سعيد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 1644 - 2006 / 8 / 16 - 11:28
المحور:
القضية الفلسطينية
((مابين السطور))
عندما تَحار العقول أو ماتبقى منها عند التمرد والسكون عند تناول اللامنطقي واللامعقول عند التوقف وتقييم المقبول واللامقبول فتكون تكون النتائج ببديهياتها عدم الاستغراب والذهول المفروز على أجهزة القياس الأمريكية السياسية غير عملية ويشك في صحتها فربما برمجت الأجهزة على أساس إعطاء نتائج عكسية على أساس ومقياس بديهيات العمل السياسي في النظام العالمي الجديد تلك البديهيات تبدد الذهول والاستغراب وتزيل الغشاوة عن العيون التي أصيبت بقصر النظر!!! وتغسل العقول التي تراكم عليها صدأ أنشودة القومية ولحن الوفاء للدم العربي والإسلامي !!!
ففي النظام الدولي الجديد خطط لقومية كونية وما دونها كفر بثوابت أيدلوجية العولمة الزاحفة من أقصى التخوم الغربية إلى قلب الشرق وأطرافه قومية وافدة من عواصم الخير والانفتاح والاعتدال وتحرير الفكر والإرادات إلى أقطار ومحاور الشر الشرقية التي تغص في مستنقع الانغلاق والتطرف والعته الفكري والإرادات الحبيسة لمواريث تقليدية سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية بالية لاتناسب عصر السلام والقيم الغربية الصهيونية السامية وما دون ذلك هو معاداة السامية وفاشية إسلامية !!!! قلما الذهول والاستغراب إذا كانت المعادلة الكونية قد تغيرت ثوابتها بفعل أُس الهيمنة الأمريكية الصهيونية حيث اعتلى العديد من بلداننا العربية والإسلامية تلك القاطرة للحاق بسدرة المنتهى الصليبي !!! لابل سدرت منتهى الوحل والانعتاق من عالم الشرف به تخلف والعروبة به خيانة والقيم الإنسانية والدينية إرهاب؟؟؟!!! لاعجب!!!
دويلة الكيان اللاشرعي الصهيوني المجوقلة في فضاء السياسات الاستعمارية بدء بالاشتراكية الصهيونية وصولا إلى صهيونية صليبية والتي قذف بها عبر البر والبحر والجو في وسط الكيانات العربية فقوبلت بكرم عربي أصيل وبورك تقنينها ورفض قرار التقسيم على أساس أن القرار جائر فالكيان الصهيوني لدى ركاب قاطرة تعاليم ديانة العولمة يستحق كامل الإقليم الفلسطيني لانصفه !!!!
للأسف ذلك الكيان المعتدي محاط بخمسة جبهات عربية بدل أن تكون تلك الجبهات طوق لشد الخناق على عنق الكيان الغاصب أصبحت بقدرة قادر طوق نجاة وإنقاذ!!!
جبهات خمسة: مصرية , سورية , أردنية , لبنانية , فلسطينية وقد جثم ذلك الكيان الأخطبوطي على معالم الجبهة الفلسطينية وبعض من أعماق وأطراف الجبهات الأخرى واخذ يعد المخططات للعدوان والتشعب السرطاني فاعتمد القوة العسكرية ليحصد الثمار على مدار 25 عاما تخللها خمسة غزوات صهيونية ظافرة وان اختلفت المسميات السطحية من 48 وحتى 73 فكان الصيد يسيرا وسمينا حيث احتلت أجزاء كبيرة من الأرض العربية ثم اعتمدت سياسة أخرى بموازاة القوة وهي الأخطر حتى تاريخنا هذا ألا وهي سياسة فصل المسارات وتقطيع أوصال الجسد العربي الذي شُبه لنا بالجسد الواحد بعد دفن طيف الدولة العربية الكبرى بل وزيادة في الكرم قطعت الأوصال وبُني بيت جامع من قبل الجزار البريطاني ليجمع الأعضاء المهشمة دون اثر فاعل لجمع التكسر حتى استطاع ذلك الكيان المسخ وحاضنته الغربية بقوة وخديعة السلام المزعوم على مدار 33 عاما لاحقة من تحقيق مكاسب أضعاف ماحققوه بقوة العدوان العسكري المباشر وقد انفتحت لهم طوعا أبواب العوالم العربية والإسلامية على مصراعيها لتخترق بل لتخصخص وتمتلك اقتصادها وإعلامها وامتلاك مفاتيح صناعة قراراتها السياسية ببراعة اليهودي القديم ولكن في ثوب صهيوني حديث!!!!
خمسة جبهات أصبحت سياج أمان وحصن استقرار لهذا الكيان الصهيوني فانقلبت المعادلة كما أسلفت عاليه بفعل أجهزة القياس الامبريالية الاستعمارية وأصبح المُحاصَرُ مُحاصَِراً!!! وروضت الأسود حتى باتت تخشى الأرانب كل هذا بفعل خديعة وهم السلام المزعوم ذو الشعار المثلوم والوعد المشئوم !!!فنالت أنظمة السياج رضا ملك غابة النظام الجديد وربيبته الصهيونية حتى نالوا رتبة ياور !!!!
