|
السيدة بيل + السيد بريمر= قدر التاريخ التعيس وقدرة التأويل الإيديولوجي
ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)
الحوار المتمدن-العدد: 1647 - 2006 / 8 / 19 - 12:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من مفارقات التاريخ العراقي الحديث كونه يعيد إنتاج نفسه بطريقة اشد خرابا وتدميرا. وهي نتيجة ليست معزولة عن طبيعة الانحطاط السياسي وتقاليده الإيديولوجية التي تراكمت في مجرى عقود من الزمن. وهي عقود تعادل من حيث قيمتها وفاعليتها مجرى الزمن العابر. بمعنى أنها تجتر نفسها. ومن ثم عجزها عن صنع تاريخا له رصيده الفعلي في مؤسسات وبنية قادرة على الارتقاء الدائم. وقد صنع هذا الزمن "منظومة" خاصة من الخراب درست وحللت مكوناتها في ثلاثيتي عن (العراق والمستقبل). وفي نفس الوقت حاولت تقديم رؤية أو مشروع بديل باعتباره جزء من الاجتهاد الفكري. مهمته نقل التفكر والرؤية السياسية صوب المستقبل. ومن خلاله النظر إلى الماضي والحاضر. وليس اعتباطا إنني اخترت عناوين لكتبي (العراق ومعاصرة المستقبل) و(العراق ورهان المستقبل) و(العراق والمستقبل – زمن الخراب وتاريخ البدائل). ذلك يعني أن مهمة الفكر (السياسي) تقوم في استشراف المستقبل. وهي رؤية فلسفية من حيث الجوهر مهمتها "تنوير" الرؤية السياسية والعملية بقيم الواقعية والعقلانية والنزعة الإنسانية. انطلاقا من أن العراق مستقبل فقط، وكل ما تراكم فيه في مجرى العقود الخمسة الأخيرة (بعد انقلاب الرابع عشر من تموز عام 1958) وبالأخص العقود الأربعة الأخيرة منه (زمن استحكام التوتاليتارية البعثية والدكتاتورية الصدامية) كانت خروجا على التاريخ الطبيعي بسبب سيادة الفكرة الراديكالية ونفسيتها وذهنيتها "الجماهيرية". وهي المقدمة الضرورية لكل بحث سياسي يتصف بالمنهجية في تناول إشكاليات العراق الحالية. وهي المقدمة التي وضعتها في نقد "المقال" الذي نشره الدكتور كاظم حبيب بصدد (العرب والأحداث الجارية في المنطقة) عندما حاول أن يفسر سر الخراب الحالية في العالم العربي (مثال لبنان والعراق) بسبب "ذهنية العرب والشرقيين"، وفي وقت لاحق يدققها ( في ردوده التالية) من خلال مطابقة الشرقي والعربي مع "رجال السياسة". وقد استند في مواقفه واستنتاجاته وتطبيقها السياسي على مقطع من رسالة السيدة بيل إلى أبيها في بداية القرن العشرين تتحدث فيها عن انطباعاتها الشخصية عن "الشرقيين". وقد أخضعت هذا الأسلوب إلى نقد "جارح". ونشرته بعنوان "الدكتور كاظم حبيب السيدة بيل". وقد أثار النقد حمية الرجل للدرجة التي "تذكر" فيها كل شيء "دراستي" و"شيوعيتي" و"ماركسيتي" و"صولاتي وجولاتي" في موسكو واليمن والشام (!) التي تحتفظ بها "ذاكرته القوية" كما يقول عن نفسه، والتي كان يحصل عليها من "محاضر" (تقارير) الحزب عندما كان يقود المنظمات الشيوعية العراقية في الخارج (لم يذكر المكان). وقد كان رده الأخير (في حلقتين) يحمل عنوان (حوار مع الدكتور ميثم الجنابي عن رؤية مس بيل للعرب). وهو رد يمكن فهم ما فيه حالما يجري "تفكيكه" بحيث يجري فرز "الفكرة" عن الانطباع، والانطباع عن التأويل، والتأويل عن المواقف الشخصية، والمواقف الشخصية عن "تقارير الحزب"، وهذه كلها عن حياة وكفاح بطل من هذا الزمان! وقد كان الرد شأن المقال الأول خليطا من الفكرة والقيم والمفاهيم والانطباعات لا يجمعها غير القدرة على التأويل الإيديولوجي المحترف والتحزب العريق. وهو أمر جلي في العنوان. وذلك لأنني لم أتكلم عن "رؤية مس بيل للعرب"، بل عن تفسير وتأويل وتطبيق الدكتور كاظم حبيب عنها. وهذه أمور مختلفة جدا. وذلك لان ما تورده "مس