سفير النظام المغربي لذا الأمم المتحدة عمر هلال يصرح ان ملف الصحراء تم طيه وحسمه بشكل نهائي .

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)

الحوار المتمدن-العدد: 7004 - 2021 / 8 / 30 - 22:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قبل الشروع في تحليل ما حصل خلال ندوة لجنة أل 24 التابعة للأمم المتحدة بالكارايبي ، يتعين صرد اهم ما جاء في خطاب السيد عمر هلال ، سفير النظام المغربي بالأمم المتحدة ، كرد على خطاب سفير النظام الجزائري سفيان ميموني ، بخصوص نزاع الصحراء الغربية المغربية ... فمن خلال التدقيق في مضمون خطاب عمر هلال ، سنكتشف بسهولة وبسرعة ، التناقض في طرح سفير النظام المغربي ، كما هو الشأن في التناقض الصارخ المحرف للحقيقية ، في خطاب سفير النظام الجزائري سفيان ميموني ..
ولنا انْ نتساءل عنْ ما اذا كان موقف النظام المغربي يتسم بالصلابة ، وبالوضوح ، في طرحه لأطروحته في حل النزاع ، وهو الذي سقط في تناقض صارخ وغير مقبول ، عند رده على سفير النظام الجزائري ، مما يجعل شبه الصلابة تلك ، تكون محط تساؤل بين الحسم النهائي للصراع ، والطي النهائي للملف . وموقف كهذا ، من المفروض ان يمثل تحدياً كبيرا للنظام الجزائري الذي خانه حدسه ، عندما زكى اتفاق وقف اطلاق النار في سنة 1991 ، والذي كان رصاصة الرحمة التي صوبها النظام الجزائري لرأسه ، عندما استكان لثلاثين سنة من النوم والسبات العميق .. وهو تحد للاتحاد الأوربي ، وعلى رأسه اسبانية ، وفرنسا ، وألمانيا الذين عارضوا اعتراف Trump بمغربية الصحراء ، وشددوا على الحل الاممي ، وركزوا على الاستفتاء وتقرير المصير . كما انه تحد للإدارة الامريكية الجديدة للرئيس John Biden ، الذي رمى الاعتراف الترامبي Trump في الرف ، ودعا الى الحل الاممي ، والى ضرورة السرعة في تعيين مبعوث شخص للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء ، بعد إجبار آخر مبعوث على الاستقالة ، الألماني Horst Koehler .. وهو تحد في نفس الوقت لروسيا ، وكندا ، وللاتحاد الافريقي ....
وبين إعراب سفير النظام عمر هلال ، بالتمسك بالحوار مع الجزائر ، وصنيعتها البوليساريو ، وتأكيده على تعيين مبعوث شخصي للأمين العام بخصوص نزاع الصحراء ..
فهل تم حسم نزاع الصحراء ، وتم طي الملف نهائيا . وهذا يقتضي بروز وضع جديد ، يكون قد اغلق الملف لصالح مغربية الصحراء ..
ام انّ مواصلة الجرجرة في أروقة الأمم المتحدة ، يعني ان النزاع لا يزال مفتوحا ، وان ملف قضية الصحراء لم يتم اغلاقه ، ولا حسمه ، ولا طيه ...
