اسكندر أمبروز
الحوار المتمدن-العدد: 6980 - 2021 / 8 / 6 - 18:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يعلم كل مثقف وعاقل وقارئ للتاريخ اليوم مدى التشابه الكبير والتطابق المخيف بين العقيدة الداعشية والعقيدة النازيّة , حيث تشترك هاتين العقيدتين أو الديانتين (مع مراعاة كون النازية دين مادي كالشيوعية) في العديد من الصفات والأفكار السقيمة.
ومن أهمها هي فكرة تمجيد القائد والمؤسس , وكراهية اليهود , والعنصرية , والنرجسية وكراهية الآخر المختلف , وتحقير المثليين وقتلهم , والاتباع الأعمى للأوامر ...الخ من أفكار مسمومة ومريضة.
ولكن في حالة دين رضاع الكبير نجد امتداداً واستمراريّة في سلّم الانحدار والانحطاط يتجاوز النازية والشيوعية والفاشية في هذا الشأن.
فالعقيدة البول بعيرية هذه بحيونتها وتخلفها , وبسخفها وفصامها عن الواقع , صارت تشكّل مجتمعات مريضة أشبه بمجتمع الBig Brother في رواية 1984 , ففي ذلك العالم المحكوم بقبضة من حديد من قبل نظام فاشي دكتاتوري , يقع المواطنون تحت مراقبة شديدة حتى في غرف نومهم من قبل السلطات عن طريق كمرات المراقبة , وفرض حب القائد على الناس والادعاء أن اتباع أوامره لا يكفي , وإنما على الجميع أن يحبوه من قلبهم , ومن لا يحبه سيموت , فضلاً عن وضع مئات القيود على الناس وحياتهم الى أن وصل الحد الى وضع جريمة تسمى بجريمة التفكير , والتي تذكرنا ببث وزرع حالة الخوف والرعب في عقل المؤمن إن قام بالتفكير ولو للحظة أو إعادة النظر في دين السبي والنهب.
فمقارنة دين بهائم الصحراء بالنازيّة هي مقارنة مشروعة , ولكنها ظلم في حق النازية , حيث أن دين بهائم الصحراء تجاوز تلك العقيدة المهترئة , ووصل الى مراحل من قمع المجتمعات وتشويهها ونسف كيان أفرادها الى أن وصل حالها حال مجتمع رواية 1984 الخيالي , فلو ألقى جورج أورويل نظرة على حال المسلِّمين لعقولهم لما كتب روايته تلك , ولاكتفى بكتابة مذكرة أو قصّة حياة أحد الأشخاص المؤمنين بدين بهائم الصحراء وانتهى الأمر.
#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