أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - روسيا: أذن من طين وأذن من عجين














المزيد.....

روسيا: أذن من طين وأذن من عجين


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7014 - 2021 / 9 / 9 - 21:34
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


روسيا: أذن من طين وأذن من عجين
الكاتب: نضال نعيسة
الحوار المتمدن 09/09/2021
Lattakia City 16:22 GMT
تفادياً لازدياد النفوذ، وتضخم الدور الإيراني بالمنطقة وازدياد شعبية الملالي التي يبدو أنها تتنامى بمرور الزمن، على حساب كل الأدوار، بما فيها الدور التركي والأمريكي والروسي والعربي "السعودي"، أوعزت الولايات المتحدة لحلفائها في مصر والأردن بتزويد لبنان بالغاز والطاقة، وذلك عبر خط الغاز العربي المار بسوريا، متخطية بذلك قوانين العقوبات، وعلى رأسها قانون قيصر الشهير، ومنظومة العقوبات والحصار الاقتصادي الذي تفرضه على سوريا.
لقد شعرت الولايات المتحدة، بالحرج الشديد، وبأنها باتت تفقد الكثير من بريقها، ومصداقيتها، في الوقت الذي يتقدم فيه الدور الإيراني، في هذا المجال الذي يبدو في ظاهرة إنسانياً، فيما تقف بقية دول المنطقة، وهي تتفرج على الشعب اللبناني، ومن قبله الشعب السوري، وهو يتضور جوعاً، ويعاني تبعات التحالف مع إيران، نقصاً في الوقود والطاقة، وبقية ضروريات ومستلزمات الحياة، من ماء وكهرباء وغذاء ودواء.
وللحقيقة، والتاريخ، وهذا من باب السرد الدقيق والموضوعي والتأريخ الموثق وليس، بالمطلق، من باب التمجيد والتهليل والإطناب، فقد كانت إيران السبـّاقة، في نجدة، وإنقاذ حليفها السوري، ولأكثر من مرة، من عدة أزمات سابقة خانقة وطاحنة في مجال ندرة الوقود والطاقة عبر تحدي الحصار الأمريكي، وإرسال ناقلات النفط العملاقة المحملة بالنفط الخام، لتصب بالمرافئ السورية، حيث يتم تكريرها، وتسويقها للسوق المتعطش لهذه المواد الحيوية.
وبغض النظر عن الموقف الأمريكي، الذي يبدو إجرائياً، واستعراضياً، بالمحصلة، فالحقيقة، لا يمكن سوى التوقف عنده، وربما ثناؤه، وإطراؤه بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى، وربما، كان بالنهاية، كسراً لمواقف سلبية، وانتقامية وثأرية، من لبنان، ومن قوى فاعلة فيه، لا مجال لاستعراضها الآن، لكن الجانب الإنساني طغى على أي اعتبار آخر، وهنا قمة المهنية والاستثمار السياسي الذكي.
ولكن هنا، وضمن هذه التطورات، والسياقات، ماذا عن الروس؟ وأين هم من هذه المواقف الإسعافية، والإنقاذية، والإنسانية لأوثق حلفائهم؟ ولماذا لا "ينتخي" الأصدقاء (وهذا هو التوصيف الرسمي لهم)، ويقومون بإرسال ناقلات النفط والغاز للحليف السوري المفلس المعتر المسكين الذي يعيش اليوم على الصدقات و"الزكاة" والأتاوات والضرائب الباهظة من "جيوب" فقراء السوريين، وهم –أي الروس- البلد رقم واحد بالطاقة على مستوى العالم إنتاجاً وتصديراً للنفط والغاز وكأن الأمر لا يهمهم ولا يعنيهم وغير متأثرين، بالمرة، بحجم المعاناة، والوضع الإنساني المؤلم المهين؟ ولماذا لا يتقدمون بأية مبادرة في هذا الشأن، "تكيد العدا" و"تقلع" عيون الحاسدين والشامتين و"العزال" والمتربصين بالحلف السوري-الروسي، وتسكت كل الأصوات المنتقدة للتلكؤ، والتقصير، و"الشح" و"الكحتنة" الذي اشتهر بها هذا الحليف على مر السنين؟
فعلى ما يبدو فالتدخل الروسي في سوريا هو تدخل استراتيجي وخدمة للمصالح الروسية العليا وأطماعها التاريخية بالمياه الدافئة، وليس لأسباب إنسانية وتنموية بالمرة، فحتى الكهرباء تستجرها من الشبكة الكهربائية السورية وعلى حساب المستهلك السوري، وللعلم فالتغذية الكهربائية لا تنقطع عن القواعد والمرافق العسكرية الروسية وفي مناطق وتجمعات الروس، فيما يغيب التيار لعشرين ساعة وأكثر باليوم، عن معظم السوريين ومدنهم وقراهم التي تغرق بالظلام الدامس.
قد لا نتفاجئ، وربما نسمع مستقبلاً، عن ناقلة نفط من الصومال، وربما من جمهورية إفريقيا الوسطى، وحتى من ميانمار الأفقر بالعالم، تمخر عباب البحار، وتجوب المحيطات، لمساعدة الشعب السوري، فيما يبقى "الأصدقاء" في حالة "طناش"، وسكون تام، وكأن الأمر لا يعنيهم على الإطلاق، وفي وضع "إذن من طين وإذن من عجين، و"سمعان ما هون" و"ما تندهي ما في حدا".
وللتذكير، على مدى أكثر من سبعة عقود من الحلف الصداقة السورية-السوفييتية (الروسية لاحقاً)، (من يتذكر معاهدة الصداقة والتعاون الشهيرة في ثمانينات القرن الفارط التي لم تنجم سوى عن وهم وسراب)، وأصبحت فيه سوريا، بعدها، واحدة من أفقر دول العالم وأضعفها على الإطلاق، ودولة مفلسة مقفرة شبه مفككة، غارقة بمستنفع من الأزمات، وغير معترف بها من المجتمع الدولي، وتئن تحت وطأة عدة احتلالات، وتعاني مجاعة ورزمة أزمات معيشية لا يبدو أن هناك مخرجاً منها في المدى المنظور، فيما الطيران والصواريخ الإسرائيلية المعتدية تنتهك السيادة وتعربد و"تقزدر" بالأجواء السورية و"لا مين شاف ولا مين دري"، وما حدا غريب.
ويا ناطر الدبس من ..... النمس....



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا التطبيع مع العرب حلال؟
- طالبان: عودة الابن الضال
- ليست انتصارات إلهية إنها الحرب الأهلية الأفغانية
- أعياد وطقوس المكونات والأقليات السورية؟
- ضربة المعلم لواشنطن
- لماذا استوطؤوا حيطان المستعربين؟
- افغانستان: سيناريو الرعب القادم
- أباطيل العروبة
- لتسقط العروبة وشعاراتها وتذهب للجحيم
- نعمة العقل ولعنة الإيمان: فضل العلمانيين والكفار والملحدين ع ...
- ما هي نظرية الخلق؟
- سوريا: رفض الهوية الوطنية
- سوريا: سقوط الأوهام الاستراتيجية
- المستعربون: القرعاء التي تتباهى بشعر خالتها
- الكيانات الموازية: والطريق إلى الشرق أوسطية
- العرب والمستعربون: مصطلحات يجب ان تعرفها
- انهيار المنظومة القومية العربية وتفككها
- بايدن: الإخوان المسلمون قادمون
- سوريا: ثلاثة وزراء خارجية في خمسين سنة
- سوريا: سياسات مبهمة واستراتيجيات فاشلة


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - روسيا: أذن من طين وأذن من عجين