|
الثائر.. الملك السويدي كوستاف الأول
آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 1645 - 2006 / 8 / 17 - 11:11
المحور:
سيرة ذاتية
. الثائر يتحدث عن نفسه.. أنا Gustav Eriksson vasa والدتي أسمها Cecilia Eka Månsdotter ووالدي أسمه Erik Vasa Johansson عندما كنت في ريعان الشباب، كانت الحياة في عصري مملوءة بالأحداث الكثيرة. لأكثر من مئة عام كان الدانماركيين بقيادة ملوكهم يسيطرون على السويد.. بالأحتلال العسكري المباشر. وخلال هذه المدة كان الشعب السويدي يناضل ويكافح من أجل استقلاله وحريته. كانت السويد تسعى أن تصبح دولة حرة. ترعرعت في هذا الجو المشحون بالأحداث العارمة. كانت الحياة في نظري قاسية وتزداد قسوة وصعوبة يوماً بعد يوم. وكان عامل الوقت ضاغط إضافي علي. ولدت في عام في 12 أيار 1496. سأتكلم قليلاً عن نفسي.. أنا صاحب مزاج معقد وقاس.. منذ أن كنت صغيراً. فكان العناد جزء أساسي من تكويني النفسي والعقلي.. لهذا أعطاني هذا العناد أشياء كثيرة ومفيدة.. منها على سبيل المثال.. أحب أن أقررمصير حياتي دون تدخل الأخرين فيها.. سواء في البيت أو المدرسة.. وأعطاني القوة والثقة بالنفس. عائلتنا كبيرة.. لها صلات قرابة على طول البلاد وعرضها.. ويتمتعوون بثروات هائلة. لذلك ناضلوا طوال الوقت، من أجل حرية السويد واستقلالها التام. بالطبع وجودي في عائلة ثرية جعلتني أن أنال تعليم رائع وعال. بالأضافة إلى إتقاني للعديد من اللغات.. وكان لي.. اهتمامات بالمزارع والغابات ورعايتها.. كما أحب صيد السمك. خلال فترة الشباب.. خلال هذه الفترة.. نما داخلي ميل للثورة والكفاح ضد الاحتلال الدانماركي وملكهم وجنوده.. كان هذا الملك أسمه كريستيان الثاني، الذي عمل من أجل أن يبقى ملكاً على السويد مثل والده.. ووالد والده. كنت في التاسعة عشرة من العمرعندما جاء هذا الملك إلى استوكهولم في سفينته الملكية لاخماد المقاومة السويدية وزعيمها الثائر Sten Sture.. ذلك الزعيم الذي قاد الثورة المسلحة ضد الاحتلال الدانماركي وملكها.. كريستيان الثاني. لقد قبض الجنود الدانماركيين علي.. مع بضعة رجال من السويديين ووضعونا على ظهر سفينة الملك الدانماركي وأمرونا أن نرفع الأشرعة. هدرت أصوات الأشرعة وأرتفعت.. وراحت السفينة تمخرأعباب البحر..متجهة إلى الدنمارك مع بقية السجناء مثلي. منذ ذلك اليوم.. أزداد الكرهه في داخلي للملك كريستيان.. لقد رأيته أكثر من مرتين على ظهرتلك السفينة العملاقة.. كنت أتساءل في سري كيف يجرؤ كريستيان أن يأخذنا بهذا الشكل. لقد نقلونا إلى مزرعة كبيرة.. في منطقة Jylland في الدانمارك. هناك.. في الدانمارك. سمعت أن الملك كريستيان يرتب وضعه.. على وشك أن ينجح في بسط نفوذه على كامل التراب السويدي.. وأن يتم أختياره كملك للسويديين.. أدركت ساعتها.. إنه يتعين علي الهرب والعودة بسرعة إلى وطني.. إلى السويد. ورحت