أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - هل يمكن الوصول إلى سلام عادل؟














المزيد.....


هل يمكن الوصول إلى سلام عادل؟


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7004 - 2021 / 8 / 30 - 02:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


نهاد أبو غوش
من وجهة النظر التاريخية والأخلاقية : لا يوجد سلام عادل، لا عدالة في التسوية بين مشروع استعماري استيطاني إحلالي قاهر، وبين حق الشعوب في تقرير مصيرها بحرية
من وجهة النظر السياسية نحن نسعى ونناضل من أجل السلام المنسجم مع الشرعية الدولية والذي يستجيب للحد الأدنى من الحقوق الوطنية.
ثمة تحولات ملحوظة في المجتع الإسرائيلي تجعل خيار السلام أصعب مما كان عليه الحال قبل ربع قرن: هذا التحول بدأ بوصول حزب الليكود بزعامة مناحيم بيغن للحكم عام 77، ثم تصاعد مع اغتيال رابين عام 1995
إسرائيل بدأت التحول إلى نظام صريح للتمييز العنصري (الأبارتهايد) مع إقرار قانون القومية، وشطب حل الدولتين وتنفيذ مخطط الضم في الواقع العملي وتدمير الفرص المتاحة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.
المجتمع الإسرائيلي في غالبيته الساحقة يجنح نحو التطرف، والتنافس عادة في الانتخابات هو بين اليمين واليمين المتطرف واليمين الأكثر تطرفا : حزب الجنرالات الجديد حزب يميني يتبنى نفس مواقف الليكود ونتنياهو، بما في ذلك موقفه من قانون القومية العنصري ولا يبدي أي استعداد لتسوية متوازنة مع الفلسطينيين
حزب العمل الإسرائيلي / اليسار الصهيوني التقليدي في طريقه للانهيار وتحوا إلى حزب هامشي غاية ما يمكن أن يقوم به هو أن يكون شريكا عديم اتاثير، مع توقعات بألا يحصل على أكثر من 10 مقاعد من أصل 120 مقعدا.
اليمين الإسرائيلي المتطرف يستقوي بصعود اليمين الشعبوي الأقرب إلى العنصرية والفاشية في العالم وخاصة بعد وصول دونالد ترامب للحكم في اميركا.
صفقة القرن رغم عدم نشر بنود صريحة لها هي توافق أميركي إسرائيلي على تصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية وخاصة حقنا في القدس وحق اللاجئين في العودة وحق بناء الدولة المستقلة، وجعل الحكم الذاتي المحدود سقفا لطموحاتنا الوطنية
رهان الفلسطينيين هو على أن الصمود والإجماع على رفض صفقة القرن سوف يكسر الهجمة اليمينية الفاشية المتطرفة، ويفشل صفقة القرن والتي لا يمكن أن تمرّ دون موافقة فلسطينية.
رغم النجاحات التي حققها نتنياهو في اختراق جبهة اصدقائنا التاريخيين وخاصة في افريقيا واميركا اللاتينية، وبروز ميول تطبيعية هنا وهناك، إلا أن الصمود الفلسطيني ورفض صفقة القرن سوف يساهم في لجم ميول التطبيع، وهذا برز في مختلف المحافل الإقليمية على الرغم من الهجمة المضادة التي تقودها قوى الرجعية والتطبيع والتبعية.
الموجة اليمينية الشعبوية في اوروبا والاميركيتين هي موجة مؤقتة وعابرة مع أنها خطيرة في تهديدها للأمن والسلم الدوليين، والعلاقات بين الدول والشعوب، وإعادة بناء علاقات تحالفية متينة بين القوى السياسية الحية والحركات الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني كفيلة بصد هذه الهجمات الشعبوية والفاشية والعنصرية.
