعدم احترام التقاليد الاجتماعية والقوانين،وإطلاق الكلمات النابية وانتشارها في شوارع البلاد، وغير ذلك

من التصرفات غير الاخلاقية.

لا نستطيع أن نلقي باللوم كله على أبناء هذا الجيل، ونريح انفسنا كالعادة من المسؤولية، ونكتفي باللوم، ولا نطرح المشكلة او الظاهرة ونناقشها ونحاول ايجاد الحلول الناجعة.

اللوم يقع بالكامل على البيت أولا، وعلى المدرسة والمدرسين وكل العملية التعليمية، وعلى الشارع، وعلى النوادي الرياضية، ومنظمات المجتمع المدني، التي لم تسعى بدورها إلى خدمة الشباب ومحاولة استقطابهم

وترشيدهم، وتحسين مستواياتهم، وتعليمهم السلوك القويم.

من واجبنا أن نعرف أن هؤلاء الشباب لم تتح له الفرصة التي أتيحت لجيلنا، الذي وجد مكتبة الاب او الاخ الكبير أمامه في البيت، ينهل منها العلم والادب، ولم يجد مكتبة في المدرسة، يذهب اليها، للاطلاع على

الكتب، ولم يجد بالقرب منه مركز ثقافي او مكتبة عامة، يذهب اليها لقراءة المجلات او استعارة الكتب ، ولم تتوفر لدية صحف ومجلات محلية، يكتب بها نخبة الكتاب والمفكرين، والصحفيين، ولم تتوفر له اكشاك

بيع الصحف والمجلات العربية والاجنبية، ..كذلك لم يستمع يوما لاذاعة محلية وعربية، الإذاعة الليبية والمصرية وإذاعة لندن، يسمع منها الاخبار الرصينة، وتبث أحسن الأغاني العاطفية والوطنية، وتقدم اجمل

البرامج الثقافية والعلمية والفنية الهادفة، ولم تتح له فرصة مشاهدة البرامج والتمثيليات والمسلسلات الهادفة ، التي كان يعرضها التلفزيون الليبي،. تنمي من ذوقه ومن إحساسه بالجمال وترتقي به.

عاش ولم يدخل دور عرض" سينمات" محترمة تعرض افضل الافلام التاريخية والترفيهية، ولم يجد أمامه مسارح وفرق مسرحيات على طول وعرض البلاد، تعرض المسرحيات العالمية والكوميدية الليبية، ..
لم يعاصر أبناء هذا الجيل المحروم، أندية رياضية، بنشاطات ثقافية وبرامج اجتماعية، وتعليمية..

أتذكر وكنا صبيان صغار في فرقة الشباب بالمسرح الحديث، بمدينة بنغازي، كان هناك مسجل كبير، نستمع كل يوم إلى كلمات اغاني من هذا النوع:

خجولا أطل وراء الجبال .. وجفن الدجى حوله يسهر
ورقراق ذاك العظيم على شاطئيه ارتمى اللحن والمزهر
وفي موجه يستحم الخلودُ.. وفي غوره ترسب الأعصر

كانت الاجواء في فرقة المسرح الحديث، رائعة ومشجعة، وكانت اغنيات عبد الهادي بلخياط وخاصة (القمر الاحمر) تنطلق من مسجل بكرات، وأكواب والقهوة والشاي التي نعدها بأنفسنا تتوزع على الجميع.
اهتمت الفرقة بالنشاط الثقافي وركزت عليه ، فكان هناك العديد من الجرائد الحائطية، وأتذكر أني كنت أنا وزميلي عمر بن دردف، نصدر جريدة حائطية بشكل أسبوعي، كنت أجهز المواد الصحفية، وكان هو

باعتباره ابن فنان ورسام يقوم بعمل الخطوط والرسوم . وكان هناك مجلة تطبع علي الاستنسل، اسمها الرائد، اشرف عليها، الكاتب احمد الفيتوري مع مصطفي الهاشمي، وأحمد سعد، وعلي عقيل الجحاوي،

ومجموعة أخرى من رفاق المسرح.

أعرف أن هذا الجيل المعاصر يختلف اختلافا كبيرا عن جيلنا، ويفكر بطريقة محتلفة وينظر للامور بشكل مغاير، ويعيش وسط دوامة ومفترق طرق، ولم يجد من يوجهه ويرشده وينصحه برفق، شباب يشعر بالاحباط

بسبب قلة فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة، وفي نفس الوقت يحلم ويفكر ويريد أن يطبِـق أفكاره، رغم المصاعب والعراقيل المودودة أمامه.

السؤال هو كيف نستطيع ان ننقذ وننتشل جيل لم تتوفر له الفرصة الكافية للتعلم والتثقف، ووجد كل ابواب المعرفة والرزق موصودة امامه، ولم يجد قدوة حسنة يتبع خطاها..يستخدم مفردات وعبارات غريبة على

اسماعنا، ويتعاطى مسكرات ومغيبات عقول،ونحن جيل ما زال فيه الاخ الصغير لا يدخن أمام اخيه الكبير.

هنا يبرز دور النخبة و دور منظمات المجتمع المدني، و مجموعات العمل التطوعي و نوادي الشباب و وزارة الثقافة، وزارة العمل، من اجل القيام بمبادرات تجاه هؤلاء الشباب واقامة ملتقيات للتوعية وورش عمل

لمناقشة حقيقية لقضاياهم الملحة والخروج بحلول ستعود بالنفع على المجتمع الليبي وعلى الشباب اولا.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صاحب البوق الالماني يعزف المزمار الليبي
- قيم اجنبية تحتل شارع -آخرنون- في وسط أثينا
- العين في التراث الغنائ الشعبي الليبي
- ذكريات سينمائية في البيضاء الليبية
- من عادات الشعوب...شعب المكرونة....
- أنقذوا ارشيف ليبيا التاريخي
- فنجان قهوة...
- الزرازير..والبشر في ليبيا
- لا عزاء للمشككين والرافضين ... التطعيم بدأ
- عيد الميلاد في اليونان وجائحة كورونا
- كناري محاصر بالعذاب..
- فضاءات مسرحية مفاهيم واتجاهات
-   عازف الاكورديون...ينثر البهجة في الشوارع
- أثينا بين الصمت والهذيان
- عازف الاكورديون...ينثر البهجة في الشوارع
- الكلاب في زمن الكورونا
- معمرة يونانية نموذج من أمهات الماضي
- طبيبتي الصغيرة مرضت
- شطيرة سمك التونة بالهريسة الحارة
- * شاعر الشباب والحب... سامحنا


المزيد.....




- ترامب يختار سناتور أوهايو جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في ال ...
- ترامب يحصل على أصوات كافية ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ...
- زفاف أمباني -الحدث الأكبر على الكوكب- ونهاية مؤثرة لمحاكمة ب ...
- كيف تفاعل السوريون مع رابع انتخابات برلمانية تشهدها البلاد م ...
- -جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض-: نحو 80 قتيلاً فلسطينياً ...
- بطولتان مثيرتان للطائرات الورقية وركوب الأمواج في ساليناس بج ...
- جاؤوا لحضور مباراة كأس أمم أوروبا فكان الموت بانتظارهم.. مقت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. هل بمقدور أمريكا تجنب العنف السياسي؟
- عقوبات أوروبية على -مستوطنين متطرفين- وكيانات إسرائيلية
- أرمينيا.. انطلاق مناورات -إيغل بارتنر 2024- بالشراكة مع الول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - الشباب الليبي الى اين؟