أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - لقالق اليباب














المزيد.....

لقالق اليباب


المثنى الشيخ عطية
شاعر وروائي

(Almothanna Alchekh Atiah)


الحوار المتمدن-العدد: 6985 - 2021 / 8 / 11 - 13:01
المحور: الادب والفن
    


إلى ماذا تنظرين أيتها اللقالق الحكيمة
إلى ماذا تنظرين بحروفٍ فارغة إلا من السكون
إلى ماذا تنظرين
ومالي أراك تقفين هكذا وكأنّ على رؤوسك الطيّارين يحومون
كأنّ أزرق الفرات لم يَفتح نوافذ عينيك على أقدام الجنود
تدوس النمل
كأنّ شمس الفرات تغرب من شرق الفرات
وكأنّ سمكات الفرات استحالت خفافيش
تطير "خبط عشواء" عاريةً من الرادارات
كأنك لست في ملاعب طفولتي
ولا تستحمّين برذاذ ضوء المياه
لا تشمّين جنون الفراش بعطر ما يتفتح من أزهار
لا توقدين النار على الشاطئ لشكر الأسماك على تبادل القبل
لا تبتسمين للأطفال يغنّون نشيد الأمل بعودة حُجّاج السماء
لا تهدين أحلامهم إلى سواء النجوم...

عن ماذا تبحثين أيتها اللقالق الجائعة
وسط حَرّاقات الوجود
في هُباب غازات البلاستيك وسواقي القار
عن ماذا تبحثين
بمناقيرك الطويلة تتوغّل في الوحول ثم ترتفع منتفضةً
كما لو انها مزامير القدر
كما لو انها نقرتْ عقرب ساعة القيامة
فالتفّت سيقانُها على سيقانها في نُثار الريش
بصوت الطلقة
عن ماذا تبحثين
بين الأرواح المتهالكة على بعضها في هذي الطّلول
تنفث رائحة الجثث في أنفاس الرياح
ولماذا لا تذهبين مع الأطفال إلى مزابل الجنود
لعلك تنقرين لقمة ذكرى عن ابتسامة ابن جيراننا
بعدما استبدل منجل الحصاد برشّاشٍ يحصد الأرواح...

إلى أين تفردين أجنحتك الثقيلة أيتها اللقالق المحتارة
في دوران هذي البكرة التي لا تتوقّف بعد انتهاء الفيلم
إلى أين تنجين بريشك بعد أن تقيّأت الأرض أحشاءها
في حمّام هذا الدم
إلى أيّ مدىً لا تصله عيونك الزرقاء تنشرينها
بعد أن خدعتْك رائحةُ أزهار ذكرى المكان
وأنت تعلمين علم اليقين أن الذكرى تأتي بلا رائحة
أن المكان لم يَعُدْ هديرَ تلك الناعورة الأليفة على نهر الخابور
لم يَعُدْ ساحةَ حصاد القمح
لم يَعُدْ حرارة خبز تنّور أمي
لم يَعُدْ عرائسَ سكّرها المنيرة آخر الليل حكايا
تفتحُ أبوابَ النجوم في سماء الدّار
لم يَعُدْ عصافيرَ شجرة التوت تنقرُ ما يُخفي براعم الجّارات
لم يَعُدْ حضنَ الخزانة
لم يَعُدْ أدراجَ أوراق أبي وساعةَ صدره السويسرية وهي تتكّ
بين أيدي مبعوث القدر
لم يَعُدْ ظُلمة صالة سينما الفردوس يُبرِق فيها زحفُ الأصابع على الأصابع
لم يَعُدْ الفردوسَ في سلام دفء حضن الفرات
إلى أين تفردين أجنحتك الثقيلة إيتها اللقالق الرؤوم
بالطفل الذي أحضرتِ من مجاهل الغياب...