أبحث عن أفضل طريقة تعيدني إلى دياري.. إلى وطني. مات الثائر Sten Stur قائد ثورة الأستقلال ضد الوجود الدانماركي وملكهم. عندها.. خلا الأمر للملك كريستيان الثاني.. لبسط سيطرته ونفوذه على كامل التراب السويدي. أثناء بحثي عن أفضل طريقة للهرب.. أستطعت أن استعيربعض الأسمال والثياب القديمة.. لبستها وتخفيت بها. نجحت في الأنسلال خلسة أثناء الليل.. في طريق فرعي.. وفي جو مثقل بالعواصف والبرد والرعد والاعاصير. لقد بحث الجنود عني في كل مكان ولمرات عديدة.. كانوا على وشك ان يعتقلوني.. بالرغم من النجاح الذي لاقيته في البدء.. لكن في النهاية وصلت إلى منطقة Lybeck في المانيا. من هناك استقليت سفينة إلى مقاطعة Kalmar في الجنوب الشرقي من السويد في مدينة Kalmar ومن هناك سرت مشيأ على الأقدام عبر غابات Småland إلى أن وصلت إلى مقاطعة Södermanland . كنت على صلة قرابة مع الثائر Sten Sture. الأن مات هذا الثائر.. لذا يجب أن يملئ هذا الفراغ الذي خلفه هذا القائد الأستقلالي.. كنت أعد العدة لأقود ثورة الأستقلال ضد الدنماركيين والعمل على طردهم من بلادنا. كانت أختي ونسيبنا يقيمون في مزرعة.. في مقاطعة Södermanland . قلت في نفسي.. أبحث عن موطأ أمان.. هنا عند أختي في هذه المقاطعة أستطيع أن أختفي عن الأعين. لكن ظهر ما لم يكن في الحسبان.. عند مجيئي إلى المكان.. سمعت أن الوجوه البارزة والعائلات المعروفة كانوا في طريقهم إلى أستوكهولم لحضور دعوة.. حفلة كبيرة في قصرالملك.. لتقديم التهنئة للملك الدانماركي كريستيان الثاني. حذرتهم.. قلت لهم لا تذهبوا.. هناك بوادر غدر.. لكنهم لم يسمعوا ندائي.. لم يلتفتوا لأقوالي. غادرت المكان على وجه السرعة وأنا ممتلئ بالهموم والهواجس والقلق. أترقب بفارغ الصبررجوع الأهل إلى ديارهم من تلك الحفلة المشبوهة.. تلك التي أقامها الملك المحتل على شرفه. كان ذلك في 8ــ 9 تشرين الثاني عام 1520 . كان قلقي في مكانه. الحفلة الكبيرة.. أنتهت بمذبحة عارمة.. راح ضحيتها والدي. لقد قطعوا رأسه مع ثمانون رجلاً من رجالنا البارزين والمعروفين في الساحة العامة.. في أستوكهولم. الدماء الحمراء القانئة.. سالت في الشوارع والطرقات.. وصلت إلى المراكب الراسية على موانئ البحر وأسفل جسور السفن. أعتقلوا أختي وأخذوها معهم إلى السجن.. إلى الدنمارك مع أمي وجدتي. من الصعب بل من العسير أن أصف أو أشرح مقدار حزني ويأسي.. والغضب الذي يعتمرقلبي وروحي ويقذفني إلى ممرات مختلفة. في كل مرة يخون الملك كريستيان العهود والوعود التي قطعها للسويديين... Sten Sture الثائر والعديد من رفاقه الذين قاموا في الثورة والعصيان ضد الدنمارك أموات هم الأن. لكن هناك الكثيرة من الأشياء التي يجب البدء.. القيام بها. يجب أن تستمر الثورة ضد الدنماركيين.. من أجل استقلال السويد. راح الدنماركيون يبحثون عني.. فتشوا في كل مكان..