عندما طرحت فكرة الحوار حول وحدة اليسار الديمقراطي العراقي كنت أرغب في تحريك أجواء النقاش بين قوى هذا التيار, إذ " في الحركة بركة", كما يقول المثل المعروف, خاصة وقد سيطر الركود عليه طويلاً وبرزت الكثير من الأفكار حول وحدة القوى السياسية العراقية المعارضة, ولم يجر أي تفكير يذكر بوحدة اليسار الديمقراطي العراقي. وكنت أتوقع دون أدنى ريب ردود فعل عديدة ومتباينة, حادة وهادئة. كما كنت أتوقع أن لا ينحصر الحوار في عدد محدود من الأشخاص بل أن يتسع ليتناغم مع أهمية وحساسية القضية ذاتها. وأشعر بأن الحوار قد بدأ فعلاً ولكنه ما يزال في بداية الطريق وسيتسع قطعاً وسيشمل دائرة واسعة من التنظيمات والكتل والأفراد, عندها سيتحول إلى عامل ضغط فعال في الوصول إلى الصيغة المناسبة التي يتم الاتفاق عليها, بغض النظر عن طبيعة تلك الصيغة, إذ أن الحياة ذاتها غنية بما تطرحه علينا من جديد ولا يمكن معاكسته.
قرأت بعناية مناقشة الأستاذ نزار خالد. وأحيي فيه اعتبار المبادرة إيجابية, إلى جانب قناعته بوجود ضرورة لوحدة نشاط وعمل هذه القوى فقط ودعوته لمواصلة الحوار. ولكن مطالعته ذكرتني بمناقشات سنوات العقدين الخامس والسادس (الأربعينات والخمسينات) والمقتطفات الماركسية أو اللينينية التي كنا نقتطعها قسراً من مواقعها لنستند إليها في تلك النقاشات وللبرهنة على صحة أو خطأ هذا الرأي أو ذاك. وأشارت لي من جديد إلى أن البعض لم يستطع أن يتلمس حتى بعد مرور عدة عقود على مرحلة الخمسينات جملة التغيرات التي طرأت على عالمنا الراهن وعلى العوامل الجديدة الفاعلة فيه والتغيرات التي يفترض أن تطرأ على الفكر والممارسة لا من منطلق الرغبة في التغيير بقدر ما هي حاجة موضوعية تفرضها التحولات الجارية في العالم. يشعر الإنسان وكأن المقولة "ليس في الإمكان أبدع مما كان" هي التي ينبغي لها أن تسود في عالم الفكر والممارسة. حتى المصطلحات مأخوذة من تلك الفترة رغم ادعاء البعض بالتحديث والتجديد والانفتاح. ويبدو لي مناسباً أن نبدأ ببعض الجوانب النظرية ثم نغوص بالتفاصيل الأخرى.
لعب ماركس الدور الرئيسي في استكمال المنهج الجدلي وتطويره من منهج مثالي إلى منهج مادي. وعلى أساس ذلك تسنى له أن يلعب دوراً مميزاً في بلورة النظرية التي سميت فيما بعد بالنظرية الماركسية. وبالتالي فالأصل في الماركسية ليست النظرية بل المنهج المادي الديالكتيكي والمادي التاريخي الذي استخدمه كأداة تحليلية لاستخلاص النظرية. والسبب في كون النظرية ليست الأصل بل المنهج هو الأصل ينطلق من دور المنهج في تشخيص مسألتين أساسيتين, وهما:
1. اكتشاف القوانين الموضوعية التي تعمل في المجتمع البشري بمعزل عن إرادة البشر ورغباتهم وما على البشر إلا السعي لمعرفتها وفهمها واستيعاب فعلها والتأثير في وجهتها من خلال التعامل الواعي معها.
2. استخدام المنهج, واستناداً إلى كثير من المعطيات المادية, من أجل تحليل الفترات المنصرمة والواقع القائم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً لتحديد مرن لاتجاهات التطور اللاحقة والبرامج التي يفترض التزامها في العمل اليومي وعلى المدى المتوسط والبعيد. وكلما ابتعد التفكير في التشخيصات الآفاقية كلما ازداد احتمال الخطأ وتقلص احتمال الصواب والذي يستوجب باستمرار إعادة النظر في التحليل والمستجدات لاكتشاف ما هو أدق وأصوب.
