باتت هناك دلائل شديدة الوضوح بان العراق تنحو نحو الحروب الاهلية ذات الطابع العرقي الاثني والديني المذهبي
بطبيعة الحال الامريكان هم من يدفعوا الشعب العراقي بكل طوائفه صوب هذا المنحى الذي يصعب التكهن الى اي مدى ستصل الحروب الاهلية فيما اذا انفجرت في العراق , واولى هذه الدلائل تعيين بعض البعثيين من بقايا النظام البائد في المناصب العليا وهذه اشارات واضحة تسعى من خلالها الامريكان لاثارة مشاعر العراقيين وبضاف الى ذلك تعمد الامريكي في اطالة امد حالة التسيب والفوضى التي اجتاحت العراق بعد سقوط بغداد ومع استمرار هذه الحالة سوف يصل الشعب العراقي الى مرحلة اليأس من المستقبل الذي عقدوا عليه امالا واسعة في الرخاء وتمتع بنعيم الحرية التي وعدتهم اياه الامريكان واطراف المعارضة .ولا يخفى على احد بأن انفجار الحروب الاهلية سوف تعزز موقف الامريكي بالبقاء اولا وتحقق اهداف الاستراتيجية بعيدة المدى
وفي حال انفجار الحرب الاهلية سوف لن تقف الدول الاقليمية التي خرجت شبه خاسرة كتركيا وخاسرة تماما كأيران مكتوفة الايدي حيال تحكم الامريكي بموازين القوى الطائفي التي سوف تحاول امريكان تقوية بعض الاطراف التي تفتقر الى القوى الحقيقية ك(تركمان والطوائف المسيحية ) وبالتالي سوف لن يخرج اية جهة بانتصار حقيقي والسيطرة المطلقة تبعا لاهداف امريكية التي تتطلب ذلك ,
وفيما يتعلق بالتركمان الذين يعقدون امالا عريضا على تركيا كما اشار سليمان ديميريل في تصريحاته الى اقامة دولة تركمانية ومثل هذه التصريحات تنعش احلام التركمانية واضعف الايمان هم يحلموا بالحماية التركية لهم وهذا المطلب البسيط ايضا سيصبح وهما للتركمان , فالسياسة التركية التي تكتنفها الغموض والايحاء دائما, من الغريب ان يخرج منها مثل هذه المبادرات بصورة فجة , فان دل على شيء يدل على شعور التركي بالعجز وخاصة ان اي تدخل تركي في كردستان العراق يربك الخطط الامريكية ثم ان الامريكان غير مستعدين لتوزيع الغنائم على اطراف بغنى عن مساعدتها ولنقل ان الامريكان ليسوا من شيمهم توزيع الغنائم على الشركاء الاساسيين ناهيك عن المتطفلين ,
واذا حاولنا التكهن لخريطة الصراعات بلا شك ستكون متشابكة ومتقاطعة بصورة معقدة جدا , فالصراع سينشأ باملات امريكية (شيعي -سني ) ومع تخذير الاكراد من مغبة التدخل في هذا الصراع , وسيبدأ الصراع في كردستان العراق ( كردي اصولي - كردي علماني على حد تسمية الاصوليين الاكراد) وخاصة بعد استفزاز الاتحاد الوطني لمشاعر جماعة جند الاسلام وتم تمشيط مواقعهم بعد القصف الامريكي , وخلال هذه الصراعات سترتفع حدة اصوات الطوائف المسيحية مطالبة بحقوقهم القومية مما سيتطور المطالبة السلمية بلا شك الى صراعات دامية بدعم امريكي بلاشك , وسيلتحق بهذه المعمعة التركمان على امل تدخل التركي ولكن السؤال الذي يطل برأسه هنا هل يا ترى ستسعى الامريكان من اجتثاث ضلعا من مثلت ( الامريكي - التركي - الاسرائيلي ) وهو الضلع التركي طبعا؟ بلا ريب امريكا سوف لن تجازف بمثل هذه الخطوة وخاصة تركيا الخادمة الامينة للمصالح الامريكية في المنطقة منذ امد طويل , والعشيقة الوفية لاسرائيل ولم تفشي سرا له حتى الان وزد على ذلك قدرتها على اللعب على مشاعر الدول العربية وتحكمها بمنظمة العمل الاسلامي والتي غالبا ما تكتب هذه المنظمة بياناتها بالحبر الامريكي ومقتطفات من الشعر الاوربي ذات النزعة الغزلية المفبركة التي لا تخلو من الاباحية ايضا !! , فالاحلام التركمانية ستذهب مع ادراج الرياح وتركيا سوف لن تستطيع حتى تحقيق الحماية لهم , وعليهم قراءة تاريخ التركي بالكثير من التأني سيجدوا ان الاتراك الذين يتباهون بثاني قوة في حلف ناتو لم يتمكنوا حتى الان من وضع حد للتمرد الكردي الذي خاضه حزب العمال الكردستاني , وقد كلفت تركيا نصف ميزانيتها طيلة اربعة عشرا عاما للاحتفاظ بثلاثة ارباع جيشها العتيد في منطقة كردستان تركيا للحفاظ على الامن فقط !!
