أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زينب البحراني - لا لتسييس المحبَّة














المزيد.....

لا لتسييس المحبَّة


زينب البحراني
كاتبة وروائية


الحوار المتمدن-العدد: 6981 - 2021 / 8 / 7 - 20:47
المحور: حقوق الانسان
    


خُلِقَ هذا العالم بكُل ما فيه من اختلافٍ وجمال لنستمتع بتفاصيله، وتغترف أبصارنا وبصائرنا من جماله، ونغوص في رحلات البحث المعرفية عن كنوز أسراره، وكان حظنا بالانتماء للمنطقة العربية كبيرًا لأنها من أكثر بلدان العالم ثراءً بأسرار المعرفة وكنوز التاريخ، لكن حالةً سائدةً من الجهل الجمعي تتجاهل تلك النعمة غير عابئةٍ بتبددها، وحالةً أُخرى غريبةً مُستجدة تجنحُ لمُكافحة كل شعورٍ طيبٍ تجاه بلدٍ آخر غير الذي شاءت الأقدار أن يولد فيه الإنسان ويُختم باسمِه بذريعة أن كُل إعجابٍ أو محبةٍ لا بد وأن يكون وراءهما مشاعر أو نوايا سياسية كامنة! وهذه – لعَمري- من أقبح صور التشوه والتلوث المشاعِري الذي بدأنا نغرق فيه ونختنق!

ثراء الموروث التاريخي والفكري، اللهجة اللذيذة، الأجواء اللطيفة، الطبيعة الخلابة، الصناعات المحلية العريقة، الأطعمة اللذيذة، جمال النساء ورقتهن، عنفوان الرجال وشجاعتهم، الفن الأصيل، الأدب القادر على إيقاظ الدهشة في النفس، الأحجار الكريمة، الممثلون الوسيمون، المُمثلات الجذابات، الدراما التلفزيونية والإبداع السينمائي، أرواح الناس هناك، أشكالهم، كل هذه الأسباب، أو بعضها، أو غيرها، قد تدفع شخصًا للوقوع في غرام بلد دون أن يكون مُهتمًا بتوجهاته السياسية، فللمحبة حساباتٌ مشاعرية أُخرى تعتمد على مصالح قلب الإنسان الذي يخفق بهجةً بسبب مكان، لا على المصالح المُعقدة بين من لا يعرفهم هنا وهناك.

حرمان الناس من ممارسة حقهم في المحبة ولو بالكلمات ليس أمرًا مُفزعًا وبشعًا وحسب؛ بل فيه عبثٌ بالبرمجة الفطرية للإنسان الذي يُفترض أن الحُب للأشخاص والأشياء والأماكن والمعاني الوقود اليومي لروحه ووجدانه، وحين لا يتنفس كفايته من هذا الحُب يتداعى ويتبلد ويمرض ثم يموت!
يبدو أن نظامًا عالميًا جديدًا يُقدس "الروبوتيَّة" ويتلذذ بتحويل البشر إلى روبوتات تشعر بضغطة زر، وتكف عن الشعور بضغطة زر، تُحب اليوم بالأمر وتكره غدًا بالنهي، ثم تكره بعد غدٍ بالأمر وبعده تعكس شعورها بالنهي! ومع تكريس ظاهرة "الببغائية" بين الجماهير التي تُكرر ما تسمع دون تفكير، تتحول فردية المشاعر إلى رماد، ويُصبح الشخص ذو المشاعر الأصيلة الخاصة به مثارًا للسخرية أو الريبة!

لا يوجد بلد على وجه الأرض ليس فيه ما يستحق المحبة، كان الخالقُ – ومازال- عادلاً جدًا في توزيع ثرواته المادية والمعنوية في كل مكان، وإن كان بصرك وبصيرتك عاجزان عن رؤية ما جعل قلب الآخر يخفق حُبًا لأجل مكان فهذا لا يعني أن ليس فيه ما يستحق الحُب، بل أنك أنتَ شحيح المعرفة، بليد المشاعر، مُتجلد الأحاسيس، تحتاج بذل مجهود هائل لاسترداد إنسانيتك وتكف عن محاولات تجريد الآخرين من انسانيتهم المُرهفة.



#زينب_البحراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماليَّات اللغة في أغنية غن لفؤاد عبدالواحد


المزيد.....




- صحيفتان بريطانيتان: قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نت ...
- كاميرا العالم توثّق الوضع الإنساني الصعب بدير البلح وسط غزة ...
- أول دولة أوروبية تدعو نتانياهو لزيارتها بعد مذكرة الاعتقال م ...
- -اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام ...
- -نقل لاجئين سوريين من مساكنهم لإيواء أوكرانيين-.. مسؤول ألما ...
- ألمانيا: انتقادات حادة لشركات خاصة تدير مراكز إيواء اللاجئين ...
- آلاف من طالبي اللجوء غادروا ألمانيا طوعا بمقابل دعم مالي
- إردوغان يعلق على مذكرة اعتقال نتانياهو من الجنائية الدولية
- هيئة فلسطينية: إلغاء إسرائيل اعتقال المستوطنين يسهل جرائمهم ...
- 4 ملايين عائلة مهددة بالتفكك في الولايات المتحدة بسبب خطط تر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زينب البحراني - لا لتسييس المحبَّة