|
الرد علي افتراءات الشعوبي عبد الله شم بشأن عرب الجعليين
عبد الرافع كمال
الحوار المتمدن-العدد: 6983 - 2021 / 8 / 9 - 23:23
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
قام احد الشخصيات الاسفيرية و يدعي عبد الله شم بكتابة مقال بثه عبر عدد من صفحات الاسافير ، يتحدث المقال عن اصل الجعليين " مجموعة القبائل الجعلية الكبري خلص خلاله الي ان اصل الجعليين هم كوشيين ، استعربوا و ادعوا العروبة . و لاقي المقال التصفيق و التهليل لدي الاواسط الشعوبية و اردنا هنا ان نستعرض علي عجالي المنطلقات التي استند عليها في نفي عروبتنا و نجملها في الاتي : & قام بعرض نسب الجعليين و من ثم عرج عليه قائلا ببطلانه .. & لم يزكر تاريخيا حدوث هجرات للنيل بهذا الكم الهائل لتحدث تغيير ديمغرافي في شمال السودان . & احتواء لسان الجعليين الدارجي لعبارات من اللغة المروية . & التقاليد الجعلية كلها كوشية كالديوان و تسمين العروس و المأتم و طقوس الزواج و الشلوخ و اللباس و اكلاتهم . و لم يمتلك الجعليين اي عادة تثبت انهم اتوا من خارج السودان & سحنة انسان النيل قبل دخول العرب يطابق تماما نفس انسان النيل فيما بعد دخولهم . فأنسان النيل الكوشي يتراوح لونه بين البني الفاتح و البني الغامض و الشعر المجعد الطويل و المفتل القصير . & جلب عدد من التعليقات لبعض الباحثين الاجانب تفيد بأن شعب الشمال النيلي لم يكن نتاج اختلاط . & سيادة اللغة العربية فسرها حسب انتشار الاسلام فأعتناق الجعليين للأسلام عرب لسانهم و جعلهم ناطقين بالعربية فأنتشار اللغة العربية اعزاه الي انتشار الاسلام و نزوح بعض القبائل العربية الي النيل . & استدل بمقولة نسبها الي عبد الله الطيب مفادها " احتمالية ان تكون هاجر ام العرب المستعربة كوشية جعلية ". & الانساب العربية لدي قبائل الجعليين هي مصطنعة و مضروبة . & يختم مقاله بالاحتكام الي الجينات و التي بحسب قوله انها اثبتت ارتفاع نسبة الجين A و هو جين افريقي بيور و صاحبه لم يأت من خارج السودان . . و سنحاول هنا وضع الشبهات التي اثارها حول اصل الجعليين في ميزان العقل و المنطق . . & شبهة نسب الجعليين اما طعنه في النسب هو امر يبدو مقبولا لدينا فأحتمالية ان يكون هذا النسب العباسي مكزوبا و مصطنعا فهذا امر بدهي فالقبائل العربية درجت علي نحل انساب توصلها الي ال البيت و لكن هذا الطعن في حد ذاته مدلل علي عروبة القبيلة فصناعة انساب زائفة موصلة الي اهل البيت هو امر شائع بين القبائل العربية و ليس بين القبائل الافريقية . . & يقول بأنه لم يسجل التاريخ عملية هجرات عربية للنيل بهذا الحجم و هنا يمارس الشعوبي " عبد الله شم " الكذب الادلوجي " فالتاريخ زكر و سجل هجرات تاريخية عربية الي منطقة النيل و احيله الي كتب الاشراف العباسيون في مصر لمؤلفه الشريف حسين عباس بصري . و كتاب الاساس في انساب بني العباس لمؤلفة ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺣﺴﻨﻲ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ . و كتاب ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ / ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻣﻜﻤﺎﻳﻞ و ماكمايل هذا ليس بعباسي ولا سوداني ولا عربي اصلا و ليس له اي مصلحة في الكذب . و ليس هذا فحسب بل هنالك مذيد من الكتب التي توثق لهجرات الجعليين الي منطقة النيل الشمالي فالقول بأنه لم يوثق التاريخ وفود هجرات للنيل هو قول جزاف و كذب ادلوجي مغزاه هو تفخيم الحجج و اكثارها حتي يستطيع التأثير في نفسيات القارئ و هذا السلوك يعبر عن السقوط الاخلاقي لدي الشعوبيين و انتحاءهم عن المنهج العلمي . . يستدل ايضا ب ان اللسان الدارجي للجعليين يزخر ب مصطلحات ترجع الي اللغة المروية " النوبية القديمة " و يزكر علي سبيل المثال كلمة " مك " و تعني رب او سيد بالاضافة الي كلمتي سي و تب . و بناء علي هذه الكلمات الثلاثة التي لم يزكر سواها يريد ان يعمم الحكم علي الجعليين ككوشيين و ليسوا عرب . و في الحقيقة وجود مصطلحات من النوبية القديمة في اللسان الدارجي للجعليين ليس دليلا قاطعا ينفي عروبتهم و ليس دليلا قاطعا لأصدار حكم ينفي عروبتهم ،فالثابت تاريخيا هو حدوث تزاوج بين الجعليين و النوبيين و الكاتب يعترف بوجود راسب من اللغة النوبية القديمة في لغة النوبة الجديدة . فبما ان عرب الجعليين تزوجوا من النوباويات فهذا و تصاهروا مع النوبيين ، فهذا طبيعي ان تؤثر لغة النوبة الجديدة في لسانهم العربي و يتمدهم بمصطلحات من اللغة النوبية بشقيها الجديدة و القديمة . فوجود عبارات من النوبية القديمة في اللسان الجعلي هذا امر طبيعي فهذة الكلمات اخذت من النوبة الزين جاوروهم و صاهروهم و قطنوا ارضهم ، و هذا لا يكفي للقول بكوشية الجعليين . و من المعقول و البديهي ان كل جماعة تهاجر الي منطقة ما و تنصهر مع الاثنية التي تقطنها فأن لسانها يكتسب مصطلحات من تلك الاثنية . و العرب في كل منطقة يدخلونها يحملون عبارات من لغة من عاشروهم من الاثنيات الاخري فعلي سبيل المثال نجد ان عرب المغرب تحوي لهجتهم راسبا ضخما من اللغة الامازيغية و هذا شئ طبيعي جدا فهل يعقل ان نحكم عليهم بالاصل الامازيعي ؟؟ و يقول بأن كلمة مك فحسب ما يقول انها تعني أله او ملك و هذا امر غير منطقي اصلا ؟؟ كيف يعقل ان تحمل كلمة مك معني اله و في نفس الوقت معني ملك ؟ فهل يعقل ان تسقط الالوهية علي الملوك فالكلمة اما انها تعني اله او ملك اما ان تحمل معنيين مترادفين فهذا امر غير ممكن اما كلمتي تب و سي فهي كلمات لا تكاد تنحصر عند الجعليين فحسب و انما لدي معظم القبائل العربية في السودان و هذه العبارات ان صح نسبتها الي اللغة النوبية القديمة فأن الجعليين اخذوها من النوبيين و معروف ان الجعليين هم اول من دخل السودان من العرب و ان اغلبية عرب السودان تصاهروا مع الجعليين مما اكسبهم هذه العبارات . اما كلمة رك تعني المسؤلية و هذه الكلمة لم اسمعها قط من اي قبيلة سودانية . و يقول كذلك ان البوادرة يطلقون اسم مك علي ناظرهم و هنا نتساءل لماذا لم يطبق الكاتب نفس القاعدة و القياس علي البوادرة و ينفي