أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فُتوح - الزى الاسلامى وخطر السرطان














المزيد.....

الزى الاسلامى وخطر السرطان


محمد فُتوح

الحوار المتمدن-العدد: 7003 - 2021 / 8 / 29 - 20:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الزى الإسلامى وخطر السرطان
----------------------------------------
منذ أيام قرأت فى إحدى الجرائد المصرية اليومية ، مقالاً مطولا ، بعنوان " الزى الإسلامى يقى من السرطان " .
استعانت فيه الكاتبة برأى أحد الأطباء المتخصصين فى الأمراض الجلدية والتناسلية ، والذى أكد أن الزى الإسلامى الذى شرعه الإله ، والذى يستر كل الجسد إلا الوجه ، يقى من السرطان ، خاصة أنه واحد من أندر أنواع السرطانات الجلدية ، وهذا النوع من السرطانات يبدأ ببقع سوداء صغيرة على الجلد ، ثم ما يلبث أن ينتشر فى الجسم كله.
إن عدم ارتداء الفتيات للزى الإسلامى ، وخاصة فى موسم الصيف يعرضهن للخطر ، وتخلص الكاتبة إلى أن ارتداء الزى الإسلامى يقى من السرطان فى الدنيا ، ومن عذاب النار فى الآخرة.
لقد بحث هذا الطبيب فى التراث الإسلامى كله ، وأخيراً اهتدى عقله إلى الوسيلة المثلى للحماية من هذا المرض الخطير ، فوجد ضالته فى ارتداء الزى الإسلامى وليس غيره .
ما هذا الاستخفاف بعقول الناس ؟! . ما هذا الاستسهال ، للقفز إلى حلول الغرض منها لى عنق الحقائق وتزييفها ؟! . ما هذا الربط التعسفى بين أمور لا يجوز الربط بينها ، بهذه البساطة المخلة وهذه السذاجة المفرطة ؟! .
لقد انتشرت مثل هذه التفسيرات فى الآونة الأخيرة ، لأسلمة كل شىء فى حياتنا ، وأصبح من الشائع تفسير كثير من الأمراض ، وإدعاء علاجها والوقاية منها بالطب الإسلامى ، حتى أكثر الأمراض المزمنة ، والتى لم تتوصل الأبحاث الطبية والعلمية إلى علاج لها.
إن مثل هذه التوجيهات تخدع الناس وتغرر بهم ، وقد تضر بصحة المريض ولا تفيده.
لقد حكى لى أحد الأصدقاء الذى تخصص فى طب وجراحة العيون ، أنه بعد أن أجرى إحدى العمليات ، فوجىء بزميلته الطبيبة فى التخصص نفسه ، تضع قطرات من عسل النحل فى عين المريض ، ولولا يقظة الطبيب ، لأصيبت عين هذا المريض بالتلوث ، والذى كان من الممكن أن تنشأ عنه مضاعفات خطيرة .
إن أشعة الشمس تعد من المصادر المهمة التى تحتاجها الكائنات الحية وخاصة الإنسان . وسكان أوروبا والمناطق الباردة ، يتركون بلادهم التى تغيب عنها الشمس فى معظم أوقات العام ، ليتوجهوا فى رحلات سياحية إلى بلاد غنية بأشعة الشمس للاستمتاع بحرارتها ودفئها.
إن أحدث الأبحاث الطبية فى مجال الطب النفسي ، توصي بالتعرض لأشعة الشمس ، كوسيلة من وسائل العلاج لمرضى الاكتئاب ، أيضاً أرجعت الأبحاث التى أجريت فى بلاد مثل السويد وفنلندا ظاهرة الاكتئاب الحاد الذى يؤدى إلى الانتحار، إلى عدم التعرض الكافى لأشعة الشمس. إن ساعات قليلة فى فترة منتصف النهار ، والتى تتسرب فيها الأشعة فوق البنفسجية ، هذه الفترة هى التى يمكن تجنبها لاتقاء الإصابة بسرطانات الجلد . وطريقة التجنب هذه تكون بأساليب مختلفة ، ليس منها ارتداء الزى الإسلامى ، كالسير فى الطرقات التى يتوافر فيها الظل ، أو الجلوس تحت ظل شمسية ، وغيرهما.
إن هناك أسباباً عديدة ، أدت إلى حدوث أنواع مختلفة ، ومتنوعة من السرطانات التى يمكن أن يكون من بينها نوعاً خطيراً. لقد شُبعت الأطعمة التى نتناولها كالخضروات والفاكهة بالأسمدة المسرطنة ، وأكلنا الدجاج الذى تم حقنه بالهرمونات القاتلة ، وشربنا المياه الملوثة ، سواء كانت طبيعية أو معدنية .
إن مواجهة هذه الأسباب ، والرقابة الصارمة على مَنْ يتلاعبون بحياة الناس وصحتهم ، هى الوقاية المثلى لاتقاء مثل هذه الأمراض ، وليس ارتداء الزى الإسلامى .
أود أن أنهى كلامى هنا بــ " فانتازيا صغيرة ". فى فصل الصيف ، يهرول الناس إلى الشواطىء ، يتخففون من أعبائهم ، يتحررون من ملابسهم الثقيلة ، حيث حرية الجسد وسهولة انطلاقه فى الماء ، وخفة حركته فوق الرمال . فى هذه الحالة إذا التزمت النساء بارتداء الزى الإسلامى ، حيث النصيحة التى يقدمها لنا المقال ، فسوف يتقين هذا المرض.
وتظل المشكلة هنا فى الرجال ، فهم يرتدون زى البحر الإسلامى الذى يغطى الُسرة وحتى أسفل الركبة ، وتبقى أغلب أجزاء الجسم عارية . ، هنا سوف يقضى هذا المرض اللعين ، على كل الرجال المتأسلمين الذين يرتادون الشواطىء . وقد يموت باقى الرجال المتأسلمين حزناً وكمداً ، بسبب هذه الكارثة .
وتبقى النساء المتأسلمات وحيدات ، يتحسرن على رجالهن ، وعلى حالهن من بعدهم ، فمنْ الذى سيقهرهن بتعدد الزوجات ، ويضربهن ، ويهجرهن فى المضاجع ؟!.
من كتاب " الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الدينى " 2002
---------------------------------------------------------------------------
--



