|
مالم يقال في أحداث 11 سبتمبر
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 7018 - 2021 / 9 / 13 - 21:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كعراقيين لايمكن ان ننسى احداث 11سبتمبر ،صحيح ان حوالي 3000 مواطن أمريكي قتلوا فيها ولكنها كانت مدخلا ً رهيبا ً لنا كعراقيين ،ورغم ان نظامنا كان دكتاتوريا ً ومنحرفا ً فأنه ليس الوحيد في العالم على هذه الشاكلة ،و ليس هناك مبررا ً أبدا ً لماحصل من قتل وتخريب وتهديم للبنى التحتية وللروح العراقية الأصيلة ،كما صنفت البلاد على طريقة أفكار اليهودي برنارد لويس الى ثلاثة أقاليم شبه منفصلة هي الشيعة والسنة والكرد ! بعد عشرين سنة من تلك الأحداث المؤلمة يظهر بروس رايدل المُستشار الخاص للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن في ندوةٍ نظّمها “مُنتدى السادات” في واشنطن بمُناسبة الذّكرى العشرين لتلك الواقعة ، يقول انه بعد ثلاث ايام من انهيار برج التجارة في نييورك ، أتفق بوش الأبن مع توني بلير رئيس الوزراء البريطاني آنذاك على مهاجمة وتدمير العراق ،وحتى قبل ان يبدأ الغزو الأمريكي لأفغانستان،ورغم عدم وجود أي رابط بين العراق وتلك الأحداث التي كان ابطالها 15 خاطفاً من مواطني المملكة العربية السعودية ،أضافة الى بن لادن نفسه الذي هو صنيعة سعودية أمريكية ، واثنان من الإمارات العربية المتحدة وواحد من لبنان وقائد المجموعة من مصر، والعقل المدبر لها هو باكستاني . وقد أظهرت الأحداث ان العرب كانوا مقهورين من العراق أيضا ً ،وخير مثال على ذلك مافعله النظامان المصري والسعودي ،فحسني مبارك قبض ثمنا ً تافها ً مقابل مناصرته للأمريكان في تدمير العراق رغم كل المواقف العراقية العظيمة التي خدم فيها العراق مصر والعرب . تأثير الهجمات لايزال حتى بعد 20 عام ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا يزال صدى الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة ،وكيفية الرد الأمريكي عليها مثار بحث وتعليق ، وهناك من يعزو الانسحاب الفوضوي من أفغانستان الى هول صدمة تلك الأحداث المؤلمة ، ومن الواضح أن التأثيرات تتجاوز ذلك بكثير. ومما نقل عن الباحثة الأمريكية في التطرف سينثيا ميللر إدريس من أن "الحرب على الإرهاب" سرعت أيضا من تصاعد العنف اليميني في الولايات المتحدة وأماكن أخرى .
وقد انتشرت إجراءات الفحص الجديدة وتقنيات المراقبة محليا، وارتفع التوظيف في التحقيقات الخاصة والخدمات الأمنية في الولايات المتحدة بشكل حاد في الأشهر التي أعقبت الهجمات، رغم إنشاء إدارة أمن النقل الفيدرالية لأمن المطارات في أوائل عام 2002 والذي أخرج الكثير من هذه الوظائف من القطاع الخاص. وفي الجانب الأقتصادي كانت بداية لهبوط كبير لولا ان لأمريكا مفاتيح السيطرة على الدولار ، حيث ان الإنفاق العسكري وتوظيف الخدمات الأمنية وماشابه ذلك رفع من الأنفاق بشكل ملحوظ كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي . أن القلق العام بشأن الإرهاب ارتفع بعد الهجمات، وظل مرتفعا بشكل كبير في العقدين الماضيين، وفي استطلاعات رأي "غالوب"، وجد أن ما بين 40% و50% من الأمريكيين قلقون للغاية، أو إلى حد ما ،من أنهم أو أفراد أسرهم سيكونون ضحايا للإرهاب . وقد شمل التأثير أغلب المرافق الحياتية ،وبدت الاضطرابات التي تعرّضت لحركة الأشخاص بسبب الهجمات كبيرة في ذلك الوقت، واستغرق الأمر أكثر من عامين لحركة الطيران وما يقرب من أربعة أعوام حتى يتعافى عدد الزوار الدوليين . أدت الأحداث الى تسريع الاضطرابات التجارية التي كانت موجودة بالفعل، وقد مهدت الى الانخفاض الذي أعقب الأزمة المالية العالمية في عامي 2008 و2009. امور لم تكشف في حينها ــــــــــــــــــــــــــــــ حسب مراسل الشؤون الدولية، لصحيفة الإندبندنت ،وفي غضون ساعات من هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وبينما كان لا تزال فرق الأغاثة تساعد الناجين من هجوم البنتاغون، بدأ وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رامسفيلد في إثارة أعوانه للتوصل إلى طرق لربط الهجمات التي خطط لها أسامة بن لادن بالعراق، وفقا للملاحظات التي دونها أحد المساعدين