جروا ورائي.. في البيوت والمزارع والطرقات.. في محاولة اللحاق بي.. ومن ثم أعتقالي. لم يكن لدي الجرأة والجسارة أن أنتظر المزيد.. لم أكن أرغب أن يضيع المزيد من الوقت. لهذا قررت أن أمشي.. أسيروأتجه للناس مباشرة.. في محيط منطقة Dalarna.. من هذه المنطقة الثائرة.. أنطلق الثائر Sten Sture ورفاقه للكفاح والنضال من أجل طرد الدانماركيين من بلادنا. هنا أيضاً .. في هذه البقعة من الأرض السويدية.. من منطقة الكفاح من أجل حرية السويد.. مات العديد العديد من أصدقائي.. رفاق عمري وزملاء الدراسة في المدرسة.. أولئك المزارعون الذين كانوا يملكون الكثير من المزارع.. وكانت لي رغبة في التعاون معهم ومساعدتهم. الظروف الخطيرة التي مررت بها.. تجوالي الدائم.. خط مسيري بأتجأه الشمال.. استدعى مني أن أكون محترساً .. يقظاً بشكل دائم. الدانماركيون رصدوا جائزة مالية كبيرة للذي يقبض علي ويسلمني لهم. هذا الوضع الجديد جعلني محترزاً ولا أثق بأحد بسرعة. من السهولة بمكان أن يخون المرء.. هناك الكثير من وضيعي النفس..المكأفاة المالية.. كبيرة. لهذا كنت طوال الوقت ألبس الأسمال.. الثياب الرثة..البسيطة. ورغبة مني في الظهور بمظهر الفلاح الأجيروالانسان العادي الذي يبحث أو يسعى في البحث عن العمل في المزارع. بهذه الطريقة كنت أمل أن لا يتعرف الدانماركيون علي مرة ثانية. بعد أنتهاء مراسم العيد.. قررت في النهاية أن أظهرفي Dalarna واتابع الكفاح. بعد ذلك.. تحدث الناس الكثير.. عن الأشياء التي حدثت معي في Dalaren. لكنها لم تجانب الحقيقية الكاملة.. لكن العديد من الناس سمع عني.. وسمعوا بأنني أحث الناس على إعادة الروح إلى الثورة ضد الأحتلال الدانماركي من جديد. يجب التذكير.. الجنود الدانماركيون كانوا يتعقبون خطاي في كل مكان. منذ البداية.. بحثت عن اندش بيرشون في Rankhyttan. عملت في مزرعته كعامل بالأجرة.. ولأبتعد عن الأنظار.. لكنني بقيت حريصاً.. لأنني لم أثق به مطلقاً. من خلال وجودي في العمل.. استطلعت الوضع. في إحدى الأيام.. رأيت الخادمة تطرز قبة قميصي باللون الذهبي.. راقبتها من بعيد.. رأيتها تتكلم مع أندش بيرشون حول الموضوع.. هذا الشيء جعلني أرتاب وأشك وأخذ الحيطة والحذر.. زاد الشك لدي عندما طلب مني أن أبقى في مكاني.. أن أنتظره.. بل حذرني من الأقدام على الهرب. الدانماركيون علموا بوجودي في Dalarna .. راحوا يبحثون عني ويجرون خلفي من قرية إلى قرية ومن مزرعة لمزرعة. هربت أكثر.. إلى أماكن أخرى.. إلى صديق حميم أسمه أرينت بيشسون. إنه.. أي هذا الصديق، يقطن في مزرعة أسمها Ornäs. عندما رأني عرفني على الفوروعلى أثر ذلك.. رحت أحدثه عن الأحداث الجسام التي حدثت في أستوكهولم. قلت له وشرحت بأستفاضة.. عن مطلبي.. مطلب السويد.. عن رغبتي ورغبة السويديين في القيام بالثورة من جديد.. من أجل طرد الدانماركيون وملكهم كريستيان الثاني.. طلبت