أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد نبيل صابر - الثقافة فى مصر...الفريضة الغائبة














المزيد.....

الثقافة فى مصر...الفريضة الغائبة


محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 7025 - 2021 / 9 / 20 - 15:51
المحور: المجتمع المدني
    


عبر التاريخ، امتازت الدول القوية بأن منهجها يتضمن مشروع ثقافى يعبر عنها وعن مبادئها وهويتها وأولوياتها ، مشروع يتم التعبير عنه فى السينما والمسرح والادب والدراما والغناء والموسيقى، حيث يخلق هذا المشروع لون مميز للتعبير عن ايدلوجية الدولة ووسيلة للدعاية لها داخليا وخارجيا وفى بعض الدول احد اذرع القوة الناعمة الساعية لتمدد تلك الدولة والحفاظ على مصالحها فى دوائر مجالها الحيوي..
ومن اجل تشكيل الجمهورية الجديدة فى مصر، دعونا نستعرض هذا الامر فى شكل اسئلة واجوبة
1_ هل فى دولة حديثة لها مشروع ثقافى؟.. تخيل عزيزى المواطن ان ده حقيقى .. الولايات المتحدة لها مشروع ثقافى بيترجم فى افلام واغان ومسلسلات وبتنتشر بيهم فى كل العالم وبتحاول تصبغ كل العالم بصبغة واحدة تحت اسماء مختلفة مثل "العولمة" و " السماوات المفتوحة" و " قيم الحرية"....الخ ، ودولة مثل فرنسا جمعت الاكاديميا الخاصة بها وحاولت أن تحافظ على "الروح الثقافية الفرنسية" فى مواجهة الغزو الثقافى الامريكى، فى ظل تنبيهات متكررة من رؤساء الدولة منذ الستينات الذين اعتبروا تمدد المشروع الامريكى داخل فرنسا تدمير لهوية فرنسا . دولة مثل المانيا بتدبلج كل الافلام باللغة الالمانية علشان تحافظ على اللغة ..طبيعى ان يكون لك مشروع
- ما فائدة ان يكون هناك مشروع ثقافى؟.. اى دولة فى العالم ، بتحب تعبر عن هويتها وصورة مواطنيها ودرجة تحضرها عبر المشروع الثقافى الخاص بها ، والمشروع الثقافى نفسه هو احد طرق توجيه المجتمع و زرع الانتماء فيه ومواجهة اى فكر متطرف او خارج عن اهداف المجتمع،وهذا يشمل كل الافكار سواء التطرف الليبرالى او افكار التطرف الدينى
3- هل فى تاريخ مصر مشروع ثقافى؟.. التاريخ بيقول ان ناصر اهتم بالمشروع الثقافى سواء بالترجمة او التأليف فى كل الفروع او فى الغناء والسينما ، تخيل ان مشروع مثل تلحين عبد الوهاب لام كلثوم او ما يسمى "لقاء السحاب" بدأ فى "انت عمري" ، كانت بتوجيه من عبد الناصر شخصيا الذى استطاع أن ينهى سنين طوال من التنافس بينهم لمصلحة المشروع الثقافى ككل ، التوجيه الذى كان من نتيجته تطور الحان ام كلثوم ومزج الغربى بالشرقى فى اغانى عظيمة .. كلهذا تم بفكر رئيس واع صاحب نظرة شاملة ومدرك تماما اهمية المشروع الثقافى الذى كان جزءا من مشروع مصري شامل قد نختلف او نتفق حوله ولكنه لا يزال مشروعا متكاملا لا يمكن اهمال التعلم منه
4- أين تكمن المشكلة حاليا ؟.. الواقع يقول ان المشاكل كتيرة ، اى مشروع لاى دولة يجب أن يخدم هدف استراتيجى يحدده توجه الدولة وقراراتها وترتيب عداواتها وهذا الهدف حاليا اصلا غير موجود او بشكل ادق ضبابى ،فتضارب توجهات الدولة واقوال الرئيس وافعال النظام بين مثلا "الحفاظ على فيم الاسرة المصرية" او "دعم الحرية الفردية، بين تدعيم الازهر المتتالى وتحصينه دستوريا وبين رغبة الرئيس المقابلة فى الاصلاح الدينى ....الخ
المشكلة الثانية ان الثقافة يا اما تم احتكار فروع كاملة منها "الدراما " لخدمة هدف ليس معروفا ، رغم ان الاحتكار تم بمعرفة الدولة او اجهزة تابعة لها ،او تم ترك فروع اخري لحيتان سوق رأسمالى بحت تبحث عن ربح سريع خاصة فى فروع " الادب والغناء " فأنتاج مصر الادبى اصبح اغلبه غث فى ادب الرعب او ادب اسلامى من عينة "عشقته يوسفيا " و "فى قلبى انثى عبرية" وكلام لو فى وجود نقد حقيقى كان تم الحكم على كتابه بالمؤبد ، والاعتماد الاكبر على دعايات رأسمالية لكتابات غثة وتافهة فقط تعتمد على نشر نفسها كالأكثر مبيعا ، ولنا فى المهازل التى تنشر فى اثناء كل معرض كتاب عبرة، او فى انتشار غناء المهرجانات والاحتفاء بها او غناء وحفلات مطربى الراب الذين يتسحوذوا على الشباب لخدمة المشروع الثقافى الامريكى "وممكن تراجع فكرة ما يسمى "الدسات" وكلمات الاغانى وطرق تصويرها لتجدها نسخ مشوهة من اغانى الراب الامريكية بمات يتضمن ذلك من الملابس والاكسسوارات" مع اختفاء افرع كاملة مثل الترجمة والنقد والمسرح ....الخ ... وهذه كارثة فى حد ذاتها
وليس ادل على فقدان المشروع والهدف من جري مطربينا وممثلينا للسجود على عتبات الشاب المعجزة شوال الاموال السعودى الذى فرض كلماته المسروقة على اكبر مطربى الوطن العربي ولله الامر من قبل ومن بعد
5- وما الحل؟.. الحل ببساطة هو ان تضع الهدف ..وبناءا على الهدف ستنتج خطة لتنمية الثقافة واكتشاف ودعم وجوه جديدة تخدم فى المحصلة الهدف النهائى ..
مصر مليئة بالمواهب فى كل المجالات .. ولكن تلك المواهب مدفونة لرفض اغلبها العمل "زى ما السوق عايز"..او يأسها من ضياع موهبتها وسط سيل الردئ المتتالى على الناس... عليك ان تحدد شكل دولتك واهدافها ومكان الثقافة فيها واهميتها وستكتشف تلك المواهب التى ستخدم ذلك الهدف ثم ستطرد العملة الجيدة العملة السيئة وتحل محلها
الا هل بلغت اللهم فاشهد



