منظمة مجتمع الميم في العراق
الحوار المتمدن-العدد: 6991 - 2021 / 8 / 17 - 00:45
المحور:
حقوق مثليي الجنس
((عندما نتحدث نحن نخشى أن كلماتنا لن تسمع أو ترحب. ولكن عندما نكون صامتين، فإننا لا نزال خائفين. لهذا السبب من الأفضل التحدث)) أودري لورد، كاتب أمريكي.
لا أحد ينكر ان الشخص المثلي يواجه صعوبات جمة في حياته الطبيعية؛ فالمجتمعات، وعلى مختلف أنواعها، والى الان، ترفض وجوده بشكل ما، مع الاختلاف في هذا الرفض بين مجتمع وآخر، فهناك مجتمعات ترفض وجود المثلي حد الإلغاء "الإعدام، القتل"، وهناك مجتمعات ترفضه بصورة اقل.
هذا الرفض الاجتماعي يعزز ويرسخ من عدم الثقة بالنفس لدى المثلي، ويعيش حالة من القلق النفسي، فيبدو عليه التوتر وعدم اتزان، وغالبا ما تكون شخصيته انطوائية ومنعزلة وحزينة، لأن الرفض الاجتماعي يوهمه بأنه قد اقترف ذنبا ما، او ارتكب جريمة بحق هذا المجتمع.
يواجهه المثلي هذا الرفض بالاختباء والتخفي تارة، وبالتظاهر بأنه شخص آخر تارة أخرى، فلا يمكن ان يسمح لشخصيته الحقيقية بالظهور، حضورها يعني له غيابها، والعكس صحيح؛ فهو يخشى انه إذا تكلم فأن صيغة الكلام قد تدل على مثليته، وهو ما يخافه، ولا يريد ان يبديه.
ان مثل حياة كهذه تكون مؤلمة جدا، لاسيما وان المجتمع لا يهادن او يسالم بأي شكل من الاشكال مع الشخص المثلي، خصوصا المجتمع الرسمي، أي المجتمع التابع للسلطة، أي المجتمع الذكوري، أي المجتمع الديني، الذي ينظر الى الناس على انهم غريزة جنسية فقط.
لكن المسؤولية لا تقع فقط على المجتمع، فهذا المجتمع هو حصيلة تربية الاف السنين من نمط محدد من العلاقات، انما تقع المسؤولية أيضا على الشخص المثلي او المجتمع المثلي، عليه ان يسمع هذا المجتمع بأنه موجود، وان وجوده لا يتعارض مع الحياة، وجوده لا يهدد البشرية بالزوال قدر الحروب والمجاعات والاحتباس الحراري؛ يجب ان يستغل اية فرصة ممكنة بالظهور على المجتمع-مع ضمان سلامته- ليعلن عن هويته الحقيقية، ليسمع الناس انه انسان سوي، وانه طبيعي بأقصى درجات الطبيعية؛ لقد كتب الفنان الامريكي هارفي فيرستين بشكل واضح وصادق جدا، معبرا عن رفض الرفض قائلا:
((لا تسمح لنفسك أبدًا بأن تصبح ضحية، لا تقبل أن لا أحد يعرف حياتك؛ عرِّف نفسك))
#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