عبد الكريم العامري
الحوار المتمدن-العدد: 1646 - 2006 / 8 / 18 - 04:20
المحور:
حقوق الانسان
رحم الله فنان العراق الكبير جعفر السعدي الذي عودنا أن نردد معه (غريب أمور.. عجيب قضية)، قضيتنا نحن العرب (عويصة) منذ (عصاة موسى)، جمعتنا الجامعة العربية وزادتنا فرقة وتشتتاً، عشعشت فينا قمم الهزائم ولم يتفق قادتنا على شيء ابداً، باعدت بيننا الحروب والتقاتل على خطوط الحدود التي طالما سمّوها وهمية الا أنها في حقيقة الأمر راسخة في واقعنا المزري.. كل شيء جائز في النظام السياسي العربي المعاصر، الأسود أبيض والأبيض أسود كما يقول طيب الذكر عادل امام.. حتى أدلهمت حياة العرب وغدت يائسة بائسة..
المشهد العربي يثير السخط، بدءاً بالعراق وليس انتهاءً بلبنان.. ما بين مطرقة بعض الانظمة الاستبدادية، والارهاب، يموت العرب المساكين الأبرياء، أطفالاً ونساء وشيوخ.. والغريب في الأمر أن المجتمع الدولي بمؤسساته يتفرج على مسلسل القتل اليومي في بلاد العرب وكأن أولئك العرب ما خلقوا الا ليكونوا حطباً للحروب والعمليات الإرهابية.. إن قتل آلاف العرب فذاك أمر طبيعي، وقضاء وقدر، لكن إن مات أجنبي من تلك البلاد التي قيل عنها أنها ديمقراطية فذاك أمر جلل ولا يمكن السكوت عنه ويجتمع مجلس الأمن الدولي ثلاث أو اربع مرات وتصدر التصريحات والبيانات وتحشد الجيوش والأساطيل من اجل احقاق الحق ورد الاعتبار لعوائل ضحايا الارهاب وما الى ذلك من مسميات.. حتى وصل الآمر الى أن يسمينا الآخرون بالعرب الإرهابيين، والتصقت بنا هذه التسمية في كل مدن الله..
منذ أكثر من خمسة عشر يوماً ولبنان يتعرض لقصف صاروخي من الطائرات والبوارج الحربية الاسرائيلية، والمجتمع الدولي يتفرج، وتصدر هناك تصريحات متناقضة، والاسرائيليون يصرون على تسليم الجنديين الاسرائيليين.. مات كثير من اللبنانيين، وهدت البيوت على ساكنيها مقابل المطالبة بجنديين.. العالم ينتظر الحل، والناس تموت، وفي العراق ايضاً، تفجيرات في الكوفة ومدينة الصدر وكركوك و..و..و.. كثير من الموت والعالم ينظر، وكوفي أنان يصم اذنيه هو ومجموعة الدول المنضوية تحت رداء مجلس الأمن أو الأمم المتحدة..
المطلوب التعامل مع الجميع بحيادية وبحق.. خاصة من قبل المجتمع الدولي، وليس من أجل جنديين يقتل ويشرد آلاف العرب من اللبنانيين.. هذا أمر باطل، ومتناقض مع القيم الاخلاقية على أقل تقدير ولا نقول الاعرف الدولية التي تقول الدول الكبرى أنها تتمسك بها.. وقبل هذا المطلوب وقفة عربية شعبية في اضعف الأيمان مع ما يشهده العرب اليوم من انتهاك لحرماتهم وانسانيتهم..
رحم الله فناننا الكبير جعفر السعدي وهو يردد (عجيب أمور..غريب قضية).
#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