مؤازرته ومؤازرة الناس لي. واردفت: الأن الثورة بدون قائد.. والثائر.. Sten Sture قد مات. لكن.. أرينت خذلني وخانني وغدربي. هذا الرجل السيء.. سافربعيداً إلى مزرعة أخرى بعد أن سمع ما حدثته به. ذهب ليبلغ عني ويسلمني للدانماركيين. لم يكن يعلم إنني أضحي بحياتي من أجل حرية السويد.. لقد باع هذا الخائن نفسه ببضع قطع من الفضة. لكن.. زوجة أرينت كان لها طريق أخر.. طرق يتقاطع مع طريقي.. كانت صاحبة فكر ثاقب ورؤية مختلفة عن زوجها.. بالأضافة إلى أنها لم تكن تثق بأرينت. وكانت مثلي.. ثائرة ضد الدانماركيين. عندما حل الليل.. وخيم الظلام، نادت على الغلام.. العامل بالأجرة، طلبت منه أن يجهز الحصان والزحافات "عربة الجليد". ومن خلال النافذة في أعلى المنزل نزلت على الحبل المدلى إلى أن ضعت عن الأنظار في الظلمة الحالكة. لولا ذكاء هذه المرأة الرائعة ومساعدتها لكان تغير كل شيء ولما حدثت ثورة قادها العديد من الرجال. لكن.. نجت بروحي وسرت بشكل تدريجي إلى سفين في Isala. أنتظرت هناك.. بعضة أيام، بقيت ثيابي البسيطة.. الرثة علي.. حتى لا يتعرف علي الجنود الدانماركيون.. لأنهم ما يزالون يبحثون عني من بيت لبيت. في مزرعة Isala كانت زوجة سفين واقفة تخبز.. عندما جاء مجموعة من الجنود الدانماركيين.. داخلوا من الباب الرئيسي.. كادوا يقتربوا من النجاح في مسعاهم ويلقوا القبض علي.. حدقوا ملياً في عيني وقبل أن يقدموا على أي خطوة.. فطنت هذه المرأة النبيهة للأمر.. قامت هذه المرأة الرائعة على أثر ذلك بعمل لم يكن في الحسبان. مسكت العصا الطويلة، التي كانت تخبز بها، وراحت تشبعني ضرباً امامهم.. تصرخ في وجهي وتوبخني.. تقول: لماذا تقف هنا أيها الأجير..أذهب إلى عملك.. إلى زملائك العمال.. الذين مثلك. لم يخطر في بال الجنود.. أن هذه المرأة الفلاحة البسيطة.. يمكن أن تتصرف بهذه الحكمة والحيلة مع كوستاف فوزا وتنقذه من موت محقق.. سفين وزوجته باربره علموا بأن الوضع غير أمن. حمل سفين المذراة.. وطلب مني أن أجلس فوق زلاجة الجليد.. ثم مضى يملئها بالقش والتبن إلى أن أختفيت بالكامل تحت هذا الكابوس الطويل.. سار بنا هذا الموكب! إلى مدينة Marnäs. هناك في تلك المدينة.. فيها الكثير من الناس الذين يمكن أن أثق بهم. ندف الثلج يملئ الطريق الضيق الذي نسير به.. وكان اللون الأبيض الجميل.. لون الثلج يغطي كل شيء. في طريقنا التقينا ببضعة جنود دانماركيين.. أوقفوا سفين. راح سفين يشرح لهم ويبررخروجه في هذا الطقس القاسي. قال لهم.. أن جار له.. في مدينة Marnäs يحتاج إلى القش أو التبن. لكن الجنود لم يصدقوه، أشتبهوا في مسلكه.. لهذا مسكوا الرماح وراحوا يغرزوا سنانها في قلب القش ويفتشوا ما بداخلها لأحساسهم بأنني مختبأ في الزلاجة تحت القش. في أثناء التفتيش تعرضت لطعنة رمح في ركبتي. بعد لحظة بسيطة راح الدم ينقط وينزل على الطريق.. على الثلج