#محمد_فُتوح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزواج السياحى ....... نساء للبيع
- ارهاب التيارات الاسلامية يخدر العقول
- كيف تصنع ارهابيا ناجحا ؟
- اطعام فقراء مصر من فضلات القمامة
- افتراءات رجل ذكورى يدمن الجمود والتعصب
- أقراص فياجرا أم صواريخ كاتيوشا !
- غيبوبة لكل مواطن
- أمركة العالم .. أسلمة العالم .. منْ الضحية ؟
- مجمع الفقه الإسلامى و - زواج الفريند -
- عقول ذكورية فى أثواب نسائية
-   - مختل - عقليا .. - محتل عقليا - نقطة واحدة فرق لكنها بحجم ...
- تحطيم الفاصل التعسفي المضلل بين -الخاص- و -العام-


المزيد.....




- سيناريوهات حاسمة تنتظر -الإخوان- بالأردن بعد كشف خلية الفوضى ...
- محمود عباس: نؤكد دعمنا للجهود المبذولة للحفاظ على الوجود الف ...
- كيشيناو تمنع رئيس الأساقفة من السفر إلى القدس مجددا
- استجواب جماعي لرجال الدين الأرثوذكس في مولدوفا
- رئيس البعثة الكنسية الروسية في القدس: سلطات كيشيناو تتدخل بش ...
- الكنيسة الروسية تعلق على تعطيل كيشيناو رحلة أسقف المطرانية ا ...
- إصابات إثر اعتداء للمستعمرين في سلفيت
- المسيحيون في القدس يحيون يوم الجمعة العظيمة وسط أجواء مثقلة ...
- البابا فرانسيس يزور سجنا في روما ويغيب عن قداس عيد الفصح
- فرح الصغار وضحكهم: تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فُتوح - الزى الاسلامى وخطر السرطان