|
ان استمرار الهجرة الانتحارية بالزوارق هي دلالة على فشل الحكومات المهاجرين
احمد موكرياني
الحوار المتمدن-العدد: 7029 - 2021 / 9 / 24 - 14:40
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لا أجمل من العيش في الوطن ولا أجمل من صحبة أصدقاء الطفولة والدراسة ولا أجمل من عروسة من الوطن، والعرس في الوطن بين الاهل والأصدقاء، ولا اهم من الدفن تحت تراب الوطن وصلاة الأهل والصحبة على من يفارقنا. ولكن الطغاة من البدو والحكومات العسكرية والأحزاب والعملاء حولوا من اوطاننا الى ساحة كر وفر للشعوب من الاستخبارات ومن المخبرين من القوات الأمنية ومن قناصي المليشيات، فجعلوا من المخاطرة بالحياة الى غد أفضل مغامرة تستحق الرهان عليها وخاصة بعد ان نجح أكثر من 70 بالمئة منهم في العبور الى البر الأمان، بالرغم من عدد الغرقى بالمئات ان لم يكن بالآلاف، ولكن نسبة النجاح اكثر من 50 بالمئة تستحق المجازفة وركوب المخاطر للنجاة من الحياة الذل والبطالة تحت سوط الطغاة وحكم الأحزاب والجهلة والخونة والمليشيات والحشد الشعبي لتحقيق احلامهم في غير اوطانهم.
ان أولويات حكوماتنا ليست تطوير بلداننا، بل تثبيت حكمهم والبقاء في السلطة باي ثمن، وان القوى الاستعمارية في العالم تشجع وتتعامل مع الطغاة وتعترف بشرعيتهم. فقد قالها دونالد ترامب لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز: "لن تبقى في السلطة أسبوعين دون دعم الولايات المتحدة". عندما يتولى الجاهل الحكم في بلداننا يشعر وكأنه منظر وخبير في الإدارة والاقتصاد وعلم الاجتماع فيتبنى مشاريع فاشلة دعائية أكثر منها اقتصادية للمنفعة العامة. • لو نستثني حكم العشائر البدوية في الشبه الجزيرة العربية المحمية من قبل الولايات المتحدة الامريكية كما اعلنها صراحة ترامب، فأننا ابتلينا بالمغامرين من العسكر في العراق وسوريا ومصر وليبيا والجزائر والسودان وتونس تحت حكم زين العابدين بن علي، وما السودان الا مثال واضح لفشل العسكر في إدارة الحكم المدني، فيمكن للسودان ان تكون اغنى دولة في الشرق الاوسط بزراعتها وثروتها الحيوانية لتغذي كل الدول العربية دون الحاجة لاستيراد المواشي من استراليا او القمح من أمريكا، ولكن هيمنة العسكر على الحكومات السودانية جعلوا من السودان دولة فاشلة تخوض حروب أهلية لتوطيد حكم العسكر، وتجزئت السودان الى الشمال والجنوب، والله اعلم الى كم جزء اخر ستتجزأ السودان، فلا يمكن ان يكون العسكري حاكما مدنيا ناجحا لأنه تمرن على تنفيذ الأوامر او إعطاء الأوامر وحل المشاكل بالسلاح ولا يقبل النقد، وعندما يستولي العسكري على الحكم يعتمد على مجموعة من العساكر تحت امرته والموالين له وعلى القائد الانقلاب العسكري بعد نجاح حركته توزيع المناصب عليهم وتقسيم الغنائم معهم كما حدث في ثورة يوليوا في سنة 1952 مصر، وثورة عبد الكريم قاسم في سنة 1958، والا يقومون بانقلاب مضاد، منها إزاحة محمد نجيب من الحكم في مصر، وخلاف خالد محي الدين مع جمال عبد الناصر، ومحاولة انقلاب عبد الوهاب الشواف على عبد الكريم قاسم ومحاولة وزيري الدفاع والداخلية في ليبيا الانقلاب على معمر القذافي. • ان السفاح الأحمق بشار الأسد هو نتيجة انقلاب عسكري للطاغية حافظ الأسد، فما هي مؤهلات بشار الأسد ليحكم سوريا، فقد تسبب في قتل وتهجير أكثر من ثلثي الشعب السوري وهو محمي من قبل الرئيس الروسي بوتين يساعده في قمع شعبه وتدمير بلاده، فلو انسحب بوتين من سوريا لما بقي بشار الأسد في الحكم طويلا، فقد عجزت إيران عن حمايته. • وهل النظام الإيراني المذهبي الدموي له شرعية شعبية من الشعوب الإيرانية، ومع ذلك تتعامل معه كثير من الدول ومنهم الصين الدولة العظمى بالرغم ان رئيسه الحالي، إبراهيم رئيسي، ارتكب جرائم ضد الإنسانية حيث يتهم بإعدام الآلاف الإيرانيين في عام 1988. • وهل النظام الحاكم في العراق كاسب الشرعية من الشعب العراقي ام هو مكون من الأحزاب الفاسدة والعميلة، اباحوا سرقة أموال الشعب العراقي على ان الأموال الحكومية والموارد الطبيعية في العراق ليست لها مالك. o فلو كان نوري المالكي مؤهلا لحكم دولة لكان بإمكانه ان يطور الصناعة والزراعة في العراق خلال فترة حكمه ويسجل إنجازا كبير لنفسه ولحزبه ولتمكن من البقاء في الحكم الى يومنا هذا من خلال وفرة غير مسبوقة للعائدات النفط، حيث بلغت مجموع واردات العراق 700 مليار