عروبتهم . . اما عبارة تميرا و تعني الفيضان بالمصرية القديمة " ركمنا " فهذه الكلمة لا توجد عند الجعليين فحسب و انما عند سائر عرب السودان و هذه الكلمة انما هي دليل علي عروبة الجعليين لأنها تثبت صحة قدومهم من مصر . . & شبهة الجغرافيا و الارض : يتساءل الكاتب الشعوبي عن كون الجعليين يتواجدون في مناطق تعج بأثار الحضارة النوبية . و يتساءل اين زهب سكان هذه الحضارة و نجيب علي تساؤله بأن هذا امر طبيعي فأغلبية المناطق الاثرية في العالم تكون ذات خلو سكاني و نأخذ مثالا حضارات بابل و تدمر و اشور و كمت و كلها مناطق اثرية يسكنها اشخاص لا علاقة لهم بماضيها الحضاري . اما الدراسات الحفرية التي تثبت ان عمليات صهر الحديد في مروي استمرت حتي القرن الثامن عشر فهذا امر لا يعقل تصديقة فمن الصعب الجزم ب أن بقايا المعدن الفلاني ترجع الي القرن الفلاني او العلاني فهذا محض هراء و ادعاء . . & شبهة اللون و الشكل و العظام : يخلص الشعوبي عبد الله شم الي اثارة شبهة جديدة اذ يقول ب أن التركيبة الجسمانية في القامة و اللون لدي الجعليين تتشابه و تتماثل مع تصاور النقوش الكوشية و ان انسان المنطقة يتوزع لونه بين الاسمر و الاسود الداكن و شعر خشن مجعد ثم يورد عدد من ملاحظات علماء الحفريات ادلو بتشابه مورفولوجيا الجعليين مع الجثامين و النقوش الكوشية ، و يزكر منهم تريقر و الخبير شني و غيرهم و هنا نتساءل هل الناس يصنفون حسب بنيتهم الجسمانية ؟؟ هل هذة منهجية علمية ؟؟ و لعل الملاحظ للمجموعة الجعلية يجد ان جعليبن الشمالية و نهر النيل و ان كانت تغلب عليهم السمرة و السواد النوبي الكوشي الا ان اللون الاصفر القوقازي و الشعر المرسل المسبسب القوقازي حاضر و بقوة في سحناتهم ، فلو اخذنا علي سبيل المثال قبيلتي البطاحين و الخوالدة و هما قبيلتين جعليتين نلاحظ ان اللون القوقازي الاصفر الفاتح و الشعر المسبسب يكاد يغلب علي مورفولوجيتهم و سحنتهم ، و المعروف ان قبيلة البطاحين الجعلية هي اقل قبائل المجموعة الجعلية اختلاطا ، و هذه السحنة القوقازية التي لا تخطأها العين هي اكبر شاهد و دليل علي صحة انتساب الجعليين الي العرب . اما جعليين نهر النيل و الشمالية فيغلب علي سحنتهم السمار النوبي و هذا يرجع الي الاختلاط بأمهات نوبيات و المعروف ان لون المولود يشابه لون الامهات و هذه ميزة طبيعية يمكن ملاحظتها في كل اسرة . فحين حدوث تزاوج بين رجال عرب ذو لون اصفر قوقازي و نساء نوبيات ذات لون اسمر و اسود فأن الغلبة تكون للون الامهات و هذا مالم يحدث عند البطاحين الزين لم يختلطوا كثيرا مما جعلهم اكثر حفاظا علي السمات القوقازية من اخوانهم الشايقية و البديرية ..