بيل" هو جزء من انطباعاتها. وكشفت عما فيها من تهافت بالمعنى التاريخي السياسي وليس بالمعنى المباشر. فالانطباعات التي تسجلها السيدة بيل في رسالتها لأبيها يمكننا العثور عليها بما في ذلك عند "ربات البيوت" والمتسكعين في مقاهي المدن والأرياف العراقية، بل وعند "السياسيين" العراقيين المحترفين القدماء والمعاصرين. وهي صفات يمكننا العثور عليها عند جميع السياسيين على امتداد التاريخ وعند جميع الأمم حالما يجري نقدهم من أبناء جلدتهم أو غيرهم. بل ويمكنني إيراد المئات بل الآلاف من المقاطع والأفكار الأكثر دقة وعمقا وشراسة في نقد العرب لأنفسهم على امتداد التاريخ بدأ من زمن الجاهلية حتى اليوم. بل أن نصف ما في القرآن هو نقد بهذا الصدد. ويمكنك العثور عليها في كتب الأدب والتاريخ والفلسفة والشعر. بل لا تخلو جريدة ومجلة وكتاب وتلفيزيون وحديث الناس العادي من انتقاد مر تبدو انطباعات السيدة بيل مقارنة بها طفيفة وغاية في الجزئية والحشمة والأدب. بعبارة أخرى، إنني حاولت البرهنة على أن الرجوع إلى موظفة صغيرة في هيئة الاحتلال البريطاني لتقييم وتعميم خصوصيات "الشخصية العربية" العامة أو السياسية هو استلاب معرفي وثقافي وسياسي. والقضية هنا ليست فقط في أن الدكتور كاظم حبيب ملزم بالتمسك الصارم بقواعد المنطق والبحث الأكاديمي، بل ولكونه عربيا عراقيا، بمعنى أكثر دراية من المس بيل وأمثالها في معرفة "الشخصية العربية" وتشخيصها. فقد عاشت السيدة بيل (الموظفة البريطانية في وزارة المستعمرات) بضعة سنوات (بين نخبة رؤساء العشائر ورجال الدين والسياسيين)، بينما عاش ويعيش المؤلف (ونأمل له حياة مديدة) سبعون سنة بين العراقيين ومنهمكا في مشاكلهم ومشاكله بينهم. ولا معنى لاستذكار الباحث علي الوردي في رده الأخير للتوكيد على انه هو الآخر يقول بأفكار من هذا القبيل. وهو استدراك متسرع وغير دقيق ومبني على "حكاية" أكثر منه على دراسة حقيقة لأبحاث علي الوردي. ومهما يكن من أمر علي الوردي بهذا الصدد، فان ما كتبه هو جزء من تراكم المعرفة الكمية العراقية. انه كان محكوما بانتماء ومعاناة عراقية. ومن ثم فهو جزء من تاريخ تطور الفكرة ووعي الذات العراقي العربي وليس انطباعات المس بيل. ولا بأس فيما لو عاد كاظم حبيب إليه، لكان بإمكان الجدل أن يتخذ منحا عراقيا فعليا له قيمته بالنسبة للفهم والتأصيل. أما الطريقة التي جرى توظيفها من مذكرات السيدة بيل، فإنها تعكس أولا وقبل كل شيء نمط الذهنية الإيديولوجية المتمرسة في سرعة التقييم والتعميم والاتهام. لقد كان الخطأ المنهجي الأول والعام يقوم في قراءة الواقع العراقي القديم والحالي بعيون السيدة بيل. وذلك لأنها عيون صغيرة للغاية ولا تعكس إشكاليات الواقع العراقي السابق. كما أنها صغيرة للغاية وغاية في السطحية بالنسبة لفهم ونقد الواقع العراقي الحالي على مستوى الاجتماع العام والنخب السياسية. (وللعلم فقد نشرت عدد كبير من المقالات والأبحاث والدراسات والفصول والأبواب الخاصة بتحليل وتشريح ونقد النخبة السياسية العراقية الحالية والبدائل الضرورية). دع عنك قضية تشخيص "الشخصية العربية" وذهنيتها وما شابه ذلك. وعندما أشرت إلى أن "الدكتور كاظم حبيب ليس على قدر من الدراية في التاريخ العربي والثقافة العربية الإسلامية يؤهله للاقتراب منها"، فأنني كنت اعني إلى جانب ما هو مذكور أعلاه، هو عدم الدراية الفعلية بإشكاليات هذه القضية. ولا معنى للانزعاج والاحتجاج على حكم من هذا القبيل. لقد استعملت الكلمة المناسبة، كما هو الحال في كل كلمة وجملة وعبارة استعملها لأنني افرق، متتبعا نموذج ابن عربي، بين الفاو والواو في الفعل. لقد