أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد رباص - موقف سلبي من واقع بئيس لن يزيده إلا بؤسا وسوء














المزيد.....


موقف سلبي من واقع بئيس لن يزيده إلا بؤسا وسوء


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 6989 - 2021 / 8 / 15 - 04:31
المحور: الصحافة والاعلام
    


ربما بإيعاز مما قرأته منتصف هذا اليوم على الفيبسبوك، استوحيت فكرة ضمنتها تدوينة كتبتها كما يلي:
القادة النافذون مصرون على نهجهم وتمشيهم غير المناسبين ولو طارت معزة، ولو طرأت أزمة..
تعلمت من تجاربي المتواضعة في هذه الحياة أن أبادر بالعمل غير عابئ بتقاعس من هو أولى بالمبادرة بحكم رتبته ومنصبه وموقعه..
وهكذا اشعر بأني املأ الفراغ وان لي دورا أؤديه في غير نظر واهتمام بما يقع حولي من تكاسل وإهمال..
ألم تلاحظوا ان شبابا وكهولا وشيبا من خروب بلادنا من كلا الجنسين يبررون نفورهم من القراءة بالحالة البئيسة التي توجد عليها البلاد؟ هؤلاء سيظلون على هامش التاريخ طالما أنهم يواجهون واقعا سيئا بموقف سلبي فيزداد الواقع سوءا، أما لو قابلوه بموقف إيجابي لكان أحسن أو نقص سوؤه على الأقل..
الواقع خايب وبنادم اخيب منو، وأنا ما لي؟ خاصني نتحرك باش نصلح أو نساهم في الإصلاح.. اما إذا بقيت مكتوف اليدين مبررا جمودي بجمود الواقع وتكلس العقليات فسوف احكم على نفسي بالإقامة في الهامش..
بطبيعة الحال، حظيت تدوينتي باهتمام الأصدقاء والصديقات، لكن ما حفزني على تطويرها وتحويلها إلى مقال هو التفاعل المكثف مع تدوينتي الذي انخرط فيه صديقي توفيق بوشري رجل تعليم وكاتب روائي.
في تفاعله الأول قال هذا الصديق: لكن العبارة (رغم ما يلف الحياة الحزبية عندنا من غموض) تنسف كل شيء خاصة وأنه يتعذر إيجاد أثر حقيقي للاشتغال الحزبي وها أنت ترى انهيار الرؤى والقطيعة مع الواقع والشعب الهائم في التيه.
رددت عليه قائلا: ألا نقبل (نبوس) الكتاب المجلد؟ انا أتحدث عن المناضلين البعديين ولا أعني أولئك القبليين الذين يريدون كل شيء جاهزا..
للمرة الثانية، تفاعل معي بتعليق مفعم بصيغة التساؤال: وهل يتعلق الأمر بالقبول من عدمه؟ لا مشكلة في الحديث عن المناضلين ووجود المناضلين، ولكن ما قيمة المناضل البعدي في ظل شتات الرؤية؟ ما قيمته في ظل غياب المشروع؟ ما قيمته في غياب تصور جديد لمثقف
عضوي قادر على احتواء الفوضى؟
و في موضع آخر من شبكة الفيسبوك، وجدت صديقي توفيق قد تعفب تدوينتي ليخصها بتعليق جاء فيه أن المشكلة ليست في الفكرة، سي أحمد، بل في تمثلها والاقتناع بها، وهذا هو لب المشكلة خاصة في ظل عالم استهلاكي تمكن من إفراغ الناس من أرواحهم ومن نضاليتهم من أجل مبدأ معين.
لإغناء هذا الجدل الفيسبوكي ولتمديد نفسه، كتبت أقول لتوفيق بوشري: إذا كان الحال كما تقول فعلينا بمقاومته ليكون المآل ربما أحسن لصالح الأجيال القادمة من أولادنا وحفدتنا ..
لم يرد صديقي التوقف عن مجادلتي فانبرى يرد علي بهذه الكلمات؛ هذا ما يحاول البعض أن يثبت عليه في صور عدة مبادرات أغلبها فردي شخصي وتجارب غير مؤطرة لخلق نويات متنوعة للمقاومة والممانعة واستعادة متعة المبدأ والكرامة.
وفي تعليق أضاف محاوري: الأفكار التي تظل بعيدة عن الممارسة والإيمان العملي لا يمكن أن تصنع سوى استعدادت بالقوة غير ذات نفع مباشر.
لكن كلماته الأخيرة كان لها وقع استفزازي على مزاجي، فقلت له: أنت تحكم بانعدام النفع المباشر.. هذا حكم جائر، بعيد عن الواقع.. المناضل الحقيقي دائما يكون لعمله نفع مباشر.. حتى تقتنع بردي وتتخلى عن تشاؤميتك ادعوك إلى الاستماع إلى إحدى الوقائع التي عشتها في خضم التعاون مع جريدة "الاتحاد الاشتراكي" إبان الزمن الجميل. وبينما نحن الأصدقاء، الذين جمعتهم الدراسة وفرقت بينهم سبل الحياة في ما بعد، كنا نحتسي فناجين القهوة وكؤوس الشاي في مقهى "الفصول الأربعة" الكائنة بشارع الحسن الثاني الذي يشطر مدينة المحمدية إلى شطرين، ونتبادل أطراف الحديث إذا بأحدهم يحكي لنا عما وقع له وهو يتجول كأستاذ للفلسفة بين صفوف تلاميذه في ثانوية تأهيلية واقعة بمدينة الفقيه بن صالح، تلاميذه المقبلين على اجتياز امتحان الباكالوريا حيث لمح أحدهم منكبا على قراءة مقال فلسفي منشور بالجريدة سالفة الذكر وموقع باسمي. قال لهم إني سرقت منه الأضواء رغم غيابي جسديا وبفضل حضوري فكريا..ألم يكن مقالي نافعا لهذا التلميذ الذي ظهر من القصة أنه مولع بتوسيع معارفه، غير مكتف بما يمليه عليه الأستاذ في القسم؟