هذا الثالوث سيبقى كما عليه الحال لكن مع تهميش المرحلي للاضلاع الثانوية وقت الحاجة فالمطلوب من تركيا في الوقت الحال التصفيق لامريكا بكل خطوة تخطوها وليس هذا فحسب بل مباركتها . والتدخل الكلامي كالمطالبة بمدينتي كركوك وموصل تارة وحقوق القومية للتركمان تارة. وتوبيخ الاكراد يوميا لا لشيء ! فقط لتعقيد القضية العراقية واحساس العراقيين بأن الاوضاع غير صحية وتتطلب تدخلا من اي طرف املا في اعادة استتاب الامن على الاقل ,
وحتى الان العقلاء من التركمان ينعتون الاكراد بالصهيونية والسعي الى تقسيم العراق واقامة دولة انفصالية , ودعكم ممن الذين يحملون الجوازات التركية ويشجعون الغول وعصابته بالتدخل في كردستان , وابادة الاكراد حتى تحافظ العراق على وحدة اراضيها , وتسمية هذه المنطقة بأسماء اخرى , ولنفرض اشورستان!! والانكئ من هذا هناك اشوريين يطبلون للتركمان صباح مساء ربما طمعا الطوق النجاة التركي لانقاذ الاشوريين ايضا!!! لا يسعني هنا الا القول رحم الله امرءا عرف قدر تفسه , فالاشوري على من يعول حين يستفز عمدا لمشاعر الاكراد وهم الان قوى يحسب لها الف حساب ! فهل هناك من يحمي الاشوريين عدا امريكا المنهمكة في جمع الغنائم ام ان الاشوريين وكالعادة سليجأوا الى الاحتماء بالزعامات الكردية ووصفهم بالطاغية فيما بعض كما فعلوا مع بدرخان بك وباشاي كور امير راوندوز, ولا ارى داعيا في الغوص بالتاريخ سيضيق بنا المجال والاشوريين ادرى بتاريخهم المقترن مع التاريخ الكردي منذ قراية قرنين من الزمن وهم دائما كانوا عالة على الاكراد قبل ان يكون لهم عونا , فهل الزعماء الاكراد الحاليين سينتهجوا نهج اجدادهم حيال الاشوريين ام ان الكيل قد طفح ؟؟؟
واذا حصل مثل هذه السناريوهات التي لا استبعدها , فيحتم على الزعماء الاكراد التخلي عن عقلية التمساح الذكر الذي لا يتعايش في البركة الواحدة الا مع انثى من فصيلته , فبدلا من تضييق الخناق على الحزب العمال الكردستاني الذي لا بد من استئناف نشاطاتها واكاد ان اجزم بأنها سوف تستأنف نشاطها ضد الطورانية التركية التي تنصب الحقد والعداء للاكراد , في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة وتاريخ الكردي بشكل خاص , فبدلا ان تصبح هذا الحزب اداة في يد ايران وهي الدولة الاقليمية المرشحة لاستضافة اي فصيل قد يفضي لهم في النهاية لا ستخدامها كورقة ضغط على اطراف اقليمية ولا نستثني منها الطرف الكردي بالتأكيد , فالافضل ان يجدوا لهم موضع قدم في كردستان