أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودي عبد الجبار - موت كودو














المزيد.....

موت كودو


حمودي عبد الجبار

الحوار المتمدن-العدد: 6998 - 2021 / 8 / 24 - 20:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الانسان هو الكائن الوحيد الذي يشعر بالقلق من وجوده وهذا القلق يرافق الانسان طيلة فترةحياته ، فالعدم يتربص به في كل لحظة، فهو خلق ليموت. وما حياته إلا حركة جوفاء ببساطة أنها تجربة تراجيدية! (نولد ثم نموت ....حياة عابرة ) فكرة هذا العابر وكيفية تثبيت هذا العابر هو شغل الانسان الشاغل بشكل شعوري أو لاشعوري وكذلك هي أزمة الوجود الانساني في أحد أشكالها .
يتشبث التثبيت بهذا العابر ويحاول عابثاً ذلك مثل الحبيبين اللذين ينقشان اسمهما على الشجرة أو يلتقطان صورة الشجرة تُقلع و الكاميرا تتقادم. اداة تثبيت هذا العابر وحبيبتك ربما ايضاً هي عابرة .
وكل هذا الكون هو عابر وفاني .
فالانسان دائماً في محاولة لقهر هذا الفناء ويسعى الى الخلود وحلم الخلود مرتبط بضعف الانسان فهو يحتاج الى قوة أكبر يتكئ عليها ليشعر بالطمأنيتة والسكينة
للخلاص من خراب هذا الوجود فهو يطمح بعالم منتظم يستطيع فهمه والتحكم به ولكن حقاً لا جدوى فمن مَنْ ننقذ انفسنا ؟
من الموت أم من الحزن
يقول :هايدغر الانسان ولد ليموت
أما انا أعتقد أنه ولد.... ليحزن
ألا يشبة الحزن الموت ؟لا ادري فماجربت الموت لكني
عشت ذلك الحزن الذي لايمكن وصفه بالهمس ولابالتنهيدة الطويلة ولا بالاهات ولا بالعبرات ولا بالكلمات ولابالدمع ولا بالصمت الرهيب
يتدفق بعنف من كل مكان في جسمي
الضئيل ليستقر في حنجرتي وبعدها يتشظى فأشعر بالفوضى بداخلي
عاجزين حتى عن الانتحار وقبول هذه الحياة
هو عجزنا الاكبر انه
لا أحد قادر على أنقاذ أحد.
من الموت البطيء
من الحزن العميق
من كوفيد
من التشيء
من التناهي
من الفناء
من الالم الانساني
من البيروقراطية
من الرأسمالية
من الازوداجية
من الرجعية
من التفاهة
من الفوقية
لقد انهكتنا النكبات وقارعتنا الايام و كودو لم يأتِ أبداً،
لماذا لا يأتي الموت أذاً؟
هل علينا ان نعانق الانتظار و ونمرر الزمن عبر هلوساتنا ونكون أرقاماً في ساعة عقاربها مكسورة تحصي الزمن ولاتشير
إليه حتى تأتي الساعة التي لايحدث فيها اي شيء
و نُلازم جحيم
انفسنا فالمتعة زائلة عابرة والالم هو المقيم المستقر
لا مفر لا خلاص كامل لا خلاص نهائي فحياة الانسان مليئة بالكثير الذي يجب ان يتحمله والقليل الذي يستمتع به ومساحة الالم اكبر بكثير من مساحة السعادة
لابد من مسكنات لواقعنا لكي لا نكون ضحايا معذبين للزمن الفادح
نلجأ للخلاص بالانتظار ، بالدين بالحب بالثورة ، بالجنس بالفكر ، بالسكر باللقاح بالموسيقى بالفن بتوفير الاحتياجات الضرورية للمجتمعات
بالعلم
فالعلم يستطيع أن يحل أعقد الاشياء التي يكون في صراع دائم معها حتى الزمان والمكان
لكن
من يفرط بالتأمل يلاحظ ضجيج أسئلة كبرى فالإنسان يتطلع بشوق للمعنى
المعنى من الحياة المعنى من الموت المعنى من الوحدة ، المعنى من الالم المعنى من الاغتراب المعنى من الوجود المعنى من المعنى المعنى من هذا كله
ويبقى الانسان لايعرف الا وجوداً بلا معنى كالذي يصرخ في صحراء الوجود
ليظل سؤال المعنى سؤالاً بلا أجابة



#حمودي_عبد_الجبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براغي
- ديناميكية الثورة


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودي عبد الجبار - موت كودو