أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله عطية شناوة - علمانيون يدعمون قوى الظلام والإرهاب














المزيد.....

علمانيون يدعمون قوى الظلام والإرهاب


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6989 - 2021 / 8 / 15 - 23:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


جميل وضروري أن يكون لنا موقف نقدي من ما هو سائد في مجتمعاتنا من أفكار ومعتقدات وأنماط علاقات، وأن نتفحص الأحداث والظواهر من زوايا غير تلك المألوفة والمستندة الى انحيازات عاطفية أو عقائدية مسبقة أو ناجمة عن تحجر الفكر.

كل هذا جميل وضروري، ولكن يتطلب منا أن نتحرر نحن بدورنا، من الوقوع في ذات المطب إنما باتجاه معاكس، أي أن نتبنى الموقف المضاد لما هو سائد دون فحص جوانب الخطأ فيه.

والحقيقة أن الإنزلاق الى هذا الموقف من جانب بعض الأصدقاء ((العلمانيين)) يتجلى، أكثر ما يتجلى، في تبني الخديعة الإسرائيلية التي تدعي أن إسرائيل دولة ساعية للسلام، وان الفلسطينيين والعرب عموما، هم من يرفض إيجاد حل سلمي الصراع في المنطقة.

ومع كل جريمة ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، ومع كل مساومة لحاكم عربي مع أسرائيل، وردا على أصوات الأستنكار للجريمة والمساومة، ينبري هؤلاء الأصدقاء، والذين لهم في المعتاد مواقف عادلة من الأحداث في بلدانهم والمنطقة، ينبرون لشجب حالة الأستنكار، ويجانبون الحق والعدل فيما يتعلق بالموقف من إسرائيل، ولا يتردد بعضهم في مجرى حماسته عن استخدام ألفاظ وتعابير نابية لا تليق بهم، ولا بأي أنسان عادي يحترم نفسه ويحترم الأخرين، الفاظا مثل (( عواء، نعيق، زعيق)).

وفي ردهم على ((العواء والنعيق والزعيق))، يتجاهلون جوهر المشكلة والمأساة الفلسطينية، ويركزون، على ما يصفوه برفض الفلسطينيين لفرص سلام متكررة، يبدأوها بأدانة الفلسطينيين، لأنهم رفضوا قبول قرارات أجنبية بتقسيم بلادهم ومنح جزء أساسي منها لمهاجرين من قارات أخرى، ويعتبر هؤلاء الأصدقاء العلمانيون أن الحروب التي شنتها إسرائيل ضد البلدان العربية في 1956، 1967، 1982، والتي توسعت فيها واحتلت كامل فلسطين وأجزاء من سوريا ولبنان والأردن، يعتبروها مجرد رد فعل أسرائيلي على رفض الفلسطينيين والعرب للسلام، مع أن العرب لم يكونوا في الحقيقة أصحاب المبادرة في أي من تلك الحروب. الأستثناء الوحيد هو حرب التحريك 1973، كما وصفها مطلقها أنور السادات، بغرض إستعادة سيناء التي أحتلتها إسرائيل عام 1967، والتي أنتهت بثغرة الدفرسوار.

ولأنهم عادلون وموضوعيون، فأن أصدقائي المعنيون يتجاهلون حقيقة أن الفلسطينيين قد أعترفوا رسميا بإسرائيل وسعوا الى سلام معها، بأشد الشروط إجحافا بهم وبحقوقهم، في اتفاق أوسلو، الذي قتل المتطرفون الأسرائيليون الشخص الأسرائيلي الذي وقعه، رئيس الوزراء إيتسحاق رابين، الحائز على جائزة نوبل للسلام، وتنصل خلفاؤه في الحكم من بنود الأتفاق، وحاصروا الشخصية الفلسطينية التي وقعته، الرئيس ياسر عرفات الحائز أيضا على جائزة نوبل للسلام، وقتلوه بالسم.

كما يتجاهل أصدقائي العلمانيون أن العرب جميعا سعوا الى السلام، وقدموا مبادرة من أعلى مؤسسة رسمية عربية هي مؤتمر القمة العربي، تعتمد على قرارات أعلى هيئة دولية هي مجلس الأمن الدولي، وهي المعروفة بمبادرة السلام العربية، وأن إسرائيل هي من رفضت تلك المبادرة، وهي من خرق القرارات الأممية بضم أراض محتلة وفق تلك القرارات هي القدس، وهضبة الجولان السورية.

ولا يشير أصدقائي العلمانيون إلى أن أسرائيل قد تحولت الى دولة دينية بقراراها الدستوري الذي ينص على أن إسرائيل التي لا حدود ثابتة لها هي دولة الشعب اليهودي، وليس الشعب الذي يقيم في إسرائيل. ويغضون الطرف عن كون أسرائيل لم تحدد لها حدودا، لتكون حدودها هي أخر نقطة تصل إليها جزم جنود ((جيش الدفاع الأسرائيلي)).

توافق هذه الشريحة من أصدقائي العلمانيين مع الرؤية الإسرائيلية للصراع، وعدم توجيههم أي نقد لها والإمتناع عن إدانة السياسات الإسرائيلية التي تستند اليها، وانشغالهم بالترويح للبروبوغاندا الإسرائيلية بشأن الرفض الفلسطيني العربي للسلام، يعمق من عزلتهم، عن المجتمعات التي هي في أمس الحاجة الى جهدهم التنويري، ويوسع من المجال أمام فكر الظلام والإرهاب لمزيد من التغلغل في العقل الجمعي العربي الهش.

وأنا حائر حقا في فهم أسباب هذا الأنحياز من جانب بعض أصدقائي لقوة عاشمة تضطهد شعبا آخر وتصادر حقوقه، وترفض كل فرص السلام، وقلب الحقائق والزعم بأن العرب هم من يرفض السلام. فأنا لا أستطيع أن أشكك في نزاهتهم أو أن أتهمهم بشبهات لا دليل لدي عليها.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقولة الذرائعية: (( لهم ما لهم وعليهم ما عليهم )) !!!
- الچراوية أكثر أصالة من العقال
- نحن وعقائدنا
- محاولة لإنصاف صدام حسين
- نحو دراسة علمية لتأثير الفكر الديني على الأنسان
- عين واحدة لا تكفي لرؤية التأريخ على حقيقته 2
- عين واحدة لا تكفي لرؤية التأريخ على حقيقته
- هل فات الأوان؟
- مكمن الضعف في الفكر القومي العربي
- عبدالناصر والجماهير
- ((المجد لثورة 14 تموز 1958 وقادتها الأماجد))
- هل كان سلام عادل نصيرا للملكية؟
- غليان الإسفلت
- من هم حكام العراق الحقيقيون؟
- قراءة مختلفة لوجه تموز الأول
- خطر التورط بالفساد لا يستثني أحدا
- أهلا بالشباب !!!
- عواقب كارثية لثورة الإتصالات على عمليات اندماج المهاجرين
- النرويج والسويد دولتان شرق أوسطيتان
- (( عراقيو الخارج )) ومعاناة العراقيين


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله عطية شناوة - علمانيون يدعمون قوى الظلام والإرهاب