كنت أتكلم عن الدراية وليس عن العلم والمعرفة والاطلاع. والمقصود بالدراية هنا هو الرؤية العقلية النقدية والمنهجية. ومن اجل معرفة المقصود بهذه القضية، يمكن الرجوع إلى كتابي (الحضارة الإسلامية – ثقافة الاعتدال واليقين) وفيه أعالج قضية الذهنية والمناهج وغيرها ما هو ضروري بهذا الصدد. أنها قضية غاية في التعقيد لا يمكن تناولها من خلال رسالة كتبتها امرأة لأبيها عندما كانت موظفة في وزارة المستعمرات البريطانية لبلدك في بداية القرن العشرين!! وهنا ينبغي البحث عن سر الرد وليس في وساوس أخرى من قبيل "نقدك القاتل" و"عروبتي اليمينية" و"ارتدادي عن الماركسية والشيوعية" و"تهييج العاطفة على العقل" و"عدم احتجاجي على قتل الأكراد في حلبجة والأنفال"(!!) وما شابه ذلك من أحكام إيديولوجية وسياسية مبتذلة لا قيمة لها بحد ذاتها، ولا علاقة لها بالعلم والمعرفة والاطلاع والدراية ومصالح السياسة العقلانية. لقد حاولت البرهنة على أن التعميم والاستنتاجات العملية المترتبة على قراءة رسالة السيدة بيل لا تعكس حقيقة "الشخصية العربية والشرقية"، بل تعاكسها. إنها تستظهر الرؤية الإيديولوجية المتسرعة وبواطن ما أسميته "بالشيوعية المتهرئة" و"الشعويية الخربة". وهي مصطلحات لا علاقة لها بالصراع السياسي الذي ميز تاريخ العراق الحديث بين الحزبين الشيوعي والبعثي، بل شأن كل ما استعمله، محكوم بجذر الكلمة ومعناها الثقافي الأول. بعبارة أخرى إنني استعمل الكلمة (الشعوبية) حسب معنى وذوق الجاحظ وأمثاله وليس حسب مذاق القوى المتحاربة في عراق النصف الثاني للقرن العشرين. فلقد افسد الصراع السياسي في العراق حتى مضامين الكلمات العادية وجعلها جزء من معترك مزيف يدفع العراق ثمنه. وهو ثمن ليس معزولا عن هذا النمط من التفكير والممارسة التي مثلها الدكتور كاظم حبيب نفسه على امتداد عقود طويلة من الزمن. غير إنني اترك هذه القضية لرفاقه ومعارضيه، واكتفي بالنظر إلى القضية ضمن ميدان الرؤية المنهجية (الفلسفية) والسياسية التي حددت مقدمات وأسلوب ونتائج نقدي الأول. وهو نقد كان يهدف إلى إظهار طبيعة الخلل المنهجي العميق في تناول إشكاليات العراق الحالية من خلال توظيف مؤدلج لأحكام وانطباعات جزئية عامة وصغيرة. وهو الأمر الذي جعلني أجد في النقد الساخر مدخلا لا أسلوبا في التعامل مع ما توصل إليه من "استنتاجات". وليس مصادفة أن يجد حتى في عنوان مقالي بهذا الصدد تعبيرا "عن ذهنية غير ودية لا تريد الحوار بل العراك". ولا معنى لرد الحجر بالحجر. ويكفي المرء إلقاء نظرة سريعة على ما في ردوده لكي يرى صيغة نموذجية لأسلوب الفضائح العادية. وهو أسلوب يعكس نمط من الذهنية والنفسية والتربية جعلت منه موضوعا للنقد الفلسفي في مقالاتي عن (المثقف المؤقت وظاهرة "الارتزاق الثقافي"). وهو نقد لا علاقة له بالارتزاق المادي المباشر. فهو اقلها وطأة على العقل والضمير مقارنة بالحالة التي يصبح فيها المثقف لسانا بلا قلب. مع يقيني التام بان حقيقة المثقف هي روح. والروح يمزح ويمرح لكنه يبقى متقيدا بالنبل والإخلاص للحق والحقيقة. لهذا لم يكن في عنوان مقالي شيئا غير مزاح الروح. والمزاح العلمي هو ذروة العقل النبيل. بل أن ابن الجوزي (الحنبلي المتشدد) حالما كتب احد كتبه الجميلة (أخبار الحمقى والمغفلين) أشار في مقدمته إلى أن المزاح والنكتة صفة تطيّب القلوب والروح. وان المزاح المعقول هو من صفات الروح النبيلة. أما أن يبقى المرء "طول الحياة" أسير اللغة المتشنجة بحيث يحبب لغة البروليتاريا التي ترفع قبضاتها متحدية السماء الصافية، ولا يتلذذ بان يكون حبيبا للسيدة بيل أو غيرها فانه لا يتحسس ما في