|
معركة البوليساريو القضائية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7018 - 2021 / 9 / 13 - 22:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تخوض جبهة البوليساريو معارك متعددة ، ومتنوعة .. من السياسية ، الى الدبلوماسية ، الى العسكرية .. دون التفريط في المعارك القانونية والقضائية ، في مواجهة النظام المغربي .. في هذا الصدد . تنتظر البوليساريو يوم التاسع والعشرين ( 29 ) من الشهر الجاري ، باحر من الجمر ، لاستصدار قرار من محكمة العدل الاوربية ، بخصوص الطعن المقدم ضد الاتفاقيات المبرمة بين النظام المغربي ، وبين الاتحاد الأوربي .. وهي الاتفاقيات التي شملت التجارة ( الاتفاقية التجارية )، والزراعة ( الاتفاقية الزراعية ) ، والاتفاقية الأهم التي تعني الصيد البحري ( اتفاقية الصيد البحري ) ، بدعوى عدم مشروعية تلك الاتفاقيات ، بالنسبة لثروات المناطق المتنازع عليها .. الصراع القضائي هذا ، دام حوالي عشر سنوات . منذ سنة 2012 ، تاريخ ابرام اول اتفاقية بين النظام المغربي ، وبين الاتحاد الأوربي .. وقد تعرضت البوليساريو على ابرام هذه الاتفاقيات ، بدعوى عدم مشروعيتها ، ولتناقضها مع الوضع القانوني للأراضي المتنازع عليها دوليا .. خاصة وانّ الاتحاد الأوربي ، لا يعترف بمغربية الصحراء . ومن ثم فان شمول الاتفاقيات المذكورة لثروات الصحراء المتنازع عليها ، يناقض القانون الدولي ، ويناقض قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة .. لان حسب البوليساريو . لو كانت تلك المناطق محسومة مغربيا . لماذا يضعها مجلس الامن ، والجمعية العامة ، على رأس جدول الأقاليم التي تنتظر الاستفتاء وتقرير المصير .. السؤال ، او التساؤل الذي نطرحه .. هل البوليساريو رفعت دعوتها امام محكمة العدل الاوربية كجبهة ، ام رفعتها كجمهورية .. فاذا رفعتها كجمهورية التي يتعامل معها الاتحاد الأوربي ، دون ان يعترف بها رسميا ، تكون دعوتها غير مقبولة ، لافتقارها للاعتراف الأوربي . اما اذا رفعت البوليساريو طعنها كجبهة ، من خلال منظمة اوربية ، و بمحام اوربي .. فالطعن يكون مقبولا شكليا ، لان من رفع الدعوى منظمة اوربية ، بمحام اوربي .. لكن من حيث الجوهر وسلطة التقرير ، بعد صدور قرار الطعن ، يبقى بلا جدوى ، ومن دون قيمة ولا معنى . لان محكمة العدل الاوربية ، ومن عنوانها ، وتسميتها بالأوربية ، فهي تختص في النظر في القضايا بين الدول الاوربية فيما بينها .. او بين الدول الاوربية ، ومنظمة اوربية .. حيث يكون لقراراتها طابع الالزام ، والجبر في التنفيذ .. لكنها . أي محكمة العدل الاوربية ، تبقى غير مختصة بالنظر في القضايا المثارة بين الجمعيات المدنية ، او الأحزاب ، او الأشخاص العاديين ، وبين الدول الاوربية . لان المحاكم المختصة بالنظر في هذه القضايا والدعاوى ، تبقى محاكم المحل الاوربية ، بكل الدول الاوربية حيث نشب النزاع .. اما بالنسبة لخلافات حقوق الانسان فالمختص هي محكمة Strasbourg الاوربية .. اذن . اذا كانت محكمة العدل الاوربية ترفض القضايا المطروحة بين الأشخاص ، والمواطنين ، وبين دولة من دول الاتحاد الأوربي ، بحجة وجود محاكم الاختصاص في ذلك .. فكيف لها ان تقبل دعوى مرفوعة من قبل منظمة ( البوليساريو ) غير اوربية ، حيث ان قرار الالزام بتنفيذ القرار ، يكون منعدما ، ومن دون جدوى . أي ان الطعن قبلت به المحكمة باسم المنظمة الاوربية ، و المحام الأوربي الذي رفع دعوى الطعن ..لكن عند صدور القرار ، فالحكم لن يتعدى الطابع الاستشاري ، كما هو الشأن بالنسبة للقرارات التي تتخذها محكمة العدل الدولية ، والتي لا ترتقي ابدا الى طابع الالزام والجبر في التنفيذ ، كقرارات المحكمة الجنائية الدولية .. فاياً كان القرار المقبل الذي ستخرج به محكمة العدل الاوربية ، سيبقى مجرد قرار استشاري ، لا يملك سلطة الالزام في التطبيق ، بالنسبة للطرف الذي قد يحتج على صدوره ضده ، بسبب انه ليس اوربيا .. ومما يؤكد هذا التحليل . انها ليس المرة الأولى التي ستطرق فيها جبهة البوليساريو أبواب محكمة العدل الاوربية ، للطعن في الاتفاقيات المبرمة بين النظام المغربي ، وبين الاتحاد الأوربي بخصوص ثروات المناطق المتنازع عليها .. والتي لا تزال بيد مجس الامن ، وبيد الجمعية العامة اللذين يباشرانها مرة في السنة .. بل سبق للجبهة وعن طريق محام ومنظمة بريطانية ، ان تقدمت بطلب الطعن ضد الاتفاقيات الموقعة هذه . والمحكمة حكمت بإبطال الاتفاقيات الموقعة .. لكن سلطتها ظلت في القرار المتخذ ، دون ان تتعداه لمرحلة التنفيذ . لان الجبهة التي تقف وراء الدعوى من جهة ليست اوربية ، والطرف الاخر. أي المغرب الذي صدر قرار المحكمة ضده ، ليس اوربيا . وهنا يبقى القرار استشاريا ، وغير ملزم لكل اطرافه .. ان نفس الطعن بالاستئناف ضد الاتفاقيات المذكورة ، طعن بعدم شمول الاتفاقيات المبرمة بين الاتحاد الأوربي ، وبين النظام المغربي ، ثروات المناطق الصحراوية المتنازع عليها .. لكن وكالدرجة الأولى من الحكم ، فان القرار الصادر عن محكمة الدرجة الثانية ، ظل دون جدوى ، لافتقاره الى طابع الالزام .. وما يؤكد صحة تحليلنا هذا ، انه رغم صدور قرارات محكمة العدل الاوربية ، تبطل سريان الاتفاقيات الموقعة على ثروات المناطق المتنازع عليها .. فان الاتحاد الأوربي تجاوز قرارات المحكمة عند طعنها في الاتفاقيات ، وعاد من جديد ووقع على تجديد الاتفاقيات المبرمة ، رغم وجود قرار قضائي يقضي بخلاف ذلك .. والاتحاد الأوربي حين تصرف ضد قرار محكمته . فهذا ليس كما عندنا ، حين يتحدى النظام المغربي تنفيذ الاحكام التي تصدرها مختلف محاكمه ضده ، او ضد اتباعه ، والمحيطين به .. بل ان الاتحاد الأوربي يلتزم بكل القرارات التي تصدرها محكمة العدل الاوربية ، ويلتزم بالقرارات التي تصدرها مختلف محاكم المحل الاوربية .. لكن في حالة جبهة البوليساريو ، فقرار الطعن المتخذ من قبل محكمة العدل الاوربية ، هو مجرد قرار استشاري وغير ملزم . لان الطرف الحقيقي الذي يقف وراء الطعن هو جبهة البوليسايو ، وليس منظمة اوربية بمحام اوربي . وانّ الطرف الرئيسي الذي يعنيه قرار المحكمة الذي هو النظام المغربي ، هو مغربي ، وليس بطرف اوربي ... فعنوان وتسمية المحكمة بمحكمة العدل الاوربية ، دال على مجال اختصاصها الذي هو المجال الأوربي ، ودال على الأطراف المعنية بمباشرة الدعوى لذا المحكمة المعنية ، التي هي الدول الاوربية فيما بينها ، او القضايا التي يكون أطرافها دولة اوربية ، ومنظمة اوربية ، وليس أشخاصا ، او جمعية ، او حزب ، او نقابة اوربية .. لان الاختصاص هنا لمحاكم المحل الاوربية .. اذن . ما الفائدة من الانتظار ، وعلى احر من الجمر ، حلول يوم 29 من الشهر الجاري ، ليصدر قرار طعن من قبل محكمة العدل الاوربية ، يبطل جريان الاتفاقيات الموقعة بين النظام المغربي ، وبين الاتحاد الأوربي ، اذا لم تكن مصحوبه بطابع الجبر ، والقهر ، وسلطة الالزام .. فهل أصبحت البوليساريو متخصصة في الدوران ، في الحلقات المفرغة التي لا نتيجة مرجوة منها ... وكان على جبهة البوليساريو التي اتلفت العنوان الصحيح ، عندما رفعت طعنها امام محكمة العدل الاوربية ، ان تطرق باب المحكمة المختصة التي هي محكمة العدل الدولية ، التي أصدرت قراراها الشهير في 16 أكتوبر 1975 . وهو قرار كله متناقض مع اصله ومع شكله .. أي لم يكن قرارا قانونيا . بل كان قرارا سياسيا رضائيا لاطرف النزاع ، دون الحسم النهائي بقرار جريء ، يجد حدا نهائيا للمشكل المطروح .. فهل قرار الطعن الذي ستصدره محكمة العدل الاوربية في 29 من الشهر الجاري ، سيبقى كما كان سابقه ، قرارا استشاريا غير ملزم للنظام المغربي كقرارات الطعن السابقة .. ام ان التغيير والتحول الذي حصل في مواقف الاتحاد الأوربي ، في علاقة دوله السلبية مع النظام المغربي ، حيث هناك قطيعة ، وليس فقط شبه قطيعة .. وموقف الاتحاد الرافض لمغربية الصحراء ، من خلال معارضته لاعتراف Trump بمغربيتها .. سيدفع بالاتحاد الأوربي هذا المرة الى التعامل الإيجابي مع قرار محكمته ، كما لو ان القرار صدر في قضية اوربية ، تهم دولا اوربية ، او دولا اوربية ، ومنظمات اوربية ، ولم يصدر بصدد نزاع اطرافه الحقيقية افريقية ، وليست أطرافا اوربية .. ... محكمة العدل الأوربي ستصدر قرارها الاستشاري ، وليس الالزامي في 29 من الشهر الجاري .. لكن هذه المرة ، فان الاتحاد الأوربي سيتحجج بالأخلاق ، وبالمدنية ، وباحترام قرارات القضاء النزيه ، الذي يصدر قراراته في حق رؤساء الدول الاوربية ، وملوكها بشجاعة ، وجرأة ، وضمير ،ومن دون خوف .. وسيمتنع طبعا عن تجديد الاتفاقيات المذكورة ، مشمولة ثروات المناطق المتنازع عليها .. وهذا يعني ومرة أخرى ، ان قرار محكمة العدل الاوربية المنتظر ، والتزام الاتحاد الأوربي بالقرار الذي ستصدره محكمته ، هو تكملة للحملة التي قادها الاتحاد الأوربي ، ومن ضمنه اسبانية ، وفرنسا ، وألمانيا ، والدول الاسكندنافية ضد اعتراف Trump بمغربية الصحراء .. وهو موقف واضح ضد مغربية الصحراء .. وعندما يكون الموقف ضد مغربية الصحراء ، فهو موقف داعي الى انفصال الصحراء عن المغرب ، تنفيذا وتكملة للمشروع الامبريالي الصهيوني ، الذي خطط له مشروع الشرق الأوسط الكبير ، وشمال افريقيا .. لكن . انّ صدور قرار محكمة العدل الاوربية المنتظر ، وموقف الاتحاد الأوربي منه بالالتزام به حرفيا .. لا يعني هذا ان جبهة البوليساريو انتصرت في معركتها القضائية .. لان قرار المحكمة اذا كان الهدف منه ، هو عدم الاعتراف بمغربية الصحراء .. واذا كان الموقف الأوربي بالالتزام بقرار محكمته ، الغرض منه عدم الاعتراف بمغربية الصحراء كذلك ، كالموقف المعارض لاعتراف Trump بها .. فان قرار المحكمة ، وموقف الاتحاد الأوربي ليس اعترافا بالجمهورية الصحراوية ... لكنه قرار ينم عن السكيزوفرنية الاوربية ، التي هي الازدواجية في التصرف .. وهذا يبقى نفاقا يدين أصحابه ، ولا يخدمهم في شيء .. وبما انه لا توجد قوة قاهرة ، او سلطة جبروتية تلزم المغاربة بالتخلي عن الصحراء ، التي هي جزء من المغرب .. فالقرار المتخذ ، لن يحجب التعامل مع اطراف دولية أخرى وازنة كالمكسيك . ولن يكون القرار نهاية المطاف ، ولا نهاية الصراع .. وبما انه يبقى قرارا استشاريا غير ضاغط على المغرب . فالقرار هزيمة للجبهة الانفصالية ، مثل الهزيمة العسكرية بعد التوقيع على اتفاق 1991 ، تحت اشراف الأمم المتحدة .. فهل حين تمسك الجبهة ، ومنها النظام الجزائري بالمعارك الثانوية ، كالمعارك القضائية ذات القرارات الاستشارية ، هو دليل على الهزيمة التي أصبحت عسكرية ؟ .. فمنذ غزوة الگرگرات والجبهة تتحدث عن حرب تدور بالمنطقة .. والسؤال . هل من حرب تدور بالمنطقة ، دون ان تنال اهتمام وسائل الاعلام الدولية ، باستثناء الاعلام المخابراتي الجزائري .. لقد انهزمتم .. وتتجرعون سم الهزيمة .. لان قضية الصحراء ، ليست قضية شعب صحراوي . بل هي قضية نظام جزائري يحاول الوصول الى مياه الأطلسي ، ليضرب طوقه ، وخناقه على المغرب الارض ، والمغرب الشعب ... لن تمروا .. انه صراع وجود قبل ان يكون صراع حدود ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإنتخابات ... ماذا بعد ؟
-
ثلاثون سنة مرت على اتفاق وقف اطلاق النار --- اتفاق 6 سبتمبر
...
-
هل حقا تم وضع ملف الريف الانفصالي في مجلس الامن ؟
-
الدولة السلطانية
-
موقع - الحوار المتمدن - Ahewar.org
-
هل ستندلع الحرب بين النظامين المغربي والجزائري ؟
-
سفير النظام المغربي لذا الأمم المتحدة عمر هلال يصرح ان ملف ا
...
-
هل سينزل الشعب الى الشارع
-
النظام الجزائري يقطع علاقته ( الدبلوماسية ) السياسية مع النظ
...
-
تحليل لخطاب الملك بعد مرور ثمانية وستين سنة عن ثورة الملك وا
...
-
النضال
-
الملك محمد السادس مسؤول اول .. تعرضت لهجوم يقف وراءه البوليس
...
-
تدمير منطقة شمال افريقيا
-
5 غشت 1979 ، اعتراف موريتانية بالجمهورية الصحراوية
-
الرعايا في الدولة النيوبتريمونيالية ، النيوبتريركية ، النيور
...
-
( معارضة الخارج ) ( معارضة الداخل )
-
تحليل خطاب الملك بعد مرور اثنتا وعشرين سنة عن توليه الحكم
-
هل تجري مفاوضات سرية بين النظام المغربي ، وبين الدولة الاسبا
...
-
هل هو انقلاب في تونس ؟
-
إسرائيل عضو مراقب بالاتحاد الافريقي .
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|