أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوت الانتفاضة - عاشوراء في منطقة البتاوين














المزيد.....


عاشوراء في منطقة البتاوين


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 6993 - 2021 / 8 / 19 - 20:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أشهر المناطق الشعبية في بغداد، يقال بأن سبب تسميتها "البتاوين" جمع "بتاوي" يرجع الى مجموعة مزارعين نزحوا من قرية "البت" على النهروان، وقد سكن هؤلاء المزارعون في هذه المنطقة ابان القرن التاسع عشر؛ تتوسط بغداد، فهي على بعد أمتار من نصب الحرية، تشتهر بكثرة الفنادق، من الخمسة نجوم الى فنادق العمال "الوافدين" من المدن؛ تعد ايقونة في التنوع السكاني، فساكنيها هم من مختلف الأديان والقوميات والجنسيات.

لم يجري على هذه المنطقة اية صيانة او اعمار او ترميم، وكانت حجة السلطة ان امانة بغداد تعدها منطقة "تراثية"، لهذا فأن حالها مأساوي، بكل ما لهذه الكلمة من معنى؛ بيوت مهجورة تحولت الى مكبات لأطنان من النفايات، والتي يقوم السكان بحرقها في بعض الأحيان، مما يثير روائح كريهة جدا.

يتجلى البؤس والفقر والحرمان في هذه المنطقة بأوضح اشكاله، فرؤية الأطفال بملابس رثة وهم يمسكون بك وانت تسير بأزقتها مألوفة "عمي انطيني ربع"، او ينسلخ أحد الشباب من مجموعته متوجها اليك "أخويه بلكي ألف دينار اشتري جكاير" او منظر النساء وهن يجلسن على "دكات" بيوتهن بوضع مزري، او ترى متشردا هنا او هناك ممدا على الأرض؛ اغلب المتشردين والصعاليك والمدمنين يعدونها مقرا لهم.

البتاوين منطقة لا تنام ابدا، في أي ساعة تذهب اليها تجدها فاعلة، تكثر فيها مخازن بيع المشروبات الكحولية وبيع المخدرات والدعارة، فيها ازقة محددة ومعروفة للباحثين عن الجنس، فعندما تسير في تلك الازقة فأنك تسمع "همسا" كلمات "تفضل، ولد، بنات"، أي هل تريد ممارسة الجنس مع "ذكر او انثى"، هناك أسماء معروفة في هذه المنطقة تدير بيوت الدعارة والمتاجرة بالنساء، وهذه الأسماء لها علاقات برجال السلطة الحالية، لهذا هم محميين تماما من أية مساءلة.

لم تسجل البتاوين اية حادثة طائفية او دينية او قومية، مع هذا فقد شنت عليها الميليشيات حملات كثيرة، وقتل فيها الكثير من "الغجر"، ولا زالت هذه المنطقة تزورها الميليشيات بين فترة وأخرى لغلق محلات بيع المشروبات الكحولية والبارات، وهذه الميليشيات اليوم تستحصل الاتاوات من هذه المحلات والبارات وبيوت الدعارة، فهي تعد مصدرا مهما للتمويل.

في عاشوراء، وفي السنوات القليلة الماضية، بدأت تنصب خيم العزاء، وترفع الرايات، وتوزع "الثوابات" على المارة، وتشاهد قدور الطبخ منصوبة، و"المنتربو" يصيح بصوت عال مذيعا "اللطميات"، وهذه المناظر غريبة على هذه المنطقة، فهي معروفة بتجنبها أي احتكاك ديني او طائفي، لكن قوى الإسلام السياسي تريد ان تضع قدمها في كل مكان.

المفارقة هو أنك تستطيع ان تشرب الماء والشاي وتأكل الكعك من خيم العزاء الحسيني، وبعد أمتار قليلة تستطيع ان تشتري أي نوع من المشروبات، وبعد أمتار أخرى تستطيع ان تمارس الجنس، وكأن هناك اتفاقا من نوع ما على هذه الممارسات، دون ان يصيبك مكروه "تريد تشرب اشرب، تريد تلطم الطم"، ولا نعلم هل هذه الممارسات موجودة في منطقة "الطوايل"؟ فالجميع يتمنى ان ينتشر هذا النموذج في كل مناطق العراق.



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طقوس عاشوراء بين منطقتي الثورة والمنصور-القسم الثالث
- الاسلاميون في كابل......Made in SA
- طقوس عاشوراء بين مناطق الثورة والمنصور- القسم الثاني
- طقوس عاشوراء بين مناطق الثورة والمنصور -القسم الأول
- عمال العراق بين الوعي الطبقي والوعي الزائف
- الانتخابات وعيون ميدوزا
- لا شيء..... فقط (مقتل عامل باكستاني)
- ما الذي يعنيه الحكم الديني -الثيوقراطية-؟
- هل الحكم الديني يعزز من السادية؟ الضحية هشام محمد هاشم أنموذ ...
- تهنئة من القلب لجماهير تونس وهي تزيح قوى الظلام والرجعية
- إيران.. احتجاج لا يتوقف
- سمات الوضع الثوري عند لينين
- مذكرات حمقى السلطة في العراق
- مزايدة علنية الموت والانتخابات
- عندما يشكل الفنان إساءة للمجتمع
- احكي يا شهرزاد فأنت في عصر الظلام
- هل وصل الإسلاميون للطور الأعلى من الفاشية؟
- البؤس والسطحية والابتذال (مناظرات الإسلاميين)
- هل يقتلون ام إيهاب كما قتلوا والد علي جاسب؟
- بيد من عصا الأوركسترا الطائفية؟


المزيد.....




- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوت الانتفاضة - عاشوراء في منطقة البتاوين