سنستعرض اهم الفقرات التي جاءت في خطاب السفير عمر هلال ، حتى نصل الى ابراز التناقض الوارد في صلب الخطاب .. وهنا أتمنى الاّ يرتكب النظام السلطاني نفس الزلة ، حين ادعى خادمه سعد الدين العثماني ، انّ ما قام به عمر هلال في مؤتمر دول حركة عدم الانحياز ، عندما وزع ورقة على المؤتمرين تدعو الى مساندة تقرير المصير في القبايْل ، لتخليص ( شعب ) القبايل من الاستعمار العروبي الجزائري ، والاعتراف بالجمهورية القبايلية التي ترعاها الدولة / المخابرات الفرنسية ، وتساندها الدولة الصهيونية ، ويحظى ( الماك ) الدراع التخريبي للجمهورية القبايلية بدعم النظام السلطاني المغربي التي اشارت بعض المواقع ، انّ منظمة ( الماك ) العنصرية الإرهابية ، تتلقى في كل شهر من النظام السلطاني المغربي 250.000.00 يورو .... بانّ ما قام به عمر هلال هو تصرف شخصي ، لا علاقة للسلطنة به .. مع العلم ان السؤال . هل كان عمر هلال انْ يقوم بما قام به ، لو لم يكن الامر صدر من قصر السلطان ، وبالضبط من المتنفذين كفؤاد الهمة واندري ازولاي .. ان عمر هلال وناصر بوريطة ، وكل الحكومة ، هي حكومة السلطان التي تخدم اجندته ، وتطبق تعليماته ، واوامره . فكيف انّ الحكومة هي حكومة السلطان ، وعمر هلال احد خدام السلطان ، سيتصرف بدون علم السلطان ، وخارج ارادته وتعليماته ، وبما يلحق الاضرار بمصالحه ..
في الدولة السلطانية ، هناك فقط السلطان ، والجميع هم عبارة عن جيش في خدمة السلطان .. لذا فالسلطان من خلال المقربين اليه ، ومن خلال ادرعه المجندين لخدمته ، وخدمة مصالحه ، هو المسؤول عن السياسة الخارجية ، والمسؤول عن الدبلوماسية ، والمسؤول عن ابرام المعادات والاتفاقيات الدولية ، وهو الذي يعين من يرغب ان يكون مِعْوله ، وخادمه لتنفيذ سياساته الخارجية .. كما انه هو المسؤول عن الشؤون الأمنية ، خاصة اهتمامه اكثر بالبوليس السياسي .. ومسؤول عن الشؤون السياسية من خلال خادمه في وزارة الداخلية ، التي تثمل الجهاز الأيديولوجي الاركاييكي ، لتثبيت وتنزيل الفلسفة المخزنولوجية للدولة السلطانية ، كدولة نيوبتريمونيالية ، نيوبتريركية ، نيورعوية ، وكمبرادورية ... حيث كل انّ هذه الاوصاف تغلفها القروسطية الثيوقراطية ، والاثوقراطية المكبلة للرعايا التي تبحث عن اب ، راعي ، بتريركي ، يحجب عنها المصائب والجايْحاتْ ..
فمن يدّعي ان عمر هلال تصرف دون علم السلطان ، يكون شأن ناصر بوريطة ، حين ادعى انّ ارهاق قوات البوليس بسبب رمضان ، هو السبب في هجوم اكثر من عشرة الف من رعايا السلطان ، وغزوهم لمدينة سبتة التي اعتبرها الاتحاد الأوربي اسبانية ، وحدودها تشكل الحدود الاوربية الافريقي ..
فماذا غدا عندما سيرفض النظام المغربي ، الممثل الجديد للأمين العام للأمم المتحدة الروسي Alexander Iveco الذي قبلت به البوليساريو والجزائر .. وليخرج خادم النظام السلطاني سعد الدين العثماني بتصريح ينفي فيه ، ما جاء على لسان عمر هلال ، حين دعا الى التسريع بتعيين ممثلا جديدا للأمين العام ، سيقبل به النظام المغربي ؟ ...
ان اهم ما جاء في ورقة السيد عمر هلال سفير النظام المغربي ، للرد على ترهات وتلفيقات سفير النظام الجزائري سفيان ميموني ..
قال سفير النظام المغربي عمر هلال . " إنه بالنسبة للمغرب ، فإن النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية ، تم حسمه بشكل نهائي .. " ..
وأضاف . " .. أحبّت الجزائر او كرهت ، فقد تمت تصفية الاستعمار في الصحراء المغربية كليا . فالصحراء المغربية عادت بشكل نهائي الى المغرب . وتم استرجاع الصحراء المغربية بفضل القانون الدولي ، وبفضل المفاوضات ، وبفضل اتفاقية مدريد التي اخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة علما بها ، في قرارها الصادر في دجنبر 1975 .. " ..
