أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد المنعم عبيد - مصر ارض الموارد المهدرة والكنوز الكامنة الجزء الاول















المزيد.....

مصر ارض الموارد المهدرة والكنوز الكامنة الجزء الاول


زياد عبد المنعم عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7025 - 2021 / 9 / 20 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(الجزء الاول)
في اطار النقاشات والحوارات القائمة حول أساليب النهوض بالاقتصاد الوطني وكيفية تحريك دولاب التنمية لا يمكن إغفال احد اهم العناصر المتاحة لدينا الان وهي الموارد المهدرة والمساء استغلالها. وهناك آلاف من الأمثلة التي سأحاول أن أطرح منها بعض العناوين الرئيسية لنستعرض فيها حجم وكم الموارد التي أهدرت او تم الاستيلاء عليها أو تجاهلها بالفساد والجهل وسوء الادارة. ولهذا عندما تم اعادة تعيين رئيس مجلس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري لذات المنصب بعد الثورة اصابتني دهشة وخيبة امل كبيرتان فهو الرجل الذي كان في منصب وزيرا للتخطيط ما يقرب من عقد من الزمان (في دولة كانت تنتقد انها لا تخطط لشيئ وان وضعت خطط لم تنفذ!!!!) ثم توج مسيرته التخطيطية الفاشلة بوجوده على قمة الهرم الاداري لما يقرب من اربع سنوات لم تسجل مصر فيهم أية تقدم واضح، بل اذكر الانهيار الهائل في مؤشرات البورصة في عهدة ومن ثم فرار نواب القروض بالمليارات ومنهم من هو هارب حتى الان، وأنهى مدته بان أهدر المال العام في اقامة مشروع معنون على انه (مشروع قومي) بهدف اعادة انتخاب مبارك لفترة جديدة، مشروع توشكى، الذي وجه عشرة بالمئة من موارد مصر المائية لصالح ثلاثة مستثمرين، في ارض لم يأكل المصريين منها ولو عود جرجير. ولكن الحقيقة ان الدكتور الجنزوري لم يكن المسؤول الأوحد لكنه كان احدى الحلقات ليصل من سبقه بمن خلفه في سلسلة ممتدة من قادة ورؤساء أساؤوا إدارة موارد البلاد ومصالح العباد.
وادعو الجميع لتدقيق النظر في كل أنحاء جمهورية مصر العربية، لتجد في كل محافظة ومدينة ومركز أمثلة لا حصر لها من الموارد المهدرة والقدرات الكامنة المعطلة التي لو عبئت بشكل صحيح لنهضت مصر من سباتها العميق. ولا بد من بدء هذا الموضوع بالاشارة الى بعض الحقائق الهامة التي يجب وضعها في الاعتبار.

اولا: سيناء وقدرتها الاستيعابية
ان تعداد سكان مصر الذي يتجاوز ال٩٠ مليون نسمة مازال يستوطن ٦٪ من مساحة مصر الكلية وهو تقريبا 60000 كم مربع اي ما يساوي مساحة شبه جزيرة سيناء والتي هي تساوي تقريبا ثلاثة أضعاف دولة اسرائيل التي يقطنها حوالي ثمانية مليون نسمة، بما معناه ان مساحة شبه جزيرة سيناء يمكن لها استيعاب ملايين عديدة من المصريين في اطار خطة لإعمار وتطوير والنهوض بسيناء لتكون سنغافورة الشرق الاوسط الحقيقية. وشبه جزيرة سيناء، هذا المثلث الذي يربط قارات العالم الكبرى ببعضها يحتوي الان على مدينتا العريش عاصمة الشمال ومدينة الطور عاصمة الجنوب وبعض المدن الصغيرة المتناثرة التي جميعها تفتقر لكل الخدمات والإمكانيات ويعاني سكانها من البطالة والكساد والفقر والمرض. اما مدن شرم الشيخ ودهب ونويبع فهي مجرد مدن فندقية سياحية لم تدرك قدراتها وإمكانياتها القصوى بعد وهي أيضا مازالت تعاني من تحديات كثيرة. أما التراث والحضارة البدوية الخاصة بشبه حزيرة سيناء فهما من الكنوز المصرية الكامنة التي ظلت مدفونة لعقود طويلة وقد آن الآوان لابرازها وتنميتها ودعمها.