هذا العنوان من معنى أصلي يقوم في إنني أردت القول عبر عبارة لا استهجان فيها ولا استهزاء، بان الدكتور كاظم حبيب "عاشق" في تأويله وتفسيره "للشخصية الشرقية والعربية" برسالة "المس بيل". فالحبيب عاشق بالضرورة! نعم انه عنوان يحتوي على تلاعب ساخر بالكلمة لكنه لا يحتوي على أي قدر من الاستهانة والاستهزاء. فالحياة أوسع من أن يخضعها المرء أيا كان موقعه ومستواه إلى مقياس يتصف بالصلابة والصرامة والتشنج كما لو أن ذوقه الخاص هو معيار الحياة والحقيقة. بينما الأمر أعقد وأوسع من ذلك. والخلاف الذي كنت ارغب بإظهاره وتأصيله وتأسيسه يقوم في الرؤية المنهجية ونتائجها الكبرى وليس في تقرير أمور عادية وبسيطة يستطيع التوصل إليها كل من يسمع ويرى ويشم. من هنا عدم جدوى "الردود الهادئة" للدكتور كاظم حبيب، وذلك لأنها لا تفعل في الواقع إلا على توسيع مدى التسطيح الفكري. وهو أمر جلي في "تأسفه" على إنني لم أقرأ مقاله "بشكل جيد" ومن ثم إنني اعتبرته يتحدث عن العرب وكأنه ليس منهم!! بحيث نراه يتفاخر في عبارة تقول "انظر كيف اكتب وماذا أقول، إنني أقول أشياء لم ترها مثل "ليس هناك من تشخيص مطلق، ولا يعني أن ليس في هذا التشخيص من لا يخرج عن إطاره من العرب"، وان تقدير السيدة بيل صحيح بصدد العرب عموما "وليس الجميع طبعا". طبعا أن المرء يتوقع من هكذا استنتاج إن الخارجين من هذا الحكم هم الدكتور كاظم حبيب ومن لف لفه. ومهما يكن من أمر توصيف السيدة بيل، فان أقوال الدكتور كاظم حبيب بهذا الصدد تبدو له اكتشافا أصيلا ومثيرا ويستحق الانتباه والتقييم! انه حكم لا يمكن أن يشمل الجميع!! مع أن سائق الحمير يمكنه أن يقول لك بان الحمير لا تتشابه جميعا بما في ذلك في سلوكها! وهو أمر ينطبق على البغال والجراد والذباب والكلاب والقحاب! بعبارة أخرى، إن كلمة من هذا القبيل لا تعني شيئا. لاسيما وان المقصود من كلامي هو ليس انطباع وتوصيف السيدة بيل بصدد "الشخصية العربية" بل تطويعه الإيديولوجي والسياسي لتفسير ظاهرة لها تاريخها الخاص المتراكم في مجرى قرن من الزمن. إن جوهر القضية بالنسبة لي ليس ما في مقال الدكتور كاظم حبيب من كلمات وعبارات، وذلك لان كل ما فيه هو مجرد استعراض مؤدلج لمقطع من رسالة امرأة موظفة في وزارة المستعمرات البريطانية في بداية القرن العشرين. إن ما هو جوهري بالنسبة لي هو طريقة التأويل (أي الصيغة المنهجية) والتوظيف الخاص (الصيغة السياسية). وكلاهما يصبان في تيار ما أسميته بالشيوعية المتهرئة والشعوبية المبطنة. وهي أوصاف لا علاقة لها بالشيوعية كفكرة وحزب وما شابه ذلك، كما انه لا علاقة للشعوبية بالفرس أو غيرهم. إن الحافز القائم وراء المقال الذي كتبته لم يكن مرتبطا بما كتبته السيدة بيل (وذلك لبساطته الوصفية)، بل بالتأويل الإيديولوجي الذي حاول أن يجعل من هذه الصورة العادية جدا أسلوبا لتفسير الأحداث الجارية والحكم عليها. وان يجعل من "السياسيين العرب" و"رجال الدين العراقيين" (هذا إذا أخذنا بتفسيره اللاحق وليس حسبما جاء في النص الأصلي)، كينونة دائمة هي مصدر المشاكل والمصائب والخسائر وما شابه ذلك. وهو حكم توصيفي بسيط يمكن أن يتوصل إليه أكثر الناس بساطة وسذاجة. بمعنى إننا نقف أمام نموذج سياسي وإيديولوجي في تفسير العملية التاريخية المعقدة للعراق والعالم العربي في مجرى قرن من الزمن من خلال إرجاعها إلى "نموذج أولي" قائم في نمط ووعي "السياسيين العرب". بينما كان "زعماء العشائر ورجال الدين والسياسيين" رجال المرحلة. كما كان رجال الإصلاح الديني في أوربا رجال الكنيسة وليس ملحدي الثورة الفرنسية. لهم ما لهم وعليهم ما عليهم. ومهما