فالنظرية بهذا المعنى هي حصيلة التحليل العلمي المستند إلى المنهج المادي الجدلي. والنظرية بهذا المعنى أيضاً غير ثابتة في ما عدا قوانينها الموضوعية التي لها ثبات نسبي طويل ويمكن أن تتغير بتغير مراحل كاملة وظهور عوامل جديدة تتشكل منها مقولات جديدة. وهذا يشمل القوانين الموضوعية الخاصة بكل مرحلة وليست القوانين الموضوعية العامة, سواء الطبيعية منها أم الاجتماعية.
فالتغيرات التي تطرأ على عالم كامل بسبب تغير الظروف والشروط القائمة إلى أبعد الحدود الممكنة تستوجب العودة إلى المنهج واستخدامه بحيوية ومرونة عالية لاكتشاف الجديد وتحديد المهمات والأدوات والسياسات والمواقف. وهي مسألة تحدث عنها ماركس وأنجلز منذ أكثر من قرن وربع القرن. ومن هنا جاءت مقولة أنجلز الصائبة بأن "الماركسية ليست نظرية جامدة بل نظرية مرشدة".
والنظرية بهذا المعنى هي نتاج استخدام المنهج العلمي وتخضع لمستوى الأدوات المستخدمة في التحليل ووعي المحللين وقدراتهم على استيعاب الواقع القائم وفهم جوانبه المختلفة والعوامل الداخلية والخارجية المؤثرة فيه وإدراك مجالات التغيير لصياغة التجريدات النظرية الجديدة التي تصبح جزء جديداً من النظرية في الواقع الجديد, في حين تختفي تجريدات أخرى لم تعد قائمة بسبب غياب العوالم التي تسببت في حينها في وجودعا. ومن هذا المنطلق "لا يحق لأحد أن يدعي احتكار المنهج العلمي لنفسه ولا النظرية أيضاً, بل يمكن أن يمارسها من يشاء من الأفراد والجماعات والأحزاب, كما لا يحق لأحد أن يدعي امتلاك التحليل الأصوب, إذ أن الحياة هي التي يفترض فيها أن تدلل على صواب هؤلاء الأفراد أو الجماعات أو الأحزاب أو خطأهم. ومن هنا أيضاً لا يحق لأحد اتهام الآخر بالتحريفية إذ يمكن أن يقابل بالمثل.
اعتادت الحركة الشيوعية العالمية على استخدام مصطلح التحريفية والتصفوية على نشاطات وأفكار الكثير من الماركسيين وبشكل خاص إزاء:
• كل الماركسيين غير المقتنعين باللينينية, ولكنهم يمارسون التحليل الماركسي لتشخيص وجهة نشاطهم.
• كل الماركسيين اللينينيين الذي كانوا داخل الأحزاب الشيوعية واختلفوا مع قيادات أحزابها في رؤية الأمور واتجاهات التطور والقراءة الماركسية المختلفة. أي الاختلاف عن الرؤية السوفيتية للأمور, وبشكل خاص في فترة ستالين.
• وكل قوى اليسار التي اختلفت مع الأحزاب الشيوعية بشأن من الشؤون.
وكانت وراء هذا الموقف ثلاثة اعتبارات خطرة ومؤذية, وهي:
أ?. الادعاء باحتكار الماركسية من جانب الأحزاب الشيوعية اللينينية واعتبار القوى الأخرى غرباء عنها لا يحق لهم الحديث باسمها أو تبنيها.
ب?. الادعاء بامتلاك ناصية النظرية والأقدر على قراءة الفكر الماركسي وتفسيره والتعامل معه.
ت?. النظرة المتعالية على الآخرين وادعاء امتلاك الحقيقة كلها, وأن الأحزاب الشيوعية هي الأفضل والأصوب والأكثر جذرية وعمقاً وإخلاصاً للنظرية وللطبقة العاملة.