في ختام هذا الجدل اللفيسبوكي، ظهر بجلاء أن محاوري فارس مغوار لا يشق له غبار. فها هو يتجاوب مع تعقيبي الأخير بملاحظة على درجة عالية من الدقة والنباهة حيث كتب: لم نختلف بالفكرة هنا خرجت إلى الفعل والنفع بفضل وجود استعداد. لكن ما أتحدث عنه هو صعوبة اشتغال هذا الأثر المعزول عن خطاب عام ونفع موجه يشمل بالضرورة فئات موسعة ونابع عن عمل يتجاوز مبادرة فردية تنتظر هذه الالتقاطة الشاذة على جمالها. أنا أتفق معك تماما ولكن متى سنتمكن من توسيع دائرة النفع من المصادفة إلى القصدية والنية المسبقة التي لديها أهداف واضحة وتتجه إلى وجهة محددة.
وفي تعليق أخير قال صديقي الأستاذ: توثيق جاد ونقاش مثمر حقا. ما أحوجنا فعلا إلى نقاش مثل هذا متحرر هدفه يتجاوزنا كأشخاص إلى غايات تهم الجميع وتبني تصورا عاما يراجع ويعالج بالموازاة. لا يمكن التخلي عن المبادرة الفردية باعتبارها حصنا أخيرا أمام التمييع والتجهيل. ولكن في الوقت نفسه لا بد من ارتقاء بها إلى عدوى تنحو صوب أفق التعميم.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الممارسة السوسيولوجية في المغرب: تطور مؤسسي وتحديات جديدة
- فضيحة بيغاسوس.. الإمارات العربية المتحدة متورطة بالتجسس على ...
- برنامج بيغاسوس.. سلاح تكنولوجي إسرائيلي يستهدف المعارضين الس ...
- محمد سبيلا.. متابعة لمساره الحياتي والفكري من المهد إلى اللح ...
- مصر تصاب بالدهشة من الموقف الروسي حيال قضية سد النهضة مع شعو ...
- بناء الذات من وجهة نظر الفيلسوف فريديريك نيتشه
- مهرجان كان السينمائي: سبايك لي ولجنة التحكيم ضد -العصابات ال ...
- هايتي في حالة صدمة بعد اغتيال رئيسها ومقتل أربعة -مرتزقة
- الجزائر.. سيناريوهات تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات ال ...
- فيروس كورونا: سبب القلق الذي يثيره متحور دلتا
- السينما المغربية: بصيص من الأمل في التغيير
- علاقة الفلسفة بالعلم عند ابن رشد كما حددها الدكتور عزيز الحد ...
- ما الجدوى وما الغاية من الفلسفة؟
- موقف ديكارت ومالبرانش من مسألة خلق الحقائق الأبدية
- محمد الكنودي يوجه رسالة إلى محمد حفيظ ويدعوه فيها إلى الاستق ...
- أرجوحة مالبرانش بين ديكارت وأوغسطين
- هيومن رايتس ووتش: السياسات الإسرائيلية التعسفية جرائم ميز عن ...
- المغرب بعيون ماركسية
- الفلسفة والتاريخ: جدلية العام والخاص
- اقتصاد المخدرات وشبكات الفساد في المغرب (2/1)


المزيد.....




- فيضانات غير مسبوقة تجتاح بريتاني الفرنسية والسلطات تدعو للحذ ...
- رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع وفد -الناتو- سبل تعزيز الح ...
- روسيا تدين أعمال المتمردين في الكونغو الديمقراطية
- رئيس وزراء سلوفاكيا يهدد زيلينسكي بمنع المساعدات المالية لأو ...
- وفد حماس يبحث مع المخابرات المصرية تطورات ملف التهدئة بغزة
- العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
- بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4 ...
- احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر ...
- العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة ...
- رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد رباص - موقف سلبي من واقع بئيس لن يزيده إلا بؤسا وسوء