أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - رمزي عودة - طرق الأبارتهايد والاضطهاد














المزيد.....


طرق الأبارتهايد والاضطهاد


رمزي عودة

الحوار المتمدن-العدد: 6982 - 2021 / 8 / 8 - 00:49
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


ي كل صباح، أسافر من مدينتي الجميلة بيت لحم الى عملي في رام الله. الرحلة تستغرق في العادة ساعةً ونصف. ولكنها قد تطول بسبب إجراءات التفتيش من قبل الحواجز العسكرية الاسرائيلية الدائمة والمؤقتة، أو أنها قد تطول بسبب الازدحامات المرورية نظراً لكون الطرق الإلتفافية التي خصصها الاحتلال للفلسطينيين متعرجة وصعبة وخطيرة مثل طريق وادي النار.
في طريقي اليومي والمعتاد، أشاهد عشرات المرات حوادث عنصرية قلما تحدث في بقية دول العالم. ومن هذه الشواهد الغريبة مخالفات الشرطة الاسرائيلية للسيارت على مداخل المدن العربية. فغالباً، توقف وتخالف دوريات الشرطة الاسرائيلية السيارات العربية فقط (السيارات التي تحمل لوحات عربية)، ليس هذا فقط، فعندما توقفك دورية شرطة إسرائيلية فإنها تتعامل معك بأشد المعايير الأمنية، رشاشات أتوماتيكية مصوبة تجاهك، تفتيش دقيق لسيارتك، فحص هويتك، الى أخره من الاجراءات العسكرية وليس الشرطية المدنية كما هو متعارف عليه في معظم دول العالم. ليس هذا فحسب، فالخارج والقادم من بيت لحم، عليه أن يمر من الحاجز العسكري الاسرائيلي المسمى "الكونتير"، وهو مقام على أراضي بلدة السواحرة. هذا الحاجز العسكري يفصل بين وسط وشمال الضفة الغربية وجنوبها، وهو إن أغلق أبوابه، كما يحدث دائما في إجراءات التفتيش الدقيق، أو عندما تحدث أحداث مقاومة كأحد اجراءات العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين، فإنه يعزل أكثر من مليون فلسطيني مقيمين في بيت لحم والخليل عن بقية مناطق الضفة الغربية. على الكونتير، يمنع حملة الهوية الاسرائيلية من المرور فيه خوفاً على حياتهم!، ويتم تفتيش السيارات يومياً، وإعتقال الفلسطينيين المطلوبين، وأحياناً يتم التهكم والصراخ على المواطنيين الفلسطينيين العابرين من خلال مكبرات الصوت.
واذا ما تجاوزنا الكونتير، فإننا سرعان ما ننتقل الى الطرق المحاذية للمستعمرات الاسرائيلية وأهمها معالي أدوميم وبيت إيل وغيرها من المستعمرات. وغالبية هذه المستعمرات شبه الغسكرية تقع على سطوح الجبال، بينما تكون المدن والقرى العربية في موقع أسفل منها، وهذا بالطبع يعطي ميزة أمنية لهذه المستعمرات. الا أن العنصرية تظهر في هذه المستعمرات من خلال مستوى الترف والرفاهية التي بنيت عليه، بينما ستجد الفارق كبيراً بينها وبين المناطق العربية المجاورة لها، حيث الإمكانات ومستوى الخدمات أقل بكثير.
وعندما تصل في رحلتك الطويلة الى بلدة حزمة وهي مجاورة لمدينة القدس، فإنك تجد قطعاناً من جيش الاحتلال وآلياته العسكرية تصادر الأراضي العربية تعمد الى بناء جدار يحيط البلدة ويعزلها عن الطريق الذي يمر به المستوطنون، والسبب المعلن وراء ذلك، هو منع أهالي حزمة من التظاهر ضد الاحتلال والمستوطنين، وربما يكون السبب الآخر أيضاً هو تجنيب المستوطنين النظر الى المناطق العربية وهو يغادرون القدس المحتلة الى بيت إيل ومستعمرات الشمال، حتى لا يتكدر صفوهم!
وبعد تعدي حزمة، في العادة، أفضل سلوك طريق ما يسمى بيت إيل عن طريق قلنديا، فطريق قلنديا مزدحم دائماً، وغالباً ما تتعرض الى الاختناق أو الرصاص الحي في هذا الطريق نتيجة لاحتدام المواجهات بين الشباب الفلسطيني وجيش الاحتلال هناك. خاصةً أن هذا الطريق يمر بأحد أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني في رام الله وهو مخيم قلنديا. يعتبر طريق بيت إيل أقل ازدحاماً ولكنه أكثر خطورة، لأنك ستمر بعدد كبير من القوات الاسرائيلية وراء المتاريس متأهبون لاطلاق النار عليك اذا سلكت أي سلوك غير مفهوم لهم؛ مثل سرعة زائدة، عدم توقف على الحاجز، إنزلاق في سيارتك. وغيرها من الأمور التي تحدث يومياً في أي شارع، ولكنها ستكلفك حياتك اذا سلكت طريق بيت إيل.
بالفعل، تختصر رحلة العذاب اليومية هذه، معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وتتكرر هذه الرحلة في غالبية المدن الفلسطينية. وعليك كفلسطيني وأنت تجازف في رحلتك هذه أن تتأكد من سلامة سيارتك يومياً، لأن أي عطل فيها سيسبب مقتلك، كما عليك أن لا تخطئ الطريق، لأن أي خطأ في مسلكك سيؤدي بك أمام مستوطنة، وسيطلقون عليك النار فوراً، تماماً كما حدث مع الشهيدة الدكتورة مي عفانة وغيرها الكثير.
في النتيجة، العنصرية والفصل العنصري ستجده في كل مكان أثناء تنقلك بين المدن الفلسطينية، فعلى مداخل هذه المدن، ستجد "آرمة" كبيرة مكتوب عليها "يمنع دخول الاسرائيلين الى المناطق الفلسطينية ويعتبر دخولها جريمة يعاقب عليها القانون". ليس هذا فقط، وإنما يتعرض الفلسطيني للاضطهاد والتنكيل المستمر في هذه الطرق. ومع هذا يمضي الفلسطيني في الصمود على أرضه والذهاب الى عمله وجامعته وكأنه يقول للاحتلال، بأنه رغم المجازفة والخطر يعبر هذه الطرق ليؤكد أن اسرائيل دولة أبارتهايد وإضطهاد، وأنه رغم كل هذا ماض في بناء دولته المستقلة.



