|
الرّئيس غونزالو: حرب الشّعب
حزب الكادحين
الحوار المتمدن-العدد: 7025 - 2021 / 9 / 20 - 02:27
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
قسم من الحوار الذي أجرتـه جريدة "الدياريو" في جويلية 1988 مع الرّفيق أبيمايل غوزمان، الرّئيس غونزالو، زعيم الحزب الشيوعي البيروفي – الدّرب المضيء. طريــق الثّــورة --------------------------------------------------------------- الدّياريو: لنتطرّق الآن إلى موضوع حرب الشّعب. ماذا يعني العنف بالنّسبة لكم ؟ غونزالو: بالنسبة للعنف، نحن ننطلق من مبدأ الرّئيس ماو المتعلّق بالعنف: العنف قانون عام وأعني به العنف الثّوري باعتباره الوسيلة الوحيدة القادرة على حلّ التناقضات الرّئيسيّة بواسطة الجيش وحرب الشّعب. لماذا يجب علينا أن نعتمد على نظريّات ماوتسي تونغ ؟ لأنّنا نعتقد أنّ الماركسيّة أثبتت أنّ هناك قاعدة عامّة تحكم التّناقضات التي تشقّ الكون، وماركس بيّن أنّ العنف هو قابلة التّاريخ ولينين أيضا بيّن مزايا العنف الثّوريّ الذي أقرّه أنجلز ولكنّه وجد صدى أكبر في كتابات ماوتسي تونغ. إنّنا لا نستطيع الإطاحة بطبقة المستغِلّين دون الالتجاء إلى العنف الثّوريّ ولا يمكننا دحر النّظام القديم وبناء نظام جديد أي نظام تكون فيه البروليتاريا سيّدة نفسها بزعامة حزبها الشّيوعي بواسطة العنف الثّوريّ. يجب أن نُخضع مسألة العنف الثّوريّ إلى مزيد من النّقاش إذ يجب عليها أن تأخذ بعين الاعتبار كيفيّة تجسيد حرب الشّعب في الواقع العملي، فالرّئيس ماو عندما أراد تطبيق حرب الشّعب مكّن البروليتاريا من فهم الخطّ العسكري ومن النّظريّة العلميّة وممارسة الحرب على مستوى كونيّ. إنّ حرب الشّعب يجب أن تُمــارس طبق الظّروف التي نعيشها. نحن نعتقد أنّ للحرب مظهران: مظهر تخريبيّ وآخر بنّاءٌ. أن تكون الحرب بنّاءةً، فهذا هو الرّئيسيّ في اعتقادنا، أي أن تكون في صالح الجماهير الشّعبيّة. أمّا وجهة النّظر الأخرى، فذلك يعني تخريب الثّورة وإضعافها. ونرى أنّه عندما حمل الشّعب السّلاح لتقويض النّظام القديم أقدمت الرّجعيّة، في محاولة للإجهاز عليها، مستعملة كلّ الوسائل لارتكاب المجازر، وهذا يتكرّر باستمرار في البيـرو. أمّا في ما يتعلّق بالحرب القذرة (هكذا تقول الرّجعيّة)، فقد تعلّموها حسب زعمهم من الشّيوعيّين. هذه الاتّهامات تعبّر بصدق عن أنّهم لم يفهموا بعد الثّورة وحرب الشّعب. وتعمد الرّجعيّة إلى قوّاتها المسلّحة لسحقنا والقضاء علينا. لماذا كلّ ذلك؟ لأنّنا نملك نفس الهدف، أي هدف القضاء عليها وسحقها كطبقة. وفي هذا الصّدد يقول مارياتياغي بأنّ تحطيم النّظام القديم معناه بالنّسبة إلينا بناء نظام اجتماعيّ جديد. إنّ ذلك لا يتأتّى إلاّ عبر تطبيق مبادئ ماوتسي تـونغ المتعلّقة بحرب الشّعب. ومبدؤه ذاك يتمثّل في القضاء على قوات العدوّ ودعم قواتنا والمحافظة عليها. ونحن نعرف أنّ الرّجعيّة لا تتوانى ولن تتوانى في ارتكاب المجازر. هذا واضح في أذهاننا. عندما نطرح مهمّة القضاء على العدوّ وعلى قوّاته ودعم قوّاتنا والمحافظة عليها يجب أن يُدفع ثمن ذلك (ثمن الحرب) وضريبة الدم والتضحية في سبيل النّصر الذي سنحقّقه بفضل حرب الشّعب. إنّهم يتّهموننا بالإرهاب، وعلى كلّ فرد منّا أن يُفكّر جيّدا في تلك المسـألة. أ ليس الإمبرياليّون الأمريكيّون هم الذين رفعوا عاليا لواء "مكـافحة الإرهــاب" متّهمين كلّ الحركـات الثّوريّة بذلك؟ إنّهم يريدون تشويهنا وعزلنا للقضـاء علينا، هذا هو حلمهم، لم يكونوا الوحيدين، بل كذلك الإمبرياليّون الاشتراكيّون والتحريفيّون يفعلون نفس الشّيء. فغورباتشوف يدعو للتوحّد لمكافحة "الإرهاب"، وليس من محض الصّدفة أن يضع رامز عاليا على عاتقه مكافحة الإرهاب خلال المؤتمر الثّامن لحزب العمل الألباني. من الضّروري أن يتذكّر كلّ واحد منّا ما كتبه لينين "ليعشْ مشعـلو فتيـل الثّـورة الشّعبيّة !" هذه ليست مؤامرة ضدّ أيّ وجه من الوجوه الكريهة من طرف الشعب وليست عملية ثأريّة وليست ردّة فعل بسبب خيبة أمل وليست كذلك عمليّة ردع أو تخويف. لا، هذه هي البداية. لقد حازت قدرا هامّا من التّفكير والتّحضير. إنّها بداية عمليّات المفارز الثّوريّة. ومن حسن الحظّ فقط أنّه مرّ الزّمن الذي عانينا خلاله من عدم الإقبال الجماهيري وعدم تواجد "الشّعب الثّوريّ" ووقع عزل الثّوريّين و"الإرهابيين". كلّ ذلك مهّد للثّورة، هكذا يفكّرون. إنّ القنبلة توقّفت عن أن تكون سلاح حاملها فقط لتصبح سلاح جلّ الجماهير الشّعبيّة. لقد علّمنا لينين بأنّ الظّروف تتغيّر فتصبح القنبلة سلاح الطّبقة العاملة، سلاح الشّعب بأسره وإنّ حملها ليس مؤامرة ولا عمليّة تخريب معزولة بل عمليّة ينظّمها الحزب بالاعتماد على التّخطيط والجيش. فأين نحن من الإرهاب والحــال تلك؟ سبابٌ رخيص ! خلال الحرب تستعمل الرّجعيّة وسائلها الخاصّة في "النّضال" وهذا لا يُنكره أحد. واعتبارا لكلّ ما تقدّم ذكره نستطيع أن نبيّن أنّ من يقوم بردود فعل لا تعبّر إلاّ عن خيبة أحــل لأنّ الأرض تهتزّ تحت أقدامهم. إنّهم يتّهمون الثّوريّين بـ"الإرهابيين" ليخفوا حقيقة حرب الشّعب. إنّ هذه الحرب تربكهم حتّى أنّهم يعترفون بامتدادها على نطاق واسع ممّا جعل الحكومة البيروفيّة تتخبّط في المشاكل. أيّ "إرهـاب" يكون على هذا النّحو؟ ليس هناك. لن يستطيعوا منع الحزب الشيوعي البيروفي من أن يقود حرب الشعب. هناك من ينظر إلى ذلك بعين الاعتبار وبدأ يتقدّم في اتّجاه خوضها. الدّياريو: ما هي خصائص حرب الشّعب في البيرو، وبم تتميّز عن الحروب الأخرى في العالم وفي أمريكا اللاتينية و(1) MRTA ؟ غونزالو: سؤال جيّد. أشكرك على ذلك لأنّ سؤالك يدفعني للحديث عن الدّغمائيّة. هناك من يقول بأنّنا طبّقنا نظريات ماوتسي تونغ بطرق دغمائية وخاطئة لعدم تناسبها مع الظّرف التّاريخي. يمكن تطبيق حرب الشعب على مستوى عالميّ وفق طبيعة الثّورة ومدى تناسبها مع البلد. وفي بلدنا هناك خصائص بارزة للعيان. إنّه نضال اندلع في الرّيف وفي المدينة، وضبط برنامجه في 1968، اي حرب الشعب. هنا نتميّز عن غيرنا، لنا خاصية تتمثل في الرّيف والمدينة.. يمكننا ذكر خصائص أمريكا اللاتينية المتمثلة في مدن أكبر من تلك التي توجد في القارّات الأخرى. تلك هي خاصيّة أمريكا اللاتينية، ولدعم ما أقول خذوا مثلا عدد سكان عاصمة البيرو، فالمدينة ذات أهمية ويجب أن تشملها حرب الشعب ولكن الهام أيضا هو الحرب في الرّيف، عندها تصبح الحرب التي نقوم بها في المدينة مرادفا ضروريّا ومكمّلا لها. في بداية حرب الشعب جابهنا قوات البوليس وفي سنة 1982 تدخّلت القوّات المسلّحة وذلك لا يعني أنّها لم تتدخّل ولم تلعب دورها قبل ذلك التّاريخ، بل درست كلّ ما كنّا نفعله وطريقتنا في خوض غمار الحرب. هذه خاصيّة، لأنّنا أحدثنا فراغا في الرّيف أين أنشأنا سلطة جديدة دون أن نتمكّن من سحق القوّات المسلّحة لأنّها لم تشارك بادئ الأمر إلاّ بعد أن بنينا السلطة الشعبية في الرّيف. ذلك هو الوضع السياسي الذي ساد البلاد. لو طبّقنا حرفيّا ما قاله ماو دون مراعاة الـوضع الخاصّ لبقينا نترقّب القوّات المسلّحة ولغمرتنا الميـاه. هناك خاصيّة أخرى تتعلّق بتشكيل الجيش وبنائه، وقد سبق أن أشرت إلى ذلك كما أشرنا إلى الرّيف والمدينة وإلى كيفيّة خوض حرب الشّعب وبناء الجيش وإلى كيفيّة بناء السّلطة الجديدة وعسكرة الحزب. إنّها خصائص دقيقة يتميّز بها واقعنا الذي يستدعي تطبيق الماركسية اللينينية وفكر ماو والاعتماد على أطروحات ماوتسي تونغ المتعلقة بحرب الشعب المناسبة لظروف بلدنا. هل كلّ ذلك يميّزنا عن نضال الشعوب الأخرى؟ نعم. لماذا نتميّز عن الآخرين؟ لأنّنا نخوض حرب الشعب الشيء الذي يجعلنا نختلف عن بقيّة البلدان في أمريكا اللاتينيّة. ففي كوبا مثلا لم تمارس حرب الشعب وأكّدوا أنّها حالة خاصّة، هذا ما أكّده غيفارا نفسه. إنّ الإمبريالية الأمريكيّة لم تتدخّل، هذا تناسوه. كما أنّه لم يكن هناك حزب شيوعي يتولّى القيادة. هكذا هي الكوبويّة (Cubanisme) والتي لها خمس صفات: عدم وضوح التّمايز الطّبقي الذي يتطلّب من المحرّرين عتق المضطهَدين، ثورة اشتراكيّة أم كاريكاتور الثّورة، الجبهة المتّحدة لكن دون البرجوازية الوطنية، لا حاجة لإيجاد قواعد أساسية ولا ضرورة للحزب. إنّ ما نراه اليوم في أمريكا اللاتينية هو تطوّر لهذه المواقف التي تخدم أكثر فأكثر مصالح الامبريالية الاشتراكية تلك التي تضع اليد في اليد مع الامبريالية الأمريكية لاقتسام العالم والسيطرة عليه. ذلك ما يبرز بوضوح في أمريكا اللاتينية. نقاط أخرى تميّزنا عن غيرنا- وأطلب المعذرة إن كنت قد أطنبت في الحديث عنها- هي مسألة استقلاليّة القرار والاعتماد على النّفس. إنّ غيرنا لا يولي هذه المسألة أهميّة تُذكر وبذلك أصبح بيدقا أو قطع شطرنج في أيدي الإمبرياليّين. الفرقُ بيننا واضح: إنّنا نُخضع أنفسنا للماركسية اللينينيّة وفكر ماو أمّا هم فلا. في الأخير أقول إنّ الفرق الشّاسع والرّئيسي هو نقطة البداية أي الايديولوجيا التي انطلقنا منها (الم. الل. الم.) وبالأخصّ الماويّة التي تُطبّقُ حسب ظروف وواقع بلادنا. خاطئون من ينعتوننا بالدّغمائيّة فهم بذلك منفّذون لمخطّطات أسيادهم. الدياريو: هل تلعب MRTA دورا في الثّورة المضادّة ؟ غونزالو: للـ MRTA (توپاك أمارو) مواقف تجعل الإنسان يفكّر ويتساءل، فالشعب فوجئ واستغرب من الهدنة التي قدّمتها هذه الحركة إلى الحكومة (APRA) لكن ندرك أنّ غارسيا بيريز(2)، وفي نفس اليوم الذي تولّى فيه الرئاسة اضطهد الجماهير في عاصمة الجمهوريّة. على غرار مجزرة لوربغانشو في أكتوبر 1985، هل قمع غارسيا الجماهير أم لا ؟ ماذا ينتظرون لإيقاف تلك الهدنة ؟ هذه أشياء يجب أن نتساءل عنها. الدياريو: إنّ القواعد الأساسيّة هامّة جدّا. كيف تمّ بناؤها في الرّيف ؟ ما رأيكم في الانتفاضة وماذا أعددتم لها ؟ غونزالو: إنّ القواعد الأساسيّة هي دمـاغ حرب الشّعب، وبدونها لا تستطيع أن نفعل شيئا. لقد قمنا بحملات للقضاء على العلاقات شبه الإقطاعيّة التي تعتمد على الاستغلال وناضلنا ضدّ ال"قنوماليزم" (gamonalism) الذي يعتبر أساسيّا بالنسبة للسلطة ويعوق تقدّمنــا فتحصل النّكسة. لقد ألحقنـا الهزائــم بقوّات البــوليس وهذا أكّده رجال الإعلام في الاكسبراسو وأحدثنا فراغا حول السلطة في الأرياف. أمّا السؤال الذي يبقى مطروحا بكلّ إلحاح هو ماذا يجب أن نفعل بعد ذلك؟ لقد ركّزنا لجانا شعبيّة نواة للسلطة الجديدة وخيّرنا أن تكون سريّة مخافة أن يتدخّل الجيش. أصبحت هذه اللّجان الشعبيّة تعدّ بالمئات وتمثّل كلّها الجمهوريّة الشعبيّة للدّيمقراطيّة الجديدة التي هي بصدد التشكّل. هكذا نشأت اللّجان الشّعبيّة والقواعد الأساسيّة ونشأت الجمهوريّة الشعبيّة للدّيمقراطية الجديدة (RPND) وقد تدخّل بعد ذلك الجيش لإعادة بناء السّلطة المنهارة لكنّنا ناضلنا من أجل تحطيمها نهائيّا ودعم وتركيز السّلطة الجديدة. نفّذ الجيش مجازر رهيبة لكنّنا استمتنا في الدّفاع عن أنفسنا وعن الثّورة. كانت الرّجعيّة وجيشها يعتقدان بأنّنا لا نمثّل خطرا بل الخطر تمثّله MRTA لكن ما هي النّتيجة ؟ النّتيجة هي أنّ اللّجان الشعبيّة والقواعد الأساسيّة تعدّدت وتكاثرت وهذا ما يخيف الرّجعيّة. إنّ الانتفاضة تبدو مسألـة هامّة جدّا. بالنّسبة لبلد كبلدنا يتطوّر فيه الوضع الثّوري وهذا ما جعلنا نشعل فتيل حرب الشعب خاصّة بعد أن بنينا الحزب وحصل لدينا وضوح ايديولوجي وتكوّنت القـواعد الأساسيّة وتطوّرت حرب الشعب التي ستساهم دون شكّ في إنضاج الظّروف الثّوريّة. لنعد إلى ما ذكره ماو وما أسماه بـ "اللّحظة الحاسمـة" وما اسماه لينين بـ"الأزمة الثّوريّة"، عند بلوغنا تلك المرحلة تنفجر الانتفاضة، تلك هي نظريّة حرب الشعب. يجب أن تقودنا مسيرة حرب الشعب إلى تلك "اللّحظة الحاسمة" أي إلى السّيطرة التّامّة على الأحياء الشّعبيّة. يجب علينا أن نُعدّ أنفسنا لتلك المهمّة الضّروريّة لنرفع راية النّصر في كافّة أرجاء البلاد. ماذا فعلنا بخصوص الأحيــاء ؟ لقد طوّرنا عملنا في الأحياء وفي الرّيــف وذلك منذ أمـد ليس بالقصير. لقد أخذ هذا العمل منعرجا حاسما مع بداية حرب الشعب. أمّا ما هو مطروح اليوم فهو كيف نحكم القبضة على الأحيـاء ونعمّم تواجدنا بها ونلمس أوسع الجماهير. إنّ عملنا في الأحياء الشعبيّة ضروريّ ويجب دفعه إلى الأمام كلّما تقدّم بنا الزّمن ذلك لأنّ البروليتاريا تتمركز في تلك الأحياء ولا يجب تركها فريسة سائغة للرجعيّة والانتهازيّة. تعيش الجماهير الشعبية في الأحياء التي تحيط بالمدن وقد سعينا، ابتداءً من 1976، إلى العمل فيها وفق خطط مرسومة. لأيّ جماهير نتّجه ؟ لا بُدّ من توضيح ذلك. تمثّل الجماهير الشّعبيّة المتراصّة في الأحياء الفقيرة أحزمة قصديريّة تحاصر الرّجعيّة في الأحياء الغنيّة. بواسطة الحرب التي نشنّها نعلن عن كسب الجماهير للتعاطف معنا، لكن ذلك يتطلّبُ وقتا طويلا ولا بدّ للطبقة العاملة أن تستنتج ذلك بنفسها وتفهم أنّها هي الطّليعة وتدرك الجماهير الشّعبيّة أنّ لها مركزا يقودها وأنّ تلك القيادة محقّة وأنّ الأعداء يغالطونها. إنّنا نعتمد على البروليتاريا وسكّان الأحياء الفقيرة والبرجوازية الصغيرة والمثقفين. كم من آمــال خابت !للجماهير الحقّ في المطالبة بالانعتاق ونحن أوّل من يقف إلى جانبها لنبيّن أنّنا طليعتها ويجب أن نميّز بين أن نكون طليعة أو طليعة معترفا بها. الطبقة العاملة لها الحق ولا أحد يُنكر عليها ذلك. ونحن لا نعتقد أنّه بين بزوغ الشّمس ومغيبها ستعترف بنا البروليتاريا كطليعة ثوريّة تباشر مهامّها من أجل القضاء على الاستغلال والاضطهاد. يجب أن يكون عملنا دؤوبا ويأخذ أشكالا متعدّدة تتناسب ومطامح الجماهير. يجب أن تدرك الجماهير قيمة السّــلاح. لقد علّمنا ماو انّه على الفلاّحين الفقراء أن يُدركوا قيمة حمل السّلاح. ونحن نعمل في هذا الاتّجاه وبأشكال جديدة داخل الجماهير الشّعبيّة في خضمّ حرب الشّعب آخذين بعين الاعتبار الظّروف والأوضاع التي تدور فيها الحركة الثّوريّة من أجل الدّفــاع عن الشّعب وذلك –حسب رأيي- لُبّ المقــاومة والنّضــال. أؤكّد بوضوح أنّها أشكال أخرى من النّضال تتماشى وحرب الشعب ولذلك نعمل على تطوير الحزب وحرب العصابات وحركة الدّفـاع عن الجماهيــر. نحن نحتاج لدفع الرّوح النّضاليّة حتّى تعبّر عن الطّاقات الكـامنة فيها، ونرى اليوم أنّ هناك ارتفاعا جنونيّا للأسعــار، لماذا لا يُسجّل احتجاج جماهيريّ ؟ من يقيّد الجماهير ويمنعها من التحرّك ؟ لقد أكّــد لينين أنّ مجرّد مسيرة شعبيّة في الشّارع تقضّ مضاجع الرّجعيّة. هذا هو هدفنا وهذا ما تعلّمنا إيّاه الماركسيّة اللينينية وفكر ماو. إنّ الطبقة العاملة تنمو ويشتدّ عودها بالنّضال اليومي الذي تخوضه، وما نحتاجه هو حوصلة تجارب الجماهير التي تضبط أشكال نضالها لتمسك أكثر فأكثر بالنضال المتنامي والمتطوّر في المدينة وبهذا تتربّى على أشكال النّضال الثّوري. ماذا نعتقد؟ المسألة واضحة: أن يبقى الرّيف هو المركز، أمّا بالنسبة للانتفاضة، فالأمر يختلف، إذ يقع التحوّل للمدينة فينتقل المقاتلون والشيوعيون إلى الرّيف ثمّ يقع نقلهم في ما بعد إلى المدينة، هكذا يقع التحضير للانتفاضة. علينا أن نبحث المسألة بكلّ عناية. إنّ على حرب الشعب أن تنسجم مع الانتفاضة التي تهدف إلى إحكام القبضة على المدن، لتعمّ حرب الشعب كلّ أصقاع الرّيف لكن عليها أن تحافظ على وسائل الإنتاج التي تسعى الرّجعيّة إلى تحطيمها وعلينا أيضا حماية المساجين الثّوريين. إنّ الرّجعيّة تسعى بكلّ الوسائل إلى القضاء على إنجازات الثّورة ونحن من جانبنا نطارد الأعداء ونحاصرهم، تلك هي الانتفاضة. لقد علّمنا لينين ومـاو كيف نقوم بالانتفاضة في ظلّ حرب الشعب، ذلك هو الدّرب الذي يجب أن نسير وفقه، لنفهم جيّدا أنّ الانتفاضة ليست مجرّد انفجار عفويّ، أن نعتقد خلاف ذلك فهو أمـر خطير. إنّ هناك من يريد أن يستغلّ الانتفاضة لمصلحته، وقد ناقشنا خلال التئام اللّجنة المركزيّة حدثا تمثّل في مساهمة عناصر تحريفيّة في الانتفاضة لإجهاضها واحتلال مواقع خدمة لأسيادهم الإمبرياليين الاشتراكيين. الدياريو: ماذا يستطيع أن يفعل الحزب في مثل هذه الظّروف ؟ غونزالو: في مثل هذه الظّروف، يجب أن نفعل ما فعله لينين حيث قال للجماهير إنّ الفرصة لم تأت بعد وغير سانحة، ولكن في صورة إقبال الجماهير على الثّورة يجب أن نقف إلى جانبها للتخفيف من الأضرار التي يمكن أن تلحقها وتأمين تراجعها، وإن مُتنا معا فستختلط دماؤنا، هكذا علّمنا لينين من خلال المعارك الشهيرة في جويلية 1917. ليس باستطاعتنا أن نقول للجماهير الشعبيّة أنت مخطئة، وإنّ الأحداث هي الكفيلة وحدها بتعليمها متى وكيف تثور وأنّ الكتلة هي الكتلة والطّبقة هي الطّبقة وانّ قيادتها غير صائبة وأنّ الظروف بائسة ونرمي بها لوحدها في المعركة في الوقت الذي يقوم آخرون بالرّمي بها عمدا في تلك الظّروف، يجب ان نكون مع الجماهير. إن كانت الجماهير لا تسير في الطّريق التي نريدها فهذا يعني أنّنا تخلّينا عنها وتركناها لقمة سائغة في أيادي الأعداء، يجب أن نكون إلى جانبها في فترات المدّ والجزر وبذلك تفهم وتقتنع بأنّنا حزبها فعلا. نحن نتصرّف بهذه الطّريقة. الدياريو: عندما تتحدثون عن أشكال النضال في المدن، فأيّ دور تسندونه للنقابات؟ غونزالو: نسند للنقابات دورا في الحاضر والمستقبل كما حدّده ماركس في القرن الماضي عندما كانت اتّحادات العمّال مجرّد نقابات تدافع عن منخرطيها اقتصاديّا، ذلك هو ماضيها، أمّا حاضرها فيتمثّل في مزيد تنظيمها وتطويرها سياسيّا، أمّا مستقبلها فيتمثّل في النّضال من أجل افتكاك السلطة السياسيّة. إذن المشكلة هي كيف نجمع بين الكفاحين: الكفاح من أجل الادعاء بأنها حرب عصابات كما أخبرنا ماركس نفسه، والنضال من أجل المطالب الماديّة وتحسين الأجور وظروف العمل وتخفيض ساعات العمل وغيرها من الحقوق التي طورتها الطبقة البروليتارية والشعب شاهرة سلاح الإضراب. إنّها حرب عصابات تُخاض ليس فقط من أجل الإعداد للّحظات الحاسمة والكبرى القادمة، ذلك هو جوهر الكفاح التاريخي والرّئيسي. نريد أن يكون نضالنا المطلبي مرتبطا بافتكاك السلطة السياسية، لذا فنحن مدعوّون لدعم الجماهير وتطوير أساليب العمـل في صفوفها في خضمّ حرب الشّعب. الدياريو: لقد تحدّثت عن الأزمـــة الثّوريّـــة، هل تعتقد بأنّ هذا الوضع يمكن رؤيته على المدى القصير ؟ غونزالو: تتعلّق هذه المسألــة بانتصار حرب الشّعب وعزمنا الشديد على إحراز الانتصارات. إنّنا نُحضّر للانتفـاضة بكلّ عناية ويجب التنبّه إلى إمكانيّة استغلالها من طرف الأعداء للاتّجار بها وبالجمــاهير. أمّا ما هو رئيسي فيبقى فرصة الانتفاضة واختيار اللّحظة المناسبــة لها. الدياريو: لماذا بدأ الحزب الشيوعي البيروفي ممارسة حرب الشعب سنة 1980؟ وبماذا تفسّرون ذلك عسكريّا وتاريخيّا؟ وما هو التحليل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي قام به الحزب حتّى يمارس حرب الشّعب ؟ غونزالو: لقد حقّقنا وقمنا بدراسة معمّقة للبلاد منذ الحرب العالميّة الثّانية حتّى الآن وتوصّلنا إلى أنّ المجتمع البيروفي مرّ بمراحل معقّدة. وقد أبرزت التحاليل أنّ مرحلة الجزر بالنسبة للثمانينات تميّزت بنتائج سلبيّة. نلاحظ أنه في كل 10 سنوات توجد أزمة في النصف الثاني من العقد وكل أزمة أسوأ من الأزمة السابقة. ثم قمنا بتحليل البيروقراطية الرّأسماليّة التي أسهمت في إنضاج الظّروف الثّوريّة،، وقد وقع تسليم الحكومة في الثمانينات عبر العمليّة الانتخابات ودامت عمليّة بناء الإدارة الجديدة بين سنة ونصف إلى سنتين. نفهم إذن أنّ البيروقراطية الرأسمالية ساهمت في تأزّم الوضع الاقتصادي وجعلت الجماهير تتأهّب أكثر فأكثر للتحرّك. كلّ ذلك مهّد لبداية حرب الشّعب. إنّ كلّ من يقفون ضدّ ذلك المعيـار والرّأي ولا يعتقدون بأنّ الظّروف غير سانحة لبداية الكفـاح المسلّح، أي حرب الشّعب، بدعوى أنّ هناك حكومة جديدة بيّنت الأحداث فداحة أخطائهم. ذلك هو تقييمنــا. لقد قيّمنا أيضا الوضع عندما بدأت الحكومة الجديدة أعمالها، وخلصنا إلى أنّ الجيش غادر بعد 12 عامًا، ولم يكن من السهل أن يخوض حربًا فورية ضدنا، ولا يمكن أن يستعيد على الفور دفة الدولة ولن يكون لهم أيّ اعتبار سياسيّ. لقد بدأ نشاطنا عندما كانت المشاركة في الانتخابات البرلمانية تعتبر خاطئة وما نستطيع أن نقوم به هو مقاطعتها لأنّ المشاركة تعني إعادة هيكلة الدّولـة البيروفيّة وصياغة دستورها. لقد بدأنا عملنا قبل الانتخابات بيوم، يوم 17 ماي 1980. لقد كنّا نعتقد انّه بإمكاننا في ظلّ هذه الظّروف القيام بمهامّنا والتقدّم بالوتيرة التي نريدها مدركين أنّه خلال العشرية الثانية من الأزمة يجب علينا أن نكون أكثر جديّة مستغلّين جلّ الظروف. ولمّا وضعنا على عاتقنا ممارسة حرب الشعب قالوا بأنّنا طبّقنا أسلوب حرب الشعب بكلّ دغمائيّة ولم نكن قد فكّرنا في ذلك، في أيّ مستوى؟ هناك من يتحدّث عن الدّغمائيّة بكلّ براءة دون الانتباه إلى خطر ما يقوله. لقد اخترنا اللّحظة، والأحداث أثبتت صحّة اختيارنا وكان بديهيّا أن يرتجف "بلواندي" خوفا من الانقلاب ولذلك دعّم قوّاته المسلّحة. هل من الصّعب التنبّؤ بذلك؟ بناءً على التّجربة التي اكتسبناها في سنة 1968، وقد كنّا مطالبين بأن نحسب لكلّ شيء حسابه ونحسن التقييم والتحليل وقد أصبنا في ما يتعلّق بعمليّة التحضير والإعداد، إذ لم تتدخّل القوّات النّظاميّة إلاّ بعد سنتين بل قالوا إنّهم أحرقوا كلّ وثائق التجسّس التي كانت في حوزتهم. إنّ الحكومة الجديدة تعاني من عدم قدرتها على بناء الإدارة، وذلك ما تؤكّده الأحداث اليوميّة. لقد تصدّينا للجيش وأظهرنا قدرة فائقـة على المقــاومة. إنّ الأحداث تبيّن أنّنا لم نرتكب أخطاءً في مخطّطاتنا العـامّة أين يجب أن لا نخطئ. الدياريو: لنعتبر أنّه خلال الحرب هناك استراتيجيتان متناقضتان، هل بإمكانكم شرح مسيرة وتطوّر مخطّطاتكم العسكريّة؟ وبماذا تختصّ؟ وما هي المشاكل التي تعترضكم؟ غونزالو: لقد انطلقنا من تحديد واضح لملامح الوضع. إنّ كلّ طبقة تختار طريقتها المميزة في خوض الحرب وبالتالي استراتيجيتها. فالبروليتاريا اتّخذت الشكل الذي يلائمها وهو حرب الشعب أمّا البرجوازية فليس لها شكل نضاليّ أرقى من حرب الشّعب ولن تكون لها استراتيجيا متطوّرة إذا ما قارنّاها بالبروليتاريا. فكلّ طبقة اختارت وسيلتها التي تمكّنها من فرض نفسها بواسطة الحرب والاهداف الاستراتيجية المحدّدة لها. وما يُلاحظ هو تفوّق الاستراتيجيا التي هي أرقى من الاستراتيجيا البالية وتفوّق الطّبقة الجديدة بحكم تفوّق استراتيجيتها أي تفوّقها لأنّها تمارس حرب الشعب والأدلّة تشهد على ذلك. يؤكّد المحلّلون أنّ الشيوعيين عندما يُطبّقون مبادئهم لن يخسروا أيّ حرب وعندما لا يُطبّقونها يخسرون كلّ شيء. نحن لم نطبّق حرب الشعب بصفة ميكانيكيّة لأنّ ماوتسي تونغ نبّهنا إلى ذلك قائلا بأنّ تطبيقها بصورة ميكانيكيّة يقودنا إلى الانتهازيّة والهزيمة. وفي سنة 1980 تطارحنا أهمّ خصائص وضعنا ومدى تلاؤم حرب الشّعب معه لكي لا نسقط في الدّغمائيّة، تلك هي أهمّ الخطوط التي رسمناها من جهة وتدارسنا كيفيّة خوض الصّراع ضدّ الخطّ اليميني الانتهازي الذي عارض بشدّة حرب الشّعب من جهة أخرى، وقد كنسناهم في الدّورة التّاسعة وأتممنا كنس بقاياهم في فيفري 1980. إنّها بداية عمليّة التّطهير التي "شذبنا" فيها اللّجنة المركزية بكلّ حدّة لكي تقوى نفوسنا ويشتدّ عودنا لنشرع في ممــارسة حرب الشّعب في الرّيف والمديـنة. وقد طُلب من المكتب السياسي أن يُوضّح كيف يستطيع أن يُطوّر العمليّات المسلّحة ويبني المفــارز. هذا المخطّط وقع تطبيقه في سنة 1980 وقد التأمت اللّجنة المركزيّة الموسّعة بعد اسبوعين لتقيّم بداية ممارسة حرب الشّعب، واستنتجت أنّ الجديد قد وُلد وتمثّل في حرب الشّعب والعمليّات العسكريّة والمفـارز وتجسّد في الشّكل الجديد من السّلطة السياسيّة. في سنة 1982 تدخّلت القوّات المسلّحة في المعارك، وقد توقّعت اللّجنة المركزيّة ذلك وحدّدت الدّور الذي ستلعبه الأخيرة إذ ستعوّض شيئا فشيئا قوّات البوليس التي بدأ يتضاءل دورها. وبالرّغـم من الإعداد والتحضير اعترضتنا مشكلة أخرى تمثّلت في الانعكاسات التي انجرّت عن تدخّل القوّات المسلّحة إذ أقدمت منذ البداية على ارتكاب المجازر لترهب الجماهير وتمارس عليها الضّغط. إنّ النّظام كان يعتمد على الجماهير لمقاومة وضرب الجماهير. إنّها سياسة رجعيّة تحدّث عنها مـاركس ناعتا إيّاها بالاستعمال الجبان للجماهير وجعلها كدرع. لم تسجّل القوّات المسلّحة أي انتصار تفتخر به، لذلك قلنا لهم غنّهم خبراء الهزائم، مهرة في "تسمين أنفسهم". وقد طفت غلى السّطح مشكلة اخرى تتعلّق بكيفيّة الردّ على المجزرة الوحشيّة التي ارتكبت بين سنتي 1983-1984، إذ ذهب في اعتقاد الرّجعيّة أنّها "مسحتنا من الخريطة" وقد أخذت توزّع وثائق على الضبّاط تفيد أنّها أنهت عمليّة الإبادة التي حاكتها ضدّنا فرددنا الفعل وضربنا بعنف ضربة لم يكونوا ينتظرونها فقتل في صفوفهم أكثر من 80 شخصا. لقد كانت القيادة المركزيّة هي التي خطّطت بنفسها للعمليّة وأعطت التّعليمات اللاّزمة للتّنفيذ. كانت العمليّة ناجحة ممّا أثّر على معنويّات العدوّ الذي أيقن أنّه يتعامل مع نوع جديد من المقاتلين. أريد أن أعرّج على نقطة سلبيّة كان لا بُدّ من الوقوف عندها ألا وهي التّجاوزات أو الانحراف التي ترتكبها الجماهير، ذلك ما عبّر عنه لينين قائلا انّ الجماهير تعبّر عن شديد سخطها وحقدها الطّبقييْن، وهنا ترتكب التّجاوزات لانّ الأساسي بالنسبة إلينا هو تحديد النّقطة ومحاولة بلوغها أمّا إذا تجاوزنا فسنسقط في الانحراف ويمكننا تشبيه ذلك بالزّاوية التي تفتح إلى درجات معيّنة فقط. وعندما تكبّل الجماهير بالقيود والقوانين ينفجر الوضع. نحن نريد أن تغمر المياه كلّ شيء وأن تكون هزيمة الرّجعيّة نكراء وتعود بعد ذلك المياه إلى مجاريها وأكرّر أنّ هذا ما أكّده لينين وهو فهمنا للتّجاوز والعفويّة التي تقود الجماهير. وعلى الرّجعيّة أن تفهم أنّنا عظم قويّ يعسر كسره ونحن مستعدّون لفعل كلّ شيء. لا يجب علينا أن نتهاون بالانتفاضة أو بالثّورة، يجب علينا دعمها بحمل السّلاح وبرفع العلم عاليا حتّى النّصر. لقد رسخت فينا هذه المبادئ ولا يهمّنا الثّمن الذي سندفعه، تلك آراء ماركس ولينين وماوتسي تونغ. لقد مكّننا الكفاح المسلّح من الحدّ من الأعمـال الجبانة التي ترتكبها الرّجعيّة. هل مررنا بفتــرات صعبة ؟ وما هي الحقائق التي انكشفت لنا ؟ عندما نصمد ونجعل من السياسة قائدنا وعندما تقودنا استراتيجيا سياسيّة وتكون لنا استراتيجيا عسكريّة ويكون لنا مخطّط واضح المعالم نستطيع أن نتقدّم ونمنع المجــازر وحمّامات الدّم، لقد بدأنا نحضّر لها أنفسنا منذ سنة 1981 لأنّها كانت لا بدّ أن تقع وركّزنا إعدادنا أيضا على المستوى الايديولوجي. يجب أن نكون أكثر صدقا وحزما ووفاءً للمبادئ وثقة لا تنضب في الجمــاهير. لقد خرجنا بجيش أقــوى ولجان شعبيّة وخلايا أساسيّة أكثر وبحزب أصلب، على عكس ما كــانوا ينتظرون. لقد تحدّثت سابقا عن الأحــلام الدّمويّة التي انتهت، كأنّها أحـلام رُعب. أريد أن ألحّ على مبدأِ النّضال مع الجماهير وخــاصّة مع الفلاّحيــن الفقراء الذين لهم مصلحة في الثّــورة. لقد أنجزنا مخطّطا جديدا تمثّل في إعداد القواعد الأساسيّة، فماذا نقول بصددها ؟ إذا ما برزت مشكلة، علينا أن نضع في الاعتبار هذيْن الدّرسين: كلّ مخطّط يقع إقراره يُطبّق بعد أن يوضع في "ميــزان" الصّراع بين الخطّين ويُخاض صراع بشأنه، وذلك في الحقيقة درس يجب أن يترسّخ في أذهاننا لأنّه سيلعب دورا كبيرا في إفادتنا. لقد ولّدت فينا حرب الشعب درجة عالية من الوحدة ولكن في خضمّ صراع مرير لأنّه بالرّغم من المشاكل والأوضاع الصّعبة والتّأثيرات الخارجيّة هناك من يُضحّي من أجل الثّـورة وعلى الشّيوعي أن يهب حياته فداءً للثّـورة وإذا لم نفعل ذلك فالثّـورة لن تُبعث للوجــود. نحن لا نناضل من اجل أن تحصل الثّورة في وقت قريب ونعيشها، لنعد إلى ماركس الذي أعطانا خير مثال، إذ عبّر أنّه سوف لن يعيش الثّورة ويرى انتصاراتها الباهرة وماذا فعل من أجل ذلك؟ لقد بذل كلّ مجهوداته من أجل أن تتقدّم الثورة. تلك هي الدّروس التي استخلصناها وتلك هي الأمثلة الرّائعة التي رسخت لدينا. أؤكّد من جديد أنّه ليس هناك أيّ وجه للمقــارنة، بل علينا أن نتّخذها كمرشد ودليل في مسيرة الكفــاح المسلّح. إنّ خوض حرب الشعب مكّننا من تطوير حرب العصابات وتكوين الفصائل والفرق العسكريّة والانتشار عبر التّراب البيروفي، واستطعنا في ظرف وجيز تركيز اللّجان الشّعبيّة والقواعد الأساسيّة ونجحنا في الاستيلاء على مرتفعات جبال الانديز التي تعتبر عمودا فقريا لمزيد التقدّم في الحرب وافتكاك السّلطة. إنّ حدود المناطق التي نراقبها تمتدّ من الحدود إلى الحدود، من الاكواتور (في الشّمال) إلى بوليفيا والشيلي (في الجنوب)، لقد أصبح مجال نشاطنا يشمل المرتفعات الغابيّة وضفاف المحيط. إنّ هدفنا تمثّل أساسا في المسك بزمام الحرب بواسطة مخطّط استراتيجي وحيد نطبّق فيه مبادئ المركزية الاستراتيجيّة واللاّمركزية التكتيكيّة. وقد أقدمنا على حرب الشّعب عبر مخطّط ذي أجـزاء متعدّدة عبر الحملات والمخطّطات العمليّة والاستراتيجية والتكتيكيّة الملموسة، أمّا مفتاح كلّ ذلك فيبقى المخطّط الاستراتيجي. الدياريو: خـلال الثماني سنوات من حرب الشعب ما هي نتائج الاستراتيجيا التي تعتمدونها للتصدّي لمخطّط التّدمير ؟ غونزالو: إنه سؤال أود أن أفضل الإجابة عنه به بهذه الطريقة، وباختصار، إنّ الرّجعيين يعلنون أنّ هزائمهم وخيباتهم متواصلة، ذلك ما يعترفون به، ويقول رجال القضاء أنّه "باعتراف المعني لا داعي للــقرائن والحجج". الدياريو: متى تعتقد أن جيش العصابات الشعبي سيكون في وضع يمكنه من تطوير الحرب التقليدية والدّفاع عن الأراضي المحرّرة والمواجهة المفتوحة مع القوّات المسلّحة ؟ وهل هذه المجابهة مخطّط لها من طرف الحزب الشيوعي البيروفي ؟ غونزالو: لقد فكّرنا في هذه المسائل وناقشناها وضبطنا مخطّطات حزبيّة. لقد أوليناها اهتماماتنا منذ سنة 1981 وفي عدّة مناسبات أخرى، وقد اعتمدنا على تصور الرئيس ماوتسي تونغ للحرب الشعبية انطلاقا من التناقض، هناك ثلاث مراحل في المواجة: أوّلا الدّفاع الاستراتيجي و ثانيا التوازن الاستراتيجي ثمّ ثالثا الهجوم الاستراتيجي. نحن ما زلنا نتطور في إطار الدفاع الاستراتيجي، وفي هذه الظروف، لا تزال حرب العصابات هي شكلنا الرئيسي. في هذا الظّرف نحن لسنا معنيين بمرحلة التوازن الاستراتيجي أو الهجوم الاستراتيجي، بل إنّنا معنيّون بمرحلة الدّفاع الاستراتيجي التي تتواصل إلى أن نمرّ إلى المرحلة الثانية فالثالثة. لقد بدأت حرب الحركة، وفقا للمصطلحات التي وضعها الرئيس ماوتسي تونغ، في الظهور وسوف تتكشف أكثر فأكثر، حيث أن رد الفعل سيقود بالضرورة إلى حرب أكثر ثباتا. لكن حتى في هذه الحالة، سيكون علينا الاستمرار في شن حرب العصابات باعتبارها الحرب الرئيسية وحرب الحركة كمكمل وفيها بعض الطرائق المحددة لحرب المواقف المناسبة كما هو مكتوب في "الحرب طويلة الأمد." ونحن نعتقد أن تعزيز الحرب الشعبية سيؤدّي بالضرورة إلى زيادة في حرب مكافحة التمرد وسوف تكون الإبادة الجماعيّة في جوهرها، وهذا سوف يؤدي بنا إلى بلوغ مرحلة التوازن الاستراتيجي. إذا واصلنا الاعتماد على خط ايديولوجيّ وسياسي صحيح وصائب وبالتالي، وكانعكاس لذلك، خط عسكريّ صحيح وصائب. إذن، إذا واصلنا في ذلك، وكلّما واصلوا إعداد المخطّطات المؤلمة والتي ستؤدّي إلى الإبادة الجماعيّة، التي يريدون من خلالها المجازفة بالشعب البيروفي لأنّهم يحسّون بالضّعف، لكن الشّعب سيرفض السّير ضدّ مصالحه الطّبقيّة، وهنا أؤكّد على أهميّة أن يؤدّي كلّ ذلك إلى تحقيق توازن استراتيجي. وهنا يتعين علينا أن نطرح مشكل كيفية تطوير حرب الشعب من أجل الاستيلاء على المدن وإعداد الجزء الذي يشير إلى الهجوم الاستراتيجي. وهذا لا يمكننا أن نثيره اليوم. الدياريو: لدعم حرب الشعب لا بدّ من سلاح كثيف، كيف تروْن ذلك ؟ غونزالو: أجيبك بالاعتماد على توجيهات الرئيس ماو الذي يعتبر أنّ أثمن شيء هو الإنسان الذي سيحمل ذلك السّلاح الذي يأتي في المرتبة الثانية. إنّ مشاكلنا تتعلّق بالإنسان وتكوينه الايديولوجي وبالبناء الايديولوجي والعسكري للجيش. من هنا نبدأ: في ما يتعلّق بالسلاح، يقول ماو بأنّ للعدوّ سلاحا وهمّنا الوحيد هو الاستيلاء على السلاح واستعماله، إنّ الأسلحة المتطوّرة ضروريّة، فهي تعمل بتناسق مع الايديولوجيا التي يتبنّاها الشخص الذي يحمل ذلك السلاح، فالايديولوجيا سلاح. لقد نصبنا كمائن أدهشت جيش العدوّ وأخصّ بالذّكر منها تلك التي نُصبت في كايارا وأروسكو أين قُتل 25 جنديّا وجُرح واحد آخر، وقد ردّوا على هذه العمليّات بمجازر. إنّ الأحداث تسير على نحو لم يكونوا يتصوّرونه رغم القوّات التي جنّدوها لمحاولة الإجهاز علينا، لكن في كلّ مرّة كنّا نفتكّ منهم سلاحهم ونفجّر لهم السيّارتين بدل الواحدة لأنّ الطريق ملغّمة على امتداد كلّ كيلومترين. "إنّ شان كاي شاك تحوّل قبل انتهاء الحرب إلى حارس حامل للسّــلاح !" إنّ القوّات