وقال . " .. لنكن واضحين . قضية الصحراء قد طويت . تعيش ساكنة الصحراء بسلام في هذه الأقاليم المغربية ، وتتمتع بكامل حقوقها ، كما صرحت بذلك السيدة غلا بهية ، نائبة رئيس جهة الداخلة – وادي الذهب ، التي شاركت في الندوة بدعوى من رئيس لجنة أل 24 بصفتها ممثلة منتخبة ديمقراطيا ، عن منطقة الصحراء المغربية .. " ..
الى هنا فكلمة خطاب عمر هلال ، تعكس التمسك المطلق بمغربية الصحراء ، وهو خطاب تحد للجزائر التي فقدت الريادة منذ سنة 1991 ، وخطاب تحد للاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية ، وروسيا ، والصين ، والاتحاد الافريقي .. كما انه تحد لكل الدول التي تعترف بالجمهورية الصحراوية ، وتتبادل معها السفراء ، كالنظام الموريتاني الذي رغم انه اعترف بالجمهورية الصحراوية في سنة 1979 ، لكنه لا يقيم معها علاقات دبلوماسية عن طريق تبادل السفراء ...
فالقول بطيّ الملف ، واغلاقه ، وانهاء الصراع بالمنطقة لصالح مغربية الصحراء ، ليس بالأمر السهل ولا الهين .. لأن الخطاب في مثل هذه الحالة ، من المفروض فيه ان يكون قد اغلق الكِتاب ، ولم يطوي فقط الصفحة لنزاع مفتعل عمر لما يزيد عن خمسة واربعين سنة خلت .. وها هي المناوشات العسكرية قد عادت ، ولو بشكل خجول وضعيف . وكنّا من خلال دراساتنا العديدة التي نشرنا ، قد حددنا انّ 2020 و 2021 ، ستكون عودة الحرب او اللاّسلم ، والاّ استقرار الى المنطقة ، وهو الحاصل اليوم بعد واقعة الگرگرات ..
لكن عندما نصل الى الجزء الثاني ، من كلمة خطاب ممثل النظام المغربي بالأمم المتحدة عمر هلال ، سنجد ما نعتبره ارتباكا ، ونعتبره مواقف متناقضة بين الجزء الأول من الخطاب الذي عنوانه التحدي ، والموقف الثاني من الخطاب الذي عنوانه الارتجال والارتباك ..
وحتى ندلل على هذا التناقض الذي هو امتداد للتناقض الذي عكسته مواقف النظام المغربي ، منذ سنة بدء النزاع في 1975 . أي المواقف التي كانت تناقض نفسها بنفسها ، كالصحراء في مغربها والمغرب في صحراءه مرة . والاعتراف باتفاق الاطار الذي اعده جميس بيكر ، الذي يتكون من شقين . شق يمثله الحكم الذاتي . وشق يمثله تقرير المصير والاستفتاء في الشوط الثاني من الاتفاق مرة . وموقف حل الحكم الذاتي الذي طرحه النظام المغربي في سنة 2007 ، دون استشارة الرعايا باستفتاء مرة . والاعتراف بالجمهورية الصحراوية في يناير 2017 ، ونشر اعترافه بالجمهورية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في جريدة الدولة ، الجريدة الرسمية عدد 6539 .. مرة ..
فانّ نفس الارتجال ، ونفس الارتباك سيعبر عنه خطاب عمر هلال ، حين سنجد في الجزء الثاني ما يلي ..
وأكد عمر هلال " .. لقد استمعنا اليوم للدعم الواسع للعملية السياسية ، ومبادرة الحكم الذاتي من الأغلبية الساحقة ، من أعضاء لجنة أل 24 التابعة للأمم المتحدة . لهذا السبب أود ان أؤكد لكم جميعا . انه على الرغم من عداء الجزائر ، وعلى الرغم من استمرار السياسة الجزائرية العدائية تجاه المغرب ، والتدخل وتسليح جماعة انفصالية مسلحة منذ خمسة وأربعين سنة .. فان المغرب لا يزال متمسكا بحزم بالعملية السياسية الحصرية للأمم المتحدة .. " . مضيفا . " إنّ المغرب لا يزال منخرطا مع الأمم المتحدة ، وينتظر تعيين مبعوث شخصي لاستئناف العملية السياسية للموائد المستديرة ، من المرحلة التي توقفت فيها مع الرئيس الألماني الأسبق Hearst Köhler .. " ..