#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دليل بناء الجمهورية الجديدة (1)
- عودة الجندى الاخير
- مانيفستو القومية المصرية...مقدمة
- ترامب وانصاره ..سحابة صيف ام تيار جديد؟
- من خطاب تنصيب 2024
- القومية المصرية..الحقائق والأساطير
- الاخوان وصياغة الرواية البديلة
- نحو صياغة قومية مصرية
- مستقبل داعش..الفكر والتنظيم
- معسكرات تأهيل وليس الدية
- الأشبين
- الحاكمية عند الشيعة
- حزب التحرير.. المنسى فى الاسلام السياسى
- من قتل السياسة فى مصر؟!! -2-
- احمد خالد توفيق...وداعا
- من قتل السياسة فى مصر؟!!
- من اجل القلعة
- الخروج من عباءة فايمار المصرية
- الامير المصرى
- ثورة بلا قضية


المزيد.....




- جريمة تفاصيلها مروعة.. محكمة كويتية تؤيد إعدام قاتل مزّق جثة ...
- -معلومة صادمة- بشأن وضع -الإغاثة- في غزة!
- المجاعة تفتك بأهالي غزة وتقتل 49 طفلاً
- حركة -المجاهدين- ترد على تصريحات بن غفير عن إعدام الأسرى الف ...
- النواب الأمريكي يقلص المساعدات للأمم المتحدة ويدعم -إسرائيل- ...
- داخلية السعودية تعلن إعدام الشاخوري تعزيرا.. وتكشف عن جرائمه ...
- مسئول أممي: 37 مليون طن ركام بغزة بسبب القصف الإسرائيلي تعرق ...
- ارتفاع طفيف بعدد المهاجرين في ليبيا خلال الربع الأول من 2024 ...
- انطلاق جولة مفاوضات لتبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوث ...
- تعذيب الأطفال لأجل العلم.. التاريخ المظلم لعلم النفس وتجاربه ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد نبيل صابر - الثقافة فى مصر...الفريضة الغائبة