أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - نداء.... إلى مدّعي التجديد في الدين














المزيد.....

نداء.... إلى مدّعي التجديد في الدين


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 7023 - 2021 / 9 / 18 - 22:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إرفعوا أيديكم فلن تفلحوا أبدا.. لأن هذا عمل الله فالتجديد والتغيير يأتي من الله .. الكلمة الإلهية تجدّد الخلق
والخلق، بكل بساطة، هو إيجاد بديع لما لم يكن له وجود من قبل سواء كان مادياً أم معونياً. وبصفة عامة الخلق المعنوي سابق علي الخق المادي لأنه فكرته وأصله وتصوّره. ولذلك كانت الكلمة الإلهية دائما هي بداية أمم لم تكن لها وجود سابق، وأصل الحضارات الجديدة. فالمجدد اللاحق للحضارات بكلّ مكوناته وآلائه أثر مكنون وسرّ مستور وقوّة كامنة وقدرة محفوظة في الكلمة الإلهية، وعندما تستقر وترسخ أحكامها وتعاليمها ووصاياها في وجدان الإنسان وتتفاعل مع عقله وتفكيره تخرج ثمراتها وتتحقق أهدافها وتبرز في عرصة الوجود. مثلها في ذلك مثل البذرة التي تحوي كل إمكانات الشجرة من جذورها وفروعها وأوراقها وزهورها وثمارها، ولكن لكي يلوح كل ذلك الخير المكنون لابدّ من غرسها في محيط مناسب لنموّها وزكائها، وتعهّدها بالرعاية والمواظبة علي ريّها كي تؤتي أكلها.
وظهور الكلمة الإلهية مشروط بوجود مظهرٍ لها يتّخذ قالباً بشرياً ليعكس نورها وينقل معانيها بلسان البشر من عالم الغيب إلي عالم الشهود، فيكون دوره بمثابة المرآة النقية الصافية التي تعكس شعاع الشمس ولا يُري فيها إلا ذلك الضوء الباهر المنير للديجور المحيط بالوجود الإنساني. وقد أبانت الكتب المقدّسة أنه لا سبيل لبلوغ الخطاب الرحماني إلي العالم الإنساني إلا من وراء حجاب، مع كونه افتتان عسير، لأن البشر، وياللأسف، لا يرون إلا الحجاب. "ما أنت إلا بشرٌ مِثلنَا ..." ولا تصل بصائرهم ومداركهم، إلا فيما ندر، إلي ما وراء الحجاب. فيصرف القالب الجسماني والهيكل البشري انتباههم عن المصدر الأخفي والسر الأعظم الذي من وراء الحجاب يلهم ويوحي ويأمر ويحكم ويدبّر وبيده مقاليد الخلق والأمر. وهكذا يخفي ذلك القالب البشري، رغم ضرورته، الحقيقة المنعكسة في المظهر الإلهي كما يخفي السحاب بعضا من ضياء الشمس.
فإذا ما حان الحين وطار ذلك البلبل السماوي إلي الرفيق الأعلي، وغاب ذلك الحجاب من الوجود، وصعد المظهر إلي الرب الودود، يزداد علوّ الكلمة الإلهية ويتسع انتشارها، ويتهافت المقبلون عليها لأن االناس بحكم فطرتهم وقصور بصائرهم يميلون إلي الإيمان بالغيب ويستسهلونه عن الخضوع والخشوع للحقيقة النوراء الماثلة أمام ناظريهم. ولكن ما من شكّ فيي أن تأثير الكلمة الإلهية باق، وسطوع النور السماوي الذي تنزّل مستمر ولا ينتهي سريان تأثيرهما في أوصال الوجود بعد توقف الوحي بانتقال حاملها إلي الجنة العليا.
ولا غرو في أن الغيوم تحجب النور أحيانا، ويحجبه الضباب أحيانا أخري، ثم في وقت لاحق يحجبه السحاب. فنري الخفيف من هذه الحجبات فما هي إلا أبخرة وغازات متصاعدة من الأرض وأن وجودها ما هو إلا أمر عارض وزائل أما النور فهو باق ومستمر ودائم. وهكذا تكون الكلمة الإلهية باقية بدوام المشيئة الإلهية والسلطة الربّانية. ولكن قد يخفت إلهامها ويفتر تأثيرها نتيجة لما يحيط البشر من حلكة الظنون وظلام الأوهام مع مرور السنين والأيام وتقادم العصور والأزمان؛ تلك الحجبات المتصاعدة من نيران النفس والهوي فتكون بذلك سبباً لهلاكهم وزوال ملكهم.
وكما أن الساعة السابقة علي انبثاق الفجر تكون أشدّ ساعات الليل ظلمة كذلك يكون ديجور هذاالظلام الروحاني، وما تكون تلك الحلكة إلا علامات يبشر اشتدادها وعِظمها بانبثاق فجر الكلمة الإلهية من جديد، وتكون إشارة وعلامة إلي قرب عودة الرّبيع الرحماني بكل جماله وبهائه مذيبا للسحب بدفئه ومبدّدا للغيوم بنوره، فتعود الحياة والحركة إلي الوجود وتشرق الأرض بنور ربها.
ولا تخلو الحقب التي تتزايد فيها الأزمات الدينية من دروس. فهي آية علي عجز الفكر البشري مستقلا عن العون الإلهي في تدبير شئون الأرض وما عليها. ومن العسير أن نجد في التاريخ أي تقدّم أساسي أو نمو وازدهار في أي حضارة لم تستلهم قيمها المعنويّة وتستمد قوتها الدافعة من النبع الإلهي الذي لا ينضب. وإن لم تقدم فترات التردي الحضاري السابقة علي ظهور الرسالات السماويّة شيئا لكفاها إظهارها، بصورة قاطعة، أن الاحتياجات والملمّات الكبيرة التي تعتري الأمم لا يمكن مواجهتها وعلاجها بخيارات وبدائل انسانية، أو بما يقع في دائرة الابتكار الانساني الذي لا يغني عن الابداع المستمدّ من هداية السماء.
يختلف تأثير الكلمة الإلهية عن تأثير أفكار البشر التي يلتف حولها المؤيدون والمناصرون حال حياة صاحبها، وقد يمتد صلاحها الي زمن قصير نسبيا بعد حياته خيث يظهر من الأفكار والآراء ما يطغي عليها أو يدلّل علي شططها. بينما يستمر تأثير الكلمة الإلهية لفترات طويلة تمتد إلي آلاف السنين، في غياب مظهرها حتي تخرج الي الوجود كل ثمراتها ونعمها. فهي أبديّة سرمديّة لا تغيب حقيقتها عن الوجود حتي بعد ظهور رسالات أخري من بعدها. لأن كلمات الله مترابطة علي نسق واحد ومطابقة للحقائق التي لا تتغيّر. لذا فإن كل رسالة تؤيد ما جاء من قبلها وتصدّق عليه وتبشّر بما سيأتي من بعدها، فتكون بذلك خاتمة الماضي وفاتحة الآتي.
ويدون التأثير الخلاق للكلمة الإلهية إلي أن تنضب الروحانيات من القلوب وتُنسي الكلمة وتطغي الماديّات وتنطفئ شموع الفكر وُيستبدل التديّن الحقيقي بالتعصّب الأعمي ويتحول هم الناس من الأركان الأساسية للدين إلي القشور والسّطحيّات، فيتفشي مرض الخرافات والأوهام وتتفتت وحدة الأمة وتهِن قوتها ويتفرّق رأيها وتتشتّت رؤيتها, فيذهب ريحها وتعيش الأمة ظلمات الجمود والتقليد.. حتي تنبثق الكلمة الإلهية بقواها الخلاقة من جديد واهبة الإبداع والتجديد مرة أخري لتنير السبيل لبشريّة التائهة في غياهب الظلم والتفكّك والانحلال. إنها حقّا الكلمة التي يرسم الوحي فيها خارطة عالم مبشّر جديد وجنس بشريّ واعد سعيد.
من كتاب جنة الكلمة الإلهية..دراسة في الكتب المقدسة.



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروح – (7-10)
- الرّوح (6-10)
- يا أمة الإسلام... عفواً... قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما ...
- الرّوح (5-10)
- (12-13) يا أمة الإسلام... عفواً... قد انتهى حكم ما بينكم وجا ...
- الروح (4-10)
- (11-13) يا أمة الإسلام... عفواً... قد انتهى حكم ما بينكم وجا ...
- الرّوح (3-10)
- (10-13) يا أمة الإسلام.... عفواً... قد انتهى حكم ما بينكم وج ...
- (9-13) يا أمة الإسلام... عفواً... قد انتهى حكم ما بينكم وجاء ...
- الرّوح (2-10)
- الروح (1-10)
- يا أمة الإسلام… عفواً… قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعد ...
- (7-13) يا أمة الإسلام.... عفواً... قد انتهى حكم ما بينكم وجا ...
- (6-13) يا أمة الإسلام.... عفواً.... قد انتهى حكم ما بينكم وج ...
- ماهية الفداء
- يا أمة الإسلام... عفواً... قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما ...
- بهاءالله في القرآن (43) --المركز العالمي البهائي حول بيت الم ...
- (4-13) يا أمة الإسلام.... عفواً قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خ ...
- (3-13) يا أمة الإسلام.....عفواً قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خ ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - نداء.... إلى مدّعي التجديد في الدين