فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6995 - 2021 / 8 / 21 - 12:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الولايات المتحدة الأمريكية دولة عظمى وأصبحت القطب الأوحد على الساحة الدولية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار النظام الاشتراكي وأصبح العالم يشبه القرية الصغيرة بفضل التقدم التكنولوجي والثورة المعلوماتية. والولايات المتحدة الأمريكية تعتمد في سياستها على عقول كبيرة والكترونية في أية خطوة تخطوها وتقدم عليها .. والولايات المتحدة الأمريكية تخلق السبب ومن السبب تخلق المبرر لتدخلها في شؤون الدول الأخرى .. وسبب تدخلها في أفغانستان عندما تدخل الاتحاد السوفيتي بجيوشه في أفغانستان لحماية الحكومة الشيوعية من حركة طالبان ومعها بعض الشخصيات الإسلامية بتحريض ودعم من الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة ومقاومة الجيش السوفيتي وإسقاط الحكومة الشيوعية التي كان يدعمها ويساندها الاتحاد السوفيتي في الثمانينات من القرن الماضي وقد تحقق للولايات المتحدة الأمريكية وطالبان ذلك بعد سنتين من الحرب الضروس والمقاومة بين طالبان والجيش السوفيتي عندما انسحب الجيش السوفيتي وسقطت الحكومة الشيوعية وتولى الحكم في أفغانستان حركة طالبان برئاسة كرزاي بدعم ومساندة من الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد أن قامت منظمة القاعدة بقيادة أسامة بن لادن بتفجير برج التجارة في الولايات المتحدة الأمريكية في 11/ أيلول/ 2001 لجأت شخصيات وقادة من منظمة القاعدة لدى طالبان في أفغانستان فطالبت الولايات المتحدة الأمريكية حركة طالبان التي تحكم أفغانستان بتسليمها العناصر من القاعدة التي لجأت إليها فرفضت حركة طالبان تسليم عناصر القاعدة إليها فنشبت حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان انتصرت فيها الولايات المتحدة الأمريكية على طالبان وتألفت حكومة منتخبة من قبل الشعب الأفغاني تحت دعم وتأييد الولايات المتحدة الأمريكية.
الآن ظهرت واستجدت ظروف جديدة تحتاج فيها الولايات المتحدة الأمريكية حركة طالبان وحكمها في أفغانستان .. إيران التي هي الخصم الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية تمتد بحدود مئات الكيلومترات في الشرق من أفغانستان الحركة المتطرفة التي تدين بالمذهب (السني) التي تجاورها إيران التي تدين بالمذهب (الشيعي) وقد استغلت الولايات المتحدة هذا الاختلاف والتناقض بين الدولتين لإثارة المشاكل والمتاعب من قبل حركة طالبان في أفغانستان ضد إيران وسوف تختلق أسباب أخرى للمشاكل بينهما.
هذا السبب والتبرير الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى سحب جيشها وبسرعة الذي كان يدعم ويحمي الحكومة من طالبان ويفسح المجال أمام طالبان وبسهولة تولي الحكم في أفغانستان، وفي المستقبل سوف تنشب مشاكل أخرى بين الدولتين أيضاً من أجل الضغط على إيران.
ومن خلال ذلك يقال : في السياسة لا توجد علاقات ولا صداقات وإنما توجد مصالح سياسية.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