على ماذا تراهنين أيتها اللقالق الضائعة
على أيّ رقمٍ أسرعَ من الضوء
على أيّ زمنٍ لم يمحُ مراياه
على أيّ كونٍ يكون
على أيّ بشرٍ لا يَنهشون
على أي قدرٍ تراهنين
وأنت ترينَ وجهَ الماضي ممرّغاً بوحول المستقبل
ترينَ وجه التاريخ كما قفاه
ترين بوّابات قيد الحاضر بلا أقفال لتفتحَ
أمام أعين الأحصنة
وأصواتَ شحذ سكاكين القبائل تصمّ الآذان
لجزّ الرقاب...

وفي أيّ ملاذ تُخبّئين جوعكِ، حيرتك، ضياعك،
في أيّ ملاذٍ لا يمحوه هذا العراء
تخبّئين حكمتكِ يا لقالقي الخائفة
من صرير جنازير الدبّابات تعجن أجساد السنابل
بدم الأرض ليتدفّق القار
في أيّة أرضٍ لا ترسل النار بمناقير هداهد الدبّابات
في أيّ كونٍ لم يُغلقْ أبوابَه بوجه قوافل المهجّرين
وفي أيّ سماءٍ
في أيّ بيت لإلهٍ لم يخلعْ التاج ويرتدي ثيابَ المتسوّلين
على أبواب ملوك صنعهم بيديه الآثمتين
في أيّ جحيم لم يَعُدْ متوفّراً هو الآخر
في أرض اليباب.



#المثنى_الشيخ_عطية (هاشتاغ)       Almothanna_Alchekh_Atiah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -غانيات بيروت- للروائية اللبنانية لينة كريدية: لوحة روائية م ...
- مواجهة الشاعر للعالم بقوة الحب والشعر في مجموعة السوري فواز ...
- دفاتر ورّاق جلال برجس: حبكة سينية لتعرية أحشاء المدن
- مختارات الشاعر الفلسطيني يوسف عبد العزيز: -صامت وفي رأسه شلا ...
- البيان الأخير للملك شهريار: شرارة بائسة في رماد الذكورية الع ...
- استعادة زمن الماضي الجميل بلغته وأغراضه في مجموعة الشاعر شكي ...
- في السيرة العطرة لزعيم شكري المبخوت: تعرية ساخرةٌ قاسية لصنا ...
- صوفية اللون في حقول وأشجار فاروق قندقجي
- شهرزاد تقود رواية -المايسترو- لسعد القرش في بحار معرفة الآخر
- أبطال الروايات الناقصة لمحمود قرني: في أبعاد انفتاح المشاريع ...
- تداخلات متعة التذكّر وتحدّيات الاكتشاف في رواية مها حسن -حيّ ...
- اجتراح كونٍ إنساني صافٍ يدعى فلسطين في مجموعة الشاعر عبد الر ...
- بيدين مفتوحتين
- وهم الإمام العادل وحقيقة قيادة شعبه للهاوية في رواية صنع الل ...
- تفاعل وتداخل الشعر في بهاء تجلّياته وتطوّراته في مختارات الش ...
- في رواية عبد الناصر العايد -تنسيقية بولييه-: حلول روائية مبت ...
- مختارات الناقد فخري صالح -على هذه الأرض ما يستحق الحياة-: من ...
- صورة موتي
- مكعب الجمال القاسي في تحطيم الأشكال لتجلية الروح في رواية عا ...
- لا أملك كوناً


المزيد.....




- الوثنية السياسية
- اللغاوون،قصيدة (سجن الهموم)بقلم الشاعر مصطفى الطحان.مصر
- بريطاني يدهش روّاد مواقع التواصل بإتقانه اللغة العربية.. ماذ ...
- سنتكوم: دمرنا زورقين ومحطة تحكم أرضية ومركز قيادة للحوثيين
- نزلها الآن وشاهد اجمل أفلام كرتون القط والفار.. تردد قناة تو ...
- نصري الجوزي رائد الكتابة المسرحية في فلسطين
- كوريا الجنوبية تُطلق تأشيرة للأجانب للتدرّب على ثقافة -كي بو ...
- شغال.. رابط موقع ايجي بست 2024 Egybest فيلم ولاد رزق 3 القاض ...
- أحداث مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 29 مترجمة للعربية وال ...
- قيامة عثمان الموسم السادس.. الان عرض مسلسل قيامة عثمان الجزء ...


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - لقالق اليباب