وتسبب كل ذلك في خلق المزيد من المشكلات للحركة الشيوعية العالمية وللأحزاب الشيوعية كل على انفراد وقادت إلى انشقاقات وطرد وبالتالي إلى التقوقع والمزيد من الخراب الفكري والسياسي.
كنت أعتقد بأن الزلزال الذي هز العالم, وخاصة الفكر الماركسي اللينيني, بسقوط الاتحاد السوفييتي والأزمة الفكرية في الماركسية اللينينية قد أوجدت مناخاً جديداً وحركت الفكر باتجاه الانفتاح والرؤية الواقعية للأمور, ولكن الكاتب لا يدلل على ذلك بأي حال.
إن تحليلات وفكر الكومنترن وممارساته لم تعد صالحة لهذا اليوم. وعلينا اكتشاف الجديد والتعامل الواعي مع الواقع القائم.
وفي معرض الحديث عن التحريفية أود الإشارة إلى بعض الأمثلة الملموسة لكي نتبين التغيرات التي يمكن أن تطرأ على كل شئ, بمعنى معين أن ليست هناك مسلمات وكليشهات أو محرمات ومقدسات لا يجوز الحديث عنها, بل يحق لنا جميعاً مناقشة كل شئ دون قيود أو حدود:
• كانت القوى التي تتخلى عن دكتاتورية البروليتاريا تنعت بالتحريفية, ولكن ماذا نسميها الآن وقد تخلت كل الأحزاب الشيوعية في العالم تقريباً عن دكتاتورية البروليتاريا, في ما عدا الجماعات الستالينية ذات التوجهات الأصولية.
• ماذا نطلق على أولئك الذين تخلوا عن الحركات الانقلابية والثورات المسلحة وساروا على طريق النضال السلمي والديمقراطي من أجل تداول السلطة برلمانياً, هل ننعتهم بالتحريفية أيضاً.
• كنا نرفض تشكيل أحزاب شيوعية على أساس قومي. وكان هذا الموقف بالنسبة لحزب شورش وغيره في الأربعينات, ولكن ماذا نقول عن الخطوة الصحيحة التي اتخذت بتشكيل حزب شيوعي كردستاني, يقيم علاقات ودية وتشابك مع الحزب الشيوعي العراقي.
• كان مصطلح اللينينية مترافقاً باستمرار مع مصطلح الماركسية. وجرى التخلي عن اللينينية وتم الاقتصار على ذكر الماركسية. وكان هذا الموقف سابقاً تحريفياً, ولكن ماذا نسمي التخلي عن اللينينية اليوم,
• ذكر الكاتب في معرض مناقشته ما يلي: "... الحزب قد اختار نظريتها الماركسية دليلاً ومرشداً لعمل ...". ولكن هذ كان يكتب هذا النص قبل خمسة عشر عاماً مثلاً, أو كان يكتب النص التالي: "... الحزب قد اختار نظريتها الماركسية اللينينية دليلاً ومرشداً لعمله..,". فهل في هذا التصرف أي تحريف, أم أنه يعبر عن انسجام مع الواقع الجديد.
وهكذا الأمر بالنسبة للقضايا التي يطرحها ويخشى التخلي عنها وكأنها مقدسات لا يجوز الاقتراب منها في حين لم تعد هناك أية محرمات أو مقدسات لا يجوز تناولها بالبحث والتدقيق, سوى مصلحة الشعب والوطن والقيم الشمولية والعامة مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والسلام والصداقة بين الشعوب, إضافة إلى احترام المنهج العلمي الذي من شأنه أن يوصلنا إلى التحليل والاستنتاج السليمين. مع ضرورة إغناء وتطوير هذا المنهج مع منجزات العلم والتقنيات الحديثة. إن إجراء التحديث والتغيير في الفكر والممارسة التي تفرضها التغييرات في الظروف والشروط مسائل ضرورية وحتمية ولا تعتبر خللاً بأي حال.
