بشير الحامدي
الحوار المتمدن-العدد: 7028 - 2021 / 9 / 23 - 13:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من حكم النهضة المطبعة مع مراكز القوى في نظام بن علي إلى حكم قيس سعيد الحاكم بأمره باسم دستوره الصغير الذي نصب به نفسه حاكما مطلقا والمحروس بجهازي الجيش والبوليس وبرجوازية المال والأعمال التقليدية التي تسعى لاستراد نفوذها السياسي والاقتصادي من النهضة ومن المافيا الاقتصادية التي أحاطتها بنفسها في العشر سنوات الأخيرة.
في 2011 جاؤوا بالنهضة لإنقاذ السيستام وقالوا إنه الانتقال الديمقراطي
بعد عشر سنوات ها هي نفس اللعبة تعاد ولكن اليوم بلاعب آخر ...
منقذ آخر ...
ديكتاتور صغير آخر ولكنه سيكبر مع الأيام ويصير ديكتاتورا كبيرا
ستتواصل نفس السياسات الاقتصادية والاجتماعية فالأعراف الرأسماليون سيظلون هم أنفسهم وستظل سياساتهم الاقتصادية والاجتماعية هي نفسها فقط الدولة هي التي ستغير أساليب سيطرتها.
سيتعامل الديكتاتور الجديد مع الحريات السياسية والنقابية ومع كل معارضيه مثلما تعامل كل ديكتاتور ولا أخال الديكتاتور الصغير أو من سيحكم باسمهم يكنون تقديرا ما للحريات ولمن سيعارضهم وسوف لن يسعوا لإسكاتهم بكل الطرق.
اقرؤوا دستوره الصغير وستعرفون كل شيء...
ستهيمن سلطة سعيد على كل مساحات الفعل السياسي باسم الرئيس الذي يرى أنه هو الشعب وأن سلطته هي سلطة الشعب مدعوما بجهاز الدولة المسلح وبأحزاب وجمعيات ومجموعات سياسية موالية ليستمر الانتقال الديمقراطي في طوره الثاني بقيادته حاكما ناهيا باسم "سلطة الشعب" و"دولة القانون" و"الشعب يريد قيس سعيد" بدل "الشعب يريد إسقاط النظام"
الرجل محافظ ورجعي وسيحكم باسم عائلات النفوذ البورقيبية وببعض مافيات حكم بن علي عبر نظام رئاسي ودستور سيخاط على المقاس يضع حدا للطور الأول من ديمقراطية الانتقال الديمقراطي الفاسدة التي مكنت الخوانجية من الحكم من 2011 إلى 2021 وبذلك سيدشن طورا ثانيا من الانقلاب على 17 ديسمبر تحرص أمريكا وفرانسا على الاستمرار فيه يعود فيه هذا الشق من البرجوازية إلى الحكم دون أن يكونوا مجبرين على التوافق مع النهضة التي ستنتّف أجنحتها بدولة بوليسية وغرفة تشريعية لا نفوذ حقيقي لها ورئيس بيده كل القرار.
...
إنها السياسة عندما يعاد ابتكارها من داخل السيستام لإنقاذه باسم الأغلبية المفتقرة لمشروعها المستقل الجذري الذي يقلب البناء جميعا ويؤسس للجديد على أنقاضه لصالحها.
23 سبتمبر 2021
#بشير_الحامدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