الأبيض. بعد ذهاب الجند.. نزل سفين من العربة، أخذ سكيناً وجرح رجل الحصان جرحاً خفيفا. بعد لحظات أخرى ألتقينا بجنود دانماركيين قادمون من مكان أخر. أوقفوه.. راحوا يسألونه من سبب سيلان الدم.. مما حدا بسفين أن يريهم رجل الحصان المجروحة.. بعد ذلك مضوا لشأنهم. ثم راح يشرح لي عن مسار الطريق والمسافة المتبقة. في Marnäs يقطن لي فيها أثنان من الأخوة .. عندما علموا بقدومي جاؤوا وأخذوني إلى كنيسة مدينة Rättvik المطلة على البحيرة Siljan التي غادرها الدانماركيون. بعد قداس الأحد جمعت الناس خارج الكنيسة ورحت أروي لهم عن الملك الدانماركي وعن المذبحة التي قام بها في أستوكهولم. كنت في هذا الوقت في العشرين من العمر، بدأت الأمور تأخذ مجرى جيد وراحت الأصوات تهدربقوة. سمعت ذلك في كل محيط الكنيسة. الناس في Rättvik أصغوا السمع لي.. لما قلت بدقة.. أمنوا بكل كلمة قلتها.. صدقوا كل كلمة نطقتها، لكن.. إذا سمعتني هذه القرية.. ماذا عن القرى الأخرى.. كيف يمكن أقناعهم والوصول إليهم. رحت أفكر..أقول لنفسي.. ربما يعتقدون ما يعتقده أهل هذه القرية. كنت ما أزال صغيراً، وعلاوة على ذلك.. كان الملك الدانماركي، لطيفاً طوال الوقت مع الناس العاديين، بل كان طيباً معهم، وربما كان طيباً أيضاً، مع الناس الأقوياء والأغنياء الذين يقطع رؤوسهم. لكن بعض القرويون قالوا يجب أن تتكلم مع الناس في القرى الأخرى. كانت الأصوات مشجعة.. رحت أسير بشكل سري إلى Mora. في هذه المدينة.. بحتت عن القسيس. لكن لم يجرؤ هذا القسيس أن يبقيني في هذه المنطقة: الدانماركيون يبحثون عنك ويتعقبون أثرك ويسيرون ورائك.. هنا.. في Mora . رحلني القسيس خلسة إلى بيت فلاح أسمه ماتس لأرشون. فيما بعد.. مضى الرجل، يتحدث عن وسيلة ناجعة لأخفائي. اقترح أن يضعني في قبوالمطبخ. بعد بضعة أيام.. جاء الدانماركيون إلى المزرعة.. تسلقت الحبل بسرعة ونزلت إلى الأسفل.. إلى القبو. السيدة مارغيت زوجة ماتس جلبت حوض غسيل الثياب ووضعته فوقي في فجوة في أسفل القبو. جاء العسكر يبحثون في طول البيت وعرضه.. في خارج البيت أيضا..ً لكنهم لم يعثروا على الفجوة في الأسفل.. وفي داخل القبو الذي كنت مختبئاً فيه. دهاء النساء وذكائهن أنقذني مرة أخرى. خرجت للناس مباشرة، بعد ذهاب الجنود.. رحت أخطب فيهم.. في المحيط الدائري للكنسية في Mora. وقفت أشرح لهم.. أقول لهم.. كيف ذبحوا والدي وأخي.. كيف قطعوا رؤوسهم مع بقية الأعيان في أستوكهولم.. وكيف ساقوا أمي وأخواتي البنات إلى Köpenhamn مع العديد من النسوة. قلت لهم إنني على صلة قرابة مع الثائر السويدي Sten Sture وطلبت من الناس أن تقف معي وتساعدني ضد الملك كريستيان.. لكن الناس.. في Mora لم يؤمنوا برسالتي.. لم يقفوا إلى جانبي.. لكنهم انصتوا إلى كلامي بشكل جيد. لم يكن يرغبوا أن يصدقوا بأن الملك بهذه الفظاظة والقسوة والغدار..