خمسة جبهات من الصمت والفداء والتخاذل والمؤامرة والصمود افترق على حدودها الإخوة الأشقاء بفعل تهجينها بلقاح عدو الأمس وحليف اليوم ليصبحوا إخوة أعداء فتنوعت وظائف تلك الجبهات,جبهتين شوهت وحيدت بفعل إستراتيجية البطالة على كشوف الصراع وجبهتين كانتا ومازالت مقبرة للغزاة مع فارق التفاصيل وثالثة معلقة في الهواء فلا أمام ولا وراء!!!!
فانكفأت الجبهة المصرية والأردنية بفعل كامب ديفيد_وادي عربا فلا عداء للصهاينة ولا رضا عن المقاومة أما الجبهة الفلسطينية التي انزلقت قيادتها التاريخية إلى مستنقع أوسلو بفعل المؤامرة العربية والدولية فأصبحت جبهة تفاوض وتقاوم وقد طغى جانب المقاومة على جانب السياسة بفعل إرادة جماهيرية أبت إلا أن تلتحف سلاح الحق, وأما الجبهة اللبنانية فمقاومة بلا مفاوضات كإفراز لمرحلة اللاسلم واللاحرب مع استمرار العدوان فأبلت المقاومة اللبنانية بلاء حسنا هذه المقاومة الفلسطينية اللبنانية التي عصفت بكل ثوابت وركائز الامبريالية الصهيونية للنظام الأوسطي الجديد وقد أربكت كل مخططات خبراء السياسة والحرب العدوانية!!!
أما الجبهة السورية فلا مفاوضات ولا حرب وصمت كمن سلم المسلمون من خيره وشره باستثناء بعض الفقاعات والشعارات والعنتريات!!!!!
خمسة جبهات تحتضنها 17 حاضنة عربية فيقولون الكثرة غلبت الشجاعة فسقط القول المأثور بفعل الكثرة هشة الإرادة كغثاء السيل الهمجي وبفعل صلابة الإرادة التآمرية وانحطاط الإرادة التحررية الرسمية!!!
ويقول الحق(كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة)فصدق الحق وعده ونصر جنده وهزم الأحزاب وحده!! فمن نصر إلى نصر يتقدمه جبهتان وإرادتان من بين خمسة جبهات لابل من بين 22 جبهة مابين متخاذل قريب ونصير بعيد فلولا فعل حاضنات هذه الفئات الصغيرة(المقاومة) ووأدها في مهدها وقمع قادتها وإخماد جذوتها لتحقق الوعد وليس أدل على ذلك من المقومة المتفجرة في فلسطين ولبنان منذ 58 عاما متتالية, وليس أدل على ذلك من نصر المقاومة الإسلامية اللبنانية على وهم الأسطورة الحربية الصهيونية التي أذاقت العدو الصهيوني مرارة الهزيمة بعد مرور 58 عاما من النصر الصهيوني!!!
فاشتعال المقاومة في كل فلسطين وجنوب لبنان وضرب عمق الكيان الغاصب وتسطير أروع الملاحم البطولية ونهضة الشارع العربي المُستعبد والمُستبعد قلبت احتمالات موازين اللعبة فقوبلت المقاومة المتمردة على الذل والعار والصمت بالمجازر الوحشية بناء على تعليمات هرتسل وجابوتنسكي وبيجن وشارون وكهنة الكفر اليهودي الذين أجازوا مؤخرا قتل الأطفال في فلسطين ولبنان على الملاْ!!!!
وما سلمت بيارق النصر(المقاومة) من حقد الحاقدين وتأمر المتآمرين من بين جبهات الصمت والتخاذل بل اشتدت المؤامرة واتسعت لتطال الجبهات الحاضنة التي تداعت لكسر إرادة المقاومة فأصدرت الفتاوى الدينية التي تحرم نصرة المسلمين في جنوب لبنان بفعل النفاق السياسي والتطرف الطائفي المقيت بل وحرمت الشهادة في فلسطين ووصفت العمليات الجهادية الاستشهادية بالإرهابية واشتد غمار حرب الفتاوى الدينية السياسية حيث دعا البعض الحريص!!! دعوة الفئة القليلة(حزب الله) بعدم القتال أمام فئة الباطل الأكبر عددا(الصهاينة) لحقن دماء المسلمين وفتوة ثالثة تتهم إمام المجاهدين في لبنان سماحة الشيخ نصر الله بالجنون فتاوى يتبرأ الدين الإسلامي منها ومن قائليها!!!
فكيف بالله أصبح الدين الإسلامي مدعاة لنصرة اليهودية الصهيونية والتحريض ضد الجهاد؟؟؟ كيف انقلب الحق إلى باطل؟؟؟ والقوة إلى ضعف؟؟؟ والغنى إلى فقر؟؟؟ فلا غرابة عندما يفقد الإنسان إرادته ويعمل ليل نهار لكسر إرادة المؤمنين بحقهم وتشكيكهم في تعاليم دينهم!!!!
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد سقوط أسطورة الوهم والباطل الصهيوني وسقوط الرهان العربي والإسلامي للأنظمة التي عبدت أيدلوجية العولمة الغربية القائمة على الجريمة والمجزرة...فهل يعتبر هؤلاء ويتقوا الله في شعوبهم الحرة الآبية ويثقوا بمقدرة أحرار المقاومة على التحرير؟
بل السؤال الأخطر والاهم إذا ما توقفت المقاومة على الجبهة اللبنانية بفعل النصر وتحقيق المطالب اللبنانية فأي الجبهات الخمسة هي المرشحة لتنفجر المقاومة عبرها بموازاة الثابت الفلسطيني للمقاومة العربية المستمرة؟؟؟
#سعيد_موسى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