أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - الإسلاميون: من «الصعود» إلى سدّة الحكم إلى «الهزيمة»














المزيد.....


الإسلاميون: من «الصعود» إلى سدّة الحكم إلى «الهزيمة»


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7017 - 2021 / 9 / 12 - 10:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



شغلت الإجراءات الاستثنائية/الانقلاب وخطّة الطريق والمستقبل السياسي لقيس سعيد اهتمام الإعلاميين التونسيين لمدّة تجاوزت الشهر رغم أنّ الأحداث التي تهيمن على الإعلاميين في العالم هي ما يجري في أفغانستان والإرباك الحاصل في الكنغرس الأمريكي وما يحدث في سوريا وليبيا وغيرها من البلدان. ولنا أن نتساءل أإلى هذا الحدّ هيمن حدث 25 جويلية على الإعلاميين فجعلهم لا يكترثون بما يجري من حولهم إلاّ لماما؟ ثمّ كيف استطاع الرئيس «قيس سعيّد» أن يستحوذ على اهتمام أغلب الإعلاميين ويتحكّم في «جدول أعمالهم»، وهو الذي رفض منذ توليه السلطة، التفاعل معهم/نّ وفق «التقاليد» المعمول بها؟

سؤالان يطرحان مع كلّ يوم نطالع فيه عناوين الصحف أو نستمع فيه إلى الحوارات السياسية أو نشاهد فيه النقاشات فإذا بالرئيس يحتلّ المركز ويحجب بقية الأحداث ويحول دون انخراط المحللين وأصحاب الرأي في تقديم القراءات المتعدّدة لاسيما في ما يتعلّق بما يقع في بلدان الجوار من أحداث، وآخرها الانتخابات البرلمانية في المغرب. ولا نخال أنّ «هزيمة» حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة، معزولة عن حدث 25 جويلية ذلك أنّ تجارب الإسلاميين في الحكم خلال العشرية الأخيرة، تتقاطع كما أنّ مواقع هذه الأحزاب داخل السلطة أو خارجها تتأثرّ بشكل أو بآخر بما يجري في هذا القطر أو ذاك.

وبعد مرحلة «صعود الإسلاميين» وهيمنتهم على قطاعات عديدة ودخولهم في صراعات مختلفة ها أنّ الجميع يتحدّثون عن «الهزيمة» التي حلّت بهم، وهي هزيمة «قاسية»، «مدوية» «مفاجئة»... أرجعت الحزب إلى الموقع الذي كان عليه سنة 1997(9 مقاعد). والواقع أنّ المتابع لمواقف قياديي حزب العدالة والتنمية في السنوات الأخيرة، بإمكانه أن يتوقع خروجهم من الحكم من الباب الصغير إذ كانت الانجازات هزيلة وظهرت الانشقاقات و«الشقوق» (بنكيران/العثماني، الخلاف حول المرشّحين...) وتعدّدت الزلات، والأخطاء الفادحة، والقرارات غير المدروسة والمعبّرة عن التوجّه النيوليبرالي الذي فرضه البنك الدولي كالترفيع في سنّ التقاعد،واستبدال الانتداب بنظام إبرام العقود...

وهكذا صار الخطاب السياسي ذا حمولة تيسّر على الخصوم الوقوف عند الهنات والتناقضات والتلاعب بالعقول... وبدت السياسات مهدّدة لمصالح الطبقة الوسطى، التي كانت داعمة للحزب وفي حالات أخرى مقوّضة للقناعات إذ كيف تبرم حكومة ذات توجه إسلامي على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل؟ وكيف يقبل حزب بهذا الحجم بأن يكون كبش فداء ؟يُضاف إلى كلّ ذلك الخذلان فقد كان دعم حركة «التوحيد والإصلاح» الذراع الدعوية لحزب «العدالة والتنمية» محدودا للغاية. ولئن كانت وصفة التوافق والتضامن بين الإسلاميين مضمونة وغير مقدوح فيها فإنّ اللعبة السياسية فضحت المستور فبات من المألوف أن لا يؤازر الأخ من يشاركه نفس المرجعية.

ويهمّنا أن نتوقف عند الرصيد المشترك بين تجربة حزب النهضة وتجربة حزب العدالة والتنمية والذي يتمثّل في الفشل في تحقيق مكاسب كبرى للمواطنين وتغيير أوضاعهم والتصدّي للتسلط والفساد والرأسمالية الجشعة وبعبارة أوضح الفشل في الإيفاء بالوعود التي قُطعت في الدعاية الانتخابية. وبذلك ظهر الإسلاميون في صورة مغايرة لما ترسّخ في الأذهان فهم «يقولون ما لا يفعلون» وسلوكهم لا يختلف كثيرا عن غيرهم والتعامل معهم عرّى أزمة الأخلاق لديهم. ولا يمكن أن نغفل عن أثر الانبهار ببريق السلطة وعشق الامتيازات، في أداء الإسلاميين مما جعلهم يفقدون مواقعهم بسرعة ملفتة للنظر.
وكما هو معروف لا يعترف الإسلاميون بالأخطاء ولا يقبلون على ممارسة النقد الذاتي بل يندفعون وراء تبرير الفشل بالمؤامرات والدسائس التي تحاك ضدّهم فالانتخابات غير نزيهة «والخروقات كثيرة».

ومهما يكن الأمر فإنّ المشاركة المحتشمة للشباب توضح بأنّ هذه الفئة الفاعلة عاقبت جميع الأحزاب بلا استثناء والتي لم تكن على قدر تحمّل المسؤولية ولم تدافع عن مطالب شبّان/ات حركة 20 فبراير وليس حزب العدالة والتنمية إلاّ حزبا من بين أحزاب أخرى تعلّق عليها الآمال فتخيّبها. فهل يتعلّم القياديون من الأخطاء التي ارتكبت دروسا قيّمة ؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس ما بعد 25 جويلية ومسار الاختبارات
- المحلّلون بين ادّعاء الفهم وتهافت الخطاب
- حيوات الأفغانيات مهمّة
- حقوق النساء التونسيات بعد إجراءات 25 جويلية 2021
- الإرادة السياسية والإرادة المواطنية
- تونس بعد 25 جويليّة وانطلاق ورشات التفكير
- تحليل اخباري: وقفة تأمّل في حدث هزّ البلاد
- السياسة من منظور الأمثال الشعبيّة
- أزمة كوفيد 19 تكشف المستور
- مُدّوا الأيادي واضربوهنّ
- علامات انسداد الأفق
- جيل الغضب المشروع
- ممارسة للسياسة أم خَبْطَ عَشْوَاء
- ما يتوقّعه البعض من التونسيين
- «السياسات» الارتجالية
- فلسطين ... الفاعلون الجدد والديناميكيات الجديدة
- تغيير بؤرة التحديق
- فشل في تدبير أزمة Covid-19
- رمضان والحريات الفردية
- ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء


المزيد.....




- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...
- الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة ...
- سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم ...
- كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...
- ” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ ...
- 21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا ...
- 24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - الإسلاميون: من «الصعود» إلى سدّة الحكم إلى «الهزيمة»