ولا يرعى العهود والمواثيق. حينئذ.. هممت بالمغادرة. لكن.. ممتلئاً بالحزن والخيبة.. لقد خذلوني وخذلوا مسعاي في الحرية والأستقلال للسويد.. كما لم يرغبوا أن يقفوا إلى جانبي في مسعاي.. ولم يساعدوني. لقد أستعرت زوجاً من الزحافات. أخذت طريقي بأتجاه Lima. هناك.. في تلك الأصقاع.. وقفت أنتظر خارج كنيستها. أنتظرت خروج الناس منها. لكن يبدو لي.. إنه من غير المفيد أن أحاول أقناع هؤلاء الناس لأنهم لن يلبوا ما أنا قادم من أجله.. تابعت رحلتي بأتجاه الشمال.. بأتجاه النروج. حدث تطور لم يكن في الحسبان.. خلال هذا الوقت العصيب الذي مررت به، عاد أحد رجال الثائر Sten Sture إلى Mora . وراح يحدثهم عن المذبحة الكبيرة التي حدثت في أستوكهولم.. قال أشياء كما قلتها لهم قبل فترة وجيزة. ومضى الرجل يقول: ما زال الملك كريستيان الثاني ملك الدانمارك يهدد ويتوعد.. بأنه سيقتل كل من تسول له نفسه بالتمرد والعصيان.. أو الوقوف في وجهه. لم يكن لهذا الحدث الجلل أن يمر مرور العابرين الكرام. الأن الناس في Mora معبئون.. صدقوا كل كلمة قلتها لهم. كانت علائم السخط والقلق باديين على وجوههم.. بعد أن علموا أن ما أقوله هو عين الحقيقة.. لكن ماذا يجب علينا فعله الأن. كنت وحيداً في الميدان.. وممتلئ رغبة في القيام بالثورة من جديد.. من أجل أنقاذ السويد وحريتها واستقلالها.. لكن الناس خائفة..لا تحرك ساكناً. في الحال.. طلبت من رجلين أن يجهزوا زلاجاتهم.. من أجل أن نسير وجهنا بأتجاه النروج. سألوا بأستغراب: لماذا؟ قلت بسخرية: سأذهب إلى فقمات البحر..من أجل أن تنظم إلي.. من أجل الحرية! قالوا: يجب أن تعود أدراجك.. كل الناس فيMora تنتظرك.. ينتظرون أشارة منك.. جميعهم سيتبعونك في مسعاك.. من أجل النضال ضد الملك كريستيان الثاني والحرية للسويد. الأن.. تأكد لي.. أن الثورة من أجل الاستقلال قد بدأت من جديد.. أن زمام الأمور صارت لي.. أنا القائد الجديد للثورة. جمعت الرجال من Mora و Orsaمن Lima وRättvik ..بالطبع.. من كل المقاطعة والمناطق المحيطة.. لDalarna . الأن نحن في شباط.. لدي بضعة مئات من الرجال جاهزون للأنخراط بالثورة.. لكن الدانماركيون.. لم يسلموا بسهولة. في كل مجابهة.. في كل صراع بيننا وبينهم.. يتنهي القتال إلى المزيد من الدم.. إلى المزيد من الاحتقان.. لكننا.. ممتلئون رغبة في الخلاص من الأحتلال. في النهاية أرغمنا الدانماركيون في الخروج من ديارنا والعودة إلى بلادهم. صار معي ثلاثة ألاف رجل مسلح.. المستعدون أن يسيروا معي في طول البلاد وعرضها.. بينما الملك كريستيان.. خسرالمزيد من الناس.. بعد عامين من هذا الوضع.. اخترت ملك للسويد. في منتصف الصيف من العام 1523.. ركبت جوادي الأبيض.. أتجهت إلى أستوكهولم.. عاصمة الدولة السويدية. كان قد مضى ثلاث سنوات على المذبحة الكبيرة في أستوكهولم.. في هذه السنوات الثلاث نجحت في إرغام الملك