الخ . اما وجود ملاحظات لتشابه مورفولجي لجسمانية الجعليين بالنقوش الكوشية فهذا لا يكفي للحكم بكوشيتهم ، اذ ليس من العلم في شئ ان نحكم علي الناس و نصنفهم حسب البني الجسدية . كما ان القول بكوشية الجعليين لا يفسر وجود سمات قوقازية في اللون و الشعر فهنالك فصيل كبير من الجعليين في الاقليم الشمالي تسودفيما بينهم سمات قوقازية كالشعر المسبسب لدي الرجال و الطويل لدي النساء و اصفرار و انفتاح اللون و انتشار هذه السمات في مناطق لم تتعرض لهجرات قبائل عربية كبيرة كولايتي نهر النيل و الشمالية . بالاضافة الي وجود قبائل جعلية تغلب السمات القوقازية علي سحنتها مما يجعل من فرضية اكتساب هذه السمات بالاختلاط فرضية ضعيفة و سخيفة و يستصعب تصديقها . . & شبهة الاقليم الكوشي : من الشبهات التي اثارها هي استيطان قبائل الجعليين في مناطق الحضارة الكوشية مما جعله يغلظ في الحكم بكوشية هذه القبائل و هذه شبهة مردودة لأن القبائل الجعلية لا يقتصر وجودها علي الاقليم الشمالي فقط ففي الاقليم الاوسط نجد الجوامعة و الجمع و البطاحين و الخوالدة في حين نجد البديرية و الشويحات في كردفان مما ينسف هذه الشبهة و التي بني عليها هذا الشعوبي ادعاءه ، و يعزز وجود هذه القبائل في كردفان فكرة ان الجعليين اول استقرار لهم كان في كردفان و من ثم عبروا نحو النيل . . & شبهة الثقافة : يستطرد القول بأن الجعليين لم يأتو بأي عادة تثبت انهم اتوا من الخارج فجميع عاداتهم و تقاليدهم و فلكلورهم افريقي كوشي بحت . ثم يفصل في ذلك زاكرا الاكلات كالكسرة و العصيدة و لباس المرويين و طقوس الزواج و المأتم و الشلوخ و الديوان . و هنا يبادر الشعوبي عبد الله شم برهان خاسر جدا ، فالقول بأن الجعليين لم يأتوا بعادة تثبت انهم اتوا من الخارج فهذا حجة داحضة و هنالك عدد من الثقافات العربية التي تمثل شاهدا و دليلا علي عروبة الجعليين و التي تعجز النظارات الشعوبية التي يرتديها الكاتب عن التقاطها و نورد منها ثلاثة ثقافات عربية تسود لدي الجعليين : * ثقافة الفخر بالانساب : و المعروف و الثابت ان ثقافة التفاخر و التباهي بالانساب هي من الثقافات الثابتة عند العرب في الجاهلية و يكون هذا الاعتزاز في شكل صياغات شعرية في الفخر بالنسب و القبيلة اذ يتردد مصطلح " نحنا و نحنا و نحنا " . و هذا التقليد لا يظهر عند القبائل الافريقية ، و يمكن للكاتب ان يرجع لثقاقة الجاهلية كي يقارن بنفسه * ثقافة صون العرض : و لعل قصة الاعرابي الذي زبح البعير حتي لا يركب احد من الناس علي نفس المكان الذي ركبت عليه زوجته ، تمثل هذه القصة التي جرت في العصر الجاهلي تعبير عن مدي هوس العقلية العربية بثقافة العرض و لعل انتشار هذه الثقافة في مجتمع الجعليين امر يبدو واضح للباحث المنصف و العرض في التقليد العربي يشير الي المرأة و هذه الكلمة لا توجد الا في لغة العرب كما ان هذا المفهوم يأخذ حيزا كبيرا في عقلية الجعليين و هي مؤكد علي الاصل العربي لهم . * ثقافة الحريم : و لعل ثقافة الديوان الذي يبني خارج المنزل للرجال و التي اول من ابتدعها هم الجعليين ، هو نتيجة عضوية لثقافة الحريم العربية اي ثقاقة فصل الرجال عن النساء ، و عبارة الحريم لا توجد الا في لغة العرب . و الباحث المنصف يجد ان قبائل الجعليين هو من اكثر القبائل تمسكا بهذه التقاليد و التي بيئت في العقل الثقافي العربي منذ العصر الجاهلي و الذي يعد العصر القياسي للثقاقة و