أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فهد المضحكي - تونس والمشروع التركي!















المزيد.....

تونس والمشروع التركي!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 6988 - 2021 / 8 / 14 - 11:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعربت تركيا عن قلقها الشديد لما جرى في تونس منذ أسبوعين، لما يشكله عمليًا من إطاحة بحليفها البارز هناك راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الاخوانية، ولتأثير ذلك على تدخلاتها ومصالحها في المنطقة.

تذهب بعض التحليلات إلى أن تركيا تدفع لتغطية موقفها الحقيقي من أحداث تونس، وإظهار نفسها كطرف حيادي ايجابي.

في المقابل ثمة من يرى أن الموقف الدولي الإيجابي مع قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد شكّل هزة للتفكير التركي تجاه تونس لاعتبار ما جرى في تونس أمرًا داخليًا محضًا، ومطالبًا بالحوار بين مختلف القوى التونسية، لتثبيت الاستقرار السياسي والمجتمع في البلاد، كذلك فإن تركيا تستشعر فداحة ما أقدمت عليه في نماذج سابقة، من سياسات تداخلية في الشؤون السياسية للدول الأخرى، وهي تسعى لأن تظهر ليونة في موقفها، ولو ظاهرًا لتتجنب أي حرج مستقبلي ينتج عن تراجعها تحت ضغط الواقع، هذا ما ذكره موقع سكاي نيوز عربية.

كانت تونس واحدة من أوضح النماذج للتدخل التركي، وذلك للعلاقة الشخصية التي كانت تجمع أردوغان بالغنوشي، اللذين يقدمان نفسيهما على أنهما «معتدلان»، وهما في الحقيقة شريكان في مشروع الهيمنة الناعمة على مؤسسات الدولة.

لعشر سنوات كانت حركة النهضة بمنزلة ذراع تركيا تتدخل فيها داخل تونس سياسيًا واقتصاديًا، فقد أغرقت تركيا الاقتصاد التونسي بمجموعة من القروض والديون عن طريق صناديق التنمية التي تسمح لها بالسيطرة على هذا البلد.

كانت الأرقام والمؤشرات الاقتصادية تقول إنه منذ العام 2011 صارت تونس تستورد أكثر من 90 مادة جديدة من تركيا، فضلاً عن تضاعف حجم الصادرات التركية عدة مرات خلال هذه السنوات، من 200 مليون دولار خلال العام 2010، إلى أكثر من 4 مليارات دولار خلال العام 2019.

وتستورد تونس 94 بالمئة من هذا التبادل التجاري، بينما لا تصدر إلا 4 بالمئة إلى تركيا.

وزاد التدخل التركي في الشؤون التونسية بوتيرة استثنائية عقب ثورة 30 يونيو في مصر، حينما أطاحت الاحتجاجات العارمة بنظام الاخوان.

ومن أبرز أدوات التدخل التركي حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، الذي يعتبر نفسه «زعيمًا وراعيًا» للتنظيمات الاخوانية في المنطقة.

وعلى صعيد سيناريوات الاخوان لتفادي السقوط النهائي في تونس، حذَّر القيادي الليبي المنشق عن تنظيم الاخوان الدولي صلاح حداد، من سيناريوهات قد يلجأ لها التنظيم في تونس بمساندة قيادات في ليبيا لبث الفوضى في البلدين بعد تلقيه ضربة موجعة في تونس، ليحمي «خطة التمكين 2028» التي تشرف عليها تركيا، وتهدف للسيطرة على شمال افريقيا، وتحويل طرابلس عاصمة لـ«الدولة الاخوانية» أو ما تروج له تركيا بحلم «الخلافة العثمانية» في تلك المنطقة.

وسادت حالة من الخوف والاستنفار داخل صفوف الاخوان في الساعات الأخيرة، حيث أكدت مصادر أن قيادات التنظيم بليبيا في اجتماعات مستمرة منذ إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد تجميد مجلس النواب ذي الأغلبية الاخوانية ورفع الحصانة عن اعضائه، وان الاخواني خالد المشيري، رئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، تواصل مع قيادات اخوانية في تونس وعرض عليهم تقديم الدعم.

وتعرضت فروع التنظيم على مدار السبع سنوات الماضية إلى ضربات ثقيلة متتالية أطاحت بتواجده في مصر (ثورة 2013) وليبيا (خسارته انتخابات البرلمان 2014) والسودان (ثورة 2019) وأتت تونس مؤخرًا لتقطع أوصاله في دول شمال افريقيا.

وتعليقًا على «خطة تمكين 2088» يكشف القيادي المنشق صلاح الحداد عن الخطوات المتوقع أن يقوم بها التنظيم في تونس وليبيا لتقليل خسائره، ولو بالعمل المسلح مثلما فعل في ليبيا سنة 2014.

فيقول إن «التنظيم أعد سريعًا سيناريوهات للأيام المقبلة في تونس، وهي أيام ستكون صعبة إذا لم يتم التعامل معها بشكل حاسم».