والسؤال هنا . هل ملف نزاع الصحراء قد تم طيه .. وهل النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية تم حسمه بشكل نهائي ، وهذا يعني النصر والانتصار بالضربة القاضية ..
وهل كما قال عمر هلال " .. أحبّت الجزائر او كرهت ، فقد تمت تصفية الاستعمار في الصحراء المغربية كليا ، فالصحراء المغربية عادت بشكل نهائي الى المغرب ، وتم استرجاع الصحراء المغربية بفضل القانون ، وبفضل المفاوضات ، وبفضل اتفاقية مدريد التي اخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة علما بها ، في قرارها الصادر في دجنبر 1975 .. " ..
ام انّ ما جاء في المحور الأول من كلمة خطاب ، ممثل النظام المغربي بالأمم المتحدة عمر هلال ، لا شيئا منه صحيحا ، ولا يمكن التعويل عليه ، ويمكن اعتباره خطابا ديماغوجيا لا خفاء الحقيقة الساطعة ، مِنْ انّ النزاع غير مطوي نهائيا ، ومغربية الصحراء لم يتم حسمها ، وانّ النزاع لا يزال مفتوحا ، ومرجح على جميع الاحتمالات ، مادام انه ممسك به من قبل الامم المتحدة ، ومن قبل مجلس الامن ، ومن قبل الاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية ، والاتحاد الافريقي ... لخ ، الذين يرفضون أطروحة مغربية الصحراء ، ويناصرون الحل المؤدي الى الانفصال .. وهذا عبر عنه عمر هلال نفسه عندما كتب في الجزء الثاني من الخطاب ، بانّ النزاع لا يزال لم يحسم ولم يطوى ، والاّ سيصبح النزاع والمواجهة ، ليس فقط مع الأمم المتحدة ، ومجلس الامن اللذان يبحثان قضية الصحراء ( الأمم المتحدة مرة ) ، و ( مجلس الامن كان مرتين لتختزل في مرة واحدة ) .. بل مع كل الدول التي ترفض مغربية الصحراء ، وعلى رأسها كل دول الاتحاد الأوربي بدون استثناء ، وواشنطن ، ودول الفيتو بمجلس الامن ..
يقول عمر هلال في هذا التراجع التناقض ، بين ما جاء في الجزء الأول ، وما اعقبه في الجزء الثاني .. " .. المغرب لا يزال متمسكا بحزم بالعملية السياسية الحصرية للأمم المتحدة .. " . " .. المغرب لا يزال منخرطا مع الأمم المتحدة ، وينتظر تعيين مبعوث شخصي لاستئناف العملية السياسية .." ..
فهل تم طي ملف نزاع الصحراء نهائيا ، وانّ النزاع الإقليمي اصبح من الماضي .. وهذا خطاب النصر العظيم ، رغم الذين عارضوا ورفضوا اعتراف Trump بمغربية الصحراء ..
ام انّ في ظل هذا الوضع الدولي الرافض لمغربية الصحراء ، وامساك الأمم المتحدة ، ومجلس الامن بالملف ، هو دليل على ان لا شيء تم حسمه ، ولا طيه ..وانّ القادم سيكون مرجحا على جميع الاحتمالات ، التي اصغرها سيكون مضرا بمغربية الصحراء ..