العقل العربي و احيل الكاتب الي الاطلاع علي رباعية نقد العقل العربي للجابري قبل اطلاق احكامة الجزاف . و لعل العقل الجعلي زاخر بالمسلمات العربية فحتي النظرة العنصرية التي يحملها الجعليين تجاه الافارقة بالاضافة الي التشدد العرقي ، و ثقافة التضييق علي المرأة بالقوانين و العقلية الزكورية و التعامل مع الجنس كتابوه و رفض تزويج الموالي " العبيد سابقا " هي جميعها ثقافات راسخة في العقل العربي و خصوصا في العصر الجاهلي . . & شبهة الاستعراب يفسر شم عملية استعراب الجعليين نسبة لعاملين هما انتشار الاسلام بالاضافة الي مجاورة قبائل عربية و سنعمل علي وضع هذين التفسيرين في الميزان . اما التفسير الاول فهو باطل فأن كان انتشار الاسلام يعرب الشعوب فلماذا لم يستعرب البجا و النوبيين و ظلوا محافظين علي لغتهم ؟؟ لماذا لم يعرب الاسلام الفرس في ايران و ازربيجان و افغانستان و تركيا فالاستعراب لا يتحقق الا ازا توفر،شرطه الاساسي، الا و هو دخول العرب للمنطقة فالقول بذلك فاسد لا يصح . و يضرب الرجل مثالا بالقبائل الليبية و بلدان شمال افريقيا و قبيلة البرتي ، و هذا التمثيل فاسد ، لأن هذه القبائل لم تستعرب الا بعد ان انهالت موجات الهجرات العربية عليها و احاط بها العرب من جميع الجهات و السؤال للكاتب من هم العرب الذين عربوا الجعليين ؟؟ اما قبيلة البرتي التي تقطن شمال دارفور فقد جاء استعرابها كنتاح لحصارها من جميع الجهات بقبائل عربية ، مما تسبب في خنق لغتها و جعلها تندثر تلقائيا . و لكن ما هي القبائل العربية التي عربت الجعليين ، بالرجوع الي رصد الوجود العربي في مناطق الجعليين نرصد وجود قلة قليلة من قبيلة الحسانية الكواهلة بالاضافة الي قلة من الفادنية في ولاية نهر النيل ، اما في الولاية الشمالية فنجد قلة قليلة جدا من الجعافرة ، بالاضافة الي المحس و الدناقلة بجوار الشايقية و هولاء رطانة . و هنا نتساءل هل يعقل ان يكون وجود هذه القلة القليلة من الفادنية و الجعافرة و الحسانية قد اثرت في الاغلبية الجعلية و تعربها ، بل البديهي و العقلاني ان يحدث العكس .. لذا فأن ربط الاستعراب بهذة القلة القليلة من القبائل العربية هو حجة فاسدة ولا يمكن قبولها . و نتساءل هل يعقل ان تستعرب أمة بهذا الحجم " ان صحت نظرية ان الاسلام قد يسهم في الاستعراب " ، هل يعقل ان تستعرب عشرة قبائل دون ان يبقي منها و لو قلة قلة منها يحتفظ بلغته الام في حين احتفاظ جيرانهم من القبائل الاخري بلغاتها ؟؟.. هل يعقل هذا الامر ؟؟ هل يعقل ان قبيلة صغيرة بحجم الدناقلة ما ذالت محافظة علي لغتها و لسانها في حين تستعرب ما يقارب العشر قبيلة و تنقطع صلتها بلسانها الام دون ان تحيط بها اي مكونات عربية ؟؟ .. هذا هراء .. ان استعراب قبائل ليبيا و تونس جاء جراء ان غمرتهم موجة الهجرات العربية و لكن من هم العرب الزين عربوا الجعليين و نلاحظ ان الشعوبي عبد الله شم بدأ متخبطا في كلامة ، فتارة يعزي الامر الي دخول قبائل عربية و تارة يعزيه الي الاسلام ، و لكن مهما كان ف استعراب ثلاثة عشر قبيلة فهذا امر مستحيل ؟؟ و نجده نتساءل دوما لتفخيم الحجج ان كان النوبة قد غيرو لغتهم اذن ما الغريب في ان يكون الجعليين كوشيين استعربوا ، و هذه حجة داحضة ، لآن تغيير اللغة ليس كالاستعراب ، فتغيير اللغة لدي احد الشعوب لا يتتطلب مجاورة عرق خارجي ، اما اكتساب لغة اجنبية تتبع لعرق ما ، فيتطلب مجاورة و معاشرة ذلك العرق حتي يتم اكتسابها ، فحجته فاسدة ساقطة . و القبائل المستعربة لا تجيد الدارجي العربي فنجدها تزكر المؤنث و تؤنث المذكر علي سبيل المثال كما نجد ان سيادة مسميات غير عربية فيما بينهم مثل شفوقة و دهيبة و اونور عند الحلفاوة و ساتي و نابري عند الدناقلة و كودي و كوكو عند نوبة الجبال ، و اوهاج و اوشيك عند البجا و لكن اين الاسماء الغريبة التي ينفرد بها الجعليين دون غيرهم من ابناء القبائل العربية الاخري ... . & تساؤلات متفرقة سوف نختم هذا المقال بجملة من التساؤلات و التي نرجو من الشعوبي عبد الله شمو الاجابة عليها بينه و بين نفسه * هل من المنهجية العلمية تصنيف الناس حسب بنيتهم الجسدية ؟؟. هل يعقل ان يدخل العرب كل بقاع السودان في حين يهجروا الشمال النيلي ؟؟.. * كيف نفسر وجود الجعليين في جنوب مصر و بسحنة قوقازية لا يظهر عليهم انهم نتاج خلطة ؟؟ * اليس جعليين السودان هم امتداد طبيعي لجعليين مصر ؟؟ * كيف نفسر وجود قبائل جعلية مشتركة بين السودان و مصر كالبطاحين و الجموعية و الشويخات ؟ الا يكفي هذا الوجود للحكم بعروبة الجعليين و صحة نسبتهم للعرب ؟؟.. & ما هو الدليل التاريخي الزي ينفي ان المنطقة الشمالية قد سكنها الجعليين . او يثبت ان هولاء مدعو الجعلية ؟؟ .. & هل يعقل ان يدعي شخص اسود او اسمر اللون الانتماء الي عرق قوقازي ابيض خصوصا و ان كان يملك حضارة عريقة بمثل الحضارة النوبية ؟؟.. & هل يعقل ان يختار سيد المنزل ان يكون غريبا دخيلا في ارضه ؟؟ & هل من المعقول ان يترك شخص نسبه و اصله و يدعي الانتماء الي اصل اجنبي غريب ؟؟ اذا افترضنا امكانية زلك فهل يعقل ان يصدر هذا الفعل من امة بحجم الجعليين ؟؟ لماذا يقدم الكاتب لنا اقاويل او ملاحظات اشخاص و بشر عاديين يقدم كلامهم كمسلمات و كقول مطلق ؟؟ .. & هل عبد الله الطيب نبي ام اله حتي نسلم لقوله ؟؟ & هل يحمل الجعليين لون واحد لون واحدا او شكلا واحدا حتي نقول انهم يمثلون عرقية قائمة بذاتها ؟؟ لماذا لم يظهر الجعليين قبل الغزو الاسلامي ؟؟ هل يقصد الكاتب ان اسماء الاجداد العرب لهذا الكم الهائل من القبائل و شجرات الانساب كلها مصطنعة ؟؟ هل يعقل ان يتم صناعة اكثر من عشرة قبائل ؟؟ حتي اذا فرضنا حدوث ذلك ، لماذا لم يوثق احد المعاصرين في كتاب او بحث تاريخي لهذا الفعل ؟؟ هل يستطيع الكاتب الاتيان بدليل يثبت ان هذه القبائل مصطنعة ؟؟ . اما تساءله عن اختفاء اسماء قبائل كالشاقا و الناسدوكا و البيلميين فهذه القبائل زكرت في التاريخي و لكنها زابت و انصهرت ، فالدناقلة و الحلفاوة و حتي السكود هم اسماء مناطق و هم بوتقة انصهار تلك القبائل النوبية فلا يحتاج الامر الي فذلكة تاريخية و كذب ايدولوجي اما ان اراد الاحتكام للجينات فالجينات فعليه ان يآخذ بكل الابحاث الجينية التي اظهرت عروبة الجعليين و ليس من المنهجية العلمية ان نؤمن ببعض الكتاب و نكفر ببعض . . و نتساءل اخيرا : ما هي القرينة التي دفعت الكاتب للشك في عروبة مجموعة قبلية ذات مسميات اسلاف عربية و لا تعرف لسان غير العربية و يظهر من تباين الوان افرادها من الاصفر الي الاسود انهم نتاج خلطة ؟؟ ان الدليل الاعظم علي عروبة الجعليين هو وجود امتداد للقبيلة في مصر و بسحنة قوقازية و بلسان عربي ، و ما جعليين السودان الا امتداد عضوي لجعليين مصر فالكاتب لا يكلف نفسه في التفكير و طرح الاسئلة لأن غرضه ليس علمي و انما ادلوجي ، فالرجل يريد ان يمارس الكذب الادلوجي حتي يظهر الجعليين كسكان اصيلين و اصحاب حضارة عريقة . في الحقيقة الانتساب الي كوش هو امر مشرف و لكن يجب ان لا يجئ عن طريق اختلاف الاكاذيب ، فالكذب حول اصل الناس عمل لااخلاقي نسبة لما ينطلي عليه من تشويه لحقائق فمحاولة الشعوبي عبد الله شم هو محاولة عبثية مفضوحة ، مثلها مثل عشرات المحاولات الشعوبية و التي تجئ في ظل غياب حركة قومية عربية تدافع عن اصل القبائل العربية فالحركات القومية بعد تبنيها لفكرة ان العروبة لسان رفعت يدها نهائيا عن الدفاع عن القبائل العربية و الزود عن حمي العروبة . و اخيرا و بعد كل هذه الشواهد و الاسئلة الجريئة ليس في مقدورنا الا ان نصدر حكما منصفا بعروبة الجعليين و صحة انتسابهم الي العرب .
#عبد_الرافع_كمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاسلام عرض و تعليق .. الاسلام و شهوة النساء
-
الاسلام عرض و تعليق .. الاسلام و التصوير .
-
الاسلام عرض و تعليق .. الاسلام و السلام
-
الاسلام - عرض و تعليق -...الصلاة و مغزاها
-
الاسلام - عرض و تعليق - .. الاسلام و غاية الحياة
-
الاسلام - عرض و تعليق - .. الله و الرسالات
-
انواع الغناء السوداني
-
لمن الاولوية ، للدين ام العقل
-
سمات المنهجية العلمية
-
الدين كما ينبغي ان يكون
-
ظاهرة التعرصة في المجتمع السوداني
-
قصيدة الوطن ... للشاعر احمد شوقي .
-
الجنس ، كما ينبغي ان يكون ...
-
مفهوم التقييم
-
خمس اتهامات موجهة لقناة ساهور
-
المثيرات الجنسية و ضرورة تحديدها
-
زواج المتعة و حل الازمة الجنسية
-
الازمة المعرفية و افاق الحلول
-
نداء الي مثقفي السودان - انقذوا ارثنا الثقافي من خطر العولمة
...
-
مفاهيم هويية
المزيد.....
-
رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري
...
-
جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج
...
-
لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن
...
-
قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
-
كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
-
أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن
...
-
شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة -
...
-
-عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|