#رمزي_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات في المناخ السياسي في الولايات المتحدة!
- إنقلاب على الله !
- الولايات المتحدة تخلع عباءتها الليبرالية
- من أجل تعزيز موقف القيادة تجاه أموال المقاصة؟
- الموجة الثالثة للسلام .. الى أين؟
- في مقاربة الرد على البروبوجندا الاماراتية
- سلطة الله وسلطة الحاكم
- كورونا، حداثة ما بعد الحداثة
- معضلة حماس في اجراء الانتخابات
- الحياد ليس هو المطلوب أمام الازمة القطرية
- -تحدّي ترامب- فهل ينجح بالمرور؟
- القائمة المفتوحة فوضى أم تنظيم لصفوف فتح!
- مؤتمر باريس .. قراءة في النتائج واستراتيجيات الدبلوماسية الف ...
- التوافقية وليس المصالحة هي المطلوبة
- الخيارات العسكرية المتاحة امام دولة فلسطين
- الشباب والتحول الديمقراطي في اعقاب الربيع العربي
- موعدنا مع ايلول ..الدولة ام الاستقالة؟!
- الحل ليس حل السلطة !
- يا ابيض يا اسود .. في سبتمر المقبل


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - رمزي عودة - طرق الأبارتهايد والاضطهاد