المسلّحة تدبّر المؤامرة تلو المؤامرة وتعدّ الهجوم تلو الهجوم وتمنعنا من التزوّد بالأسلحة بل تعمد إلى جرّ الشعب البيروفي إلى السّير ضدّ مصالحه، هؤلاء هم السُّود والرّجعيّة القذرة المدعومة من طرف الفاشيّة وحكومة "الأبرا" التي ترتكب المجازر اليوميّة ضدّنا. إنّ التّاريخ أنّ الشعب البيروفي وفيّ لمبادئه ولا يتأثّر بالدّعاية الفاشيّة. إنّ مصدر التزوّد بالأسلحة يبقى العدوّ، كما أنّ الديناميت يلعب دوره كما ينبغي والألغام هي السّلاح الذي يمكن استعماله من طرف الجماهير الشّعبيّة، ومن الأجدر بنا أن نستعمل أسلحة يمكن حملها من طرف كلّ النّاس لأنّ حربنا تهمّ كلّ النّاس وإلاّ فسوف لن تكون حرب الشّعب فاقدة لمعناها الحقيقي. لنتطرّق الآن إلى مسألة أخرى، وهي صناعة الأسلحة. نحن نبذل كلّ ما في وسعنا لنطوّر هذه الوسائل وقد كان أوّل إشعار مباشر وجّهناه إلى القصر الحكومي تمّ عبر مدافع الهاون التي صنعتها أيدينا، أيادي الجماهير. ولنا ثلاث طرق للحصول على الأسلحة:1-افتكاكها من العدوّ 2-صنعها 3-شراؤها ولو بأثمان باهظة. الدياريو: أ لا ترون أنّ نجاح الثّورة وتقدّمها سيدفع بالولايات المتحدة إلى التدخّل المباشر؟ ماذا يستطيع الحزب الشيوعي البيروفي أن يفعل في مثل هذه الظّروف؟ غونزالو: إنّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة يمكن أن تقوم بتعبئة الدّول المجــاورة، ولا يجب أن ننسى أنّ لدينا مشاكل حدوديّة مع هذه الدّول وخاصّة مع البرازيل التي يمكنها التدخّل مباشرة بقواتها الخاصّة وهي تقوم بتدريب عدد من عناصرها على أرضنا. إنّه بمقدورهم التدخّل المباشر وقد كان قرارنا أثناء انعقاد اللّجنة المركزيّة أنّه لا بُدّ من المجابهة والتصدّي مهما كان اسم العدوّ وحجمه وسوف نهزمه. في مثل هذه الظروف يصبح التناقض امبريالية-أمّـة وهذا يمكّننا من لفّ أكثر ما يمكن من الجماهير ويمكّننا من هامش أكبر لتوحيد شعبنا حول الحزب لمقاومة الامبرياليّة. الدياريو: تردّد الرجعيّة والتحريفيّة والانتهازيّة بأنّكم معزولون عن الجماهير، فمــا رأيكم؟ غونزالو: يرى المتأمّل في واقعنا أنّنا ملتحمون بالجماهير، بالنسبة لأولئك الذين يقولون مثل هذه الأشياء، نطرح على هؤلاء التحريفيين والانتهازيين سؤالاً: من يخوض حرب الشعب مدّة ثماني سنوات دون مساعدة خارجيّة ؟ وكيف يحصل ذلك إذا لم يكن هناك سند جمـاهيري ؟ الدياريو: نسمع، لمدة ثماني سنوات، اليمين بكلّ تركيباته الرجعيّة والتحريفية والانتهازية تردّد بأنّ الحزب الشيوعي البيروفي هو تنظيم "مجنون"، "مسيحي"، "متعطش للدماء"، وقال فيلانويفا "دغمائي"، "طائفي"، "تاجر مخدرات" وتضيف الـPUM أنّ وضع الفلاحين بين نارين، ومؤخرا أنّكم تمارسون "الإبادة الجماعية"، وغير ذلك من النعوت. ماذا تقول عن هذه الاتهامات ؟ وأين تمت معالجة تلك التصفيات ؟ غونزالو: بالنسبة لي، هذه كلّها ادّعاءات كاذبة وهي تبرز عدم قدرة على فهم حرب الشعب، وأنا أفهمها، لن يفهمها أعداء الثورة. أما بالنسبة لحقيقة أننا نضع الفلاح بين حريقين، فإن هذا هو الكذب، لأن الفلاحين على وجه التحديد هم الأغلبية الهائلة التي تشكل جيش العصابات الشعبي. تكمن المشكلة في فهم أن الدولة البيروفية بقواتها المسلحة والقمعية تريد أن تغرق الثورة في بحر من الدم. هذا هو فهمنا، ونحن نوصي هؤلاء السّادة بأن يدرسوا قليلاً عن الحرب بشكل عام ، والحرب الثورية، وبشكل رئيسي حول حرب الشعب والماوية. أما ما يقوله السيد فيلانويفا من "إرهابيين" و"إبادة جماعية" أعتقد أنه مجرّد تقليد وانتحال لعبارة الإبادة الجماعية التي يستعملونها مثل القفازات. لكن من يرتكب مذابح الإبادة الجماعية؟ إنّهم هم، هي حكومة ابرا التي تدير هذه الدولة الرجعية، هي القوات المسلحة الرجعية، هي قوات القمع، إنّها الإبادة الجماعية البشعة. الكلمات الطنانة لن تغير الحقائق أبدا، التاريخ مكتوب بالفعل، وغدا سيؤكد أيضا، ماذا كان فيلانويفا في الماضي ؟ وماذا سيكون مستقبله ؟ من الأفضل أن يفكّر في ذلك. الدياريو: ما هي التغييرات التي حصلت على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي بعد ثماني سنوات من حرب الشعب ؟ غونزالو: أوّل ما يجب الإقرار به هو أنّ حرب الشّعب تتقدّم، وهذا يعني أنّ الثّـورة سارية المفعول فعلا في البلاد وكانت السبب في تغيير السياسة البيروفيّة. لقد عبّرت الرجعيّة والتحريفيّة ومعاضدوها بأنّ أوّل مشكلة تعترضها هي حرب الشّعب. وهذا يعني أنّنا مقبلون على تغيير الحياة في هذه البلاد. والمهمّ بالنسبة لنا أنّنا بدأنا بناء السّلطة الجديدة المتحرّكة. التي ارتكزت في أرجاء البلاد. أمّا على المستوى الاقتصادي فقد بنينا علاقات إنتاج جديدة وجسّدنا شعار توزيع الأراضي معتمدين في ذلك على العمـل الجماعي وتنظيم الحياة الاجتماعيّة عبر دكتاتوريّة يلتحم فيها العمّال والفلاّحون والتقدّميون للمرّة الأولى لتغيير وجه البلاد بفعل حرب الشعب. نحن نبني الاقتصاد الجديد بواسطة حرب الشعب كما نقوّض البيروقراطية الرّأسماليّة وجذور العلاقات شبه الإقطاعيّة التي يتغذّى منها الاقتصاد ونقضي في ذات الوقت على الحضور الإمبريالي. لقد بدأت الطّبقة العاملة البطلة، الطّبقة القائدة للثّـورة تجني ثمــار كفاحها وتتذوّق "عسل" انتصاراتها ولا يجب عليها أن تتوقّف عند هذا الحدّ بل يجب عليها أن تستولي على كلّ شيء. الدياريو: كيف تقيّمون الوضع الرّاهن ؟ وما هي آفاق حرب الشعب في البيرو ؟ وماذا سيكون مصير الشعب البيروفي الذي تقودونه إذا لم يُكتب النّصر للثّـورة ؟ هل تعتقدون بأنّ الحكومة الحاليّة أو أيّ حكومة أخرى قادرة على إيجاد مخرج لها من هذه الأزمــة ؟ لقد أكّــد الحزب الشيوعي البيروفي في وثيقة له ان "الأبرا" (APRA) تعمل دون مخطّط استراتيجي، هل يُصبح إذاً الاستيلاء على السّلطة أمـرا حتميّــا ؟ غونزالو: إنّ الشعب البيروفي يعبّئ نفسه أكثر فأكثر، كما أنّ الصّراع الطّبقي يحتدّ، وذلك مرتبط أساسا بحرب الشّعب.، لأنّنا لا نستطيع إحراز أيّ نصر إذا لم نواصل خوض الصّراع الطبقي والسّلاح بأيدينا. فما هم مصيرنا إذن ؟ إنّ مصيرنا البطولي يتمثّل في تحطيم الدّولة القديمة وبناء مجتمع جديد، إنّه مجهود جبّار، إنّه زمن التّضحية والمصاعب. لكنّ الشعب سيخرج حتما منتصرا في النّهاية، فلنذكر أنّ حرب الشعب ستحفظ 60000 طفل أعمارهم دون سنة واحدة من الموت، هل يحصل ذلك الآن في البيرو ؟ لا، بل إنّ الشعب يسير في طريق صعبة: طريق الموت، وسيخرج منتصرا وأكثر وعيا. أيّ مخرج ؟ نعتقد أنّه ليس للرّجعيّة أيّ مخرج، ذلك أنّ قراءتنا لمسيرة المجتمع البيروفي المعاصر تبيّن أنّ البيروقراطية الرّأسمالية قد دخلت مرحلة الانهيار ولا مفرّ لها من الأزمة. إنّ أزمتها حادّة ولا تُحلّ إلاّ بالقضاء على نظام الاستغــلال. إنّ العاصفة بدأت تحتدّ بين الثّورة والثّـورة المضادّة وأعتقد، كما أؤكد، أن التوازن الاستراتيجي سوف يستمد من هناك. أمّا بخصوص عامل الزّمن، فيقول الرّفيق مــاو:"بقدر ما نناضل أكثر وبطريقة أحسن بقدر ما يكون الزّمن اقصـر". إنّ الـمجتمع البيروفي يعيش أزمة خانقة وهذا ما يُعجّل بالانتصار وباقتراب الـوضع الثّوري. ما هي مشاكلنا اليوميّة ؟ خُــلاصة القول: حرب الشّعب- سلطة جديدة على نطاق واسع- مزيد من تجنيد الجماهير، بهذا يكون النّصر حليفنا. الدياريو: في صورة اندلاع حرب عالميّة بين القوّتين الأعظم، ماذا ستكون نتائجها على الإنسانيّة ؟ غونزالو: يمكن أن تندلع حرب عالميّة، فإمكانية حدوثها لا تزال قائمة طالما لمْ يُقضَ على جذورها. والقوى العظمى تُعدّ للحرب وتخطّط لها، هذا أمــر بديهيّ، لكنّنا نعتقد أنّ الشيوعيين والثّوريين والجماهير الشعبيّة وكلّ الذين يناهضون الظّلم والاضطهاد سوف لن يهتمّوا بهذه الحرب لأّنّها لا تمكّنهم من التحرّر والانعتاق بل يُعاد بواسطتها اقتسام العالم، فماذا ننتظر منهم ؟ مذابح كبيرة وجرائم إبادة جماعية ومئات الآلاف من القتلى ولكن، بالتأكيد، ستعيش الغالبية العظمى من البشر، ولا يجب أن تخيفنا أسلحة الدّمار الشامل التي يمتلكونها، فالرّجعيّون يتحدّثون في كثير من الأحيان عن الأسلحة الفتّاكة التي تسبّب اختفاء البشر وذلك لإرهاب الشعوب وإسكاتها والمحافظة على سيطرتهم وهيمنتهم الاستعماريّة. علينا أن نعتمد على حرب الشّعب ونثق في نجاعتها لأنّها هي الضّامن الوحيد للتحرّر والانعتاق للشعب والبروليتاريا. أعتقد بأنّ حرب الشعب العالميّة تكون إجابة مقنعة على الحرب العالميّة الامبريالية. إنّ همّنا الوحيد هو الإعداد لها وتصوّرنا هو على هذا النّحو: يجب على كلّ الذين يمارسون حرب الشعب طويلة الأمد أن يطوّروها وعلى كلّ الذين لم يبدأوا في خوضها أن يعدّوا العدّة لها، عندئذ بإمكاننا القضاء على الهيمنة الامبريالية والسلطة الرّجعيّة وبإمكاننا سحقها من وجه الأرض. إنّنا ننظر لها من وجهة نظر ماويّة، أي كما تصوّرها ماو. إنّنا نعتبرها أمواجا عارمة من الجماهير الشّعبيّة تكوّن فيالق الجيش الاحمر العالمي. إنّني أعتبر أنّ الحرب العالميّة التي تشنّها الدّوائر الامبريالية تسبّب الفقر والجوع والمظالم والاضطهاد والموت ولنا أن نعمل على تلافيها وإبعاد شبحها. إنّ حرب الشعب تقودنا حتما إلى إرساء دكتاتوريّة البروليتاريا وتتويج رسالتها التّاريخيّة والمفتــاح هو الماركسيّة اللينينيّة الماويّة وحرب الشّعب القابلة للتطبيق عالمياً مع الأخذ في الاعتبار طبيعة كل ثورة والظروف الخاصة بكل بلد. ------------------------------------ الهوامش: 1- MRTA: حركة توپاك أمارو الثورية، هي مجموعة ماركسية تتبنّى العنف الثّوري. نشطت في پيرو من بدايات 1980 حتى 1997. 2- في عام 1980 تولّت الحكم في البيرو حكومة مدنية إثر الانتخابات لتحل محل المجلس العسكري، وفي عام 1985 تم انتخاب ألن جارسيا بيريز من حزب أبرا رئيساً للبيرو.
#حزب_الكادحين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسطين: لنحوّل الانتفاضة إلى حرب شعبيّة
-
بيان: وفاة الرئيس غونزالو
-
وفاة الرئيس غونزالو
-
تطوير ماوتسي تونغ للماركسيّة اللّينينيّة
-
تونس قُبيْل 25 جويلية: -سفينتهم تغرق وهم لا يدركون-
-
المجد والخلود للرّفيق مارتن نايا
-
مـــــا العمــــــــل ؟ افتتاحيّة العد65د من طـريـق الثّّــو
...
-
جيش الشعب الجديد والحزب الشيوعي الماوي في الفلبين : تحية حمر
...
-
الحزب الشيوعي الماوي في أفغانستان : بيان.
-
الحزب الشيوعي الماوي في تركيا TKP / ML : لندافع عن حياة الرئ
...
-
بشأن إعلان انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من أفغانستان.
-
ما العمل ؟ افتتاحية العدد 64 من جريدة طريق الثّورة
-
تونس : خطوة ايجابية .
-
تونس : أوهام 25 جويلية 2021.
-
جريدة طريق الثّورة، العدد 63
-
تونس: وزيران يتبادلان باقات الورود على جثث ضحايا الوباء
-
أخبار حرب الشعب في العالم
-
حملة عالميّة من أجل إطلاق سراح خالدة جرار
-
بيان أممي دعما لفلسطين .
-
طريق الثّورة، العدد 63: نشرة أنباء المقاومة والحرب الشعبية ف
...
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|