تكن المآخذ عليهم فإنهم أفضل وأجدر من ممثلي النخبة السياسية الحالية في العراق التي ينبغي تناولها وتحديدها وعرضها على عيون الرؤية النقدية الحقيقية، أي الشاملة وليس على مجرد عبارات وصفية. أما الاكتفاء بعبارات مثل "انظر! ألا ترى؟" و"ما يجري الآن أليس هو دليل؟" فإنها لا تتعدى أن تكون أكثر من استغراب متبجح بإيمان الفوز المسبق، بمعنى الفوز الذي يجعل من الهزيمة دليلا على الحقيقة!! فهو يخاطبني بعبارة مليئة بالثقة مثل "قل لي بالله عليك يا رجل، ماذا حققت لبنان من النزاع الأخير مع إسرائيل الذي ما يزال مستمراً، رغم قرار الأمم المتحدة؟ ألا تعبر هذه الحقيقة عما تحدثت به جيرتروود بيل في نشوتنا من كلمات النصر الجوفاء ونحن في حالة خراب ودمار؟ هل نقول الحقيقة عن موقف الشعب اللبناني المستباح من حزب الله؟" وهي أسئلة تتمثل "حقائق" الوعي الخائب وليس بعض صور الواقع التي رسمتها السيدة بيل. بل أن الأحداث قد كشفت عما في هذا الأسئلة من فراغ روحي وتفريغ معنوي للتاريخ والواقع والمستقبل باسم "حقائق" لا وجود لها. واغرب ما في الأمر أن يكون حزب الله في مجرى الهجمة الهمجية لإسرائيل هو المستبيح للشعب اللبناني!! وهو قلب للأمور والأحداث والأسباب والنتائج بطريقة يصعب تحديد هويتها وأصولها. ولكن ما الغريب في الأمر وهو الذي يوجه لي سؤالا أكثر سذاجة مما سبق عندما يخاطبني "ألا تتذكر الكلمات الجوفاء التي كان يتحدث بها صدام حسين" عن النصر والفوز وما شابه ذلك؟ ولا يسع المرء هنا إلا الإجابة "نعم أتذكر! وما لي ولها؟ إن صدام شخصية تافهة بلا حدود. وهكذا كان موقفي منه على الدوام في العقل والضمير والهواجس والوساوس والفرح والحزن والأنس والكآبة والنوم واليقظة، منذ البداية وحتى النهاية بلا مساومة ظاهرية أو باطنية. ولكن ألا تتذكر أنت أيها "المناضل القديم" كلامك (وكلام الحزب) "الجميل" فيه وكونه "كاسترو العرب" وأنت(وانتم) وإياه "في خندق واحد لا خندقان"؟ وأمور أخرى كثيرة ليس وقت الحديث عنها، مع ضرورتها بالنسبة لتنقية وعي الذات ودراسة "حالة السياسيين" الفعلية في العراق وليس بمقاييس وانطباعات السيدة بيل. ما بين الواقع والصورة التي نقلتها السيدة بيل في رسالتها الشخصية لأبيها وبين واقع رجال السياسة العراقيين الحالية بونا شاسعا هو مقدار قرن من الزمن. زمن صيرورة الدولة والأحزاب والمجتمع والاقتصاد والثقافة، زمن الانجازات والخراب، والانتصارات والهزائم، والصعود والسقوط. لكنه قرن من الزمن لم يتحول إلى تاريخ. وهي الإشكالية الأشد تعقيدا بالنسبة للبدائل. ومهمة الفكر السياسي التعامل مع أمور كهذه وليس من خلال التلذذ بمقتطفات ظاهرية والبحث فيها عن صورة ومثال لا يمكنه أن ينتج غير تسطيح في الوعي. خصوصا إذا أخذنا بنظر الاعتبار طبيعة وحجم التغير النوعي في المراحل والمقدمات القائمة وراء تحور وتغير وتبدل "السياسيين" في بداية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين. ومأساة العراق وقدره "التعيس" تقوم في أن من يرسم ويؤرخ "للرجال السياسيين" فيه في بداية كل قرن "محرر" غريب. في بداية القرن العشرين عندما "حرره" الانجليز من الاستبداد العثماني، وفي بداية القرن الحادي والعشرين عندما "حرره" الأمريكيون من الاستبداد الصدامي. وفي كلتا الحالتين نعثر على تصوير للسياسيين "العراقيين"، الأول هو للسيدة بيل والثاني للسيد بريمر. وإذا كان الدكتور كاظم حبيب عاشقا لرسالة الأولى لأبيها وهي موظفة صغيرة في وزارة المستعمرات، فانه يتجاهل ما في مذكرات بريمر "الحاكم المطلق" للعراق والمختار لرجال السياسة فيه من مختلف قوميات العراق وأديانه وأطيافه ووضعهم في "مجلس الحكم الانتقالي". وكان الأجدر الرجوع إليه، وهو كتاب مترجم إلى العربية وأصبح موضوعا لأحاديث تليفزيونية، وعنوانه (سنتان من عمري في العراق). فلماذا الرجوع إلى المس بيل وأمامك المستر بريمر؟! فهو الآخر يكتب مذكراته عن العراق، ولكن ليس بوصفه موظفا صغيرا في وزارة الاحتلال البريطانية بداية القرن العشرين، بل الحاكم الأمريكي المطلق للعراق وجامع "السياسيين" العراقيين في بداية القرن الحادي والعشرين! إننا نعثر عنده ليس على توصيف عام، بل على تخصيص بالأسماء والصفات. وفيه وعنده نعثر على رسم دقيق لملامح الشخصيات السياسية العربية والكردية، الدينية والدنيوية، الشيوعية والقومية، باختصار على جميع من كان وما يزال في هرم السلطة أو بالقرب منها. في شخصية بريمر نعثر على تناسخ السيدة بيل "الصادقة والذكية والصريحة" في "الحاكم المطلق" للنخبة السياسية الحالية. لقد صورهم كما هم عليه. انه صور ليس زعماء عشائر ورجال دين وسياسيين بل سياسيين فقط، عرب وأكراد متدينين ودنيويين وغيرهم. هنا ينبغي البحث فعلا إن أردت مواجهة حقيقة النخبة السياسية الحالية من اجل معرفة آفاق التطور السياسي العراقي. ومن غير المفهوم أن تصبح السيدة بيل "امرأة ذكية صادقة" والسيد بريمر "رجلا كذابا"؟ أم لأنه وصف البرازاني والطالباني بالكذب والخداع والدجل وأوصاف أخرى أثارت حفيظة البرازاني بحيث أطلق على بريمر عبارة "رجل كاذب"!! وهو الذي كانت تكفي نظرة منه لكي يعرف أي منهم حدوده في الجلوس والوقوف، والكلام والصمت، والأخذ والاستلام!! إن الباحث العلمي يمكنه العثور دوما على مادة وثائقية هائلة من تاريخ العراق المعاصر نفسه لرسم حدود السياسة والسياسيين دون الرجوع إلى رسائل ومذكرات المحتلين. بل أن وجود المحتل بوصفه "محررا" هو عين السقوط السياسي للسياسيين. وحالما يجري الاستشهاد بما يقولوا ويكتبوا بوصفها "أدلة" و"نموذج" لفهم الواقع وأزلامه وأقزامه، فهو دليل على نوعية السقوط الأخلاقي والمعنوي. والأتعس ما في الأمر أن قدر العراق التعيس نفسه يقدم لنا مادة وثائقية غاية في "الأصالة" لفهم حقيقة ما جرى فيه على امتداد قرن من الزمن و"التشخيص النوعي" لرجال السياسة فيه. إنني أدرك سطحية وحدود الوعي الإيديولوجي. ولكنني لم أكن أتوقع أن يهبط "الرجال الأكاديميون" إلى هذا المستوى المبتذل في التعامل مع التاريخ والواقع، بحيث تضمحل أبجديات الماركسية "للماركسيين" الذين لا يرون فيها غير عقيدة التحريم والتجريم والاتهامات الجاهزة شأن حنبليات العالم القديم والحديث. بمعنى تحويلها إلى سلفية هي عين "العقلانية السقيمة". وهي حالة لا يمكن علاجها إلا بعدمها. وهو عدم ينبع منها بوصفها خروجا على المنطق والحق والحقيقة. إذ ليس كل من نطق بكلمات "العلم" و"العقل" و"الحق" و"الحقيقة" وغيرها يعني بالضرورة انه يدركها. كما أن إدراكها لا يعني تحقيقها بالضرورة. فهي أمور مختلفة. والبقاء ضمن معايير الرؤية الإيديولوجية والسياسية هو مرتع هذه الخطيئة الفكرية. إذ بإمكان المرء أن يصرخ في شعاراته دفاعا عن أية قضية، لكنه في حججه وأسلوبه هو اشد خطورة عليها من أعدائها. وما كتبته يجري ضمن هذا السياق. ولا معنى لإيراد مقالات وشعارات وخطابات ورسائل تصب في هذا اتجاه "تبرير النفس". إننا بحاجة إلى أدلة منطقية. وليس إلى نماذج تقليدية لما يسمى بالأدلة النفسية والخطابية. وهي حالة يصعب التخلص منها بالنسبة لأولئك الذين تعودوا على استنطاق الحقيقة من دهاليز الحزب وخلاياه الميتة. فللحقيقة هنا مسارها الخاص ومشقاتها ومصفاتها. لكنها تبقى في نهاية المطاف جزء من ذهنية الحزب وتقاليده