أوضاعنا الفلسطينية الداخلية ليست بخير: الانقسام أنهكنا وأضعفنا وبدد قوانا واستنزف طاقاتنا في مواجهة بعضنا البعض، بدلا من المجابهة الموحدة لصفقة القرن ومشاريع تهويد القدس كما تسبب في تراجع الدعم الدولي لنضالنا المشروع، لذلك نحتاج إلى جهد عربي وإسلامي شعبي ورسمي داعم يدعم الوحدة ويساهم في طي صفحة الانقسام البغيض.
على الرغم من حالة الضعف الظاهرة حاليا، ثمة عناصر قوة يمكن استنهاضها والبناء عليها: ومن بينها الخيارات الكفاحية المتاحة كالانتفاضة والمقاومة الشعبية، القدرة على استخدام أدوات القانون الدولي كالمحكمة الجنائية الدولية، خيارات المقاطعة BDS التي تحقق نجاحات متتالية، في مختلف القارات والساحات.
كسر الهجمة اليمينية العنصرية، الأميركية الإسرائيلية ممكن، وهذا ما سيؤسس لإعادة بناء عملية سلام جديدة تقوم على قرارات الشرعية الدولية وبرعاية دولية موسعة حيث لم تعد أميركا مؤهلة لأن تكون الراعي الوحيد.
مطلوب منا أن نصمد ومن اصدقائنا وأشقائنا أن يدعموا صمودنا ريثما تمر هذه الموجة، وخلال ذلك ها هو العالم يتغير أمام ناظرينا ويتحول من عالم ذي قطب واحد إلى عالم متعدد الأقطاب.
صمودنا ونضالنا وخياراتنا الكفاحية المتعددة ستجعل الاحتلال باهظ التكاليف وهذا ما سيرغمه في نهاية المطاف إلى التسليم بالحاجة إلى عملية سلام جديدة كما كان عليه الحال في نهاية الانتفاضة الأولى التي جاءت بحزب العمل ورابين إلى الحكم.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنقيط حقوقنا الوطنية والمعيشية بالقطارة
- عرض كتاب المستقبل للاشتراكية لفيدل كاسترو
- من أنتم
- لغتنا الجميلة بين القداسة والحداثة
- الاعلام والتراث والهوية الوطنية
- قلق إسرائيلي من التقارب الروسي الإيراني
- صديقي يوسف عمرو والاعتقالات السياسية
- حكومة بينيت - لابيد وإصلاح العلاقات الأوروبية الإسرائيلية (2 ...
- حكومة بينيت - لابيد وإصلاح العلاقات الأوروبية الإسرائيلية (1 ...
- الاحتلال الناعم الخفيّ
- إصلاح منظمة التحرير ومؤسساتها
- سيزيف الفلسطيني
- قضية نزار وقميص عثمان
- حكومة نفتالي بينيت: فرصة لجسر الهوّة مع اميركا
- إدارة بايدن وحكومة بينيت – لابيد : الاستفادة من رحيل نتنياهو ...
- العلاقات بين إدارة بايدن وحكومة بينيت-لابيد (1)
- إنهاء الاحتلال أم تحسين شروطه
- العشيرة والعائلة على حساب الهوية الوطنية الجامعة
- نحلم بالميداليات
- عن الحراكات الاحتجاجية في فلسطين : سماتها وشعاراتها (2)


المزيد.....




- بيونسيه تتوج مسيرتها بجائزة طال انتظارها ونانسي عجرم تطوي صف ...
- فرنسا: هل ينجو بايرو من حجب الثقة؟
- أمريكا - إسرائيل: أي حدود للتحالف بين ترامب ونتنياهو؟
- بعد تبرعه بـ 100 مليار دولار للأعمال الخيرية، هل يترك بيل غي ...
- شتاينماير يطالب من الرياض بإطلاق الرهائن وبتطبيق حل الدولتين ...
- -مازلت متعطشا-.. نوير مستمر في حراسة عرين بايرن ميونيخ
- ترامب يعلن رغبة بلاده في الحصول على المعادن من أوكرانيا مقاب ...
- -زومبي من أجناس متعددة-.. زاخاروفا تعلق على عدم قدرة أوروبا ...
- رئيس البرلمان البولندي يدعو أوروبا لتقليص الاعتماد على الولا ...
- بيسكوف: لا يوجد أي تقدم في عملية تنظيم لقاء بوتين وترامب


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - هل يمكن الوصول إلى سلام عادل؟