منظمة مجتمع الميم في العراق
الحوار المتمدن-العدد: 7018 - 2021 / 9 / 13 - 02:40
المحور:
حقوق مثليي الجنس
لا يختلف اثنان على ان المثليون هم اشخاص طبيعيون جدا، فهذا هو الشيء الصحيح او الفهم المحترم الذي يجب ان يسود، دون ذلك الفهم فأن البشرية سوف تبقى تحت وطأة "مشكلة" اجتماعية، إذا جاز لنا التعبير، فالواقع يشير الى ان المثلية بدأت تشق طريقها في العالم بشكل كبير، وتمضي بخطوات واثقة نحو الاعتراف الكامل والتام بها، لهذا فأن عملية "غض النظر" او "ترسيخ الدونية" او "تشديد العقوبات" على هذه الشريحة من المجتمع، سوف لن تجدي نفعا، بل لن تجلب غير العار لهذه المجتمعات.
أكثر ما يعزز من قوة المثلية هي الثقة بالنفس، فمواجهة الناس تكاد تكون حتمية، او انها ستأتي في يوم ما؛ هذه الثقة بالنفس تقف على أرضية التصالح مع الذات، فكلما كان الفرد المثلي قابلا بواقعه، لا يرى في نفسه أي خطأ، كلما كان أكثر سعادة، بل أكثر قوة وعزيمة امام الحياة والمجتمع، خصوصا إذا كان هذا المجتمع متطرفا في تقاليده، محافظا عليها، ويعدها خط احمر.
هذا التصالح مع الذات، والتوافق معها، سيجعل الشخص المثلي يندمج أكثر في المجتمع، لأنه سينطلق بشكل أكثر حرية، فهو سيرى ان المجتمع هو المريض وليس هو، بالتالي سيكون قوة داخل تجمعات المثليين، وسيزرع الثقة فيهم، فهو سيكون مصدر قوة والهام لهم، انه يرفض فكرة انه مريض او مضطرب، ولا يسمح مطلقا بتوجيه كلمة جارحة له.
ان الاس الحقيقي للفرد المثلي هو الثقة بالنفس، ولا يمكن ان توجد هذه الثقة دون التصالح والتوافق مع الذات، وهذا التصالح لا يأتي والشخص المثلي يرى في نفسه عيبا او شذوذا، او خطأ او خللا، مما يجعله خائفا من الظهور، يعيش معاناة لا تنتهي، مرتعبا، مترددا، منهارا، لا يقوى على مواجهة الحياة، لا يشارك بأي نشاط، دائما ما تراه قلقا، مضطربا، مكتئبا، مصابا بالتوتر، وبالتالي فأنه يعزل نفسه، ينطوي على ذاته، فهو يشعر بالاغتراب والضياع، ويقول مع ذاته "لماذا انا هكذا؟"، اذن فالثقة بالنفس هي الأساس الأول والرصين، وهذه لا تأتي الا من قبول ذاتك كما هي، أي التصالح مع الذات، أي ان تردد مع ذاتك "هذا انا كما اريد ولست كما تريدون".
#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