|
العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الثالث
زياد عبد المنعم عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 7022 - 2021 / 9 / 17 - 20:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مستقبل التقنيات العسكرية والحروب: لعلنا في ظل هذه الأزمات الطاحنة لا يمكن أن نتحدث عن المستقبل وأحداثه بدون ذكر ماذا يمكن أن تؤول إليه التقنيات الحربية والعسكرية. من واقع ما نقرأه الآن عن التطورات الكبيرة في مجالات التصنيع العسكري فيمكننا إيجاز هذه التطورات في الموضوعات التالية: آلات طائرة وآلات أرضية وبحرية بدون بشر، أي أنه سيأتي المستقبل القريب بتقنيات تتيح التحكم في الآلات الحربية عن بعد وتجهيزها والسيطرة عليها لتقوم بكل المهام بدون وجود البشر على متنها. وإننا نرى الآن زيادة الاعتماد على طيارات بدون طيار Drones وكيف أن هذه الطائرات تشكل قوة ضاربة تراقب وتقصف وتتحمل الطياران لساعات مطولة وتوفر الموارد البشرية وتقلل من تعرض الطيارين والأطقم الجوية للمخاطر والتهديدات التقليدية التي كانت عليها في الماضي. وفي الآونة الأخيرة توسع سوق الطائرات الحربية الغير مأهولة أو ال Drones والتي يقدر حجم مبيعاتها ب 40 مليار دولار في عام 2016. وتتنافس الصين وإسرائيل والمملكة المتحدة وروسيا مع الولايات المتحدة الأمريكية على المبيعات في مجال الطائرات الآلية التي يمكن تزويدها بالأسلحة والقيام بمهام عسكرية، وتعتبر دول الشرق الأوسط أهم الزبائن لهذه الأسلحة الجديدة نتيجة للظروف العاصفة التي تمر بها المنطقة. وتضاف إلى هذه الحزمة من الآليات الطائرة ما نطلق عليه منذ زمن الإنسان الآلي أو الروبوت الذي أصبح يشكل في واقع الأمر بديل حقيقي وعملي للإنسان. فالروبوت أو الإنسان الآلي أصبح يعتمد علية في العديد من المهام الخطرة والمستحيلة، مثل تفكيك العبوات الناسفة أو تركيبها والمهام في الظروف المناخية والبيئية التي لا يمكن للبشر مهما كان القيام بها كالغوص في أعماق البحار وتحمل مستويات قياسية من الضغط الجوي والنزول في قلب البراكين وتحمل درجات حرارة الصهاره، كما التحليق في الفضاء الخارجي والخوض في درجات الحرارة المتدنية أو في ظل نقص الأوكسجين ومياه الشرب التي لا يمكن للبشر البقاء على قيد الحياة بدونها. وتشكل الروبوتات بدائل عملية على الأرض في مناطق حقول الألغام وفي التعامل مع المتفجرات وفي الأجواء الحربية الخطرة التي يمكن أن تحد من قدرة البشر على الأداء الفاعل والنجاح في تحقيق الأهداف.
ومنذ عقود حينما ظهرت تقنية الأقمار الصناعية تنبئ الخبراء بالدور الهام والاستراتيجي لهذه المعدات التي باتت تشكل الأعين والآذان ووصلات الاتصال والتحكم والسيطرة عن بعد وبدقة فائقة على الروبوتات والآلات الطائرة وغيرها من الآليات التي تعمل بدون وجود بشر على متنها. وقد عكف العلماء والخبراء على تطوير آلاف النماذج الآلية التي تعمل بأنماط متنوعة من الحركة وتحقق أغراض مختلفة. ومنذ نشأة هذه التقنيات كان العلماء يقومون باختبارات لمواجهة هذه الروبوتات يبعضها لمعرفة الأصلح والأقوى والأكثر قدرة ولكن للأسف وبالرغم من تطويرها لاستبدال البشر والحد من الزج بهم في المخاطر إلا أن هذه الروبوتات أصبحت جزء من الآلة الحربية التي تستخدم في استهداف البشر ومنازلهم ومجتمعاتهم، فتصبح حروب المستقبل بين بشر وروبوتات. ولعلنا في العالم العربي ما زلنا نخوض الحروب بمقوماتنا البشرية ونعتمد على العامل البشري بشكل أساسي في الأنشطة العسكرية، كانت دفاعية أو هجومية. ولكننا سرعان ما سندرك أهمية تطوير تقنيات الحروب الحديثة لنتمكن من مواجهة العدوان والتعامل مع محاولات السيطرة والهيمنة على بلداننا وضرورة الحفاظ على مواردنا البشرية واتخاذ كافة الإجراءات والاحتياطات للحول دون فقدان مواردنا البشرية التي هي أغلى ما نملك. ولعل الوقت قد حان للنظر في إمكانية تكاتف وتعاون الدول العربية لتطوير أنظمة عسكرية متقدمة تكون في الصفوف الأمامية في موجهاتنا مع أعداء المستقبل بدل أن نجد أنفسنا أسرى لآليات ومعدات يتم التحكم فيها عن بعد ومن آلاف الكيلومترات ونحن عاجزون عن المواجهة بكافة أشكالها.
وقد نرى في المستقبل غير البعيد مدرعات ومدفعية آلية بالإضافة إلى قطع بحرية من زوارق وبوارج وغواصات تعمل بدون وجود بشر على متنها وذلك بالتكامل مع حوامات وأنواع مختلفة من الأسلحة الطائرة والتي يتم التحكم فيها كلها عن بعد من مراكز تحكم وسيطرة آلاف الكيلومترات من ساحات المعارك الفعلية.
ويتحدث بعض مطورين الأسلحة والأنظمة العسكرية عن محاولات حثيثة للاستفادة من تكنولوجيا التخفي والاختفاء المماثلة لما يستخدم في الطائرات الشبح التي يصعب التقاطها على الرادارات وتعميمها على كافة أفرع السلاح بما في ذلك القطع البحرية الكبيرة كالمدمرات والبوارج والغواصات. وذهب البعض الآخر لبحث وتطوير غواصات عملاقة حاملة للطائرات وليس فقط للصواريخ قادرة على الملاحة والتخفي في أعماق البحار والمحيطات السحيقة.
#زياد_عبد_المنعم_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الثانى
-
العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الرابع
-
أين الخيال العلمي العربي؟
-
قمة مجموعة العشرين في هانغتشو تعيد التفاؤل للعالم
-
العالم العربي والمستقبل 2050
-
آفاق ومحددات العلاقات العربية
-
ماذا يحدث في بحر الصين الجنوبي؟
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|