لقد دعا عمر هلال في خطابه ، بالإسراع في تعيين مبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء . وزاد ان المغرب يتمنى انْ تواقف هذه المرة الجزائر ، على المرشح القادم دون مماطلة او مراوغة .. وبعد ان اتهم الجزائر والجبهة بعرقلة تعيين ممثلين للآمين العام ، كرفضهم للروماني Peter Roumain ، والبرتغالي Louis Benima ... ها هو الأمين العام Antonio Guêtrerais يعين دون استشارة اطراف النزاع ، الروسي Alexander Iveco ، مبعوثا شخصيا له في ملف الصحراء .. وافقت عليه جبهة البوليساريو . واكيد ستوافق الجزائر .. وسيبقى موقف النظام المغربي شاردا تائها ل :
1 ) اذا رفض النظم السلطاني تعيين شخص Alexander الروسي ، يكون قد اعترف بكون النزاع لم يتم حسمه ، ولم يطوى الى ما لا نهاية .. ويكون اعترافا بان النزاع لا يزال متواصلا ، وامر البث فيه بيد الأمم المتحدة ، وبيد مجلس الامن ..وهنا سيناقض عمر هلال كل ما جاء في الجزء الأول من كلمته / خطابه .. ويكون ما ورد في الجزء الثاني هو الحقيقية الساطعة ..
فبناء على ما جاء في الجزء الأول من الخطاب ، على النظام المغربي ان يمتنع عن الرد . لأنه يقول انّ الصراع قد تم حسمه ، وان ملف نزاع الصحراء قد طوي نهائيا ..
2 ) اما اذا احتج ورفض الشخص الروسي Alexander . هنا يكون قد تناقض مع ما جاء في مداخلته ، باتهام الجزائر والجبهة بعرقلة تعيين المبعوثين الشخصيين للآمين العام ، مع العلم ان هؤلاء قبلوا بتعيين شخص Alexander ، الذي على النظام المغربي ان يوافق عليه ، حتى يكون ذا مصداقية مع اتهامه النظام الجزائري والجبهة ، بعرقلة تعيين المبعوثين الشخصيين للآمين العام ، الذي يعينهم في قضية نزاع الصحراء ..
وللعلم ، فهذه الخطوة التي اتخذها الأمين العام للأمم المتحدة باختيار Alexander ممثله الشخصي ،ه ي تعيين من فوق ، دون استشارة ، ولا اخبار اطراف النزاع الذين تفاجؤوا بالتعيين ..
أي ان الأمانة العامة للأمم المتحدة ، لم تتصرف بشكل عادي . بل انّ ما قام به الأمين العام ، كان بأمر من البيت الأبيض الذي دعا رئيسه John Biden مرات، الأمين العام للأمم المتحدة ، بالإسراع بتعيين ممثله الشخصي في نزاع الصحراء الغربية المغربية ..
ولو لم يكن وراء القرار الإدارة الامريكية ، لكان على السيد Antonio Guêtrerez ان يستشير أولا اطراف النزاع ، قبل الاقدام على اتخاذ قراره الأمريكي السيادي ..
الآن النظام السلطاني صاحب العمامة السلطانية ، في حيرة من امره ، واكيد انه يعاني من وجع الرأس .. فإنْ ابدى موقفا من التعين ، سيكون بمن يتناقض مع ما جاء في الجزء الأول من الخطاب ، بكون النزاع قد تم حسمه نهائيا .. وانْ رفض التعيين الذي جاءه من فوق ، ومن دون استشارة ، ولا اخبار الذي قد يكون النظام السلطاني قد توصل بالخبر من وكالات الانباء المختلفة ، سيكون يتناقض مع اتهامه للنظام الجزائري وللجبهة ، بعرقلة كل تعيينات الأمين العام للأمم المتحدة لمبعوثيه الشخصيين ..
فهل تم طي الملف ( الجزء الأول من الخطاب ) ، ام ان الملف لا يزال مفتوحا بيد الأمم المتحدة ، وبيد مجالس الامن ، وبيد الاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، والولايات المتحدة الامريكية وروسيا والصين ( الجزء الثاني من الخطاب ) ... الذين يتحكمون في القرارات الأممية ، وفي قرارات مجلس الامن ...
