أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي مزهر - هل العراقيون قطط؟














المزيد.....

هل العراقيون قطط؟


علي مزهر

الحوار المتمدن-العدد: 485 - 2003 / 5 / 12 - 03:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

مبروك لنا، فلقد ظهرت أوّل بوادر الديمقراطية، عن الاحتلال المعترف به رسميّاً من قبل المحتلّين والأمم المتحدة، والمسمّى تحريراً، من قبل محبّي الحرية و الديمقراطية وأحباب رامسفيلد( على طريقة أحباب القائد). ظهرت هذه البوادر، والتي تتمثّل بسلوك واحد من موظّفي إعادة الإعمار والبناء، الاسم المخفف للإدارة العسكرية الأمريكية. الموظف اسمه سام نَكِلز، وحسب تقرير اليو بي أس ( الذي أعدّه إيان ويليمز، ليست الجزيرة أو غيرها) يبدو أن سام قد بدأ يفقد أعصابه، من جرّاء تعامله مع المواطنين العراقيين الذين يتوافدون كل صباح من أجل الحصول على عمل وهو المسؤول عن توقيع عقود تشغيلهم. بادره أحد المواطنين الذي يصفه المراسل بالشجاع، عمّا يعكّر صفو سام، ولماذا هو غاضب، ولماذا تكّدر زرقة عينيه غيوم الغضب. سأله: لماذا أنت غاضب يا مستر سام وتعاملنا بعصبية، لقد أخبرونا بالقدوم إلى هنا، فصرخ بوجهه سام المتحضّر تسألني لماذا؟ بسبب هذه الأوراق، فقال له أنا أفهم موقفك ولكنك ،قال له العراقي، لو كنت تعاني ما أعانيه، لجئت كل يوم لتسأل عن نتيجة طلب العمل الذي قدّمته، صفق سام الباب في وجه العراقي من غير أن يجيبه، وقال للمراسل، وهذه المرة بهدوء وباسترخاء بل ربما بزهو المتفوّق،إن توجيه هؤلاء السكّان العرب المحليين، أشبه برعي القطط في الخزانات (ربما تقرأ بيوت الراحة فالقطط توضع فيها غالباً)، سوى أن القطط لا تشكو كثيراً مثلهم... يريدون كل شيء بسرعة فما عليك سوى الهرب.
هذا الكلام كان متوقعّاً، فالكولنيالي، الغريب عن البلاد والمتحكم بها، يعتبر نفسه أكثر تفوّقاً من الأصلاني، صاحب البلاد، وهو قد جاء إليها ( مقدّماً شهداءه، على مذبح الحرية، حسب ما يقول أحد شعراؤنا الرومانسيين، من فرقة أحباب رامسفيلد وعضلات المارينز) ليحرره من الاحتلال (دائماً ليكون احتلاله مشروعاً بل ومرحّباً به بوصفه تحريراً) و من الجهل والتخلّف ويساعده لكي يلتحق بركب الحضارة التي يمثّلها هو وينشر ثمارها من عدالة و ديمقراطية ...الخ. وإذا أمكن، تحرير الأصلانيين من الحياة، تكفّلت القنابل بعدد منهم، وستتكفّل الأوبئة ونقص العناية الطبية بأعداد أخرى. وإذا عدنا إلى أهداف الحرب ( لنضع جانباً تهديد أسلحة الدمار الشامل وزواجها مع الإرهاب) فهي لتحرير الشعب العراقي من حكم ديكتاتوري وحشي وكنّا حفظنا مواويل البكاء على الشعب العراقي، قبل اندلاع الحرب، في الميديا الأمريكية، حتى تظنّ أن هذا الشعب الذي يتحدثّون عنه هو غير الذي كان يأكله الحصار، ويفتته بسببهم وبسبب غيرهم. زال النظام الديكتاتوري ، فزالت معه أسباب الحصار، ولقد رأينا كيف كان يعيش في القصور، وكيف يعيش العراقيون في فقر لا مثيل له. الآن يعيش الأمريكيون في القصور، بينما يطرق أبواب هذه القصور ذاتها، من يبحث الآن عن عمل شريف يقيم به أوده ويطعم أطفاله، فلا يُضطّر إلى السلب والنهب. يستجدي العراقيون العمل في عراقهم، ويستوردون البنزين من الكويت، ولا قبل لهم بالكوليرا في البصرة ولا أمن ولا أمان في معيشتهم وأيامهم ولا أعلم ماذا سيحدث في قادم الأيّام. 
ربما سيعترض عليّ أحباب رامسفيلد، لأنهم يعرفون جيّداً منزلة القطط عند الشعب الأمريكي، فهم يحبّونها ويدللونها وتوجد متاجر خاصة تبيع، طعامها وألعابها، وعيادات طبيّة ونفسيّة لعلاجها من المرض والكآبة أحياناً، وسيعتبرون هذا الكلام من باب الحب الذي يكنّه المحتلون للشعب العراقي وتدليلهم له باعتباره مجموعة من القطط التي تستحق الرعاية والعناية والتوجيه. سيقولون الأمثال تضرب ولا تقاس وربما يتحفنا ناثر مجيد اشتهر بمطولاته بعنوان مثل فضائل المواء في زمن الخواء لما فيه من قناعة واكتفاء بانتظار توفر الطعام و الماء والكهرباء.



#علي_مزهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة
- أمريكا وحق التضحية بالآخر: من الهنود الحمر إلى العراق
- شعرية السياسة الأمريكية


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي مزهر - هل العراقيون قطط؟