أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامى لبيب - إشكاليات في ماضي وحاضر ومستقبل الأحزاب الشيوعية















المزيد.....

إشكاليات في ماضي وحاضر ومستقبل الأحزاب الشيوعية


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6982 - 2021 / 8 / 8 - 18:28
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


- عرف العالم الشيوعية وأحزابها من خلال الثورات الشعبية التي كان الشيوعيين فى طليعتها وريادتها , كما كان هناك حضور للشيوعيين من خلال نخب عسكرية وريادية ليكون إستئثار الحزب الشيوعي بالسلطة سواء من العمل الثوري أو النخب هو أول أخطاءها .

- فى حالة وصول الشيوعيون من خلال الثورات الشعبية فلا يعني على الإطلاق إحتكارها وتفردها بالسلطة , فالثورة لم تتم بواسطة طبقة العمال فقط ولا يمكن تهمييش باقي الطبقات الإجتماعية فى الحراك الثوري والتغيير ,وإذا كان يمكن قبول ريادة الحزب الشيوعي بحكم أنه الأكثر حراكاً وثورية وتأثيراً فى التغيير لكن لا يمكن إهمال باق القوي والطبقات الإجتماعية ليتم تداول السلطة بينها فى إطار ديمقراطي .. لذا أري أن من الأسباب الرئيسية لإنهيار الإتحاد السوفيتي هو عدم وجود أحزاب أخري تنافس وتدفع الحزب الشيوعي لتطوير نفسه دائما ليحق له الريادة دوماً .

- صعود الشيوعية أو قل للدقة اليسار بواسطة الإنقلابات والنخب العسكرية من الأسباب الرئيسية لإنهيارها وزوالها سريعاً , فالبناء الفوقي مهما قدم من رؤي وسياسات إصلاحية فمصيره للسقوط أضف لذلك أننا أمام نخب ماركسية مثقفة ليس لها قواعد وطبقات إجتماعية تساندها فيكفي أن نذكر بعدم وجود طبقات عمالية وفلاحية تدعم النهج الشيوعي للعسكر فكان السقوط حتمي , ولنا فى النموذج اليمني الجنوبي مثال .

- لم يعد هناك آمال لثورات شعبية يتقدمها الحزب الشيوعي وذلك لأسباب عديدة يتقدمها فشل المشاريع اليسارية الإشتراكية وإنهيارها فلم يعد هناك نموذج ناجح للإقتداء والحلم ليتربع الحل الفردي على عرش الحلول أضف لذلك تراجع الكوادر الشيوعية بفعل كلاسيكية أداءها لتقبع فى ظل الحلول والرؤي القديمة أضف لذلك محاصرتها من قبل الإسلام السياسي والسلطات اليمينية .

- لم يظهر حضور الأحزاب الشيوعية من خلال الإنخراط فى الحلول الديمقراطية إلا فى الأحزاب الشيوعية الأوربية خاصة الحزب الشيوعي الإيطالي والفرنسي ولم يكتب لهما النجاح لأسباب عديدة منها قوة الأحزاب اليمينية فى أوربا وتقديمها الرخاء والرفاهية للعمال علاوة على إنصراف الإتحاد السوفيتي عن دعم تلك الأحزاب .

- سمحت بعض الأنظمة اليمينية فى البلدان العربية بوجود الأحزاب الشيوعية ضمن الحياة السياسية فلا تزيد الأمور عن الرغبة فى رسم ديكور جميل يعلن عن ديمقراطيتها وتمدنها مع إدراكها التام أن إنخراط الأحزاب الشيوعية فى العمل السياسي العام هو نزع لقوتها ومخالبها وذلك للأسباب الآتية :
- جري تهمييش وتفتيت وتشويه تام للطبقة العمالية على مدار الخمسين عام الفائتة والتي يتكأ عليها الشيوعيين مع تقليص حضورها الإقتصادي والإجتماعي وذلك بعد تصفيتها وتوزيعها فى عمالة حرفية وخدمية ذات تطلعات برجوازية .

- حضور الإسلام السياسي ونجاحه فى محاصرة اليسار بل تغلغله فى الطبقات التي كان يعتمد عليها اليسار كالعمال والفلاحين لتنحرف تلك الطبقات عن الحل اليساري فى النضال ولتتبني الحلول الإسلامية الرجعية ليسبقها حضور ثقافي كالإيمان بالأرزاق المقسمة وحق الملكية ألخ .

- رغم حصار الأنظمة اليمينية للإسلام السياسي فى الآونة الأخيرة من منطلق خطورته كونه بدأ يلعب فى ملعبه الخاص بعيداً لكن بقي تأثير هذا الإسلام السياسي من خلال ترسيخ الثقافة الإسلامية التى تعتني بالملكية والمصالح الرأسمالية وعداءها المستحكم تجاه الحلول اليسارية والعلمانية .

- كان لسقوط وإنهيار الإتحاد السوفياتي ودول المنظومة الإشتراكية فى شرق أوربا بمثابة الكارثة التي حلت على الشيوعية فلم يعد هناك حلم الخلاص والنجاة والنموذج الذى يقدم البديل للجماهير الشعبية ليحل مكانه النموذج والحلم الغربي بإعتباره ناجحاً مقدماً للرخاء والرفاهية والحريات .

