موسى العزب
الحوار المتمدن-العدد: 6984 - 2021 / 8 / 10 - 23:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
العلمانية ليست دين جديد، وليست أيدلوجيا مستجدة.
ومن حيث المبدأ، العلمانية لا تطلق على الأفراد، إلا إفتراضيا، نحن نقول عن نظام الدولة بأنه علماني، وليس عن الأفراد.. وهناك مفهوم واحد عن العلمانية، ولكن هناك تطبيقات وتأويلات مختلفة حسب التطور السياسي والإجتماعي لكل مجتمع وسياقه التاريخي.
والدولة العلمانية الفرنسية، أول جمهورية علمانية في التاريخ، إرتكزت على 3 قوانين ؛
( إعلان حقوق الإنسان والمواطن للعام 1789،
قانون فصل الكنيسة عن الدولة للعام 1905،
دستور الجمهورية الخامسة للعام 1958) !!
كما ارتكزت على 4 أعمدة:
1- حرية المواطن بأن يؤمن أو لا يؤمن، أن يغير دينه، أو يكون بلا دين، وحقه في الإفصاح عن ذلك سواء في بيته أو في الأمكنة العامة، مع ضرورات إحترام النظام العام.
2- الكنيسة لا تتدخل في إدارة الدولة، ولا تتدخل الدولة في التنظيم الداخلي للدين والشأن الكنسي، والشعب مصدر القوانين.
3- إحترام حيادية الدولة بحيث لا يظهر موظفوها الرسميون أي علامات أو رموز تعُرف بإنتماءاتهم الدينية أو العقائدية، وهذا يشمل سلك القضاء والتدريس والأمن.
4- المواطنون متساوون أمام القانون والخدمات العامة، مهما كان دينهم، وكانت معتقداتهم.
وهكذا “تأخذ الجمهورية العلمانية موقفا صلبا من الإنحرافات الأصولية والإقصائية والعنصرية، ومن يدعو أيضا للكراهية تجاه الأديان والمؤمنين”.
العلمانية لمن قدمها ليست وجه نظر عقائدية، وليست دعوة للإلحاد، وإنما إطار يجمع كل القناعات على قاعدة مجتمعية مشتركة.. أن تكون علمانيا، هو أن تنتسب إلى قوانين ومبادئ متعارف عليها، ومتفق عليها. يعني ممكن أن تنتسب لأي دين، أو أن تكون رأسماليا أو إشتراكيا، وتكون علمانيا في نفس الوقت.
مع معاداتي للطابع الإستعماري الإستغلالي الرأسمالي لبعض هذه الدول، ولكني أتحدث هنا عن سمات العلمانية في البعد النظري، وتعاملها مع أصحاب الديانات والمعتقدات كافة.
#موسى_العزب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