أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - دلور ميقري - المقاومة والمعارضة 2 / 2















المزيد.....


المقاومة والمعارضة 2 / 2


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 1648 - 2006 / 8 / 20 - 10:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


خلال الحرب اللبنانية الأخيرة ، رأينا بضاعة المزايدة على الوطنية وقد إزدهرت في سوق الشعارات العربية . واليوم أيضاً ، مع إنتهاء تلك الحرب ، يوجه الأدعياءُ والمدلسون الرأيَ العام ضدَ أصوات الحكمة والتعقل ، المحذرة من كون الحرب هذه ، ما هيَ سوى لعبة إقليمية من ألعاب نظامَيْ الإستبداد في طهران ودمشق ؛ لعبة شريرة ، إستغلتها إسرائيل جيداً ، وفقا لحساباتها الخاصة ، لتزجّ في أتونها كل ما لديها من آلات الدمار والفناء . هاهمو حملة المباديء المزعومة ، من بعض ليبراليي وعلمانيي المعارضة السورية ، يكاد الواحد منهم متلبّساً بعباءة الزرقاوي وعمامته ، يتلو علينا ما تيسّر من فصيح بذاءته ولغوه وهرائه ؛ مخوّناً ومكفراً وراجماً كلّ من يخالفه في الموقف مما يدور حالياً على أرض الأرز ، المداسة السيادة والمحروقة . إذ لطالما شجّ هؤلاءُ رؤوسَنا ، بما سبق من زعيقهم في كل مناسبة ، عن خطر الأصولية القادمة على سورية ، بزعمهم ، مع تنامي النشاط المعارض لتنظيم الإخوان المسلمين ؛ إلى حدّ التخرص في نعت " إعلان دمشق " ، المعارض للنظام ، بـ " إعلان قندهار " ! ، بحجة حيازته تأييد ذلك التنظيم نفسه . إذ نتعفف من خطيئة التسمية ، المُشهّرة ، لأيّ من أولئك الأشخاص المعنيين ؛ فلا بدّ ، بالمقابل ، من الإشارة ، ولو تلميحاً ، إلى من وضع نفسه منهم بخدمة الشيطان البعثيّ مماهياً نفسه براية " حزب الله " .. كهذا اليساري ، المتشدق بعلمانيته ، المعلن مآخذه على تأسيس " جبهة الخلاص الوطني " ، المعارضة ، و لسبب وحيد ؛ هوَ وجود عبد الحليم خدام ، النائب السابق للرئيس السوري ، ضمن أركانها : ولا يلبث مناضلنا اليساري ، ذته ، أن يفاجئكَ بظهوره على الشاشة الصغيرة مقدماً لإحدى البرامج السياسية ، وفي الفضائية التي يمتلكها رفعت الأسد ، النائب الأسبق للرئيس الأب وشقيقه وذراعه الحديدية الباطشة ! .. وذاك اليساري الآخر ، المعلن ماركسيته في كل مناسبة ، والمنظر في المواضيع العلمانية ؛ كما في أطروحته العجيبة التي يقول فيها : " كلّ شخص مؤمن هو طائفي بالضرورة ، أو مشروع طائفي ، لأنّ إيمانه يأمره بالتنكر للطوائف الاخرى وتكفيرها " .. الخ : نفس مناضلنا ، المتمركس ، لن يتورع عن الإصطفاف خلف السيّد حسن نصر الله في حربه الجهادية ؛ وكأنما سيّده هذا ليسَ طائفياً من النوع التكفيري العدواني ، يأمره دينه ـ أو يزعم بإسمه ـ الجهادَ ضد اليهود والصليبيين .. ؟؟ لا غروَ ، إذاً ، أن يعيش هذا وذاك تناقضاً ، ظاهرياً ، مع المباديء العلمانية أو الليبرالية ؛ همُ المتاجرون بهذه المباديء سوقاً لبضاعة الطائفية ، المتجذرة في أعماقهم ، وخدمة ً للنظام الديكتاتوري الذي يطيلون من عمره بوعي منهم أو دونما وعي .