أقول أن الزلزال الذي هز العالم لم يصل إلى كل مكان أو إلى أذهان بعض الناس. فلم يعد الاتحاد السوفييتي قائماً, ولم تبق الاشتراكية القائمة في الواقع ومنظومتها قائمة. ولم يحصل هذا بفعل تأمر الخارج , بل وبالأساس بفعل تجاوزات وأخطاء الداخل, مع واقع استغلال تلك الأخطاء من قوى الخارج لصالحها. وهذه الحقيقة هي التي يفترض فيها أن تدفعنا إلى دراسة مواقفنا ومواقعنا وإعادة النظر بالكثير من الأفكار والمسلمات السابقة التي عملنا بها طويلاً من أجل تدقيق الأمور وتصحيح المسارات واختيار المهمات والأهداف والأدوات بشكل أدق وأكثر انسجاماً مع الواقع والضرورة. وبغير ذلك سنواجه المثل الإنجليزي القائل "الحقائق صخور صلدة من لا يعترف بها يتحطم رأسه عليها".
يرى الأستاذ نزار خالد أن المبادرة التي قدمتها تهدف إلى تصفية الحزب الشيوعي بقصد أو دون قصد. ورغم أني لا أحمل حتى هذه اللحظة مثل هذه النية, ولكني لم أخف رأيي منذ فترة طويلة حين أشرت بأهمية إعادة النظر بالكثير من قضايا الحزب الشيوعي العراقي, بما في ذلك تغيير اسم الحزب بما ينسجم وطبيعة المرحلة والمهمات الوطنية والديمقراطية الراهنة. ويبدو أن هناك خلطاً بين التغيير والتصفية. فالحزب الشيوعي الذي تأسس في عام 1934 يمتلك تاريخاً وتراثاً مجيداً سيبقى مرفوعاً في سماء العراق, رغم الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها قياداته المختلفة خلال الفترات المنصرمة, والتي شاركت فيها أو في بعضها. ومثل هذا التاريخ لا يمكن تصفيته. وكان لي شرف الانتماء إلى هذا الحزب منذ عام 1951, علماً بأن العلاقة به قد بدأت قبل ذلك أيضاً. وعندما أتحدث عن حوار اليسار وعن الصيغة المقبولة التي يمكن الاتفاق عليها أو حتى الصيغ, فأن ذلك لا يعني السعي لتصفية الحزب حتى لو كان الهدف تغيير الاسم. ومع ذلك, فما العيب في أن يطرح أي إنسان فكرة إقامة حزب آخر يحمل تراث الحزب الشيوعي وتراث الحركات اليسارية العراقية ولكن وفق مهمات وأدوات أخرى؟ لا أجد في ذلك أي عيب.
هناك مسألة أخرى وردت في مناقشة الأستاذ نزار خالد حين قال بأن الحزب الشيوعي يمثل الطبقة العاملة. وهي صيغة خاطئة اعتقدت بأنها قد انتهت وإلى الأبد وإذا بها تعود من جديد إلى فكر البعض وأرجو أن لا تكون جزء من فكر الحزب. ليس هناك من يحق له الحديث عن تمثيل الطبقة العاملة أو أي طبقة أخرى, بل من حق كل حزب القول بسعيه للتعبير عن مصالح الطبقة العاملة, والواقع هو الذي يفترض فيه أن يؤكد أو ينفي ذلك. والتمثيل لا يأتي عبر طرح البرامج والشعارات التي تعبر عن تلك المصالح والأهداف, بل عبر الانتخابات والحصول على أكثرية أصوات الطبقة العاملة ... الخ. ومن هنا يمكن ملاحظة الفارق بين السعي للتعبير والتمثيل, إذ لم تخول الطبقة العاملة هذا الحزب أو ذاك بتمثيلها الطبقة العاملة, وهذا الادعاء لم يعد مقبولاً ولا معقولاً.