وأضاف: «باعتبار أن تونس لوجستيًا تعتبر الحصن الأخير للاخوان والتنظيم العالمي في شمال افريقيا، فإنه في إطار خطة التمكين 2028 التي أعدها الاخوان للسيطرة على دول عربية فإنه من المؤكد سيلجأ للعنف بأقصى درجاته معللاً ذلك بأنه كلما ضاق عليهم الخناق لجأوا إلى الإرهاب».

وخطة التمكين 2028 وضعها التنظيم الدولي والرئيس التركي أردوغان منذ 2006 وتقضي بالسطو على بلاد شمال افريقيا وتحويل طرابلس إلى عاصمة للدولة الاخوانية (الخلافة العثمانية الجديدة) في هذه المنطقة، استغلالاً لضعف الجيش الليبي، والطبيعة القبلية للسكان قليلي العدد، وطول حدود ليبيا وضعف السيطرة عليها، والموقع الاستراتيجي الممتاز، إضافة لكثرة ثروات البلاد.

وبعد أن غرس أردوغان أقدام الجيش التركي والمرتزقة التابعة له في الأراضي الليبية وسيطرتهم على غرب البلاد كشف في سنة 2018 بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ90 لتأسيس «الاخوان» انه يعتزم الاحتفال بمئوية التنظيم في طرابلس أي بحلول 2028.

هذا ما يفسر سبب الحشد الدائم الذي تقوم به تركيا لشحن ليبيا منذ 2011 بميليشياتها تمهيدًا لتحقيق هذا المشروع، الذي به تمتلك تركيا قاعدة لابتزاز الدول الأوروبية الواقعة قبالة ليبيا شمال البحر المتوسط، ودول القارة الافريقية جميعها، بل والمجتمع الدولي بأكمله، وتنفيذ حلمها بعمل امبراطورية عثمانية جديدة.

وضمن سيناريوهات حماية خطوة التمكين هذه فإن التنظيم سيستنفر كافة كوادره العاملة في الداخل والخارج، بما في ذلك أجهزة التنظيم العالمي المختلفة لشن حملات إعلامية إلكترونية شعواء على الرئاسة في تونس وكل من يصطف معها.

ولفت الاخواني المنشق الحداد (انضم للتنظيم الدولي 1990 وانشق عنه في 2002) إلى أن التنظيم ايضًا سيشرع في تلفيق الأكاذيب الإعلامية لتهيج الجماهير واستعطاف الرأي العام من خلال قنواتهم الفضائية المحلية والأقليمية.

كذلك سيستعين بأجهزة المخابرات العالمية الصديقة له للضغط على الرئاسة التونسية من أجل إيجاد مخارج سياسية ودبلوماسية.

وعن تأثير الأحداث في تونس على ليبيا لفت أحد المحللين السياسيين إلى أن إقصاء الاخوان في تونس بلا شك سيلقي بظلاله على ليبيا، وسيجعل الاخوان فيها «أكثر عدوانية».

بعد قيام الثورة المصرية التي أقصت التنظيم عن الحكم في 2013 انقلب التنظيم في ليبيا على نتائج الانتخابات التي خسروها نتيجة رفض معظم الليبيين انتخابهم، وأصابهم الذعر من الفشل التام، لدرجة انهم حركوا حربًا (عملية فجر ليبيا) أتت على الأخضر واليابس في غرب ليبيا.

إن ليبيا الآن أصبحت الأمل الوحيد لتنظيم الاخوان لدعم تونس من أجل البقاء وتصحيح الوضع، وأن يكتمل التخطيط المعلن من تركيا بأن تصبح طرابلس الليبية عاصمة للتنظيم في شمال افريقيا، وفق المشروع التركي!



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلاتنا الثقافية القديمة.. ودورها التنويري
- حول النهوض بالمرأة في المجتمعات العربية
- الجامعات العربية ومقاومة الإرهاب
- شبلي شميّل
- حول تحديث الخطاب الديني
- صندوق النقد الدولي
- فؤاد مرسي الاقتصادي المبدع
- سياسة بايدن الخارجية
- أبرز تحديات اللغة العربية
- يحيى حقي القنديل المضيء
- التعليم عن بُعد
- ميشيل كامل
- شماعة كورونا!
- الأزمة الأوكرانية والتصعيد الأمريكي!
- الاتحاد الأوروبي وإعادة تقسيم العالم اقتصاديًا
- عن العقل والعقلانية
- التنظيم الدولي للجماعة
- رحلت نوال السعداوي المدافعة عن المرأة
- يعقوب صرّوف.. العالم والأديب
- قاسم أمين.. رائد تحرير المرأة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر ...
- خاص| ماذا قال مساعد القائد العام للجيش السوداني عن الإسلاميي ...
- غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تصدر البيان التالي
- غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: بناء على توجيهات قيادة المقا ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: المرحلة الجديدة والتصاع ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: خسائر العدو الإسرائيلي ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: تم إسقاط مسيرتين من نوع ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: تم تدمير 20 دبابة ميركا ...
- غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: الحصيلة التي نشرت لا تتضمن خ ...
- غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: القوة الجوية في المقاومة أدخ ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فهد المضحكي - تونس والمشروع التركي!