السياسية. وهي أمور لا علاقة لها بالحقيقة كما هي، لأنهما من عوالم مختلفة ومتباينة. إن الحقيقة من عالم الملكوت، أما الحزب وتقاليده فمن عالم الملك والشهادة. ومن ثم لا معنى للخلط بين الحقيقة والحزب، وحياة الأفراد والمنطق، لاسيما وان هذا النوع من الخلط يؤدي حالما يجري تطبيقه على الدكتور كاظم حبيب إلى رسم صورة لا تحسد عليها حتى الأعداء. وهي صورة ليس هنا محلها. كما أنها لا تعنيني في شيء. فالأفراد والأحزاب والعقائد عرضة للتغير والتبدل والزوال. ويبقى وجه الحقيقة، بوصفها تعبيرا عن منطق وانتماء ثقافي قومي وتاريخ حضاري ونزوع إنساني. فالمثقف الحقيقي هو منطق وانتماء وثقافة وتاريخ، وليس حزبيا متعصبا وعصابيا. وهي الصورة التي يصورها "القائد الشيوعي" عن نفسه بعبارة لم أر حدا لركاكتها في الشكل والمعنى عندما يقول عن نفسه "لم أتنكر لتاريخي الشيوعي النظيف، وهو حلقة صغيرة جداً في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي النظيف"!!وهي عبارة غريبة! إذ هل يعقل أن يتنكر المرء لتاريخه النظيف؟ المرء يتنكر لتاريخه الوسخ. وهو تاريخ يصوره "الشيوعي" كاظم حبيب بطريقة نموذجية اقرب إلى السذاجة منها إلى "سياسي متعرك" في الحياة. وهو أيضا عين الرذيلة السياسية. وهي احد أسباب الهزائم المتكررة والشنيعة التي مني بها الحزب الشيوعي على امتداد عقود. وهي مفارقة تتمثل حقيقة هذا النوع من "القيادة" التي تتلذذ بالاتهام والشتيمة "للمارقين" و"المرتدين" و"الخارجين" على الحزب (وهو الذي تركه أواخر العمر بعد أن امتص رحيق أفضل وأنبل الشباب فيه على امتداد عقود). كما أنها "القيادة" التي لا يسعدها شيء أكثر من التكرار الرخيص لعبارات "حزب الشهداء"! "قيادة" لا تعتز إلا بعدد القتلى شأن مالكي العبيد في روما القديمة يترنحون في وحل اللذة حالما يرون دماء عبيدهم "المصارعين" تسكب على حلبة الموت! "قيادة" حولت "الشيوعية" إلى "وصمة عار" و"صك غفران" و"رشوة إيديولوجية" يمكن استعمال أي مكون منها عند الحاجة. بينما وقائع وحقائق التاريخ بشكل عام والسياسي بشكل خاص تبرهن على أن المقاييس الحزبية هي حزبية بالضرورة. كما أنها ليست سياسية بالضرورة. والمقاييس السياسية عرضة للتغير والتبدل لأنها محكومة بالمصالح والوقائع لا الحقائق. كما أن الحزب أيا كان، ليس مكانا أو منظومة أو معيارا للحق والحقيقة والفضيلة. وهي أمور اقرب إلى البديهة لكنها عصية على أولئك الذين جعلوا من فكرة الحزب تحزبا للرذيلة والتبجح بها. وهي الحالة التي نعثر على صيغة لم أر ولم اسمع في حياتي أن "قائدا شيوعي" أو "سياسيا" نطق بها بهذه الجرأة!! فهو يكتب في رده عليّ قائلا:"ذاكرتي مع الأسف ما تزال قوية ولم تنس المواقف المثبتة في المحاضر أو حتى في السلوك اليومي لبعض "الرفاق"، وأنت منهم". هكذا وبكل شفافية! وهو اعتراف نادر لا مثيل له من جانب "قائد شيوعي" لمنظمات الخارج!! اعتراف "هادئ" و"دافئ" على نار حزبية ضيقة مليئة بالحقد والضغينة حطبها تقارير ترصد "صولات وجولات" "الرفاق"، وذاكرة تناسبها تتسم باليقظة شأن كل مؤسسات القمع والإرهاب. لقد كان قيس ليلى كما تعلمنا كتب الأدب (بمعنى الشعر وليس قواعد السلوك) انه لم يكن يرى ليلى وهي أمامه لفرط حبه وعشقه، وأنت تتذكر "صغائر الأمور" شأن شرطي المحلة متبجحا بذنوبه! وبعد كل هذا يتجرأ على القول يخاطبني:"كم كنت أود أن تترك السياسة يا دارس الفلسفة"! والسبب وجيه من وجهة نظره. إنني افقه قليلا في الفلسفة وهو كثيرا في السياسة! وبالتالي ينبغي أن يترك له جحيم الاجتهاد السياسي لأنها جنته الوحيدة!! وهي معادلة يقول عنها الواقع العراقي المعاصر