أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال المظفر - لكم الله يابناء بلدي














المزيد.....

لكم الله يابناء بلدي


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1645 - 2006 / 8 / 17 - 10:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا أعتقد بأن هناك حكومة في العالم ترضى بأن يعيش شعبها حياة الذلة والمهانة مثلما يعيش العراقيون اليوم في المنافي التي رحلوا اليها بسبب التهجير القسري .
حدود الوطن مكتظة بالمهاجرين الذين حملوا حقائبهم مرغمين، لاعنين الحال الذي وصلوا اليه، أن ترحل عن وطنك مرغماً أمام تفرج الحكومة وصمتها .
العراقيون حزموا حقائبهم، وأودعوا العراق فيها، حملوا هموم الوطن ولوعته على ابنائه، دموعهم تغسل أرصفة الشوارع وقلوبهم تتمزق حزناً على فراق الأحبة والاصدقاء وجيران العمر من كل الاطياف والأجناس والملل، العراق الذي لم يعرف يوماً التسميات الطائفية المقيته التي دخلت الينا مثل الفايروسات وامراض العصر المخابراتية التي انتجتها العقول ومختبرات الابحاث البايولوجية .
العراقيون مطاردون في كل الازمان، حقائبهم معدة للهجرة، ينامون على أرصفة المدن الغريبة، يساومونهم على العمل في مهن مذلة ويفرضون عليهم غرامات مالية وضرائب ويصادرون حقوقهم كلاجئين، تدوس احذية الحاقدين على اصابعهم الغضة كي توقظهم من نومهم لانهم مشردون لا يملكون المال لكي يناموا في فنادق الخمس نجوم اوالثلاث أو حتى في الفنادق الشعبية في تلك البلدان .. من كانوا يتحسرون على النفايات وفضلات الطعام التي يلقيها العراقيون أصبحوا اليوم أسياداً عليهم في المنافي يدوسون على أصابعهم لايقاظهم مرعوبين وكأن المافيات التي كانت تطاردهم بالأمس وصلت اليهم في المنافي ..
قرص القمر رغيف العراقيين في الغربة، والرياح تحمل لهم نسمات عراقهم الجريح - الجميل، العراق الذي مزقته أيادي الزناة والحاقدين والناقمين على هذه الالفة والمحبة بين ألوانه وأطيافه .
لكم الله ياشعب العراق، فأن عين الله تترقب خطواتكم وترعاكم في المنافي، تحملوا ياأبناء بلدي، يكفي انكم تحملون العراق في قلوبكم وتستوعبون أخوتكم وأصدقائكم في حدقات العيون .
لعن الله كل من يريد تفتيت وحدة العراق وشعبه، لعن الله من يريد اشعال نار الفتنة الطائفية ويضرب على الوتر المخيف، الوتر الذي يعزف اللحن النشاز في عراق الاوفيـاء .
هذا عراق الله لا عراق القتلة والمجرمين والباحثين عن الجاه والمناصب والمنافع الشخصية .
هذا عراق الله لا عراق المافيات ومهربي النفط والحشيشة والافكار الرجعية والشوفينية وتجار الحروب وباعة الاوطان وخونة الماء والملح ورغيف الخبز .
لا أحد يقدر ان يستوعب الحال الذي وصل اليه العراق .. الشعب مصدوم ومرعوب لما وصل اليه هذا البلد الذي بين قبر نبي ونبي هناك قبر الف نبي ووصي، وبين قدم ملاك وملاك هناك الف ملاكٍ يصلي على ضحايا العنف ويدعوا للسلامة للباقين على قيد الحياة في عراق الله، عراق الكلمة الاولى والحكمة الازلية والفلسفة القائمة وثقافة التأسيس وحضارة المليون سنة قبل ولادة المسيح، الحضارة التي تمتد مع أول ذرة تراب ساهمت في تكوين ارض الله في هذا الكون الفسيح .



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغز دورات الصحفيين
- انصفوا المثقف العراقي
- النفط.. واللفط
- شفافيون بلا حدود
- لغة الخطاب السياسي
- الارهاب والترهيب السلطوي
- متى تعاد هيبة المواطن العراقي
- وداعا يابغداد... والى اللقاء المستحيل
- اعدام الثقافة الوطنية
- ساعة بقرب الحبيب
- ضحايا الاجهاض الحضاري
- اضراس.. واشياء اخرى
- لك ..للحب .. للحياة
- الحب على طاولة الاعتراف
- شد الاحزمة
- وصايا الامهات
- مناضلون مع مرتبة الشرف
- انثى من الشهد
- ست الحبايب
- لذة الجنون


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال المظفر - لكم الله يابناء بلدي