حسن نبو
الحوار المتمدن-العدد: 7012 - 2021 / 9 / 7 - 14:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا نهى رسول الاسلام المسلمين في عهده عن تدوين احاديثه ، وبالمقابل حثهم على تدوين القرآن خوفا من الضياع ؟
اعتقد انه كان يهدف من وراء ذلك ان يبين للمسلمين ان القرآن هو الدستور الوحيد للمسلمين ، وان احاديثه انما هي اجتهاد شخصي ووقتي للتعامل مع احداث طارئة .
لكن المسلمين لم يسيروا بعد وفاة الرسول على هذا النهج بل قدموا الكثير من الاحاديث على ايات قرآنية وجعلوها دستورا لهم بدلا من تلك الآيات . فالقرآن مثلا يقر بالحرية الدينية في العديد من آياته : " وقل الحق من ربك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "[ سورة الكهف الآية 29] و "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمصيْطِرٍ الَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم" [ سورة الغاشيةالايات من 21 حتى 26 ] . و "لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ" [سورة البقرة: الآية 272] و "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ "[سورة يونس الآية 99]
لكن الفقهاء لم يلتزموا بهذه الآيات الواضحة في دلالاتها ومعانيها بل اعتبروا ان الخروج من الاسلام بعد اعتناقه يبرر قتل الخارج استنادا الى حديث نبوي ورد في صحيح البخاري وغيره ، يقول : "من بدل دينه فاقتلوه" .
ومن الواضح ان قتل المرتد الذي عبر بارتداده عن قناعاته الفكرية دون اللجوء الى محاربة الجماعة المسلمة يتعارض مع ايات حرية المعتقد التي ورد ذكرها ، اضافة الى ان هذا الحد غير مذكور في القرآن كبقية الحدود الاخرى كما يقول الكثير من العلماء والشيوخ المعاصرين .
ويرى بعض العلماء والشيوخ المعاصرين ان حديث من بدل دينه فاقتلوه هو حديث احاد وان الحدود لاتثبت بحديث الاحاد .
يقول شيخ الجامع الازهر السابق ان قتل المرتد ليس حدا وان الكفر بنفسه ليس مبيحا للدم وانما المبيح هو محاربة المسلمين والعدوان عليهم .
#حسن_نبو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.