هاهيَ حربُ لبنان ، التي قرعتْ بابَ شهرها الثاني ، تقرعُ أيضاً في رؤوسنا ، نحن السوريين المعارضين لنظام الإستبداد ، نواقيسَ علاماتِ إستفهام وإشاراتِ تعجّب ، عن موقف بعضنا ممن يدعي العلمانية أوالليبرالية أو كليْهما ، لا فرق ؛ الموقف المتناغم ـ كيلا نقولُ المتطابق ـ مع الموقف الرسميّ لنظام الديكتاتورية البعثية . لن ألجأ هنا لصفة التعميم ، فهذه ليست من شيَم الكاتب الموضوعي ؛ فما بالكَ بما يُفترض بالمثقف ، المعارض ، من خلق ٍ سويّ يفرضُ عليه المجاهدة للمّ الصفوف لا لتفريقها . بيْدَ أنه ، بالمقابل ، يجب ألا يغيب عن بالنا هنا ، حقيقة ربما تبدو بديهية ؛ وهيَ أنّ تجاهلَ ما يعترضُ معارضتنا الوطنية من إشكالات وإلتباسات ومعضلات ، سيفاقم في ضعفها وخورها ويؤدي بالنتيجة إلى إندثار فاعليتها في داخل وخارج البلد . فلطالما حاول أهلُ النظام ، عن طريق أبواقهم الإعلامية ، التبشير بإستحالة الجمع بين طرفيْ تلك الثنائية ـ أيْ الداخل والخارج . فهذا الطرف الأخير ، وفقَ زعمهم نفسه ، ليسَ أكثر من ذيل للأجنبيّ ، وقادم للتغيير " على ظهر الدبابة الأمريكية ! " ؛ متعللين بمثال العراق . وفي هذا السياق ، يجب التنويه بأنّ النظام فشلَ في محاولته تلك ، بدليل هذا التواصل الحاصل بين مختلف إتجاهات المعارضة ، داخلاً وخارجاً ؛ خصوصاً بالمؤتمرات والإجتماعات المنعقدة في الدول الأوروبية ، وكذلك بتأسيس ما صارَ يُعرف بـ " إعلان دمشق " ، وما تلاه من إتفاق بين مثقفي لبنان وسورية عبْرَ " إعلان بيروت ـ دمشق " ، الذي أقض مضجع السلطة البعثية الحاكمة ، لما فيه من تحدّ لعقليتها الوصائية ، المتخلفة ، النابعة من طبيعتها الطائفية ، المزمنة .