دولار في عهد حكومته، ولكنه أهدر 350 مليار دولار دون ان يعرف الشعب العراقي كيف صرفت تلك الأموال، ولكنه تمكن من ان يجعل من ابنه احمد مليونير ان لم يكن ملياردير ويعيش في لندن مع أولاد واحفاد المرجعيات الدينية العراقية وينشأ ملجأ له بعد سقوط النظام العراقي. • ان نسبة كبيرة من مهاجري الزوارق الى اسبانيا هم من الجزائر بالرغم من وفرة الثروات الطبيعية في الجزائر من الغاز والنفط والحديد والزراعة في السهل الساحلي بطول 1280 كم و 45 ميناء بحري، منها 11 ميناء تجاري، وكذلك البلاجات الجزائرية يمكن ان تستغل سياحيا فهي من افضل البلاجات على البحر الأبيض المتوسط، وهذا التقييم ليس جزافا وانما لأني تجولت بالسيارة حول البحر المتوسط مرورا بكل الدول المطلة على البحر المتوسط عدا فلسطين، ولكن حكم الجنرالات العسكر الفاسدين على الجزائر بواجهات مدنية واللذين يدعون انفسهم من بقايا الجيش التحرير الوطني الجزائري حولوا الحكم في الجزائر الى دكتاتورية عسكرية يسيطر الجيش والدرك على كل المفاصل الحياة في الجزائر، فأن ميزانية وزارة الدفاع الجزائرية تبلغ بمعدل سنوي 10 مليارات دولار اكبر من المخصصات لتطوير التعليم او الزراعة او الصناعة. • بلغ عدد الأطباء الجزائريين المهاجرين حوالي 28 ألف طبيب خلال ثلاثة العقود الماضية وان 15 ألف منهم يعملون في فرنسا. • من غباء وسوء الإدارة الطغمة التي حكمت وتحكم الجزائر: o ألغى الرئيس عبد العزيز بو تفليقة ديون بقيمة 902 مليون دولار على 14 دولة افريقية في سنة 2013. o وفي سنة 2016، استدانت الحكومة الجزائرية 900 مليون يورو أي حوالي مليار دولار أمريكي من البنك الإفريقي للتنمية. o طلبت الجزائر شراء طائرات شبح روسية سيخو SU-57 التي تعتبر أحدث طائرة مقاتلة روسية، فلمن ستستخدم الجزائر هذه الطائرات: لقتل الشعب المغربي او لقتل الشعب التونسي ام للدفاع عن نفسها من فرنسا؟ • وحكم العسكري معمر القذافي 42 سنة ليبيا والذي أُصيب بالداء النرجسية، فجعل من نفسه اضحوكة للعالم، بإطلاق لقب ملك ملوك افريقيا على نفسه من خلال منح سخية الى الدول الافريقية، وتنقلاته الخارجية بخيمته، أهدر القذافي أموال الشعب الليبي على تطوير السلاح النووي ثم سلم كل ما اشتراه من المعدات لتطوير السلاح النووي صاغرا الى الولايات المتحدة الامريكية ودفع 2,7 مليار دولار امريكي تعويضات لضحايا لوكربي.
كلمة أخيرة: • لا يمكن لأمة من النهوض الا بشبابها، فأن هجرة الشباب الى خارج اوطانهم هي خدمة للطغاة، والجهلة، والعملاء وهم سعداء من هجرة الشباب المثقف من بلدانهم ليحكموا من هم أجهل منهم. • على الشباب ان يعلموا ان كرامة الانسان في وطنه، فلا تتركوا الوطن فريسة للطغاة والجهلة والعملاء، فعليكم ان تكشفوا عن الجرائم حكامكم في المهجر، ووثقوا قدر الإمكان جرائمهم حتى لا يشوهوا التاريخ بأكاذيبهم، وهذا اقل ما ينتظره الوطن منكم.
#احمد_موكرياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فالح الفياض يتحدى من يحاول تعديل الدستور وحل الحشد الشعبي
-
أما آن الأوان ان تنتهي مأساة الشعب اليمني
-
أوهام عودة البعث الى الحكم واحلام أبناء الطغاة
-
بايدن وطالبان ولقاء رئيس مجلس النواب الأردني مع قيادة الحشد
...
-
هل اتفاقية شركة توتال الفرنسية مع الحكومة العراقية بمبلغ 27
...
-
انتخابات 10 أكتوبر 2021 والاستفتاء الفاشل للحزب الديمقراطي ا
...
-
لن يكفي دعم الدول للعراق في المؤتمر الإقليمي، إذا لم يتبعه ق
...
-
الإسلام ليس بإطالة اللحى ولبس العمامة ولا بالانتحار وانما با
...
-
فشل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وتحميل الآخرين حرائق الج
...
-
طالبان والوجه القبيح لأمريكا ومأساة الشعب الأفغاني
-
صحوة الشعب العراقي وتحطيم الاصنام
-
الى متى نقبل الذل والخنوع للاستعمار التركي المغولي (التتر)
-
على مصطفى الكاظمي حل الحشد الشعبي ومحاكمة قادة الحشد والمليش
...
-
الإصلاح الاقتصادي في العراق وُهُمٌ مع وجود الحشد الشعبي
-
هل الغرب هم سبب تخلفنا ام نحن المتخلفون
-
قيادي من الاخوان المسلمين التونسي يطلب قطع إرسال اللقاحات ال
...
-
ان عملاء إيران حولوا دولهم الى دول فاشلة بدون كهرباء ولا ماء
...
-
رسالة الى الرئيس جو بايدن
-
متى تستقر منطقتنا
-
المهازل السياسية في منطقتنا
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|