ثانيا: الساحل الشمالي تنمية خاطئة ومعضلة الالغام
شيد الاسكندر المقدوني اعظم مدنه الأسكندرية في هذه البقعة العبقرية على هذا الساحل واعتبر الرومان هذا الحزام الساحلي لمصر سلة الغلال والفاكهة للامبراطورية الرومانية، وماذا فعلنا نحن منذئذ؟ يعد الشكل الحالي المؤسف الذي انتهى اليه الساحل الشمالي الممتد من مدينة الأسكندرية الى مدينة السلوم مرورا بمدينة الحمام ومدينة سيدي عبد الرحمن ومدينة مرسى مطروح، نتيجة مباشرة لسوء التخطيط والتنظيم وهو انعكاس صارخ لاهدار الموارد والإمكانيات. كيف أهدرت هذه المساحة العبقرية من افضل سواحل البحر الابيض المتوسط لتصبح مجموعة من المباني الأسمنتية الرثة على هيئة شاليهات وفيلات لا يستفاد منها بالكاد الا ثلاثة الى اربعة اشهر سنويا.
تعد تربة الساحل الشمالي من اكثر الأراضي خصوبة وتتميز منتجاتها الزراعية بالجودة الفائقة وذلك لاستخدام الري بمياه الامطار وهو ما يجب تعظيم الاستفادة منه والعمل على خلق شبكة تجميع مياه أمطار الساحل الشمالي والإستثمار في إنشاء خزانات جوفية وآبار ووضع خطة محكمة لتجميع كل نقطة مياه ممكنة للاستفادة منها في عمليات زراعة مكثفة للشريط الساحلي بعمق من 10-30 كم.
والمقارنة هنا تعقد مع الدول التي حرصت على تنمية سواحلها بشكل عصري ومستدام. ولا يمكن ان نحرم نفسنا من السؤال ماذا لو كان الساحل الشمالي في اليابان او كان في دولة الامارات الشقيقة؟ اعتقد اننا جميعا نعرف الاجابة، كان الساحل هيكون احد اعظم موارد مصر الاقتصادية والسياحية والزراعية. وللأسف يتحجج الكثيرون ببطء التنمية او عدمها نتيجة ان الساحل الشمالي في مصر قد أعطبته الألغام الأرضية التي بعثرت فيه من جراء صراع القوى الاوروبية في الحرب العالمية الثانية، وردي على هؤلاء انه لو كنا في العصر السابق نزعنا مليون لغم في السنة باستخدام قدراتنا الوطنية لكنا انتهينا من هذا الكابوس الى الأبد وفتحنا افاق الساحل الشمالي للزراعة والصناعة والسياحة والاستثمار الجاد. والآن يجب على كل المصريين وضع خطة قومية لنزع ٢٢ مليون من الألغام الأرضية وتحرير ارض الساحل الشمالي بالكامل لتصبح احد قاطرات التنمية المصرية في المستقبل القريب. وفي الواقع فإن الخسائر في الأرواح والأطراف في سكان منطقة الساحل الشمالي هي اهم أسباب ضرورة إزالة هذه القنابل المدفونة واتاحة فرصة لهؤلاء للتمتع بحياة خالية من المخاطر والذعر والفقدان في واحدة من أجمل صحاري العالم. وبالنظر للمبادئ الاقتصادية الاولية فإننا لا يمكن تحمل قيمة الفرص المهدرة لهذه الرقعة الهائلة من الارض والموارد.

ثالثا: قناة السويس اختصار ملاحي أم معامل تجاري وصناعي لوجيستي ونقطة التقاء كونية للمواد الخام والصناعات والخدمات
منذ حفر القناة وافتتاحها في نوفمبر 1869 وهي تستغل كممر لسفن الشحن والبضائع من كل ارجاء الكرة الأرضية، وحتى وقتنا هذا تشكل قناة السويس احد اهم مصادر الدخل للدولة. ولعل الاوضاع العالمية الحالية المتمثلة في ارتفاع اسعار الوقود والنقل وزيادة مخاطر القرصنة والظواهر الطبيعية خلقت فرص جديدة يمكن لمصر الاستفادة منها من خلال انشاء ممرات متحاذية على ضفتي القناة بطول من 160-190 كم لنخلق ممر صناعي، تقني، تنموي متكامل بشبكات طرق للنقل والشحن وسكك حديدية وموانئ ونقاط تصنيع وتجميع وتعبئة وتوزيع لتحقيق الطاقة القصوى للقناة العظيمة والتحول من مجرد ممر ملاحي الى اهم نقطة التقاء للمواد الخام وادوات التصنيع واهم نقطة توزيع للبضائع حول العالم. ولدينا العديد من الموانئ منها ميناء العين السخنة وبور سعيد والسويس وشرق التفريعة وهم جميعا بحاجة للمزيد من التطوير والتحديث وتشجيعهم على الارتقاء لمستويات التشغيل العالمية وضرورة وصلهم بشبكات طرق عتيدة وسكك حديدية حديثة وانشاء مراكز تخزين وتصنيع وتعبئة وتوزيع من حولها، وبذلك تتحول القناة من مجرد ممر ملاحي الى شريان كوني ومعامل صناعي تجاري لوجيستي تتسابق الدول للتواجد فيه والتعامل معه.
وفي الجزء المقبل سنلقي الضوء على المزيد من موارد وقدرات مصر الهائلة التي تشكل جزء من اللغز المحير والحزين حول كيف آلت الأمور إلى ما نحن فيه؟



#زياد_عبد_المنعم_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكي ...
- العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكي ...
- العالم العربي والمستقبل 2050 مقدمة
- العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكي ...
- أفكار خارج الصندوق
- الألعاب الشعبية والسياسة اليومية
- العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الثالث
- العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الثانى
- العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الرابع
- أين الخيال العلمي العربي؟
- قمة مجموعة العشرين في هانغتشو تعيد التفاؤل للعالم
- العالم العربي والمستقبل 2050
- آفاق ومحددات العلاقات العربية
- ماذا يحدث في بحر الصين الجنوبي؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد المنعم عبيد - مصر ارض الموارد المهدرة والكنوز الكامنة الجزء الاول