ان ما حصل بتعيين مبعوث شخصي للآمين العام من فوق ، ودون اخبار ، او استشارة اطراف النزاع كما كان يحصل سابقا .. يُشمّ منه انّ شيئا أمريكيا يطبخ لملف الصحراء ، لن يخرج عن قرار لمجلس الامن في أكتوبر المقبل ، سيكون صادما للنظام السلطاني المعزول دوليا ، بسبب الفساد المستشري على نطاق واسع ، وخاصة وانّ كل دول الاتحاد الأوربي ، وواشنطن .. يعرفون كمية وحجم الأموال المهربة ، وهي أموال الشعب المغربي المفقر .. وبسبب اجهاض الديمقراطية التي وعد بها الدول الديمقراطية ، عند بداية تربع السلطان على كرسي السلطنة ، وبسبب السجون والمعتقلات ، واعتداءات البوليس السياسي الفاشي ، مزور المحاضر على الناشطين السلميين ، والمثقفين ، والكتاب ، وفاضحي الفساد ، والصحافيين .. وجلد الجهاز السلطوي القروسطوي ، المجسد للإيديولوجية السلطانية المخزنية للناس ، في الازقة والدروب ، وصفعهم على طريقة الجلد التي كان يقوم بها قياد وباشوات الاستعمار الفرنسي ، كالباشا لگلاوي طاغية مراكش والحوز ...
ان وقوف واشنطن وراء دفع Antonio ، بالإسراع بتعيين ممثلا شخصيا له ، دون علم اطراف النزاع ، ولا استشارتهم .. وهو الروسي Alexander الذي رحبت البوليساريو والجزائر بتعيينه ، وصمت النظام السلطاني المغربي الذي يتعثر في جلبابه ، وبعمامته التي تتدلى على حاجبيه ، و تحجب عليه النظر الثاقب ، والغارق في طقوسه وجذبته وتقاليده المرعية .. يشم منه شيئا أمريكيا في الطريق ، سيكون صادما لمولانا السلطان ، ولعشيرته وللمحيطين به ..
كما ان هذا الموقف الأمريكي الحامل لرسائل شبه مشفرة ، الى جانب الاتحاد الأوربي وروسيا والاتحاد الافريقي .. من خلال تدعيمهم خيار فصل الصحراء عن المغرب ، فهم حقيقية يهيئون الظروف المواتية لشرعنة تغيير مولانا السلطان ظل الله في الأرض ، وتغيير السلطنة بنظام ملكي برلماني على شاكلة ملكيات اوربة الغربية ، او تغيير كل الدولة لصالح دويلات قزمية عديدة .. ويبقى السيناريو الأول الملكية البرلمانية ، السيناريو المرجح ، مع ملك جديد مثقف ، يتبنى القيم الديمقراطية الغربية كفلسفة ومعنى ..
ان ادراك الدول الغربية لحتمية سقوط النظام في المغرب عند ذهاب الصحراء ، ومع ذلك يتشبثون بالاستفتاء الذي سيؤدي الى الانفصال ، هو دليل على رغبتهم في تغيير مولانا السلطان ، وتغيير السلطنة . وانهما لم يعودا يمثلان أي قيمة مضافة ، في عالم تغير تغييرا جذريا نحو الديمقراطية وحقوق الانسان ، والنظام السلطاني لا يزال غارقا في سباته دون اية رغبة في التغيير ..
فهل تم الحسم النهائي لمغربية الصحراء ، وتم طي الملف كما جاء في الجزء الأول من كلمة خطاب عمر هلال .. وهو ما يعني تحقيق النصر العظيم على أعداء مغربية الصحراء ..
ام ان موقف الاتحاد الأوربي ، ودول الفيتو بمجلس الامن، والاتحاد الافريقي ، وبقاء القضية بيد الأمم المتحدة ، وبيد مجلس الامن ، هو دليل على ان لا شيء تم حسمه ، ولا شيء تم طيه كما اعترف سفير النظام بالأمم المتحدة عمر هلال ب ( عظمة ) لسانه غير العظيم ..

#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات