|
قراءة في أسماء رسول الأسلام
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 7023 - 2021 / 9 / 18 - 10:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المقدمة : محمد بن عبدالله / رسول الأسلام 571 – 632 م ، شكل " أسمه " مشكلة فقهية ، وأسس حيرة في علم الأنساب ، وذلك لورود عدة تسميات له ! ، والكثير من الصفات والتشبيهات ، وكني بالعديد من المفردات الخارقة ، هذا ما سأوجزه في هذا البحث المختصر . ومن الممكن / من مجرى البحث ، أن أتعرض لبعض المواضيع ، التي تطرح من خلال سياق البحث .
الموضوع : أولا - بينت بعض البحوث ، أن أسم محمد قبل البعثة النبوية ، كان " قثم " ، وفي موقع / إسلام أون لاين . نت ، قال الباحث والمفكر التونسي الدكتور هشام جعيط ، التالي ( أن الاسم الحقيقي لمحمد هو " قُثَم " ! ) ولم يستبعد الباحث جعيط في كتابه الأخير " تاريخية الدعوة المحمدية في مكة " ( أن تكون بعض العبارات والآيات زيدت في النص القرآني عند تدوينه ، واعتبر أن التأثيرات المسيحية على القرآن لا يمكن إنكارها . وعن محمد ، قال إنه ولد في حدود سنة 580م ، وإنه كان يُدْعَى " قُثَم " قبل بعثته ، وتزوج وهو في الثالثة والعشرين وبُعِث في الثلاثين ، وإنه لم يكن أبدا أميّا ) . * هنا نلاحظ أن ولادة محمد حسب الباحث جعيط ، هي 580 م ، وليس 571 م ، كذلك ذكر أن سن الرسول عندما تزوج من خديجة بنت خويلد كان 23 عاما وليس 25 عاما ، وحول بعثته قال انها كانت بالثلاثين وليس بالأربعين ، ، ونفى الباحث جعيط أن يكون الرسول أميا . * ووددت أن أشير ، بهذا الصدد ، أن الموروث الأسلامي ، أخباره وسردياته معظمها ، متقاطعة متضاربة ، ليس من حقيقة تامة ، كل الحقائق نسبية ! .
ثانيا - بعض الأحاديث تشير الى أن محمدا كان يدعى " أبن أبي كبشة " ، وقد جاء في موقع / الشيخ أبي أسحق الحويني ، بهذا الصدد ما يلي ، أنقله باختصار ( أبو كبشة هو الجد الأعلى لأم الرسول ؟! ونسبه إلى جد غامض غير معروف ؟! تحقيراً له ؛ لأن العرب كانت إذا حقرت إنساناً نسبته إلى جدٍ غامض غير معروف في الناس . وفي حديث رواه ابن حبان والبزار بسندٍ حسن : أن عبد الله بن أبي ابن سلول مر على النبي في أجمة ، فقال : لقد غبَّر علينا ابن أبي كبشة ، غبَّر علينا ، أي : أخذ مننا السلطان فبلغت هذه الكلمة الرسول ، فذهب عبد الله بن عبد الله بن أبي أبن سلول إلى النبي فقال : والذي بعثك بالحق ، لو أمرتني لآتينك برأسه ، قال له : لا ، برَّ أباك ، وأحسن صحبته . * من سياق الحديث أعلاه أن التسمية " بن أبي كبشة " ، بها تقليل من شأن الرسول ، وتعد مادة للأستهزاء بنسبه بين القبائل ! خاصة لأن التسمية ترتبط بنسب غامض غير معروف عند العرب ، أضافة الى أنها تتعلق بنسب الأم وليس الأب ! . أما المعلومة المثيرة والمقززة بذات الوقت ، وهو كلام عبدالله للرسول عن أبيه بن أبي سلول ، حيث قال لرسول الأسلام " لو أمرتني لآتينك برأسه " .
ثالثا - وهناك أسماء شائعة عند جمهور المسلمين ، كان قد أعتقد انها من أسماء الرسول ، ولكن الفقهاء والمفسرين نفوا ذلك منها " طه " و " يس " ، وحول هذا الموضوع جاء في موقع / مملكة العلم - عبد الرحمن السديس ، التالي أنقله بأختصار (( أشتهر عند كثير من المسلمين أن " طه و يس " من أسماء نبينا محمد ، وسببه توهم ذلك ، وورودهما في قوله ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى / 1-2 سورة طه ) ، وقوله ( يس(1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ / 1-3 سورة يس ) . واعتقدوا في هذا السياق أنها من أسماء نبينا محمد ، ثم جاءت في شعر بعض الشعراء ، وسمي بذلك بعض الناس! . والصحيح الذي رجحه جمع من محققي المفسرين أن " طه ويس " من الحروف المقطعة أوائل السور كـ :{الم} و{المص} و{الر} و{كهيعص} و{طسم} .. )) . * وهنا سؤال يطرح نفسه ، هذا الكم الهائل من عامة المسلمين ، ومنهم فقهاء وشيوخ المسلمين ، لم يعرفوا أن هذين الأسمين هما من الحروف المقطعة ! ، وأذا كان كذلك ، لم لم نرى أن أحدا أسمه / كباقي الأحرف المقطعة ، ك : كهيعص أو المص ! . والسؤال الأهم : أن عميد الادب العربي طه حسين ، لو كان أسمه من الأحرف المقطعة ، أما كان بالأحرى به أن يغيره ! وهو أعلم العلماء لغة وأدبا وفكرا . ** وقد قال الباحث لؤي الشريف / سعودي الجنسية ، أن " طه " ، ليس لها معنى ، ولكنها باللغة الأرامية تعني " يا رجل " ، وهنا يقرأ النص كما يلي ( " يا رجل " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى ) ، أذن بعض نصوص القرآن لا بد من قراءة آرامية لها حتي يستقيم المعنى . فهل غاب هذا المعنى على فقهاء المسلمين ! أم أنهم أغفلوا ذلك ! .
رابعا - في علم المخطوطات ، ورد ذكر لرسول الأسلام أيضا ، دون ذكر أسمه الصريح ! ، وذلك في " مخطوطة يعقوب 634 – 640 م " ، انقل بعضا منها فيما يلي وبأختصار ( وكانوا يقولون لقد ظهر النبي وقادم مع السارسانيين " العرب " ، فذهبت أنا ابراهيم إلى رجل عجوز مطلع للغاية على الأسفار المقدسة وسألته : ما رأيك ، أيها السيّد والمعلم ، بالنبي الذي ظهر بين السرسانيين ؟ أجاب ، وهو يتأوه للغاية : « إنه دجال . وهل يأتي الأنبياء بالسيف ؟ لكن اذهب ، يا سيد ابراهيم ، واستعلم عن النبي الذي ظهر » . وهكذا ، قمت بتحرياتي ، وأخبرني أولئك الذين التقوه : ليس ثمة من حقيقة يمكن أن توجد عند النبي المزعوم ، سوى إراقة الدماء .. / نقلت من موقع ar-ar.facebook.com ) . * هنا توضح هذه المخطوطة ، ما كان ينقل من أخبار عن رسول الأسلام ، مما لا تتميز بها صفات الرسل والأنبياء – هدره للدماء ، أما مفردة " السرسانيين " فهي كانت تطلق على أتباع محمد من العرب .
خامسا - بالنسبة لأسماء الرسول محمّد ، وفق الموروث الأسلامي ، فهي كثيرة منها صفات ومنها رمزية وأخرى تمجيدية ، مثلا ( محمّد وأحمد ، الماحي أي الذي يُمحى به الكف ، الحاشر نسبة إلى حشر الناس على قدم ، العاقب ، المقفى أي لا نبي بعده ، نبي التوبة ، نبي الرحمة ، المزمل ، والبشير ، والمذكر ، والسراج المنير ، حبيب الرحمن ، المصطفى ، سيد المرسلين ، المختار ، سيّد ولد آدم .. / نقل بأختصار من موقع https://mawdoo3.com ) . * وهناك الكثير من الأسماء غير ما ذكر ، منها : الأمين و خاتم المرسلين وسيد الأولين والأخرين وسيد الخلق ، وأرى أن هذا التعداد الهائل لأسماء الرسول ، أخذت تشبيها بأسماء الله الحسنى .
أضاءة : 1 . الأسماء التمجيدية والفخرية والكنى .. كلها أتت تعويضا لما كان الرسول يعانيه من أسماء لا تليق به كنبي / لو فرضنا كونه نبيا جدلا ! ، كأسمي " قثم وأبن أبي كبشة " . فالأسماء المذكورة في أعلاه ، لم يدعى بها الرسول وهو حي - هذا أذا أهملنا بعض ما وصف النص القرآني به رسول الأسلام ! ، وأعتقد أن هذه الأسماء هي صناعة عباسية ، من قبل فقهاء وشيوخ الأسلام ، حالها حال الأحاديث - صحيح البخاري ومسلم ! ، لأن معظمها ظهرت بعد موت الرسول سنة 632 م . 2 . وددت أن أعلق على أحد أسماء الرسول – المثير للجدل ، وهو : " نبي الرحمة " ، فكما أن الكلام هو صفة المتكلم ، فأن الأسم هو أيضا يجب أن يمثل حامله ! ، ولو أخذنا بعض أحاديث الرسول ، منها : ( بُعِثْتُ بين يَدَيِ السَّاعة بالسَّيف ، حتى يُعبَدَ اللهُ وحدَه لا شريك له ، وجُعِلَ رِزْقي تحت ظلِّ رُمْحي ، وجُعِلَ الذَّلُّ والصَّغار على مَنْ خالَف أمري ، ومَنْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهو منهم ) ، ومن / موقع طريق الأسلام ، أشرح هذا الحديث ، وبأختصار " هذا الحديث اشتمل على حِكَم عظيمة ، وجُمَل نافعة ، ينبغي أن نقف عندها وقفةَ تأمُّل وتدبُّر .. " ، وكذلك حديث ( أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ ) ، وشرحه وفق موقع / صيد الفوائد ، ما يلي " هذا الحديث في بيان التعامل مع الكفار ، وبيان حرمة دم المسلم وماله " ، أن المفسرين كالعادة يفسرون الاحاديث كما رأينا في أعلاه يفسرون وفق هواهم ! . 3 . هنا لا بد أن نقول وأيضا بأختصار / تعقيبا على الحديثين أعلاه : " أي نبي رحمة هذا الذي يكون رزقه تحت ظل رحمه ، فالمفروض أن يكون أدات النبي ، كلمة محبة وليس نهرا من الدم والرقاب ! " ، " وكيف لنبي الرحمة أن يقاتل كل الناس - أي الكفار وفق مفهومه العقائدي ، حتى يقروا ويشهدوا به رسولا من الله ، كان من المفروض أن يحث الناس على الأيمان به من أعماله وأفعاله وسلوكه ، وليس بالقتال وفقا مقولته - أسلم تسلم ! " .. أخيرا : الرسل والأنبياء جاءوا لكي يبشروا بالمحبة ولم يبعثوا لكي ينشروا القتل والكراهية والانتقام ! - أننا بحاجة الى أنبياء يمنحون الحياة ، وليس لأنبياء يغرزون بفكرنا ثقافة الموت .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
11 سيبتمبر .. بعد عقدين
-
السلفيون وعودة نظام الخلافة الأسلامية .. قراءة أولية
-
حول النهج الأسلامي للمنظمات الأرهابية
-
تساؤلات في كتاب القرآن
-
غاية وطرق أنتشار الأسلام بين الماضي والحاضر
-
( القندرة ) ... في المفهوم العراقي
-
قراءة للجماعة السلفية
-
الأسلام .. أغتصاب حياة
-
رجال الأسلام السياسي وتدمير الأمة
-
العنف المقدس
-
أضاءة في خلق خط مواز للقرآن
-
تطبيق الشريعة الأسلامية .. بين الهلوسة والواقع
-
أضاءة .. حي الشيخ جراح والموقف الأسلامي والعربي
-
قراءة لحديث .. رهن الرسول لدرعه عند يهودي
-
أضاءة .. المرجعية وتحرير العراق
-
التغيير المرحلي للمسيحية في الموروث الأسلامي
-
أضاءة حول القرآنيون والسلفية
-
الأسلام والعلم
-
قصة الغرانيق والرسول والشيطان
-
التاريخ الأسلامي .. الحقيقة الضائعة
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|