وتاريخه الحديث كلمات أخرى تماما. مما لا شك فيه انه لا علاقة لي "بالسياسة" التي يفهمها كاظم حبيب ورهطه. إن المهمة الكبرى التي أراها دوما بالنسبة لي تقوم في تأسيس ذهنية عقلانية نقدية إنسانية وفلسفة قادرة على تقديم بدائل تخدم المجتمع والدولة والأمة. ولا شيء آخر. لا مقابل وعوض لها غير ما تدعوه المتصوفة ببذل الروح. وما عدا ذلك مجرد ترهات. وهي مرجعية فكرية وروحية استمدها من تاريخ الفكر الحر والحقيقة التي تقول، بان كتب الحقيقة حتى حالما يجري إحراقها تضيء الدرب وتدفئ القلوب، بينما لا تفعل أطنان الورق المطبوعة للارتزاق الثقافي إلا على إثارة مكونات الغريزة الخربة. والنتيجة جلية على امتداد التاريخ. أنها تتحقق في خاتمة الأفكار والأفراد. فخاتمة المرء حقيقته. لهذا لا معنى لنبش الماضي الخرب، لان المستقبل وحده كفيل بنبشه وطمره مرة واحدة والى الأبد!! لكن القضية تبقى مثيرة للعقل والضمير ما لم تنته محنة العراق ومأساته الجديدة. وهي مأساة في اغلب مكوناتها الحالية نتاج التقاليد السياسية التي سادت في نفسية وذهنية النخب التي جعلت في نهاية المطاف من مذكرات السيدة بيل والسيد بريمر مصدرا ومرجعا لوعي الذات السياسي وتقييم وتشخيص "الشخصية العربية" وما شابه ذلك!! وهي مأساة الفكر، لكنها في الوقت نفسه مرآة تعكس ضحالة التفكير بشكل عام والسياسي بشكل خاص، بحيث تجعل "الماركسيين" و"الشيوعيين" يستشهدون بمذكرات موظفين صغار وكبار تابعين للاحتلال البريطاني والأمريكي. بينما يبقى ماركس الشاب والعجوز قابعا في رفوف المكاتب كما كان في السابق. مرة للارتزاق ومرة لحمل الغبار. وقد تكون هذه النتيجة فضيلة، من حيث توجيهها العقل النقدي صوب النفس ودراسة الواقع بمعايير التجربة الفعلية للعراق من خلال رؤيته كما هو. لكنها مهمة الكبار من أهل العراق، أي أولئك الذين كانوا على الدوام في أعمق أعماقه الفعلية بوصفهم نواته الروحية وحاملي همومه الكبرى والصغرى من علماء ومؤرخين وشعراء وأدباء وكتّاب ومفكرين وفنانين ومعلمين وأجيال صاعدة متحررة من رق العبودية لعقائد حزبية ضيقة ومفاسد سياسية لأزلام السلطة. آنذاك ستتلاشى قدرة التأويل الإيديولوجي للارتزاق الثقافي ومعه مذكرات بيل وبريمر ويبقى قدر العراق بما فيه فقط! ***
#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)
Maythem_Al-janabi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المثقف المؤقت وظاهرة -الارتزاق الثقافي-!3-3
-
المثقف المؤقت وظاهرة -الارتزاق الثقافي-! 2-3
-
المثقف المؤقت و-الارتزاق الثقافي-! 1-3
-
الدكتور كاظم حبيب السيدة بيل
-
الميليشيا والدولة في عراق -الديمقراطية- والاحتلال
-
البروتوكولات – الصورة المركبة للصهيونية الفعلية - 6
-
البروتوكولات – الصورة المركبة للصهيونية الفعلية 5
-
البروتوكولات – الصورة المركبة للصهيونية الفعلية - 4
-
البروتوكولات – الصورة المركبة للصهيونية الفعلية-3
-
المقاومة اللبنانية – نموذج المقاومة العربية الكبرى
-
نهاية الأوهام الكبرى وبداية الأحلام الواقعية
-
القوى الصغرى والأوهام الكبرى
-
العلمانية العراقية – دنيوية المستقبل
-
العلمانية العراقية – أوهام الأقلية وأحلام الأغلبية
-
الشيطان - الملاك الضائع ودراما الوجود الإنساني
-
كتاب جديد للبروفيسور ميثم الجنابي - الحضارة الإسلامية - روح
...
-
تأملات مستقبلية حول العملية السياسية في العراق 2
-
تأملات مستقبلية حول العملية السياسية في العراق 1
-
(2) التشيع العراقي والفكرة العربية
-
التشيع العراقي والفكرة الوطنية والقومية-1
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|