الدانماركي على التخلي عن عرش السويديين. الأن.. انا من يقرركل شيء في السويد وشؤون الناس بها. لكن ما يزال يوجد العديد من الجنود الدانماركيون في البلاد يسعون من أجل عودة الملك كريستيان إلى الحكم والسلطة وقيادة السويد. لكن.. اناضل وأكافح من أجل أن تبقى السويد حرة مستقلة.. من أجل أن لا يدفع السويديون المزيد من الدم في أشياء عبثية. لقد علمني والدي منذ أن كنت صغيراً.. أن ارعى.. وأهتم بالمزارع والغابات.. أمسك بيد الناس في المحن.. وكيف اتصرف مع الأخرين. الأن.. تقع مسؤولية السويد ومواطنيها على عاتقي.. أرغب ان أضع علمي ومعرفتي في خدمتهم.. وفي الوقت نفسه.. يجب أن يستمر كفاحي ضد الدانماركيين. ناضلت وكافحت كثيراً.. كتبت آلاف الرسائل.. وكنت على أستعداد تام للسفر إلى أبعد نقطة في البلاد.. في الطول والعرض. لقد تكلمت مع السويديين.. شرحت لهم.. كافحت ضد التمرد.. وضد الجيوب المسلحة من الدانماركيين الباقين في البلاد. لقد أختارني السويديين ملكاً عليهم.. توجت في كاتدرائية Uppsala في عام 1528 . أحياناً كثيرة.. كنت أرغب في ترك العمل في قيادة دفة الحكم.. من أجل أن أرفه عن نفسي.. تنتابني لحظات حب جامحة للغناء.. أن أنظم إلى حفلة رقص كبيرة وصاخبة. أرغب أيضاً أن يكون لي عائلة.. وأسرة.. لهذا تزوجت من الأميرة الألمانية كاترينا والتي كانت في عامها الثامنة عشر. بعد عامين من زواجنا وعرسنا رزقنا بمولودنا الأول وأسميناه Erik . زواجي لم يدم.. مع كاترينا أكثر من أربعة أعوام.. لقد ماتت في ظروف غير متوقعة.. وبعد سنة من موتها تزوجت من Margareta Leijonhufvud.. لقد أثمر زواجنا عن عشرة أولاد.. ثمانية منهم عاشوا وبلغوا سن الشباب.. الكبير من أولادي أصبح أسمه Johan والأصغرعمدناه بأسم Karl. ستة عشر عاماً عشتها مع زوجتي وحبيبتي قبل أن تموت عن عمرقارب التاسعة والثلاثون. لقد كان لديها الصبروالجلد الطويل.. لأنها تحملت غضاضتي.. مزاجي المتقلب. كان على كاهلي واجبات كبيرة.. أتجاه أرضنا ورعايتها. يجب أن تصبح السويد كما أرغب وأريد. وعلاوة على ذلك كان تنتابني في أغلب الأوقات ألام في اللثة والأسنان. لكن بصورة عامة كنت قوياً. كنت أشتاق كثيراً ل Margareta . بعد عام على وفاتها تزوجت للمرة الثالثة.. كان أسم أميرتي الجديدة Katarina Stenbock وكانت في عامها السادسة عشر. ملاحظة.. حكم Gustav Vasa السويد منذ العام 1523 وحتى وفاته عام 1560ويلقب بكوستاف الأول.. بينما الملك الحالي يلقب ب كوستاف ال 16 . للكاتب السويدي هانس بيترسون نقلها عن السويدية آرام كربيت
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظام الدولي وآلياته
-
غرفة التحقيق
-
النظام العربي
-
ظلال الوقت
-
من الذاكرة.. إلى الذاكرة
-
السجن..مرة أخرى
-
الليل في سجن تدمر
-
بعض الذكريات من منزل الموتى
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|