وحصلت عليها شبكة سي بي إس نيوز. ويضيف دراغي أن بوش كان قد أتى بمجموعة من “الأشخاص المهووسين بالشرق الأوسط والعالم الإسلامي لرسم السياسة الخارجية لواشنطن”. ويقول إنهم رأوا العراق كمكان لتنفيذ رؤيتهم . وفي الأشهر الثمانية عشر بين 11 سبتمبر والغزو والاحتلال الأمريكي “الكارثي” في نهاية المطاف عام 2003، قدم صناع السياسة الأمريكيون، وفقا ً للصحيفة، محاولات للربط بين العراق وهجمات 11 سبتمبر مع الترويج لفكرة أنه يجمع سرا أسلحة دمار شامل . ويشير دراغي إلى أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك حث جورج دبليو بوش آنذاك على الابتعاد عن ذلك. كما توقع الأمين العام لجامعة الدول العربية حينها عمرو موسى أن الغزو الأمريكي “سيفتح أبواب الجحيم”. وحذر المستشار الألماني جيرهارد شرودر من أن الحرب “ستؤدي إلى مقتل الآلاف من الأطفال والنساء والرجال الأبرياء”. ويقول مراسل الاندبندنت إن العواقب الكارثية للغزو السريع والعنيف تفاقمت مع الوقت. فقد حاول الأمريكيون احتلال وإدارة أمة “لا يعرفون شيئا عنها وبسعر رخيص”. فاستمر النهب لأسابيع، بحسب الصحيفة، واشتعلت النيران، وتفككت الدولة العراقية بأكملها، ثم انهارت بعد أن حل بول بريمر الجيش العراقي . ويقول لقمان الفيلي، سفير العراق في ألمانيا الآن، الذي عمل مبعوثا لبغداد لدى واشنطن والتقى مع كبار المسؤولين الأمريكيين والعراقيين على مدار العشرين عاما الماضية للاندبندنت: “هناك فهم قوي بأنه لم تتم إدارة خطة غزو العراق بشكل جيد جدا”. ويضيف: “قد لا تكون كلمة تهور هي الكلمة الصحيحة لوصف ذلك، ولكن الأمريكيبن لم يدرسوا الأمر جيدا وعانى العراقيون جراء ذلك” . ولم يتم العثور على أسلحة دمار شامل. واعترف بوش أخيرا في عام 2006 أن العراق لا علاقة له بأحداث 11 سبتمبر ، وأن من قدموا هذه المعلومات من فريقه “لم يقدموا أبدا حجة مقنعة بأن لديه أي علاقات مع القاعدة”، بحسب الصحيفة. لكن دراغي يقول إنه بحلول ذلك الوقت، كان العراق قد أصبح نقطة جذب للقاعدة، مع تنامي التمرد ضد الغزو الأمريكي وكذلك اندلاع حرب أهلية طائفية في البلاد. واعتبر مراسل الاندبندنت أن غزو الغرب لأرض عربية ألهم الجهاديين من جميع أنحاء العالم وكذلك العراقيين الغاضبين لحمل السلاح ضد “محتل يتحصن خلف حصون مصنوعة من الجدران المتفجرة والأسلاك الشائكة”. ويقول الكاتب إن الحرب الخاطئة وسوء التخطيط رداً على هجوم من قبل القاعدة على نييورك ، كلف عشرات الآلاف من الأرواح و”بشكل مأساوي، أعطى القاعدة وأبناء عمومتها المزيد من المجندين المحتملين والمساحات للنمو” . وبعد... ألم يحن الوقت لمحاكمة بوش وتوني بلير ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لو كان هناك عدالة دولية حقا ً ،فأن كلا ً من بوش وتوني بلير قد اقترفا أكبر الجرائم بحق الشعب العراقي وبحق شعوبهما ومن المفترض ان يحالا الى المحاكم بما أقترفوه ، فقد بلغت الخسائر بالأرواح والممتلكات ارقاما ً لايمكن التغطية عليها وفاقت الحدود الكارثية ،وبحق كانت أمريكا وبريطانيا وبالا ً على العالم وبالأخص العالم الأسلامي الذي ولغتا بدماء ابناءه ولاتزالان .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمريكا وأفغانستان ..ارتداد السحر على الساحر
-
كورونا هي غضب السماء
-
تجفيف انهارنا ،هل استسلمت حكومات العراق ؟!
-
قالها القذافي : ستنفرد بكم أمريكا واحدا ً بعد واحد !
-
العاطلون عن العمل ومعالجات الدولة
-
من أكثر خطورة .. حوادث المرور أم الأرهاب ؟
-
أحلام وتنبؤات تتحقق .. إنهيار دويلة الصهاينة
-
بانوراما الرد .. بين الحجارة والصواريخ
-
أخطاء الساسة عبئ على كاهل الناس
-
استنفار فلسطيني .. ماذا يحصل في القدس؟
-
بوادر الأنتفاضة الثالثة في القدس
-
حادثة مستشفى ابن الخطيب .. الأسباب والعلاج
-
الغاء كامب ديفيد الحل الحاسم لسد النهضة
-
امريكا هي السبب في انهيارها
-
التقاعد في سن الستين،سرقة جديدة في العراق
-
الدول الثماني الأسلامية تجربة اقتصادية ثمينة
-
غلق قناة السويس هل كان مدبرا ً ؟
-
الحب نور سماوي يتخلل ارواحنا
-
درس للمطبعيين
-
لحظة غارقة بالدموع
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|