حيدر الكفائي
كاتب
(Hider Yahya)
الحوار المتمدن-العدد: 7001 - 2021 / 8 / 27 - 01:33
المحور:
المجتمع المدني
اودعت مفتاح شقتها لدي وغادرت متوجهة الى بيت صديقتها لمدة يومين على أمل ان تعود لتجد كل ما تم الاتفاق على انجازه تاما .
وبالفعل فقد اسرع العامل الذي صحبته معي في اليوم الاول في اتمام المهمة الاولى وفي اليوم الثاني كان عاملا آخر يحث الخطى وبخبرته العالية ليكمل كل ما اتفقنا عليه .
خلال اليوم الأول وفي الساعات الاولى للعمل جائني العامل ليخبرني عن ذلك الصندوق الصغير الذي وُضع في زاوية بجانب ادوات الطبخ والفرن ،،،حقا لقد استغربت شديد الاستغراب لقد كان هذا الصندوق الصغير يضم رماد جسد رجل ولا ادري ايكون زوجها ام والدها فلم استطع ان اسألها عن ذلك ،،،
قرأت ما كُتِبَ على هذا الصندوق حيث أسمه وتاريخ ولادته ووفاته … لم أشعر بأي رهبه ولا خوف كما نشعر عندما ندخل المقابر ولا ادري ما سر هذا الفارق بين جدث قد حوته الارض وبين جسد أُحرق وأصبح رمادا قد صار بين اضلاع صندوق لا يتعدى حجمه علبة حلوى .
كلما انظر الى ذلك الصندوق اجدني اتحدث اليه وأسألة كثيرة عن طوله جماله ثروته رغباته وندمائه ؟؟ أيُعقل ان كل ذلك وضع في هذا الصندوق ؟
حبيس انت يا فرناند في هذا الصندوق ؟
كيف لهذه السيدة ان تعيش معك لوحدها وانت جزيئات محترقة ؟
ثم لماذا وضعتك بجانب الفرن ؟
هل لأنك كنت عاشقا لأطباقها فأوصيت أن تكون بجانب الفرن؟
حمدت الله كثيرا وشكرته على نعمة الاسلام ، فديننا لم يهيننا بتلكم النهاية التي ليس فيها أي نوع من الاحترام للنفس البشرية ، فالحرق هو استهانة لعظيم خلق الله وهو الانسان….!
#حيدر_الكفائي (هاشتاغ)
Hider_Yahya#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