كتب الأستاذ نزار يقول: "والقوى الوطنية بمختلف أحزابها وتنظيماتها هي طليعة الشعب الواعية واليسار الديمقراطي نبضها الأكثر صلابة ووعياً وجذرية كما يفترض فيه". يبدو لي بأن الخطاب الفكري والسياسي القديم ما يزال مهيمناً على ذهن بعضنا. وهو أشبه بالمثل القائل " ليس هناك من يقول لبني حامض". علينا أن نتسم بالتواضع الجم, وعلينا أن نتذكر بأننا لم نكن باستمرار قدوة في التعامل مع الآخرين, دع عنك صيغة تعامل الآخرين معنا. حتى لوكا كل شئ فينا سليماً وصافياً فأن علينا أن نكون أكثر تواضعاً إزاء أنفسنا والآخرين. إذ كان الأجدر بأن نشير إلى إننا نناضل من أجل أن نعزز ثقة شعبنا بنا وتأييده لسياستنا ومواقفنا بدلاً من الدخول بمنافسة غير عقلانية مع القوى الأخرى من خلال الادعاء بأننا الأفضل والأكثر صلابة ووعياً.., ولكن من قال ذلك؟ لماذا لا نترك للشعب قول ذلك؟ ولماذا ندعيه لأنفسنا بغض النظر إن كان حقاً أم باطلاً؟ إن الانتخابات الديمقراطية والحرة يمكنها أن تدلل على مدى صواب ما يدعيه البعض. ولم يخض أحدنا التجربة في العراق, في ما عدا الحزب الشيوعي الكردستاني في كردستان العراق, ولنا وضوح كامل في النتائج التي تمخضت عنها, رغم بعض التزوير الذي جرى في انتخابات عام 1992.
يشار إلى أن قوى اليسار الديمقراطي متغيرة, وهل هناك قوى غير متغيرة؟. وهل الحزب الشيوعي في الأربعينات هو نفس الحزب الشيوعي في التسعينات أو في الوقت الحاضر, وهل القوى الأخرى ذاتها لم تتغير؟ الحركة والتغيير هما بعض خصائص الحياة والمجتمعات والقوى والأحزاب والأفراد, وليس في ذلك أي ضير, بل هو السليم والجمود هو الخطأ بعينه.
أشرت إلى أن علينا أن نخوض الحوار وأن ننظمه لا على مستوى الخارج أساساً, بل على مستوى الداخل. والقوى الموجودة في الخارج يمكنها أن تساهم في هذه العملية بفضل ما اكتسبته من خبرة ومعارف جديدة وتجارب غنية. والحوار وحده هو القادر على فعل أربع مسائل أساسية:
1. أن يطرح كل منا تصوراته بشأن حركة اليسار الديمقراطي العراقي من حيث واقعها وآفاق تطورها ودورها ومهماتها.
2. أن نتبين من خلال ذلك مواقع الاتفاق والاختلاف وبالتالي يمكن تحديدها بالدقة لخوض النقاش حولها بحيوية وشفافية ومسؤولية.
3. أن نفسح في المجال وعبر النشر الواسع مشاركة المهتمين من بنات وأبناء الشعب العراقي في هذا الحوار ليتحول إلى فعالية فكرية تنويرية واسعة وعميقة وتعبئة جماهيرية واسعة من مختلف طبقات وفئات الشعب حول هذا الحوار وترقب نتائجه والمساهمة في التأثير فيها.
4. الخروج بتوصيات عامة وملموسة تساعد على رؤية معمقة لبعضنا الآخر, سواء بتأجيل الأمر أو بمواصلته أو بالوصول إلى نتائج محددة بالوحدة أو التحالف أو غيرهما.
لا أجد مفيداً وبأي حال الانطلاق في الحوار من قاعدتين هما:
• التهديد بأن هذه المقترحات ليست سوى أفكاراً تحريفية تصفوية وذات أهداف عدائية للحزب الشيوعي العراقي أو لأي قوة يسارية ماركسية عراقية, عن قصد أو دون قصد.
• التخويف بأن مثل هذه المبادرات "ذات النوايا الحسنة" تقدم غذاء دسماً للأعداء الذين يوجهون سهامهم ضد الحزب الشيوعي العراقي, شاء المرء أم أبى.
وأملي أن لا نعتمد هذا الأسلوب في الحوار وأن نعتمد التحليل العلمي والمحاججة الهادئة والموضوعية بهدف الوصول إلى أحسن النتائج.