- للأسف فشل الشيوعيين تماماً فى معالجة وتخطي كارثة إنهيار المجتمعات الإشتراكية فلم يبحثوا ولم يقدموا أى برامج نقدية وإصلاحية بينما الأمور كانت تحتاج لمراجعات كبيرة فى الأيدلوجية والتكتيك .

- إن قبول الأحزاب الشيوعية للعمل العام والإبتعاد عن العمل السري خصم وقيد من حراكها ليجعلها تلعب فى الملعب المُراد لها أن تلعب فيه فصارت تعتمد دستور البلاد الذي يؤسس للرأسمالية والملكية الخاصة لتكون المعارضة فى إطار ما ترسمه السلطات اليمينية دون الخروج عن محددات النظام السياسي ليتحول الحزب الشيوعي إلى المعارضة السياسية فاقداً ثوريته .

ما الحل ؟
- أولي خطوات الحل أن يتم مراجعة وتصحيح فشل وإخفاق التجارب الإشتراكية وأسباب إنهيارها كما لا يجب أن تخلو المراجعة من القسوة والحدة فى فضح أسباب الإنهيار ومنها تفرد الحزب الشيوعي وديكتاتوريته وراء شعار ديكتاتورية البروليتاريا .

- يجب أن تكون هناك حلول ورؤي ماركسية من نبع ومفردات كل مجتمع معتمداً على الظروف الموضوعية الخاصة بالمجتمع فلا مكان لإقتباس تجارب ورؤي وآراء الآخرين فلكل مجتمع خصوصيته , ولا مكان لإجترار أقوال لينين وستالين فلتكن تجارب تاريخية فقط , ومن هنا فليجتهد المنظرين بالبحث والدراسة لخريطة مجتمعاتهم الطبقية بدلاً من إستعارة وإسقاط تجارب وأقوال لينين وستالين وخروشوف .

- لا سبيل سوي الإنخراط فى التجربة الديمقراطية رغم أنها جاءت لتحجيم الماركسية ليكون الهدف هو تأسيس مجتمع يساري أولا فيكون الهدف الأول الدفاع بقوة عن حقوق الشغيلة من عمال وفلاحين وموظفين ومهنيين وحرفيين وعاطلين عن العمل ومهمشين ومعاقين , أى تبني الشيوعيين لألف باء يسار بتوسيع القاعدة الطبقية التى تتعاطي معها .

- على القوي الشيوعية قبول مبدأ التعدد وتداول السلطة داخل النظام الديمقراطي مع مواجهة شرسة لكافة القوي اليمينية والرجعية وعلى رأسها الإسلام السياسي وذلك بتأصيل مفاهيم ومفردات الثقافة الماركسية العلمية والإنحياز التام لكافة الطبقات الشعبية الكادحة

دمتم بخير .
"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .. شعار إنساني جميل ولكنه فى نهاية مشوار الألف ميل .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نحن متخلفون .. ثقافة الإختزال والإجترار
- بماذا تفسر- نحو فهم الإنسان والحياة والوجود
- وهم المُسبب والمُحدث والمُحرك وصانع الجمال العاقل
- أوهام البشر - خربشة عقل على جدران الخرافة
- أوهامنا العتيدة -خربشة عقل على جدران الخرافة
- خربشة عقل على جدران الخرافة..أوهامنا البشرية
- لا حل للصراع إلا بدولة علمانية أممية
- وهم الوعي أنتج أوهام عديدة - أوهامنا البشرية
- لا أريد أن اكون إلهاً..أريد أن أعيش كإنسان فذاك أفضل جدا .
- تأملات وتفنيد وخربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- الحالة الإيمانية تُخرب وتُدمرعقولنا وإنسانيتنا
- الرأسمالية تُخرب وتنتهك إنسانيتنا .
- تكوين الإسلام - إقتباسات القرآن من الشعر الجاهلي
- تهافت التهافت-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- إما تؤمنون بالقرآن والكتاب المقدس أو تكفرون بهما
- ثقافة قميئة تجلب القرف والإنحطاط
- الثقافة البغبغائية - لماذا نحن متخلفون
- تكوين الإسلام-إقتباسات محمد من الصابئية والمندائية
- فوقوا بقي من هذه الغيبوبة والغفلة
- تكوين الإسلام - إقتباس الإسلام من التلمود


المزيد.....




- ما هي أبرز مخرجات الاجتماع بين الفصائل الفلسطينية في دمشق؟
- الفصائل الفلسطينية:نؤكد ضرورة التلاحم بين الشعبين السوري الف ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- حزب العمال: مع الشعب السوري في تقرير مصيره في إطار سوريا حرة ...
- بيان صادر عن الفصائل الفلسطينيه في دمشق
- مجتمع في أوغندا يعود لممارساته القديمة في الصيد والزراعة لحم ...
- بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- س?بار?ت ب? ?ووخاني ?ژ?مي ئ?س?د و پ?شهات? سياسيـي?کاني سوريا ...
- النسخة الإلكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 582
- الثورة السورية تسقط الدكتاتورية بعد 13 عاما من النضال


المزيد.....

- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامى لبيب - إشكاليات في ماضي وحاضر ومستقبل الأحزاب الشيوعية