إذ فشلَ أهلُ النظام في محاولتهم إبعاد الطرف الخارجيّ من ثنائية المعارضة ، كما أسلفنا ، فإنهم للأسف قد تمكنوا من دقّ إسفينهم ، الطائفيّ ، في قلب الثنائية ذاتها وبشتى الأساليب والأدوات . ولكن ، قبل البدء في عرض " مآثر " السلطة الحاكمة بدمشق ، في ذلك الإتجاه الموسوم ، علينا العودة قليلاً إلى ما كانه ردّ فعل تلك السلطة بخصوص الحراك المجتمعيّ ، المُعرّف بـ " ربيع دمشق " ؛ وهوَ الذي أعقبَ وفاة الطاغية ، الأسد الأب ، وإستخلاف الإبن الأكبر لعرشه الجمهوري ، وفق حبكةٍ غير دستورية ، حالُ النظام الأمنيّ برمته . فذلك الحراك ، إذاً ، المتناهض بقوة وبأس وجسارة ، قد شاءَ له أهلُ النظام التمددَ بحريّةٍ ، محسوبة الخطى ، بهدف إستيعابه ووأده فيما بعد ، بسرعة وقسوة ، بعدما يتمّ إستخدامه من قبلهم كـ " بالون إختبار ! " ، لا أكثر ولا أقل . لنقل أولاً ، أنّ السلطة لم تفرق يوماً في بطشها بين سنيّ وعلويّ ودرزيّ ونصرانيّ .. ، ولا بين عربيّ وكرديّ وتركمانيّ وآشوريّ .. الخ . إلا أنها نجحتْ في كثير من المفاصل الزمنية ، المأزومة ، بتجييش الطائفة العلوية وحشدها في معاركها ؛ متوجهة لكل من إتجاهاتها السياسية والإجتماعية بما يتلاءم وإيديولوجيته وعقليته : وكمثال على ذلك ، حينما دخلتْ سلطة الأسد الأب ، عند مفتتح الثمانينات ، بمواجهة مسلحة ضارية مع التنظيمات المسلحة الإسلامية ، السنية . وقتذاك ، قام حزب العمل الشيوعي ، أحد أهم التنظيمات المعارضة ، بتأجيل غير مسمىً لشعاره الجريء في " إسقاط السلطة الديكتاتورية ، غير الوطنية " ؛ بحجة مواجهة ما أسماه " خطر الرجعية الداخلية ومؤامرة كامب ديفيد " . هذا التنظيم ، كما هو معروف ، كان ولا يزال المعبّر عن / والمستوعب لقاعدة هامة من الأخوة العلويين ، المثقفين ، المنتمين لجذور ريفية فقيرة ؛ أيْ من الفئات غير المستفيدة ، لهذا السبب أو ذاك ، من نِعَم النظام ومكرماته . من هذا التنظيم بالذات ، ومن تفرعاته أيضاً ، قدِمَ كثيرٌ من المناضلين إلى ساحة العمل المعارض ، التي تعددت في مستهل هذه الألفية الجديدة منظماتها وجمعياتها في مجالات المجتمع المدني وحقوق الإنسان وغيرها . كان القسم الأكبر من هؤلاء المناضلين " خريجي " معتقلات وسجون النظام الديكتاتوري ، الرهيبة ، وعانوا ما عانوه من تعذيب جسديّ ونفسيّ ، لا يوصف . إلا أنه ثمة حقيقة اخرى ، لا يمكن تجاهلها أوالصمت بإزائها : وهيَ أنّ بعضَ أولئك المعتقلين ، كانوا متلبّسين بشبهة التعاون مع الأجهزة الأمنية ؛ سواءً بسواء أكان الأمرُ بالنسبة للواحد فيهم قبل شروعه في التنظيم أم خلال نشاطه أم بعيد إعتقاله . وعلى كل حال ، ربما بدا ضررُ مثل هؤلاء الأشخاص الآن غير ذي بال ، ما دام العمل المعارض علنياً ومكشوفاً ، داخل سورية وخارجها . بيْدَ أنّ النظام ، من جهته ، عرَف كيف يستفيد من خدماتهم في المجال الإعلاميّ ، على الأقل . ولطالما كانت ثمة علامات إستفهام ، عديدة ، عن مغزى وجود هذا الشخص الفلاني في لندن ، وذاك العلاني في باريس ووو .. ، لا عمل لهم سوى إمداد وسائل الإعلام العربية ، من صحافة وفضائيات وإنترنيت ، بأخبار كاذبة ، ملفقة بعناية ، بزعم تلقيها من داخل الوطن ، ومن : " أقارب مسؤولين أمنيين وعسكريين في الطائفة ! " ؛ كما يردد على الدوام ، ً أحدُ أولئك " المعارضين " في نشرته الإلكترونية . ولعلّ نشاطات هؤلاء المخربين ، المدسوسين زوراً في خانة المعارضة ، أضحت أكثرَ تكثفاً ـ وإنفضاحاً في الآن نفسه ـ إثر جريمة إغتيال الرئيس الحريري وما أعقبها من إجبار المجتمع الدولي للسلطة الأسدية ، المتهمة بالتورط فيها ، بسحب جيشها ومخابراتها من لبنان .



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة والمعارضة
- الكوميديا السورية
- إنتصار الظلامية والإستبداد ؟
- ثقافة المقاومة ، ثقافة الموت
- لبنان في فم الأسد ، مجدداً ؟
- صلاح الدين عصرنا
- قصف إعلامي ، عشوائي
- محمد أوزون ؛ كاتبٌ كرديّ على أبواب العالم
- من البونابرت العربيّ إلى الطاغوت الطائفيّ
- الزرقاوي ، وسوداويّة الإسلام السياسي
- الوجهُ الجميل لنظام ٍ قبيح
- المثقفُ مستبداً
- الدين والفن
- بين إيكو وبركات 3 / 3
- فلتسلُ أبداً أوغاريت
- بين إيكو وبركات 2 / 3
- بين إيكو وبركات 1 / 3
- منتخبات شعرية
- الماضي والحاضر
- الوحدة والتعدد في اللوحة الدمشقية


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - دلور ميقري - المقاومة والمعارضة 2 / 2