أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - الحرق الحرق














المزيد.....

الحرق الحرق


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 6981 - 2021 / 8 / 7 - 20:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من مدونتي - 24-6-2015
القصة سبق نشرها بمدونتي منذ أكثر من 6 سنوات . واستجابة لطلب قاريء صديق عزيز . أعيد نشرها اليوم , ولأول مرة بموقع الحوار المتمدن .
---- النص :
منذ صغره وهو يحب الموضة . أحدث موضة . أيا كانت .
وكانت آخر صيحة , آخر موضة هي : الحرق .. نعم الحرق . موضة تنشر وتنتشر
عصابة ربانية تريد كرسي السلطة . تدور تحرق في وطنها وشعبها
شباب ومعارضة يكرهون العصابة الربانية . فيحرقوا مقراتها ومكاتب حزبها
أجهزة خاصة – رسمية - تتعاون مع هؤلاء وأؤلئك من خلف الكواليس , وتساعدهم علي الحرق ..
ناس متعصبون لعقيدة , فيحرقوا منازل أهل عقيدة أخري . أقلية مستضعفة ليجبروهم علي التحول لعقيدتهم ... أو دفع اتاوة شرعية - جزية - .. !
يطول الصراع بين عصابة السلطة وعصابة أخري دينية . لأجل كرسي الحكم .. فيجري حرق المنشآت والمرافق العامة والخاصة ..
وهكذا صار الحرق والحرق المضاد هو موضة .. (هذا غير من يحرقون البشر وهم أحياء ..! ) .
ولعشقه للموضة بأنواعها .. دعاه بعض أفراد جماعة . للمشاركة في حرق صيدلية طبيب ينتمي للأقلية العقائدية المستضعفة . لرفضه دفع الاتاوة الشرعية ( الجزية ) ...
لم يتقاعس أو يتأخر عن المشاركة في عملية حرق الصيدلية .. حباً منه للموضة الجديدة والسارية : موضة الحرق
مضي معهم , وشارك في اشعال النار بالصيدلية واستمتع بألسنة اللهب وهي ترتفع وتهدد محلات ومباني مجاورة .. استمتع بممارسة موضة الحرق .. وترك النيران في أوج اشتعالها , ومضي متجها لمنزل عائلته
قبيل وصوله للمنزل بحوالي عشرين متراً فوجيء بشقيقته خارجة من باب المنزل , والذعر يتملكها , وفي يدها ورقة ..
ما ان رأته حتي اندفعت نحوه واندفع نحوها وقد تملكه القلق
سألها : ماذا حدث ؟
شقيقته : أمك مريضة جداً في حالة خطرة , الطبيب كان عندها وكتب لها هذه الروشتة وقال تجيبوا الدواء في أسرع وقت ومن أقرب صيدلية
... ...
شهق في هلع , فأقرب صيدلية هي التي قد شارك في إحراقها ...
راح يتلفت حوله للبحث عن سيارة تنقله بسرعة للمدينة التابعة لها قريته , لشراء الدواء . فوجد صاحب احدي سيارات الأجرة . طلب منه احضار السيارة علي عجل . فاعتدر لكون السيارة لدي الميكانيكي لاصلاحها ..
راح يلتفت بحثاً عن صديق أو قريب عنده سيارة فلم يجد .. اضطر للخروج نحو الطريق الزراعي لأخذ سيارة متجهة للمدينة ..
وصل المدينة بعد أكثر من نصف ساعة . اندفع لأقرب صيدلية وقلبه يدق خوفاً علي حياة أمه ,, دخل بسرعة , وناول الروشتة للصيدلي ..
الصيدلي : ( بعد أن قرأها ) ايه .. هذا النوع ناقص من السوق .. كان عندنا واحدة انتظر لعلها موجودة .. نادي مساعده وسأله ان كان الصنف موجوداً .. فرد عليه من داخل معمل الصيدلية ..
مساعد الصيدلي : آخر واحدة بعتها بالأمس
سأل الصيدلي , وكله قلق : وما العمل الآن ؟
الصيدلي : دور في صيدلية أخري , لعلك تجده , هو ناقص من السوق . لكن دور ممكن تلاقيه .. وخصوصاً باحدي صيدليات الأرياف ..
... ...
المسافة بين تلك الصيدلية وبين أخري .. كبيرة .. مضي يركض ركضا نحوها .. علي أمل ..
فجأة رن جرس الموبايل . قبيل باب الصيدلية بمترين فقط .
يرد : آلوه
شقيقته ( بلوم شديد و غير معتاد منها ) : إتأخرت ليه !؟ كل هذا الوقت وأنت تشتري الدواء !!؟؟؟
أجاب : ماذا جري !!؟
شقيقته : ان كنت اشتريت الدواء رجعه تاني
يرد بخوف شديد : لماذا . ماذا حدث ؟
شقيقته : شد حيلك . البقية في حياتك ( ثم انفجرت , وهو معها .. بالبكاء ) ..
هنا فقط انتبه لحماقته , وعرف ان موضة الحرق موضة بطالة . ما كان له أن يتبعها
وفهم أخيراً أن الصيدلية التي شارك في احرقها . ليست ملكاً لصاحبها وحده .. بل صاحبها يمتلك ثمن ما بها من الأدوية فقط .. أما الأدوية نفسها , فهي ملك كل من يصاب بمرض ويحتاج اليها ...
أخيراً فهم .. ولكن .. بعد فوات الأوان ..

*********************



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصل الحكاية
- من الارشيف - الاسلام و المستنقع .. متي يتم تجفيفه ؟!!
- من الارشيف - العوربة والأسلمة ، غلط لحقائق التاريخ والجغرافي ...
- وساويس إبليس
- كوابيس فاشيّة - 1
- أحلام مصرية لما بعد سقوط الديكتاتورية
- آفة التوحيد ونعمة الشِرك
- موسم المطالبة بالغاء عقوبة الاعدام – ومن يضعون العربة أمام ا ...
- أشهي المطبوخات والحلويات البدوية
- استمعوا للرأي ولو من غرماء - للاستفادة من كل الأفكار الصالحة
- تبوير تبوير .. وتنوير 2-2
- صَلعَمِيّات - حوار مع أَخّ صلعمي
- كتابات أعجبتنا - 7 . من دواعشكم تُدعشوّن
- من مؤلفاتي القديمة - مسرحية الأستاذ خوفو يعتذر - عام 1973 - ...
- هل ستدوّم الاصلاحات السعودية ؟
- أمريكا .. ! ماذا تفعلي بالمصريين و بمصر !؟
- الي روزا لكسمبورغ
- الاستشهاد عند الدواب والطيور والحشرات
- من الغبي ؟ القانون ؟ أم القاضي ؟
- الكروان المصري - من ذكرياتي في مصر


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - الحرق الحرق